المبارك ابن محمد

مؤرخ إسلامي
مجد الدين أبي الحسن علي الشيباني
اللقبالمبارك بن محمد
ميلاد1150 م، جزيرة ابن عمر، الدولة السلجوقية/حالياً جزيرة ابن عمر، تركيا
وفاة1210 = 606 هـ[1]
الأصل العرقيعربي
الديانةالإسلام
المذهبالسنة
الاهتمامات الرئيسيةالتاريخ
أعمالهالإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف - البديع في شرح الفصول - الباهر في الفروق

المبارك بن محمد (و. 544 هـ = 1150م - ت. 606 هـ = 1210م)، هو أبو السعادات، مجد الدين، ابن الأثير الجزري، الشهير بابن الأثير الكاتب، علاّمة في التفسير والحديث والفقه والأصول واللغة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

حياته

ينتمي لأسرة ابن الأثير، وهو شقيق العلماء عز الدين ابن الأثير وضياء الدين ابن الأثير.

كان أبوهم محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني، الجزري، أو أثير الدين، وقد عمل رئيس ديوان وخازناً في جزيرة ابن عُمَر، ثم أصبح نائب وزير الموصل في إمارة الزنكيين، واشتغل في التجارة فاغتنى وتملك الأرض والدور. وكان على حظ كبير من الفطنة والعلم، فربّى أولاده أفضل ما تكون التربية. [2]

ولد الإخوة الثلاثة في جزيرة ابن عُمَر، وإليها انتسبوا، فقيل لكل منهم «الجَزَريّ» وهي بلدة تقع على ضفة دجلة، الذي يحيط بها كالهلال، قريباً من الحدود الشمالية الشرقية لسوريا، بناها الحسن بن عمر بن الخطاب التغلبي نحو منتصف القرن الثالث الهجري.

رحل أثير الدين بأولاده إلى الموصل سنة 565هـ وكانت تزخر بالعلماء والمدارس التي أقامها أتابكتها من آل مودود والزنكيين، فنهل أبناء الأثير العلم منها.

درس على علماء أجلاّء. فأخذ الأدب واللغة عن ناصح الدين أبي محمد سعيد بن المبارك الدّهان النحوي البغدادي (ت569هـ)، وأبي بكر يحيى بن سعدون القرطبي النحوي واللغوي والأديب المقرئ (ت567هـ)، وسمع الحديث من جماعة من المحدّثين منهم خطيب الموصل عبد الله بن أحمد بن محمد الطوسي (ت578هـ)، وأبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني (ت596هـ). وأخذ العلم كذلك عن عبد الوهاب ابن سكينة الصوفي الشافعي (ت607هـ). وأحاط بثقافة عصره فذاع صيته واشتهر بورعه وخلقه المستقيم وفضله وإحسانه، ويزين ذلك عقل كبير وفكر نيَّرٌ ومهابة. كما كان أبو السعادات شديد التواضع، ينسب الفضل لذويه ويُعلي من شأن العلماء الذين سبقوه، ولايكاد ينسب لنفسه شيئاً من العلم أو المعرفة، بل تراه يحثّ قارئ كتبه على أن يتفضل بإرشاده إلى موطن الخطأ فيما كتب.

كانت لمجد الدين مكانة رفيعة عند أتابكة الموصل وأولي الأمر فيها. وقد عرضت عليه الوزارة أكثر من مرة فأباها ليتفرغ للعلم والتأليف.

أصيب المبارك بن الأثير بمرض النقرس، فأقعده، ورأى فيه فرصة طيبة تبعده عن محافل الناس، وتعينه على التزود من المعرفة. وقصده طلاب العلم من كل مكان، وكان من أبرزهم الشهاب الطوسي نزيل مصر (ت596هـ)، وقاضي القضاة فخر الدين علي بن هبة الله البخاري (ت593هـ). ترك أبو السعادات ابن الأثير مجموعة من الكتب القيمة تشهد على ثقافته الواسعة، وعلمه الغزير، وتفكيره العميق. وقد أخرج معظمها في أيام مرضه الذي لازمه حتى مات ودفن في بلدته بظاهر الموصل.


كتبه

النهاية في غريب الحديث والأثر. لقراءة وتحميل الكتاب، اضغط على الصورة.

من كتبه في التفسير الإنصاف في الجمع بين الكشف والكشاف، جمع فيه بين تفسيري الثعلبي والزمخشري، وله في النحو البديع في شرح الفصول لابن الدَّهان، والباهر في الفروق، والفروق في الأبنية. وله في التراجم المختار في مناقب الأخيار، وتجريد أسماء الصحابة، والمرصع في الآباء والأمهات والبنات. وله في الأدب: «الرسائل»، و«صنعة الكتابة». وله في الحديث: «الشافي في شرح مسند الشافعي»، و«شرح طوال الغرائب». على أن أعظم كتب مجد الدين وأشهرها: «جامع الأصول في أحاديث الرسول»، و«النهاية في غريب الحديث والأثر».

أما الكتاب الأول، فجمع فيه بين كتب البخاري ومسلم وموطأ مالك وسنن الترمذي وسنن أبي داود والنسائي بعد حذف الأسانيد، مكتفياً بذكر الصحابي الذي رواه، وأتى بالأحاديث مرتبة على حسب الموضوعات مجموعة في كتب، وقد قسم كل كتاب إلى باب وفصل ونوع وفرع وقسم، ثم رتَّب الكتب وفق حروف الهجاء، وجعل لكل ذلك عنواناً مناسباً. وذكر الحديث ومن أخرجه ومعاني كلماته وما فيه من أحكام وترجم لرجاله.

وإذا كان للحديث صلة بأكثر من موضع، جعله في موضع وأشار إليه في المواضيع الأخرى، وجعل لهذا الكتاب مقدمة ضافية في مصطلح الحديث. وقد اختصره عدد من العلماء منهم ابن الدَّيْبَع الشيباني (ت950 هـ)، وهبة الله البارزي الحموي (ت738هـ) وللفيروز آبادي صاحب «القاموس المحيط» زوائد عليه سماها: تسهيل طريق الوصول إلى الأحاديث الزائدة على جامع الأصول. وقد طبع «جامع الأصول» أول مرة عام 1368هـ/1949م بإشراف الشيخ عبد المجيد سليم ومحمد حامد الفقي، وصدر في أحد عشر جزءاً.

وأما كتابه الآخر «النهاية في غريب الحديث والأثر»، فقد رجع فيه أبو السعادات إلى كتب الحديث المختلفة، واستخلص ما فيها من كلمات تحتاج إلى تفسير، فشرحها معتمداً على كتب اللغة وما تقدم من كتب مشابهة، وذكر الجملة من الحديث الذي وردت فيه الكلمة، ثم رتب الكلمات وفق ترتيب المعجم، ولم يخرج على ذلك إلا إذا كانت للكلمة شهرة على الألسنة بحروفها المزيدة، فإنه كان يضعها وفق حروفها المزيدة، فقد ذكر كلمة «أبهر» مثلاً في حرف الهمزة، مع أن أول حروفها زائد، وحقها أن توضع في حرف الباء. وللأمانة العلمية، فقد صرح أنه اعتمد على كتاب «غريب القرآن والحديث» للهروي، وكتاب أبي موسى محمد بن أبي بكر بن المديني الأصفهاني في الغريب، وزاد عليهما زيادات كبيرة جداً، حتى غدا أشهر كتاب في هذا الفن، ولاينافسه كتاب آخر في بابه إلى العصر الحاضر. وقد صبّ ابن منظور في «لسان العرب» كتاب «النهاية» بتمامه. وطبع الكتاب أول مرة سنة 1269هـ، ثم صدرت طبعة منقحة حققها الطاهر أحمد الزواي ومحمود محمد الطناحي سنة 1383هـ/1963م في خمسة مجلدات كبيرة.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ Fourth to Seventh century
  2. ^ عمر الدقاق، أمينة بيطار. "ابن الأثير". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-02-09.