الكاملين

الكاملين هي مدينة سودانية تقع في ولاية الجزيرة.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الموقع

تقع مدينة الكاملين عند تقاطع خط عرض 15.04 درجة شماللاً وخط طول 33.10 درجة شرقاً.


التاريخ

التأسيس

لا يوجد تاريخ دقيق لتأسيس ونشوء مدينة الكاملين القديمة ولكن في يناير 1699 مر رحالة فرنسي يدعى "بوندسيه" بالمدينة، ووصفها في مذكراته ورسمها ما يعني أن نشأتها تسبق هذا التاريخ. وترجم هذه المذكرات إلى الإنجليزية وليم فوستر في 1949.

وأقيمت المدينة في منطقة خصبة مليئة بالأشجار. وفي 1822 وصل نور الدين افندى وابنه علي نور الدين أفندي إلى المنطقة وهما مصريان تركيان، أتيا طلباً لإنشاء أبعاديات زراعية يعود ريعها إلى الخزينة العامة تحت إشراف أحمد باشا أبو ودان الحاكم العام في الخرطوم.

واستقر نور الدين وابنه في الكاملين. وأزالا الأشجار والحشائش وجعلاها ملائمة للسكن والاستقرار وللحيازات الزراعية، فتشكلت الكاملين الحديثة، حيث وفدت إليها مختلف القبائل والأجناس.

التطور الإداري

ثم تطورت الكاملين سريعاً حيث اختيرت كعاصمة لمديرية النيل الأزرق خلال حكم العثمانيين للسودان، ثم استمرت كعاصمة طوال فترة حكم المهدية ومركزاً للقيادة ومحل انطلاق الجيوش حتى 1905 حيث نقل الاستعمار الإنجليزي العاصمة من الكاملين إلى أربجي ثم لود مدني.

وظلت بعدها المدينة محتفظة بأهميتها، وكان يحكمها مركز أداري برئاسة مفتش إنجليزي يعاونه مأمور ومحكمة شرعية، بالإضافة لقوة من رجال البوليس. وفيها محكمة قروية ومجلس بلدي ومجلس زراعى ومركز صحي. واستمر هذا الوضع إلى 1934 حيث نشأت فكرة توحيد المراكز ففى 22 أبريل 1934 اندمج مركز الكاملين إلى مركز الحصاحيصا وبعدها توحدت مع مجلس ريفي المعيلق، لاحقاً أعيد لها وضعها الطبيعي كرئاسة منطقة بحري الجزيرة ثم عاصمة لمحافظة الكاملين.

هجمات أكتوبر 2024

في 20 أكتوبر 2024 بدأت قوات الدعم السريع هجمات انتقامية على قرى وبلدات شرقي ولاية الجزيرة المتاخمة للعاصمة الخرطوم من الناحية الجنوبية، وذلك بعد انشقاق قيادات منها منتمية لتلك الولاية وانضمامها إلى الجيش؛ ووصفت الهجمات بأنها ترقى إلى "مستوى الإبادة الجماعية والتطهير العرقي".

واقتحامت قوات الدعم السريع عشرات القرى في شرق الجزيرة مرتكبة جرائم وصفها بالإهاربية شملت القتل والإغتصاب ونهب وتخريب واختطاف المدنين للمطالبة بفدية.

كما تجبر قوات الدعم السريع المختطفين على تسجيل فيديو ومناشدة ذويهم دفع فدية مالية نظير إطلاق سراحهم. إذ طلبت قوات الدعم السريع مبلغا ماليا قدره 5 ملايين جنيه سوداني (يساوي ألفي دولار) تم دفعها والإفراج عن أحد المختطفين، وطلبت من آخر 50 مليون جنيه سوداني (19 ألف دولار).[1] وبدأت الهجمات الانتقامية عقب إعلان قائد قوات الدعم السريع في ولاية الجزيرة أبو عاقلة كيكل انشقاقه وانضمامه لصفوف الجيش السوداني.

وسيطر الدعم السريع على مدينة تمبول في 22 أكتوبر، واستخدمها قاعدة لشن هجماتها إثر ذلك على عدد من قرى شرق الجزيرة.

وحسب مؤتمر الجزيرة (مؤسسة حقوقية مدنية)، فقط تجاوز عدد القتلى بمدينة تمبول 300 قتيل بينهم نساء وأطفال، وفاد بأن الجثث الملقاة على الطرقات تزيد من صعوبة إجراء حصر دقيق حتى الآن، بسبب مغادرة المواطنين المدينة.

وقال الأمين العام لمؤتمر الجزيرة المُبر محمود إن أكثر من 30 قرية بشرق الجزيرة هاجمتها قوات الدعم السريع وهجّرت سكانها قسرا، فضلا عن حالات اختطاف الفتيات والعنف الجنسي.

ففي بلدة السريحة فقط في شمال ولاية الجزيرة، أفاد سكان محليون عن ارتفاع ضحايا إلى 124 قتيلا برصاص قوات الدعم السريع. كما أظهرت مقاطع فيديو بثها عناصر من قوات الدعم السريع، تظهر إذلال سكان القرية بمن فيهم كبار السن.[2]

أما في محيط الكاملين قتل 50 شخصاً على الأقل وأصيب 200 آخرين، يوم 25 أكتوبر.[3]

التركيبة الاجتماعية

لم يكن الاستيطان في الكاملين عشوائيا، إذ ساهمت الظروف الموضوعية بجعل المنطقة غاية للهجرة والاستقرار للعديد من القبائل والأسر. وكان لتوفر المقومات الزراعية مثل مشروع الكاملين الزراعي، ومشاريع الزراعة النيلية وأيضا وقوعها على ضفة النيل دور في زيادة الهجرات الشمالية.

كما مكنها موقعها الجغرافي من تبوء موقع تجاري هام حيث أصبح سوقها مركزاً تجارياً مشهوراً. وضمت قبائل الدناقلة والجعليين والشايقيه والبديرية وغيرهم واستقر فيها الأتراك والمصريون والمغاربة وهاجرت إليها أسر من قبائل النوبة والفلاته.

التعليم

اهتم أبناء الكاملين بالتعليم كثيراً واستقبلت مدارس وداخليات المدينة الطلاب من كل أنحاء السودان. حيث تأسست فيها ثاني مدرسة لتعليم البنات في السودان في 1904. بعد أن سبقها تأسيس أول مدرسة نظامية للأولاد في الكاملين في 1903.

واستقبلت كلية غردون التذكارية في بدايات تأسيسها المتفوقين من أبناء الكاملين مثل ميرغني نبق ودكتور مكي شبيكه أول من حصل على الدكتوراه من السودانيين، ويعقوب عثمان يعقوب الذي عرف بمقاومته للاستعمار وأصبح لاحقاً فيما أول سفير للسودان بالأمم المتحدة.

النشاط الرياضي والثقافي

تأسست الأندية الثقافية والاجتماعية في الكاملين في فترات مبكرة، واستخدمت كمحطات لمقاومة الاستعمار. حيث استضافت الندوات والنقاشات الثقافية والدينية والسياسية. إلى أن اعتمدت رسميا كأندية ثقافية اجتماعية رياضية

كان أولها نادي الكمال الذي تأسس في 1938. ثم نادي العصمة في 1946. ليصبحا معلمان بارزان للمدينة واحتضنا كل الأنشطة الثقافية والاجتماعية. لاحقاً تأسس نادي المريخ في 1969 تحت مسمى الطلائع ثم تغير اسمه لـ المريخ. وأخيرا نادي الهلال في 1984.

شهدت الكاملين حركه ثقافية ونقابية نشطة، حيث تأسست فيها الروابط والجمعيات المختلفة، مثل رابطة الخريجين والطلاب، وروابط الثقافة والفنون والآداب،واتحادات الموظفين وأصحاب الحرف والصناعات الصغيرة ونقابات المعلمين والتجار وغيرها، وساهموا جميعا في إثراء الحياة الثقافية والاجتماعية.

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "20 حالة اغتصاب وأكثر من 300 قتيل.. مجازر الدعم السريع بشرق ولاية الجزيرة". الجزيرة.
  2. ^ "مؤتمر الجزيرة: ارتفاع ضحايا مجزرة «السريحة» إلى 124 قتيلًا". sudantribune.
  3. ^ "موجة عنف جديدة للدعم السريع شمال الجزيرة تخلف 50 قتيلًا ومئات الجرحى". sudantribune.