المك نمر

مك نمر هو أخر ملوك الجعليين ولجأ إلى الحبشة بعد حرقه إسماعيل باشا وقضاءه على جيشه بعد الغزو التركي للسودان 1821.

مك شندي الذي احرق اسماعيل باشا محمد علي باشا، وهو آخر ملوك الجعليين بشندي (1785-1846م).

عاش شبابه منفياً وسط البطاحين لخلاف كبير حول احقيته بالحكم واصبح مكا حوالي عام 1802م رغم الاعتراف باحقيته منذ عام 1795.

انتهز المك نمر اشتغال عدلان بن محمد ابو لكيلك بحرب المسبعات في كردفان فكر لحرب عمه المك المساعد في سنة 1216هـ/1801م وجرت بينهما عدة معارك واستعان فيها المساعد ببطون اخرى من الجعليين. وكان اخر الحروب في العوليب واد بالبطانة بين التراجمة وكبوشية. وتوسط الفقهاء بينهما عام 1233هـ/1818، وقسمت مملكة السعداب على قسمين غرب النيل وعاصمته المتمة ولي عليه المك مساعد وشرق النيل ولي عليه نمر.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الحملة المصرية

وصل إسماعيل باشا إلى شندي في ديسمبر 1822. فاستسلم المك نمر لاسماعيل باشا عام 1821. وأمر المك نمر والمك مساعد بالمثول أمامه وعند حضورهما بدأ الباشا بتأنيب المك نمر واتهامه بإثارة القلاقل ومن ثم عاقبه بأن أمره أن يدفع غرامة فادحة، الغرض منها تعجيزه وتحقيره (1000 أوقية ذهب، ألفي عبد ذكر، 4آلاف من النساء والأطفال، ألف جمل ومثلها من البقر والضأن) واختلفت المصادر في الأعداد لكن اتفقت في استحالة الطلب. رد المك باستحالة الطلب فأهانه الباشا وضربه بغليونه التركي بإساءة بالغة أمام الحاضرين . حتى أن المك رفع سيفه فأوقفه المك مساعد وتحدث إليه باللهجة الهدندوية (التي عرفوها عن طريق التجارة مع سكان البحر الأحمر) فأبدى المك رضوخه وأظهر خضوعه بأن دعا الباشا إلى العشاء وذبح له الضأن وهيأ له الحرس وأمعن في خدمته وأخبره أن الغرامة ستدفع في صباح اليوم التالي، أثناء ذلك كان الجعليون يطوقون الحفل بالقش من كل مكان مخبرين رجال الباشا أنها للماشية التي ستحضر وقبيل انفضاض الحفل أطلق الجعليون النار في القش فمات إسماعيل ورجاله خنقاً وحرقاً.

نتيجة لذلك هاجم الجيش المصري بقيادة محمد بك الدفتردار، زوج ابنة محمد علي باشا، الجعليين وقاتلهم في معركتي النصوب وأبي دليق وقتل من الجعليين عدداً كبيراً، يبالغ فيه البعض بيجعلونه يصل في إحدى المرات 30,000 من الجعليين.

استمر المك نمر في إغارته على الدفتردار حتى بلغت خسائر رجاله عدداً عظيما فهاجر المك إلى البطانة ومن هناك إلى الحبشة حيث خطط مدينة أسماها المتمة، في الجبال على بحر السلام، أسوة بعاصمة الجعليين في الشمال. وبعد ثلاثة سنوات من حرق اسماعيل توفي المك نمر في حلة الحجر المكتوب وتولي ابنه عمر المكوكية وكان شجاعا حازما وتعاون مع السنجك المغربي ابي رشوان الذي انضم من قبل الى ابيه هربا من الجيش المصري. وهاجموا الضباينة واستعان الضباينة بالفلاتة وقادهم عدلان ود زايد وانضم الجعليون سكان الصوفي ود البشير الى المك عمر والتقوا بهم في غاسولة وانهزم الضباينة وانصارهم ومن بينهم حاج احمد سربوك وفي نهاية المطاف قتل المك عمر وسبعة من اخوته والسنجك ابو رشوان ولم يبق الا المك خالد بن المك نمر وثلث اتباعه اقاموا بالصوفي ود البشير حتى صدر العفو.[1]

وبعد وفاته وخلفه ابنه عمر الذي زار شندي سرا عام 1840م ولكنه عمي وضعف جسمه عام 1844م وتوفي عام 1846م. وتولى ابنه عمارة النضال بعد وفاة ابيه وقاد حملات ضد الاتراك. وهاجم التاكة والهدندوة عام 1850م وادعى ملكية سوق ابو سن (القضارف) وقال انها جزء من مملكة التقري حلفائه. وفي عام 1857م منح محمد سعيد العفو للنمراب. ولكن عمارة احتل نقطة الجمارك التركية في دوكة فاحرق المصريون مقره في ماي قبة عام 1863م وقتل عمارة في نفس العام. واصدر الخديوي اسماعيل عفوا عنهم ورجعوا لشندي عام 1865.


نسبه

المك نمر بن المك محمد بن ادريس بن سليمان ابن سالم بن بشارة بن كنبلاوي بن الفحل بن عبدالسلام بن ادريس ابن سليمان المشهور بالودار (العدار في رواية) بن المك سعد ابو دبوس ابن المك محمد بن عدلان بن قصاص بن كرت بن هاطل بن ياطل بن ذي الكلاع الحميري. ويروي الخبير النسب كما يلي: المك نمر بن محمد بن نمر الاكبر بن عبدالسلام بن ادريس التولي ابن سليمان الملقب بالعدار بن ضياب البرنس بن الملك سعد المكنى بابي دبوس بن عبدالسلام الاكبر بن عبدالمعبود بن الملك عدلان بن عرمان ابن ضواب بن غانم.

الهامش

  1. ^ "المك نمر". موسوعة السودان الرقمية.