الفن التبتي
ان العقيدة الدينية لدى أهل التبت ، من القوة لدرجة أنها تسيطر على حياتهم اليومية ، فطقوس الصلاة تقام بلا توقف ، وأعلام الصلاة ترفرف على كل [منزل]. ويعتقد أهل التبت أن الآلهة موجودة في كل مكان. وهم يرون غضبها في العواصف الثلجية ، التي تقصف أعواد النباتات النامية ، ورضاءها في الأمطار التي تكسب الأرض خصبا ونماء. وكهنة اللاما يفسرون رغبات الآلهة ، ويصلون لها من أجل الشعب. ومن ذلك لنا أن نتصور أن الفن التبتي ، الى أن غزا الصينيون البلاد ، كان فنا دينيا في الغالب الأعم. ويبقى أن نعرف مدى تأثير اللادين الذي أضافته الشيوعية على الفن التبتي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الارتباط بالتقاليد
نما الفن التبتي ، عن طريق الاتصالات التي جرت مع الحضارات العظيمة خلال الألف سنة الماضية. كان الحجاج من الهند ، وتجار الحرير و الصوف بقوافلهم الطويلة يسلكون طرق التجارة القديمة ، والقبائل الرحل من سكان أوساط آسيا ، والسمافرون الصينيون ، كل هؤلاء كانوا يمرون ببلاد التبت ، ويتركون آثارهم على فنها. وبينما نجد أن فناني الغرب يعبرون بالتصوير والحفر عن انطباعاتهم الشخصية عما يرونه ، نجد أن الفنان التبتي مجهول الشخصية. فهو رسم أو ينحت بأسلوب يرجع إلى قرون مضت ، وهو لا يختار موضوعات جديد ، لأن الموضوعات التي ينفذها عالقة بفكره ، من واقع التقاليد الدينية ، فمظهر الآلهة وحركاتها ، بل وأشكال الشياطين والوحوش الخيالية ، ثابتة في تصوره منذ قرون ، ولا يجوز له تغيرها.
ملامح الفن التبتي
التبتيون يعبدون بوذا كإله ، وان كان بوذا نفسه لم يفك رمطلقا ف أن يخلع على نفسه هذه الصفة. كما أنهعم يعبدون آلهة وأرواحا أخرى. ويؤمنون بالسحر ولاشياطين.
وفي المعابد المعتمة التي تشبه القبور ، والمنتشرة في كافة أنحاء التبت ، والمعروفة باسم جون كانمج ، نجد صور لتك الآلهة مرسومة على الجدران ، تبدو أقرب ما تكون شبها بالشياطين أو الوحوش منها بالآلهة ن وان كانت في الواقع أرواحا طيبة ، اذ أنها لا تتخذ هذا الشكل المنفر ، الا بقصد طرد الشر.
و العمارة هي الفن الذي تظهر فيه الذاتية التبتية أكثر من غيرها. والزخارف التي تزينها ، سواء أكانت رسوما أم نحتا ، تعكس التأثير الهندي والصيني. وتتميز العمارة التبتية بأبعاد مهمة وبسيطة في نفس الوقت ، وبسمطحات شاسعة ، ولها جدران مدعمة ، تنحدر في ميل نحو الداخل في اتجاه أعلى البناء. والمعابد ، وهي أهم أشكال العمارة التبتية ، تبدو كالقلاع.
وتوجد في كافة أنحاء التبت أبراج مسورة ، تعرف بالكورتنات ، يتراواح ارتفاعها ما بين مترين إلى عشرين مترا ، وهي غالبا ما تضم صور وخطوطات مقدسة ، كما أنها في بعض الأحيان أضرحة للاما. وكل جزء من البناء يرمز إلى أحد عناصر الطبيعة ، فالقاعدة ترمز للأرض ، والبرج للماء ، والجزئين المحفورين في القمة يرمزان إلى الفضاء والهواء.
النحت الديني
ان أعمال النحت الديني ، ذات جمال مهيب ، عندما ترمز إلى الآلهة في أشكالها الهادئة ، التي تشع وقارا ومهابة ورحمة. وأجمل هذا الحفر ، هو ذلك الذي يمثل وجه بوذا وحركاته ، والذي يعتقد أنه تحول بعد وفاته من معلم إلى إله ، أو بالأحرى مجموعة من الآلهة ، اذ أن له أشكالا متعددة. وبعض التماثيل المنحوتة التي في المعابد تمثل البوذا ساتفا ، وهي كائنات مباركة وصلت لحد الكمال ، ولكنها فضلت أن تبقى على الأرض لمساعدة اخوانها من البشر. وتصنع التماثيل التبتية من الذهب ، أو الفضة أو البرونز أو النحاس أو الحجارة ، بل انها في المناسبات العامة قد تصنع من الزبد الملون وتعرض في الشوارع.
الشعارات الرائعة
ان الشعارات المستخدمة في المواكب الدينية هي في العادة قطع فنية رائعة ، وهي تصنع من القماش المنقوش وأحيانا من القماش المطرز ، وتركب على قطع حريرية. وهذه الشعارات أو الأعلام ، تمثل عادة مناظر من حياة بوذا وغيره من الآلهة الطيبة ، وتثبت الرسوم غالبا بواسطة الطبع ، اذ أن التقاليد التبتية ، تقضي بمحاكطاة الأشكال القديمة ، بدلا من ابتكار أشكال جديدة.
الحرفيون الفنانون
تتميز طبيعة الحرفيين التبتبيين بذوق جميل ، وبعمق الاحساس بالمواد التي يستخدمونها ، فأعمال صياغة الذهب على درجة عالية من الروعة ، وآنية الشاي الزخرفة بها بواسطة الخزف مع الذهب والفضة من الفنون اللافتة للانتباه. ونرى كذلك دقة التصميم في الادوات العادية مثل الاحزمة والاسلحة واواني الشاي والمواقد النحاسية وفي أواني القبائل الرحل الخشبية.
المصادر
- مجموعة المعرفة ، العدد 149 يوليو 1974.