المعرفة:مقالة اليوم المختارة/13-02-2023
الليدي هستر ستانهوپ (و. 12 مارس 1776 – 23 يونيو 1839) عميلة بريطانية في جبل لبنان، هي أكبر أنجال تشارلز ستانهوپ، إيرل ستانهوپ الثالث، من زوجته الأولى الليدي هستر پت، يذكرها التاريخ بمغامراتها وأسفارها في العالم العربي ودورها الرئيسي في إضرام ثورة الدروز على حكم محمد علي.
وفي عام 1813 استقرت في لبنان حيث شيدت لنفسها قصراً يشبه القلعة فوق دير مهجور في قرية جون، على بعد ثمانية أميال من صيدا. وعـُرف قصرها بين الأهالي باسم "دار الست". واتخذت زي النساء المحلي، وشرعت تدرس اللغة العربية واولعت بعلم النجوم وعلم الخيمياء، واحاطت نفسها بحرس من الألبان وحاشية من الزنوج وفرضت عليهم ان يسلكوا معها حسب قواعد التشريفات الملكية. واستطاعت ان تكون ذات نفوذ وسلطة كبيرة جدا بين سكان المناطق المجاورة، ولا سيما الدروز منهم، فكانوا يحترمونها ويطيعون امرها الى درجة تبعث على الدهشة. في البداية رحب بها الأمير بشير شهاب الثاني، إلا تدخلها المستمر في شئون الدروز وإيوائها لمئات من اللاجئين من المناحرات بين القادة الدروز، جعله ينأى عنها. وعندما فتح ابراهيم باشا الشام أدرك ما لها من نفوذ وطلب منها ان تقف على الحياد، ولكن الحياد لم يكن من شيمتها فصارت من اشد الناس طعنا في الحكم المصري، ولا ندري هل كان ذلك بإيعاز من الحكومة البريطانية ام بدافع ذاتي منبعث من شخصيتها ذات الاطوار الغريبة.
كان لستانهوب جواسيس يعملون في المدن الشامية الكبيرة، وكانت مراسلاتها ومؤامراتها مع الشيوخ والباشوات متصلة، وكانت لها يد في اثارة الدروز على الحكم المصري، ولم يسترح منها إبراهيم باشا إلا بعد أن ماتت في عام 1839، فدفنت في مكانها، وكان عمرها لا يتجاوز الثالثة والستين، وقيل أنها كانت عند موتها وحيدة مفلسة».