العرب العاربة هي الطبقة الثانية من طبقات العرب بعد البائدة، على أقوال النسابين، وهم من أبناء قحطان وأسلاف القحطانيين المنافسين للعرب العدنانيين، الذين هم العرب المستعربة في عرف النسابين.
وقحطان الذي يرد في الكتب العربية، هو "يقطان" التي يرد اسمه في سفر التكوين، وهو مختلف القول فيه إلى ثلاثة أقوال:
نسبوه إلى إسماعيل عليه السلام.
ودعموا قولهم هذا على:
-قال تعالى: وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاء
وهذا الخطاب في الآية موجه للمهاجرين والأنصار (وهم من الأزد) وهذا بيان واضح على إسماعلية قحطان.
- ذكر ابن عبدالبر الاندلسي في : كان ابن عمر رضي الله عنهما يشهد لقول من جعل قحطان وسائر العرب من اسماعيل.
[1]
- جزم الأشعري في كتابه بأن العرب من ولد إسماعيل مستدلاً بقول الله تعالى( ملة ابيكم ابراهيم).[2]
-قال الرسول : {أرموا بني اسماعيل فإن أباكم كان راميا} .
الخطاب في الحديث موجه لقبيلة أسلم وبعض الأنصار، ومن المعلوم ان أسلم والأنصار من قحطان، ففي هذا الحديث الشريف نص واضح على اسماعيلية قحطان .
-بوب البخاري في كتابه: باب نسبة اليمن الى إسماعيل.[3]وكذلك بوب الزبير بن بكار.
قال الإمام العيني عند حديث (ارموا بني اسماعيل) : وفي الحديث دلالة على رجحان قول من قال من أهل النسب إن اليمن من ولد إسماعيل وأسلم من قحطان .
[4]
-يرى إبن حزم الأندلسي في أن قحطان من إسماعيل مستدلاً بحديث بني اسماعيل.[5]
-قال إبن حجر العسقلاني عند حديث ( ارموا بني اسماعيل ) : وزعم الزبير بن بكار إلى أن قحطان من ذرية إسماعيل وأنه قحطان بن الهميسع بن تيم بن نبت بن إسماعيل عليه السلام، وهو ظاهر قول أبي هريرة المتقدم في قصة هاجر حيث قال وهو يخاطب الأنصار " فتلك أمكم يا بني ماء السماء " هذا هو الذي يترجح في نقدي. ثم قال: وذلك أن عدد الآباء بين المشهورين من الصحابة وغيرهم وبين قحطان متقارب من عدد الآباء بين المشهورين من الصحابة وغيرهم وبين عدنان، فلو كان قحطان هو هودا أو ابن أخيه أو قريبا من عصره لكان في عداد عاشر جد لعدنان على المشهور أن بين عدنان وبين إسماعيل أربعة آباء أو خمسة .
وقال : وقد جمعت مما وقع لي من ذلك أكثر من عشرة أقوال، فقرأت في كتاب النسب لأبي رؤبة على محمد بن نصر " فذكر فيه فصلا في نسب عدنان فقال : قالت طائفة هو ابن أد بن أدد بن زيد بن معد بن مقدم بن هميسع بن نبت بن قيدار بن إسماعيل، .[6]
-قال القلقشندي : واما قحطان عند اهل العلم فهو ابن الهميسع بن يمن بن نبت بن قيدرا بن اسماعيل علية السلام .
[7]
-يرى الإمام أبو عبيدة : نسب قحطان الى اسماعيل علية السلام .[8]
نسبوه إلى عابر من نسل سام
ودعموا قولهم هذا على:
وساقوا له نسب: قحطان بن هود بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح.[9][10]اختلف المؤرخون في نسب قحطان، فذكر الطبري في تاريخه، وابن خلدون في تاريخه أنه ابن عابر بن شالخ وذكرا غير ذلك من الأقوال، وذكر ابن خلدون أن هذا القول هو الأصح، وقد ذكر الخطيب في تاريخ بغداد، والذهبي في السير، والعيني في شرح البخاري، وابن هبة الله في تاريخ دمشق، وابن كثير في البداية والنهاية، أن عابرا الذي ينسب إليه قحطان هو نبي الله هود عليه الصلاة والسلام.
قال علي بن محمد: قال الدعبل بن علي: فيقال: إن قحطان بن هود النبي صلى الله عليه وسلم أنشد شعراً يسلّي به بعض ما كان فيه هود النبي صلى الله عليه وسلم من الكآبة والجزع والقلق والارتماض والحرب على قومه عاد فقال: " البسيط "
إني رأيتُ أبي هوداً يؤرقهُ
همٌّ دخيلٌ وبلبالّ وتسهادُ
لا يحزننَّك أن خُصَّت بداهيةٍ
عادُ بن لاوى، فعادٌ بئسَ ما عادُ
عادٌ عصَوا ربَّهم واستكبروا وعتَوا
عمَّا نُهُوا عنهُ لا سادوا ولا قادوا
بُعداً لعادٍ فما أوهى حُلُومَهُمُ
في كلِ ما ابتدعوا أو كلِّ ما اعتادوا
قاموا يُعيدون عنهم من سَفَاهتهمْ
ركابها، أُهلِكوا أيام ما حادوا
ألا يظُنُّون أنَّ اللهَ غالبُهُمْ
وأنَّ كُلاً لأمرِ اللهِ ينقادُ
يا ليتَ شعريْ وليتَ الطَّيرَ تُخبرني
أسالمٌ ليَ لقمانٌ وشدَّادُ!
ولا يعارض هذا ما ذكر في القرآن من إهلاك قوم عاد، فإن هذا الإهلاك خاص بمن كفروا وكذبوا، وأما هود ومن آمن معه فقد نجاهم الله تعالى، ويدل لذلك قوله تعالى في قصة هود:فَأَنجَيْنَاهُ وَالَّذِينَ مَعَهُ بِرَحْمَةٍ مِّنَّا وَقَطَعْنَا دَابِرَ الَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا وَمَا كَانُواْ مُؤْمِنِينَ سورة الأعراف:72[11].، فإذا تقرر أن الله نجى هودا ومن آمن به فإنه لا يبعد أن يكون قحطان ممن آمن ونجا[12]. مع الأخذ بعين الاعتبار قول حسان بن ثابت رضي الله عنه:[12]
فنحن بنو قحطان والملك والعلا
ومنا نبي الله هود الأخاير
ذكر الله عدداً من الأنبياء كانوا من العرب، وأرسلوا إلى العرب، ومنهم صالح نبي ثمود وكانوا عرباً من العاربة الذين يسكنون الأحقاف، وهي جبال الرمل، وكانت باليمن[13].
"قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح" في رأي أكثر النسابين. وهو "يقطان بن عابر بن شالخ بن أرفكشاد بن سام ابن نوح"، في التوراة.
نسبوه إلى ارم بن سام
وهذا القول ضعيف.
ولم يكن السبئيين/العرب الجنوبيين نسل أبناء سبأ ينسبون انفسهم إلى قحطان قبل الإسلام، ظهرت شخصية قحطان في كتب الروائيين العرب في القرن الثاني الهجري، بالنقوش ظهر "قحطن" كقرية في مملكة كندة.
ترى من ذلك مطابقة تامة بين النسب الوارد في الكتب العربية والنسب الوارد في التوراة، مما يدل دلالة واضحة على أن الأخباريين أخذوا علمهم بنسبه من روايات أهل الكتاب و ألح بعض نسّابي اليمن على جعل "هود" عابراً، وعلى جعله والد قحطان، وأصروا على ورود ذلك في الشعر، ولم يكن من العسير عليهم بالطبع أيجاد ذلك الشعر ووضعه، فكانوا إذا نوقشوا في ذلك، احتجوا بقول الشاعر: وأبو قحطان هو ذو الحقف.
واحتجوا بأمثال ذلك من كلام منظوم أو منثور. وجاءوا بأكثر من ذلك لإفحام الخصوم والقائلون إن "قحطان" هو "قحطان بن الهميسع بن تيمن بن نبت بن إسماعيل" هم نَسّابو ولد "نزار بن معدّ"، أي النزارية، الذين كانوا يقابلون "اليمانية" في صدر الإسلام وفي الدولة الأموية والعباسية، يؤيدهم في ذلك بعض اليمانية، مثل "هشام بن الكلبي"، و "الشرفي بن القطامي" و "نصر بن زروع الكلي" و "الهيثم بن عدي". ويظهر أن غايتهم من ذلك وصل نسب قحطان بشجرة نسب أولاد إسماعيل. أما سائر اليمانية، فتأبى ذلك لأسباب غير واضحه، وتذهب إلى أنه )قحطان بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام بن نوح".
وتستهدف هذه الروايات غاية عاطفية بعيدة على ما يظهر، كانت ذات أهمية في نظر القحطانيين، هي وصل نسبهم بالأنبياء. فبعد أن ذكروا ما ذكروا من أخبار مُلْكهم ودولهم قبل الإسلام، وجدوا أن العدنايين يفخرون عليهم مع ذلك باًن فيهم النبوة والأنبياء، منهم الرسول، وفيهم إسماعيل جدهم. فأرادوا أن يكون لهم أجداد أنبياء: أنبياء خلص قحطانيون. مع العلم أن قبائل سبأ وخصوصاً الأزد هم من نصروا الرسول صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي حاربه العدنانيين وتفضيله على السكن عندهم في طيبة الطيبة على السكن في مكة وهذا يخبر الكثير عن مجد عدنان وفخرهم بالنبي صلى الله عليه وسلم.
ولم يعجب اليمانية المعنى الوارد في التوراة للفظة "يقطان" "يقطن"، ولعلهم عرفوا معناها من أهل الكتاب، فعكسوا المعنى بأن صيروه على الضد تماماً. جعلوه "الجبار"، وقالوا: "واسمه في التوراة الجبار"، مؤكدين جازمين. أما في التوراة وعند أهل الكتاب وفي العبرانية، فهو العكس، ف )يقطان"في التوراة لفظة تعني "صائر صغير"، فهي في معنى: )صغير(. وبين يصغر وجبار فرق كبير. وهكذا صار الصغير جباراً. وبهذا التفسير أعاد النسابون آو أحد المتحدثين إليهم من أهل الكتاب الهيبة والمكانة إلى "قحطان".
وشاء بعض أهل الأخبار أن يكون دقيقاً في حكمه، عارفاً بمدة حكم "قحطان"، لئلا يترك الناس في جهل من أمرها، فجعلها مئتي سنة، لم يزد عليها ولم ينقص منها. وكان صاحب هذا الخبر "هشام بن الكلبي" رأس الأخباريين في مثل هذه الأمور.
وقد ورد في جغرافيا "بطلميوس" اسم قريب من اسم "قحطان"، هو "كتنيتة" "كتانيتة" "Katanitae". غير أن هذا لا يدل حتماً على إن المراد منه "قحطان"، اذ يجوز أن يكون اسمم موضع لا علافة له بقحطان، أو اسم قبيلة من القبائل اسمها قريب منه. وقد ورد اسم قبيلة تدعى "قطن" أو "بنو قطن"، كما ورد اسم موضع عرف بي "جوّ قطن"، وذكر اسم مدينة بين "زبيد" و "صنعاء"،يقال لها "قحطان"، وأشار "المسعودي" إلى "جزائر قطن"، لهذا أرى أن من الخير ألا يتخذ الآن أي موقف كان لا سلباً ولا ايجاباً، قبل اكتمال العدة والظفر بمواد مساعدة تكف لإصدار الأحكام.
وقد عثر على اسم قبيلة عربية عرفت بقبيلة "قحطن"، أي قحطان، في نصوص المسند، لا أستبعد أن يكون لاسمها علاقة بقحطان الذي صيّره أهل الأخبار جداً لكل العرب الجنوبيين. فقد ذكر بعد اسم "كدت" الذي هو كندة في النص: "Jamme 635" وكان على قبيلة قحطان وعلى كندة ملك واحد اسمه "ربيعت" "ربيعة"، وهو من "ثورم" "ال ثورم" "الثورم" أي "آل ثور". وثور هو جد قبيلة كندة في عرف النسابين من أيام الملك "شعر أوتر"، وسأتحدث عنه وعن الملك فيما بعد.
ونحن لا نعرف من أمر "قحطان" شيئاً غير هذا النسب الذي يردده الأخباريون، وليس لدى العبراينين من أمره غير ما ورد من انه أحد أولاد "عابر" وأخرهم، وانه جد قبائل عديدة قديمة. وسكوت أهل الأخبار عنه واكتفائهم بسرد نسبه، دليل على أخذهم له من التوراة.
أما أولاده، فلم يبخل عليه أهل الأخبار بالأولاد، فوهب بعضهم له امرأة سموّها "حتى بنت روق بن فزارة بن سعد بن سويد بن عوص بن إرم بن سام ابن نوح"، ووهبوا له من الولد ما تراوح عدده من عشرة ذكور إلى واحد وثلاثين على حسب كرم الراوي أو بخله على قحطان، من بينهم يعرب وحضرموت وعمان وجرهم.
وقد ذكر "الهمداني" أولاد "قحطان" على هذا النحو: يعرب ابن قحطان، ودعاه ب "المزدغف"، ومعنى "المزدغف" المحتوي للأشياء، وجرهم بن قحطان، ولؤي، وخابر، والمتلمس، والعاض "العاصي" "القاضي"، وغاشم، والمعتصم، وغاصب، و مغرز، ومبتع، والقطامي، وظالم، و "الحارث" "الحرث"، ونباتة، وقاحط، وقحيط، ويعفر جد المعافر، و المود، والمودد، و السلف، و السالف، ويكلأ، و غوث، و ا لمرتاد، و طسم، و جديس، وحضرموت، وسماك، وظالم، وخبار، والمتمنع، وذو هوزن، ويأمن، ويغوث، وهذرم. وقد أخذ هذه الأسماء من روايات أشار إلى أسماء رواتها. وقد جمعتها ليكون في إمكان القارئ الإحاطة بها.
وذكر "الهمداني" في موضع آخر انه قرأ "في السجل الأول: أولد قحطان بن هود أربعة وعشرين رجلاً، وهم: يعرب، والسلف الكبرى، ويشجب، وأزال، وهو الذي بنى صنعاء، ويكلى الصغرى، وخولان - خولان رداع في الفقاعة - والحارث، وغوث، والمرتاد، وجرهم، وجديس، والمتمنع، والمتلمس، والمتغشمر، وعباد وذو هوزن، ويمن، وبه سميت اليمن، و القطامي، و نباتة، و حضر موت، و سماك، و ظالم، وخيار، والمشفتر". وقصد ب "السجل الأول" سجل خولان الذي تحدثت عنه آنفاً.
أما الذي تولى الملك بعد قحطان - على رأي الأخباريين - فكان يعرب، وكان ملكه باليمن، وقد غلب بقايا عاد، ووزع اخوته في الاقطار،فأقر أخاه حضرموت على الأرضين التي عرفت بأسمه فقيل لها حضرموت، وعين عمان على أرض عمان، وولى جرهماً على الحجاز.
ولا نعرف من أمر يعرب شيئاً غير ما ذكره بعض الأخباريين من إن أم يعرب هي من عاد أو من العماليق، ومن أن له اخوة من أمه، هم: جرهم والمعتمر والمتلمس وعاصم ومنبع والقطامي وعامي وحمير وغيرهم.
وقد حكم "يعرب" على رأي بعض أهل الأخبار مدة تساوي المدة التي حكم فيها أبوه، أي مئتي سنة. وإذا كانت هذه المدة هي مدة حكمه، فلا بد أن تكون أيام حياته أطول من أيام حكمه. فعمره إذن عمر لا بد أن يحسده عليه كل أحياء هذا القرن ومن سيأتي بعدهم من الناس.
ولم ينسب أهل الأخبار والنسب إلى يعرب ولداً كثيراً. فقد نسب بعضهم إليه يشجب، قالوا وبه كان يكنى، و شجبان، وبه سميت "شجبان" باليمن، وهي أعلا رَمعْ.
ويلاحظ أن بين "يشجب" و "شجبان" تقارباً كبيراً، ولعل أحد الاسمين خلق الاسم الثاني. وجعل بعضهم ليعرب من الولد: يشجب. وحيدان، وحيادة، وجنادة، ووائلاّ، وكعباً.
ولم يرد اسم "يعرب" في الشعر الجاهلي. وإنما ورد اسمه في شعر ينسب إلى "حسان بن ثابت"، وفي شعر ينسب إلى "مضاض بن عمرو الجرهمي"، وهو من جرهم، قيل: إنه قاله لما أخرجتهم الأزد منَ مكة. والشعران من النوع المصنوع المحمول على حسان وعلى "مضاض" الذي لا أدري أكان يتكلم بهذا اللسان العربي الذي نزل به القرآن،. أم بلسان أهل اليمن الذي يختلف عن هذا اللسان.
ولا نعرف ل "يعرب" اسماً في التوراة، لا في أبناء يقطان ولا في غير أبنائه. إنما نعرف أن في التوراة اسم ملك سمته "يرب Jareb" يظن بعض علماء العهد القديم أنه اسم ملك عربي كان يحكم مقاطعة عربية، ومن الجائز في نظرهم أن يكون قد حكم "يثرب"، أو مكاناً آخر في جزيرة العرب. ولا يستبعد أن يكون أهل الأخبار قد سمعوا باسمه من يهود "يثرب"، فصيّروه "يعرب بن قحطان".
ويقصد الأخباريون بجرهم جرهماً الثانية،التي جاءت بعد هلاك جرهم الأولى. وقد أقامت بمكة، وكان منها أرباب البيت. ويظهر أن أهل الجاهلية كانوا يتصورون أن قبيلة جرهم كانت ترعى البيت الحرام. وقد ذكر الأخباريون أن إسماعيل نشاً بينها وتزوج منها، وأن أباه إبراهيم بعد أن قام ببناء الكعبة ورفع قواعدها، ترك اببنه بينهم، فصارت له صلة بهم. ثم تغلبت على جرهم خزاعة، فانتزعت منهم السدانة، واحتفظت بها إلى أن انتقلت إلى قريش.
وكان سيب تغلب خُزاعة على جرهم وخروجها من مكة إن جرهماً بغت على "قطوراء" وتنافست معها، وكان "قطوراء" أبناء عم لجرهم، وكانوا يقيمون أسفل مكة بأجياد، وجُرهم في اعلاها ب "قُعَيْقعان"، فاقتلوا قتالاً شديداً،وقتل "السميدع" صاحب "قطوراء"، وتصالح الطرفان، وأستقر الأمر لجُرهم. ثم إن جرهماً بغت بمكة، وظلمت من دخلها من غير أهلها، وأكلت مال الكعبة الذي يهدى لها. فلما رأت "بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة" و "غبشان" من خزاعة ذلك، أجمعوا على حربها و إخراجها من مكة،فاقتتلوا، فغلبتهم "بنو بكر" و "غبشان" فنفوهم من مكة.
وذكر النسابون أن "قطوراء" "قطورا" كانوا أبناء عم جرهم، وكانوا ظغناً من اليمن، فأقبلوا سيارة، وعلى جرهم مُضاض بن عمرو، وعلى "قطوراء" السميدع، فاستقروا بمكة. وعاشوا مع جرهم والعدنانين أبناء إسماعيل بمكة بعد هجرتهم هذه من اليمن، ولم بتعمق النسابون في البحث عن أصل قبيلة "قطوراء".
وقد نص "الطبري"، على أن اسم جرهم هو "هذرم"، ونص على أن والده هو "عابر بن سبأ بن يقطن بن عابر بن شالخ بن أرفخشذ بن سام ابن نوح".وهو نسب أخذ من التوراة إلا أن من أخذه ونقل الطبري روايته منه لم يروه صافياً نقياً، بل غير فيه وبدّل، جهلاّ أو لسبب آخر. فإن "هذرم" هو "هدورام" "Hadoram" في التوراة، وهو الابن الخامس من أبناء "يقطان" أي قحطان. وبذلك تكون "جرهم" من القبائل القحطانية بحسب رواية التوراة.
ولم يختف ذكر جرهم حتى في صدر الإسلام، فكان القاصّ "عبيد بن شرية الجّرهي" ينسب إلى جرهم، ويظهر من شعر "حسان بن ثابت" أن بقية منها بقبت باقية، وظلت جماعة منها تعيش على ساحل البحر الأحمر المقابل لمكة إلى أواخر القرن الثاني للهجرة. ومن بقايا جرهم: "العبيديون" في اليمن، على زعم بعض الأخباريين. هذا، وما ذكره "الطبري" من وجود علاقة بين "جرهم" و "لحيان" يستند إلى حقيقة.
وقد ذكر "بلينيوس" اسم شعب دعاه: "Charmaei"، وذكره "أسطيفان البيزنطي" كذلك، ويرى "فورستر" انه "جرهم". ويشك بعض الباحثين في صحة هذا الرأي، وذلك لأن الشعب المذكور كان يعيش على مقربة من المعينيين، أي في أرض بعيدة عن مكة. ويدل ذكر "بلينيوس" و "أسطيفان البيزنطي" لهم، على انهم كَانوا من الشعوب العربية المعروفة في حوالي الميلاد وبعده، ولهذا ورد ذكره عند هذين الكاتبين.
وقد ذكر "الهمداني" إن موضعاً كان بمكة يقال له: "دوحة الزيتون"، كان. مقبرة من مقابر جرهم، وان نفراً دخلوا المقابر، فوجدوا أشياء ثمينة من مصوغات وكتابات.
وإلى يعرب ينسب أهل الأخبار نشوء العربية، يزعمون انه كان أول من أعرب في لسانه، ولهذا قيل للسانه "العربية". وهذه رواية قحطانية تعارض الروايات العدنانية بالطبع، ويظهر من بعض روايات أهل الأخبار إن "يعرب" هو الذي جاء بولده إلى اليمن، فأسكنهم بها، إلا أنها لم تذكر الموطن الذي جاء منه. وتذكر هذه الروايات إن ولده كانوا أول من لمجا بتهيئة الملك، فقالوا له: "أبيت اللعن" و "أنعم صباحاً"، وهي تحايا ينسبها بقية الأخباريين إلى غيره من الملوك المتأخرين. وسأتحدث عنها فيما بعد.
وانتقل الملك - على رأي الأخباريين - من يعرب إلى ابنه يشجب، ويقال له "يمن"، ومن ولده عبد شمس، ويقال له عامر ويلقب ب"سبأ" على زعم بعض الأخباريين. زعموا انه هو الذي بنى قصر سبأ ومدينة "مأرب"، وانه فتح مصر وبنى بها مدينة عين شمس، وانه أول من سنّ السَّبْيَ، ولذلك عرف بي "سبأ"، وغير ذلك مما يقصه علينا أهل الأخبار.
، ويلاحظ إن النسابين قد بخلوا على "يشجب" كثيراً، فلم يهبوا له أولاداً أ كثيرين، وكل ما أعطوه هو: "سبأ الأكبر"، و اسمه كما رأينا "عبد شمس"، و أعطاه بعضهم بالإضافة إليه: "جرهم بن يشجب"، و "شجبان بن يشجب"، فأولد "شجبان" صيفيا، و أولد صيفي مالكا، و أولد مالك الحارث، وقد ملك.
ويذكر "الهمداني" نقلاً عن بعض الرواة إن لقب )سبأ(، هو "الأعقف"، قال: "وكان أول من استعمل لتدمير الحكم في ملكه، وأول من نصّب ولي العهد في حياته.. وأول من سبى السبي، ممن ختر به وحاربه وناصبه". وروى في ذلك شعرا نسبه إلى "علقمة بن ذي جَدن".
و ذكر "حمزة الاصفهاني" نقلا عن "عيسى بن داب" إن ملك "عبد شمس"، أي "سبأ"، كان في زمن "كيقباد"، فسار "سبأ" في مدن اليمن و مخابئها، و كانت إذ ذاك في بقايا عاد، فلم يدع بأرض اليمن أحد منهم إلا سباه و استبعده فسمي "سبأ"، ووطد بذلك حكم القحطانيين في اليمن.
وقد عثر العلماء على نص وسموه ب "Rep. Epigr. 4304"، هذا نصه: "عبد شمس، سبأ بن يشجب، يعرب بن قحطان". وهو نص أشك في صحته، وأرى أنه وضع بعد الجاهلية بزمن، قد يكون غير بعيد. صنعه بعض من تعلم حروف المسند، أو ممن يتقنون صناعة تزييف العاديات اليمانية، لأن أسلوب المسند معروف، ولا نجد في نصوصه نصاً واحداً دوّن على هذا النسق في تدوين النسب. ثم إن هذا النسب هو نسب متأخر وضع على أثر احتدام النزاع بين القحطانين والعدنانيين في العصر الأموي كما سنرى فيما بعد. والظاهر إن نافش النص، وهو من اليمن، أراد إثبات ورود هذا النسب عند السبئيين واقناع الناس بأنه كان معروفاً فدوّنه، على كل حال إن في استطاعة الباحثين تقدير زمن تدوين هذا النص، ودراسة طبيعة اللوح الذي دوّن عليه بالطرق الفنية، وعندئذ يمكن إثبات صحة تلك الكتابة أو عدم صحتها بطريقة علمية لا تقبل جدلاً.
وجعل "المسعودي" لسبأ عشرة أولاد، تشاءم منهم أربعة، وتيامن منهم ستة. فالذين تشاءموا: لخم وُجذام وعاملة وغسان، والذين تيامنوا حمير والازد ومذحج وكنانة والأشعريون وأنمار الذين هم بجيلة و خَثْعَمْ. وذلك على رواية من جعل أنماراً من سبأ، وجعلهم في كتابه "التنبيه والأشراف": حمير وكهلان وعمرو والأشعر وأنمار وعاملة ومُرّ. وكما أخبر الرسول صلى الله عليه وسلم
«...فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ، وما سَبأٌ، أرضٌ أو امرأةٌ؟ قالَ: ليسَ بأرضٍ ولا امرأةٍ، ولَكِنَّهُ رجلٌ ولدَ عشرةً منَ العربِ فتيامنَ منهم ستَّةٌ، وتشاءمَ منهم أربعةٌ. فأمَّا الَّذينَ تشاءموا فلَخمٌ، وجُذامُ، وغسَّانُ، وعامِلةُ، وأمَّا الَّذينَ تيامنوا: فالأزدُ، والأشعرون ، وحِميرٌ، وَكِندةُ ومَذحِجٌ، وأنمارٌ،. فقالَ رجلٌ: يا رسولَ اللَّهِ، ما أنمارٌ؟ قالَ: الَّذينَ منهم خثعَمُ، وبَجيلةُ»
وأما "الهمذاني"، فأولد لسبأ العرنجج، وهو حمير، وكهلان، وأضاف اليهما استناداً إلى رواية "ابن الكلبي": نصراً، وأفلح، وزيدان، وعبد الله، و نعمان، و المود، وهوذة أو أهود، ويشجب، ودرهماً، وشداد، وربيعة. وأصاف إلى هؤلاء استناداً إلى رواية أخرى: أبا ملك عميكرب بن سبأ، وأهون ابن سبأ "الهون"، وجعلهم: حميراُ، وكهلان، وبشرا، وريدان، وعبد الله، وأفلح، والنعمان، والمود ويشجب، ورهماُ، وشداداً، وربيعة، في مكان آخر.
و يذكر المسعودي أن حمير هو الذي تولى الملك بعد أبيه: وكان كما يقول: أول من وضع على رأسه تاج الذهب من ملوك اليمن، ولذلك عرف به "المتوّج". وحكم خمسين سنة. وقد عرف حمير بر "العرنج" "العرنجج". وذكر "ابن الكلبي" أنه كان يلبس حللاً حمراً، وصرح بعض أهل الأخبار أنه كان هناك ثلاثة رجال عرفوا ب "حمير"، هم: الأكبر والأصغر، والأدنى. فالأدنى هو حمير بن الغوث بن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة، وهو حمير الأصغر بن سبأ الأصغر بن كعب بن سهل بن زيد بن عمرو ابن قيس بن معاوية بن جشم بن عبد شمس بن وائل بن الغوث بن حذار بن قطن بن عريب بن زهير بن أيمن بن الهيسع بن العرنجج، وهو حمير الأكبر ابن سبأ الأكبر بن يشجب.
وأولاد حمير هم: مالك، وعامر، وعمرو، وسعد، و وائلة في رواية. والهميسع بن حمير، ومالك بن حمير، ولهيعة بن حمير، وُمرة بن حمير على رواية "ابي نصر" في قول "الهمداني"، والهميسع، ومالك، وزيد، وعريب، ووائل، و مشروح "مسروح"، ومعديكرب، وأوس، و مُرّة على رواية أخرى، وجعلهم بعض الرواة أكثر من ذلك عددا، وقد ورد في الجزء الأول من الإكليل "قال الهمداني: "وأما الجبال المقدسة عند أهل اليمن، فجبل حضور وصنّين ورأس بيت فائش من رأس جبل تخلى ورأس هنوم ورأس تعكر ورأس صبر. وفي رؤوس هذه الجبال مساجد مباركة مأثورة".
وقد اعتمد رواة خبر غزو "بختنصر" لأهل )حضور( على ما جاء عن "ابن الكلبي" و "ابن إسحاق ونفر آخر من عرفوا بروايتهم هذا النوع من الروايات التي تعرف من معين الإسرائيليات. وما بنا حاجة أبداً إلى البحث في أسماء رواته لمعرفة صلته بالتوراة. فالمسألة جد واضحة. خذ التوراة واقرأ ما جاء في أسفار )أرميا( ونبوءته،تجد القصة مكتوبة في السفر التاسع والأربعين: "عن قيدار وعن ممالك حاصور التي ضربها نبوخذ راصر ملك بابل. هكذا قال الرب: قوموا اصعدوا إلى قيدار، اخربوا بني المشرق. يأخذون خيامهم وغنمهم، ويأخذون لأنفسهم شققهم وكل آنيتهم وجمالهم، وينادون إليهم الخوف من كل جانب.
"اهربوا، انهزموا جداً، تعمقوا في السكن يا سكان حاصور،يقول الرب، لأنّ نبوخذ راصر ملك بابل قد أشار عليكم مشورة، وفكر عليكم فكراً. قوموا إلى أمة مطمئنة ساكنة آمنة. يقول الرب لا مصاريع ولا عوارض لها. تسكن وحدها وتكون جمالهم نهباً، وكثرة ماشيتهم غنيمة، وأدرى لكل ريح مقصوص الشعر مستديراً، وآتى بهلاكهم من كل جهاته يقول الرب. وتكون حاصور مسكن بنات آوى، إلى الأبد،لا يسكن هناك إنسان، ولا يتغرب فيها ابن آدم".عميكرب" في موضع "معديكرب" و "واسا" في موضع "أوس".
وولد مالك بن حمير قضاعة بن مالك بن حمير، جدّ قبائل قضاعة في زعم من يجعل قائل قضاعة من اليمن. أما نسّابو العدنانيين، فيدخلونها في عدنان، ولا يوافقون على إلحاق نسبها باليمن، ويرون إن ذلك وقع متأخرا لدوافع سياسية وعصبية. وجعل "الهمداني" لقضاعة أولاداً هم: الحاف، والحاذي، ووديعة، وعبادة. أما صاحب "الاشتقاق"، فقد اكتفى بذكر ولدين هما: الحاف والحاذي، ثم قال: ومنهما تفرعت قضاعة.
وولد الحاف بن قضاعة على رأي "الهمداني" هم: عمران بن الحاف، وعمرو بن الحاف، وأسلم بن الحاف، وعُرَ ايْد بن الحاف، و زيد بن الحاف، ، وعبيد بن الحاف، وعشم بن الحاف، وسقام بن الحاف، وليلى بنت الحاف، وسلمان بن الحاف على ما ورد في سجل خولان.
فولد عمران بن الحاف، حلوان بن عمران بن الحاف، وتزيد بن عمران ابن الحاف، وسليح بن عمران بن الحاف 4. فولد حلوان بن عمران تغلب الغلباء، وربّان وهو علاف. وقد عدهم "ابن حبيب" من "قبائل الحُمْسى من العرب". وقد جعل بعض النسابين "سليحاً" ابناً لعمرو بن الحاف ابن قضاعة. وذكر بعضهم ان اسم سليح هو "عمرو". ونسبوا إلى حلوان أبناء آخرين، هم: مزاح، وعابد، وعائد، وتزيد. وقد دخل بعض هذه القبائل في قبائل أخرى، فدخلت "عابد" و "عائد" في غسان، ودخلت تزيد في تنوخ.
وولد تغلب وبرة، فولد وبرة كلباً والنمر والأسد والذئب والثعلب والفهد والضبع والدبّ والسيد والسرحان وال!رك وتغلب والخشند وعبساً وضنة. فولد الأسد بن وبرة تيم الله فهماً وقهماً في همدان، وهو تنوخ، وقد دخل في تنوخ المتتخين، و هم: جرم، و نهد ، و الأزد، و إياد، و شيع الله بن أسد. فأولد شيع الله جسراً، فولد الجسر القين بن جسر. وولد تلغب بن وبرة عامراً، وهو طابخة، وولد النمر بن وبرة التيم وخشيناً وفتية بن النمر.
وولد "ربّان" جرماً، وعوفاً، وأولد اسلم بن الحاف سوداً وحوتكة أبيْ أسلم. فولد سود ليثاً، فولد ليث زيداً، فولد زيد نهداً،وسعداً وجهينة. فولد سعد - ويعرف بسعد هذيم - عذرة والحارث وصعباً ومعاوية و وائلا بطون كلها. وولد عمرو بن الحاف بهراء وبلياً وحيدان وخَولان ولوذة. وخولان تقول: لوذ. فأولد لوذ "هوذة". وولد حيدان بن عمرو، مهرة، ومجيدا، وتزيد الذين تنسب إليهم "الثياب التزيدية".
وأولد مهرة بن حيدان: اضطمرى بن مهرة، فولد اضطمرى ثلاثة نفر: الآمري، ويقال آمري، ونادغم و الدين، فولد الآمري: القمر، والقرا،والمصلا، والمسكا. ومن قبائل القمر بنو ريام، وبلدهم قرية يقال لها رضاع على على ساحل بحر عُمان. ولهم جبل حصين بناحية عمان يمتنعون فيه يعرف بحبل بني ريام، وبنو خنزريت، وبنو تبرح. ومن قبائل الديل حسريت، فأولد حسريت: الشوجم، ويخن، وأولد يخن: كرشان، والثعين، فمن الثعين بنو تبلة بن شاسة.
ويختلف ما في "سجل خولان وحمر بصعدة" عن نسب مهرة بعض الاختلاف في رواية "أبي راشد" المتقدمة التي ذكرها الهمداني. ففي السجل المذكور: أولد مهرة: الآمري، والدين، ونادغم وبيدع بطن. فولد الآمري: اظطمري ومهرى. فولد اضطمري: القمر، ويبرح. فولد يبرح: القرا، وبني رئام. وولد مهرى: المذاذ والمسكا، والمصلا. فولد المصلا، المزافر. وولد الدين: الوجد، والغيث، فمن الغيث: بنو باغت، وبنو داهر. وولد نادغم: العيد و حسريت، و العقار. فولد: الشوجم، و يحنن، فولد يخنن: الثعين، والثغراء، والكرشان. وقال بعض الحضارمة: من نادغم: بنو حديد، وبنو بخ.
وأولد مجيد بن عمرو بن حيدان بن عمرو و يحنناً، وحياً، وحبيباً،وعندلاً ووداعة، والأقارع.
فأولد خولان بن عمرو بن الحاف بن قضاعة سبعة نفر: حيّ بن خولان وهو الأكبر من ولده، وسعد بن خولان، وهو الذي ملك بصرواح، ورشوان ابن خولان، وهانىء بن خولان، ورازح بن خولان، والأزمع بن خولان، وصُحار بن خولان. ويضيف بعض النساب إليهم أولاداً آخرين، وجعلهم بعضهم ثلاثة عشر ابناً.
وأولد حيّ بن خولان:عدي بن حيّ، وزيد بن حيّ، وشعب بن حيّ، ومرثد بن حيّ، وغنم بن حيّ، والمقدام بن حيّ، ونوف بن حيّ. وتجد بعض الاختلاف في هذه الأسماء، بحسب اختلاف روابات النسابين.
ومن ولد حيّ بن خولان "جيهم"، وهو الذي قال فيه امرؤ القيس: فمن يأمن الأيام من بعد جيهم فعلن به كما فعلن بحزفرا
وقد زعم أهل الأخبار أن "جيهما" المايهور كان ملكاً من ملوك حمير.
وأولد سعد بن خولان: ربيعة بن سعد، وسعد بن سعد، وعمرو بن سعد. فأولد ربيعة: حجر بن ربيعة، وسعد بن ربيعة، وكامل بن ربيعة، وفروذ ابن ربيعة، ويغنم بن ربيعة، ورشوان الأصغر بن ربيعة، وداهكة بن ربيعة في بعض الروايات.
و أولد سعد بن سعد بن خولان: الحارث بن سعد، و حرب بن سعد،و غلب بن سعد، و سهمك بن سعد، و قثم بن سعد. و أولد غالب بن سعد ابن سعد ين خولان: يعلى بن غالب، فأولد يعلى بن غالب: جبراً، و معيشاً، و شلاً، ثلاثة أبطن.
و ولد هانئ بن خولان: هلالاً، و علياً فولد هلال شرحبيل و جابر، فولد شرحبيل هلالاً، فولد هلال شرحبيل الأصغر ، و جابراً. و أولد شرحبيل الأصغر "جماعة"، و هي قبيلة عزيزة. و هم أهل بوصان من أرض خولان. و جعل بعض النسابين ولد هانئ خمسة نفر: هلالاً، و يعلى، و علياً، و سعداً، و جامعا.
و أولد بن خولان مرتداً، و عويضا، و رئماً، و يعلى، و يغنما، و بزيّاً، بطون كلها. و ذكر بعضهم قائمة تختلف عن هذه في أسماء هؤلاء الأولاد.
و أولد رشوان بن خولان: لآحقا، و مخلفاً، و خليفة، و سعداً، و منبراً، و حرباً، و خولياً. و هناك رواية أخرى تختلف عن هذه في ذكر الاسماء.
و ولد الازمع بن خولان ثابتا، و الأجبول، و أخيل و مخيلا، و الأسووق، و الجعل، و مرّان. و جعل بعض الاخباريين عدة ة ولده عشرة، هم:مرّان، و الكرب، و الاسووق، و حفنى، و عبد الله، و يعلى، و ثابت، و عمرو، وعمير، و الناسك.
و أولد صحاربن خولان ستة نفر: عامراً، و بشراً، و طارقاً، و علقمة، و شبلا، و حاذراً. و كل هذه بطون كبار.
هذا و إننا لنجد اختلافاً بين النسابين في تثبيت هذه الانساب، مما يدل على إن أهل النسب مع دعواتهم بحفظ النسب و وجود مشجرات للأنساب عندهم، كانوا يختلفون فيما بينهم في النسب، حتى إننا نستطيع إن نقول إن سجل خولان وحمير الذي بصعدة، لم يكن يتفق مع الروايات الأخرى للواردة في النسب، ويتجلى ذلك في الروايات المتناقضة التي نراها في الإكليل وفي غيره من كتب الأنساب، ويظهر ان نسابي أهل اليمن،كانوا يعتمدون على علمائهم في النسب، وعلى ما كان مدوناً عندهم منه، ولهذا تجدهم يختلفون في كثير من أنساب أهل اليمن عن النسابين الشماليين الساكنين في العراق أو في بلاد الشام.
وجعل "الهمداني" ولد "مالك "بن حمير" على هذا النحو: "زيد بن مالك"، و "زهران بن مالك"، وهم حي عظيم، ولهم كانت اليمامة، و "هوازن الأولى بن مالك" و "الغمور بن مالك" و "الأخطور بسن مالك"، وقيل "هزان الأولى بن مالك". وقد ولد زيد بن مالك "مرة بن زيد"، فولد مرّة بن زيد عمرو بن مُرّة، فولد عمرو بن مرة مالك بن عمرو، فولد مالك بن عمرو قضاعة بن مالك بن عمرو بن مرُة بن زيد بن مالك بن حمير.
وولد عامر بن حمير دهمان، وولد دهمان "يحصب" كلها، وولد سعد ابن حمير السلف وأسلم، وولد عمرو بن حمير الحارث، وولد "الحارث" "آل ذي رعين".
ويذكر ابن "قتيبة" ان الذي حكم بعد "حمير" هو أخوه "كهلان"، وقد ولد "كهلان" زيداً، وولد "زيد" مالكاً، وأدَداً، فولد أدد طيئاً وهو جلهمة، و "الأشعر" وهو "نبت"، و "مالكاً"، وهو "مذجح"، و "مُرّة".
ومن طيء "بنوفطرة"، و "الغوث"، و"الحارث". ومن "فطرة": "سعد"، ومنهم: "الأسعد"، و "خارجة"، و "تيم الله". ومن "خارجة"، "جديلة"، ومن "جديلة": "بنو رومان"، و منهم "ذهل"، و "ثعلبة" ومن "ذُهْل": ثعلبة، "جدعاء"، ومن "جدعاء": ثعلبة، و من ثعلبة: تيم.
ومن الغوث بن طيء: عمرو، ومن عمرو: أشنع، وثعل، وبولان، و هنىء، و نبهان، و جرم. و من "ثعل": معاوية، وسلامان، و جرول. ومن معاوية: سنبس. ومن سلامان: بحتر ومعن. ومن جرول: ربيعة، ولوذان. ومن ربيعة: أخزم.
ومن ولد "مالك بن أدد" المعروف بمذحج: سعد العشرة، وعنس، وجلد، ومراد، وهو يحابر. ومن سعد العشيرة: جزء، وزيد الله، والحكم، و أوس الله، وصعب، وجعفى. ومن جزء: الحمد والعدل. ومن الحكم: جشم، وسلهم. ومن صعب: زبيد، وأود. ومن جعفى: مرّ ان وحريم.
ومن جلد: عُلّة. ومن عُلةّ: حرب، وعمرو. ومن حرب: يزيد ابن حرب، ومنبّه بن حرب، ومن منبه: رهاء، ومن يزيد المعروف بصداء: الحارث، والغلي، وسيحان، وشمران، وهفّان، ومنبه، هؤلاء الستة يقال لهم: جَنْب.
ومن "عمرو بن عُلّة": عامر، وصعب، والنخع، وهو جسر. ومن عامر: مُسلية. ومن كعب: الحارث. ومن الحارث: معقل، والحماس، وعبد المدان. ومن المنخع: عوف: ومالك. ومن النخع: صلاءة، ورزام.
ومنهم الحماس، والحارث، وكعب، وهو الأرت.
ومن مراد وهو يحابر: زاهر، وناجية. ومن ناجية: غطيف، وقرن، وبنو ردمان. ومنهم من جعل قرناً ابناً لردمان. ومن زاهر: الربض، وبنو زوف، والصنابح.
ومن الأشعر: الجماهر،والأتغم، والأدغم، والأرغم، وجدة، وعبد شمس، وعبد الثريا.
ومن ولد "أدد": "مرّة". وولد "مرة": "الحارث". وولد "الحارث": "عدياً"، و "مالكاً". وولد "عدي": "جذاماً"، و اسمه عمرو، ومنهم بنو حرام، وبنو حشمْ، و "لخماً"، وهو "لخم بن عدي". ومنهم: "بنو جزيلة"، و "بنو نمارة"، و "عفيراً". ومنهم "ثور ابن عفير بن عدي"، وهو "كندة". و "الحارث"، وهو "الحارث بن عدي". و هو "عاملة".
وقد هجا "الكميت" جذاماً لأنها تحولت إلى اليمن، وهي معروفة بأنها من "بني أسد بن خزيمة". وهذا مما يدل على ان جذاماً كانت قد اختلط نسبها بسبب اختلاطها بالقبائل المتجمعة،وان نسبها اختلط لذلك بالقحطانيين وبالعدنانيين.
ومن كندة: "بنو معاوية" و "أشرس". ومن "بني معاوية": "الحارث" ، و منهم "الرائش". ومن "أشرس": "السكون"، و "السكاسك" ، و بنو حجر"، و "بنو "الجون"، و "بنو الحارث" و أولاده، و قبائل أخرى.
ومن "بني حرإم": "غطفان"، و "أفصى". ومن "جزيلة": راشدة، وحدس، ومن نمارة: الدار، وبنو نصر.
أما "مالك بن الحارث بن مهر"ة بن أدد"، فولد: "عَمْراً"، و "يعفر".ومن "عمرو" خولان وهو فكل، ومن بعفر ولده: المعافر .
وولد "خيار بن مالك" ربيعة، وولد "ربيعة" أوسلة، وهو: همدان، وألهان. وولد همدان نوفاً وخيران، فمنهم بنو حاشّد وبنو بكيل. منهم تفرقت همدان، وعربب. ومن بطون همدان: السبيع، ووادعة ، وأما "خارجة" فمنهم جديلة، وهي من طيء . وأما عمرو بن سعد، فهو أبو خولان من عمرو . وولد "مراد بن مذجح": أنعم بن مراد، ويحابر، وكان لهم يغوث بجرش. وولد خالد بن مذجح:! علّة بن خالد. فولد علة عمراً. فولد عمرو: جسراً وكعباً. ومن كعب "بنو النار"، و "بنو الحماص"، و "بنو قنان".
وأما "سيدعان"، فمنهم سلامان. وأما "زهران"، فمنهم "دوس ابن عدنان" ، ومنهم جذيمة بن مالك بن فهم بن غنم بن دوس، وجهضم ابن مالك رهط الجهاضم، وسليمة بن ماللك، وبنو هناءة، ومعن بن مالك.
ومنهم بطن يقال له يحمد، والفراهيد. ومن زهران بنو يشكر والجدرة.
وأما نبت بن مالك بن زيد بن كهلان، فقد أولد "الغوث". ومن "الغوث" عمرو والأزد. ومن "عمرو": أراش، ومن أراش: أيمار، ومن أنمار: خثعم، وبجيلة، وعبقر . ومن بجيلة: بنو قسر. ومن بطونهم: بنو نذير، وبنو أفرك، وعرينة . ومن "خثعم": شهران ناهس، وشهران، ويقال لهما بنو عفرس .
وأما الأزد، فمن ولد: مازن، وعمرو، ودوس، ونصر، ومالك، و قدار، و الهنو، وميدعان، وزهران، و عامر، وعبد الله، وغيرهم. وأما مازن فمنهم: ثعلبة، ومنهم عامر، وامرؤ القيس، و كُرز. ومن امرىء القيس: حارثة الغطريف. ومنهم عديّ، وعامر ماء السماء، والتوأم، ومن عامر ماء السماء ثعلبة العنقاء، ومالك، والحارث، وجفنة، وكعب، وهم غسان. نزلوا على ماء يسمى غسان فنسبوا إليه. ومن ثعلبة العنقاء حارثة، ومنهم الأوس و الخزرج.
وقد عرف "الأوس" و "الخزرج" بابني قَيْلَة، وذكر أنهم لم يؤدوا إتاوة قط في الجاهلية إلى أحد من الملوك، وكتب إليهم تبع يدعوهم إلى طاعته.