الطيب والشرس والقبيح (فيلم)

الطيب والشرس والقبيح (بالإيطالية: Il Buono, il Brutto, il Cattivo) وإنگليزية: The Good, the Bad and the Ugly فيلم إيطالي من إنتاج عام 1966، إخراج سرجيو ليون وبطولة كلينت إيستوود، لي فان كليف وإيلاي والاك.

الطيب والشرس والقبيح
اخراجسرجيو ليون
انتاجالبرتو غريمالدي
كتبهلوتشيانو فينشينزوني، سرجيو ليون (قصة)
بطولةكلنت إيستوود
إيلاي والاك
لي فان كليف
موسيقىإنيو موريكوني
سينماتوگرافياتونينو ديلي كولي
توزيعيوناتيد ارتيستس
تاريخ الطرح23 ديسمبر 1966
المدة161 دقيقة
البلد إيطاليا
اللغةالايطالية، الإنجليزية
الميزانية1,200,000 دولار (تقديرية)

ينتمي هذا الفيلم إلى نوعية من افلام الغرب الأمريكي اصطلح على تسميتها في هوليوود بافلام "الغربي الإيطالي" أو "الغربي السباغيتي"، وهي مجموعة من الأفلام التي صنعها مخرجون إيطاليون وانتجها غالباً منتجون إسبان. هذا الفيلم هو نهاية ثلاثية (الرجل الذي لا اسم له) والتي بدأها المخرج سرجيو ليون بفلم "قبضة مليئة بالدولارات" (1964) و"من أجل المزيد من الدولارات" (1965).

مدة الفيلم 161 دقيقة وهو مصور بالألوان (تكنيكولور)، وتعتبر الموسيقى التصويرية للفيلم التي قام الموسيقار إنيو موريكوني بتأليفها من أكبر عوامل نجاح الفيلم. تقع احداث الفيلم في زمن الحرب الأهلية الأمريكية ووتم تصويره في عدة مناطق من إسبانيا.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأحداث

تدور أحداث الفيلم حول قصة اختفاء صندوق نقود يحوي 200 الف دولار من الذهب كان قد سرقها أحد الجنود الجنوبيين من الجيش الكونفدرالي (الجنوبي) ويدعى "بيل كارسون" وقام باخفاها في احدى المقابر، ومحاولة الشخصيات الثلاث (الطيب والشرس والقبيح) الوصول إلى ذلك الكنز.

تبدأ الاحداث عندما يقع (القبيح) المطلوب للعدالة بسبب جرائمه الكثيرة في أسر بعض صائدي الجوائز ويقوم (الطيب) بتخليصه من الأسر ويتفق معه على خداع رجال القانون، حيث يلعب (الطيب) دور صائد الجوائز الذي يقوم باصطياد (القبيح) ويسلمه للعدالة ومن ثم يحصل على الجائزة المرصودة على رأس (القبيح)، وفي أثناء تنفيذ حكم الاعدام شنقاً في حق (القبيح) يقوم (الطيب) الذي يمتاز بالهدوء والمهارة العالية في التصويب بقطع حبل المشنقة عبر طلقات بندقيته وينقذ (القبيح) من الموت شنقاُ ويحمله وراء ظهره على صهوة حصانه حيث ينطلقان بعيداً ليتقاسما سوياً أموال الجائزة. تستمر هذه العلاقة بينهما لفترة معينة، إلى ان يقرر (الطيب) في احدى المرات وبعد أن انقذ (القبيح) من حبل المشنقة ان يتركه لمصيره في وسط الصحراء، ولكن (القبيح) يتمكن من البقاء على قيد الحياة ويجمع من حوله مجموعة من الرجال للانتقام من (الطيب)، لكن (القبيح) يفشل في قتله بعد أن وجده في أحد الفنادق، حيث استطاع (الطيب) ان ينفذ بجلده باعجوبه، وتبدأ رحلة (القبيح) في تتبع اثار (الطيب) إلى ان يعثر عليه وهو يحاول أن يخلص أحد زملائهم المجرمين من حبل المشنقة في تكرار لنفس الخدعة السابقة التي كانا يلعبانها مع رجال القانون.


يتمكن (القبيح) من أسر (الطيب) ويقوده نحو الصحراء حيث ينوي التخلص منه، وبعد أن أرهقه (القبيح) بالمشي على رجليه لمسافة طويلة تحت لهيب الشمس الحارقة، ينهار (الطيب) ويسقط أرضاً، وتحين اللحظة التي سيتخلص فيها (القبيح) من (لطيب) بإطلاق النار عليه، فاذا بعربة سفر تجرها الخيول على غير هدى وسط الصحراء، فيجري (القبيح) نحوها ويوقفها فيجدها مليئة بجثث جنود الجنوبيين. ويجد من بينها جندي كان لا يزال به رمق من حياة فيطلب منه ذلك الجندي شربة من ماء ولكن (القبيح) كان ينوي ان يقتله فيعرض عليه الجندي ويدعى (بيل كارسون) ان يدله على كنز من الدولارات الذهبية ان هو اعطاه شربة من ماء، فيرغمه (القبيح) بان يخبره بمكان الكنز اولاً قبل أن يمكنه من شرب الماء، فيخبره (بيل كارسون) بمكان الكنز الذي يقع في احدى المقابر ولكنه وقبل أن يدله على اسم القبر يغمى عليه من العطش، ركض (القبيح) تجاه حصانه فزعاً ليأتي له بالماء ولكنه ما ان عاد اليه حتى وجده متدليا من مؤخرة العربة وبجانبه (الطيب) الذي كان قد زحف حتى وصل إلى العربة، كان الجندي ميتا حين وصول (القبيح) مما جعله يشتاط غضباً واخرج (القبيح) مسدسه ليقضي على (الطيب) الذي همس له في اذنه بانه أصبح يعرف مكان الكنز.

لقد انقلبت العلاقة بينهما 180 درجة، فبعد أن كان (القبيح) يحاول أن يتخلص من (الطيب) قبل لحظات، أصبح الآن يريد انقاذه باي طريقة ممكنة، فذهب به إلى دير مجاور ليطيب جراحه. وبعد ايام من النقاهة خرج الاثنان سوياً في رحلة البحث عن الكنز، كان (القبيح) يعرف اسم المقبرة التي دفن فيها الكنز ولكنه لا يعرف اسم القبر الذي اعطاه (بيل كارسون) إلى (الطيب) قبل أن يموت، ومن الناحية الأخرى فان (الطيب) كان يعرف اسم القبر ولكنه لا يعرف اسم مكان القبر. كانا يرتديان في هذه الرحلة بزات الجنود الجنوبيين الموتى ويقودان نفس العربة عندما وقعا في اسر كتيبة من جنود الشمال التي قادتهما إلى معسكر الاعتقال.

في المعسكر انتحل (القبيح) اسماً مزيفا فاسمه الحقيقي هو "توكو بندكتو" ولكنه سمى نفسه (بيل كارسون)، وحين كانوا ينادون أسماء الاسرى الجنوبيين انتبه (الشرس) الذي كان يتقلد رتبة رقيب في جيش الشمال وكان موجوداً في هذا المعسكر، إلى اسم (بيل كارسون) الذي كان ينادى عليه وكان هو يبحث عن صاحبه من اجل الكنز منذ البداية، امر (الشرس) الجنود بادخال (القبيح) عليه في كبينته الخاصة حيث كانا يعرفان بعضهما من قبل، قام (الشرس) بتعذيب (القبيح) حتى اعترف له بالقصة وباسم المقبرة، اما اسم القبر فقال له ان (الطيب) وحده من يعرفه. عرض (الشرس) على (الطيب) ان يخرجه من الأسر ويكون شريكه في الوصول إلى الكنز حيث انه اخذ مكان (القبيح) الذي ارسله (الشرس) بعيدا عن طريق القطار. لكن (القبيح) تمكن من الهرب من القطار ودخل بلدة كانت تقع تحت القصف، حيث دلف إلى أحد الفنادق وجلس يستحم في حوض الاستحمام، وفي هذه الأثناء دخل عليه شخص شاهراً مسدسه كان (القبيح) قد اطلق عليه النار في بداية الفيلم وتسبب في فقده لذراعه اليمنى ولكن (القبيح) اطلق عليه النار من مسدسه الذي كان يحتفظ به معه في الحوض. في تلك الأثناء كان (الطيب) برفقة (الشرس) ورجاله في أحد البيوت المهجورة المجاورة واستطاع ان يميز صوت مسدس (القبيح) وخرج للبحث عنه، ارسل (الشرس) أحد رجاله خلف (الطيب) ولكن (الطيب) ارداه قتيلاً. دخل (الطيب) على (القبيح) واخبره بان (الشرس) ما زال لا يعرف سره وان عليهما ان يتخلصا منه. خرج الاثنان سويا إلى الشارع حيث كان ينتظرهما رجال (الشرس) ولكنهما استطاعا القضاء عليهم جميعاً. ذهبا إلى المكان الذي يختبئ فيه (الشرس) ولم يجداه ولكنهما وجدا ورقة موجهة إلى (القبيح) تقول: اراك قريبا ايها الغبي.

انطلق (الطيب) و(الشرس) للبحث عن الكنز وبينما هم في الطريق تم القبض عليهما مرةً أخرى من قبل الشماليين ولكن هذه المرة في جبهة القتال حيث ان جهة كان بها الشماليين والأخرى بها الجنوبيين ويفصل بينهما نهر عليه جسر يحاول الفريقان ان يستوليا عليه، قام (الطيب) والشرس) بتلغيم الجسر لتفجيره حيث ان ذلك سينقل المعركة بعيداً عن هذا المكان إذ ان المقبرة تقع قريباً من هنا. في أثناء نزول (الطيب) و(القبيح) إلى النهر لوضع الديناميت في قواعد الجسر الخشبية اتفقا ان يخبر كل منهما الاخر بالسر الذي معه، كان اسم المقبرة هو (ساد هيل) اما القبر فكان اسم صاحبه هو (ارش ستانتون). اشعل (الطيب) فتيل الديناميت واسرعا بعيداً قبل أن ينفجر فيهما الجسر، واخذا مخبأهما وانفجر الجسر ودارت معركة حامية بالمدافع طول الليل.

في صباح اليوم التالي استيقظا من النوم واذا بالجيشان قد غادرا المكان مخلفين وراءهما الدمار وجثث القتلى. قاما فوراً بعبور النهر للضفة المقابلة وهناك رأى (الطيب) أحد الجنود الجنوبيين وهو يحتظر في احدى الكنائس المدمرة فدخل اليه ووضع

الشرس وهو يأمر الطيب والقبيح بالحفر.

سيجارته في فم الجندي ليدخنها، لكن الجندي يفارق الحياة أثناء ذلك، في هذه الأثناء يهرب (القبيح) على ظهر حصان كان مربوطاً خارج الكنيسة وينطلق به مبتعداً، فما كان من (الطيب) إلا أن اشعل فتيل مدفع صغير كان بالخارج مصوبا باتجاه (القبيح) الذي سقط من على صهوة الحصان بسبب القذيفة التي انفجرت بالقرب منه، ما ان قام (القبيح) من على الأرض حتى وجد نفسه في مقبرة (ساد هيل) محاطاً بالمئات من شواهد القبور، اخذ (القبيح)يركض بين القبور كالمجنون بحثاً عن قبر (آرش ستانتون) حتى وجده. نزع (القبيح) اخشاب الشاهد وجعل يزيح بها التراب عن القبر بانفعال واضح، وبينما هو كذلك إذا بـ (الطيب) يرمي عليه مجرفة ويأمره باستخدامها في الحفر، فيمتثل (القبيح) لأمره خصوصاً بعد أن ازاح (الطيب) رداءه (البونشو) في إشارة إلى سلاحه الذي يحمله على جانبه. في هذه الأثناء يدخل عليهما (الشرس) ويرمي بمجرفة أخرى ويأمرهما بان يحفرا معاً. اشعل (الطيب) سيجارته متجاهلاً الأمر، فما كان من (الشرس) إلا أن جهز مسدسه مهدداً بإطلاق النار عليه، فيخبره (الطيب) بانه إذا ما اطلق النار عليه فلن يرى سنتاً واحداً من الدولارات الذهبية، فقال له (الشرس) وكيف ذلك، فازاح (الطيب) غطاء التابوت برجله فاذا التابوت لا يحوي في وسطه الا هيكلا عظمياً.

و هنا يقرر (الطيب) ان يتبارز الثلاثة للحصول على الاسم الحقيقي للقبر، حيث كتب (الطيب) اسم صاحب القبر على ظهر صخرة صغيرة ووضعها في وسط الساحة التي تتوسط المقبرة ليبدأ النزال الأخير. انتهى النزال بمقتل (الشرس) على يد (الطيب), بينما ابقى على حياة (القبيح) حيث انه قد امن الاذى من جهة (القبيح) الذي قام بافراغ سلاحه ليلة المعركة دون أن يدري. قام (الطيب) بأخبار (القبيح) بمكان القبر الصحيح وامره بالحفر، اخرج (القبيح) اكياس الذهب من القبر وضرب بعضها بالمجرفة فتناثرت القطع الذهبية على التراب فجثى على ركبتيه وامسك ببعضها بين يديه وهو يكاد يطير من الفرح وانتصب واقفاً فاذا به يفاجأ بان (الطيب) قد علق له المشنقة وامره بان يضع رأسه فيها تحت تهديد السلاح. كان (القبيح) يحسب ان (الطيب) يمزح معه ولكنه لم يكن يمزح، صعد (القبيح) فوق شاهد القبر ووضع رأسه داخل الأنشوطة، أوثق (الطيب) الحبل حول عنقه وشد وثاق يديه إلى الخلف، حمل (الطيب) نصف الاكياس على حصانه وترك النصف الاخر على شفير القبر المفتوح و(القبيح) ما زال معلقاً فوق شاهد القبر. انطلق (الطيب) بحصانه بعيداً جداً و(القبيح) يناديه بحرقة كي ينقذه من الموت المحقق ان هو افلتت قدماه من فوق الشاهد، توقف (الطيب) فجأة وصوب بندقيته نحو (القبيح) واطلق النار على حبل المشنقة فانقطع، سقط (القبيح) في القبر فوق اكياس الدولارات وتبسم (الطيب) واستدار راحلاً، انطلق (القبيح) يركظ في وسط الساحة ويداه مقيدتان للخلف وهو يكيل الشتائم واللعنات نحو (الطيب) الذي كان قد اختفى بعيدا في الافق.

==الشخصيات== (الطيب) واسمه في الفيلم "الأشقر" وهو شخص وسيم ويتميز بالذكاء والهدوء الكبير ودائما ما يأتي بالتصرف الصحيح ويتعامل مع الأمور بحكمة وحيادية تامة وهو ماهر في التصويب بالبندقية من على بعد فهو يتعاقد مع المجرمين والخارجين عن القانون بأن يسلمهم للمشنقة ويحصل على المكافأة، وأثناء تنفيذ الاعدام يقوم بتخليصهم واقتسام المكافأة معهم، والممثل الذي قام بأداء دور (الطيب) في الفيلم هو النجم الأمريكي "كلينت إيستوود".

أما الثاني فهو (الشرس) واسمه في الفيلم"اينجل آيز" وهو يعمل رقيب في جيش الشماليين وقد وصل إلى رتبته هذه عن طريق التعذيب وتأدية الخدمات الغير مشروعة لكبار رجال الجيش, وهو يقتل كل من يقف أمام مصالحه وكل من يشكل عقبة أمام طموحاته الشريرة, وي قد قام بدوره الممثل الأمريكي الراحل "لي فان كليف".

اما (القبيح) واسمه في الفيلم "توكو بندكتو" فهو مجرم خارج عن القانون بقبح اللسان وقبح المظهر وقبح الطباع وهو دائما مايسب ويشتم كما أنه يتصف بالغدر ونكران الجميل مع ان شخصيته لا تخلو من خفة الدم وهو أحد الذين تعاقد معهم (الطيب) كما أنه صديق قديم لـ"انجل ايز" أو(الشرس), وقد قام بدوره الممثل الأمريكي "إيلاي والاك".


الموسيقى

موسيقى الفيلم المميزة جداً هي من تأليف الموسيقار الإيطالي إنيو موريكوني الذي ألف الموسيقى التصويرية لمعظم افلام المخرج سرجيو ليون، هذه الموسيقى الاصيلة تتضمن اصوات المسدسات والصفير والاصوات البشرية (يودليه). اللحن الاساسي للفيلم يشبه عواء (ذئب البراري) وهو اللازمة الموسيقية للشخصيات الثلاثة وهي مكونة من نوتتين موسيقيتين تعزف بآلة مختلفة لكل شخصية، فلشخصية (الطيب) تستخدم آلة الفلوت ولشخصية (الشرس) آلة الأكرينة أما (القبيح) فيستخدم الصوت البشري. يكمل اللحن بجانب الديكورات ومناظر الفيلم اجواء الحرب الاهلية الأمريكية فهوي يحتوي مثلا على الانشودة الحزينة (قصة جندي) التي كان يغنيها الجنود الاسرى أثناء تعذيب (القبيح) في معسكر الشماليين.

ان الموسيقى في افلام ليون لا تلعب دوراً ثانويا في خلفية الحدث بل يمكن اعتبارها أحد ابطال الفيلم الرئيسيين، في هذا الفيلم تكاد تتطابق الموسيقى مع المشاهد تطابقاً تاماً. وحسب تصريحات ليون فلقد ألفت الموسيقى أولاً ثم ركبت المشاهد عليها، هذا هو مقدار الأهمية التي تمثله الموسيقى عند ليون.

لقد كان نجاح الموسيقى أسطورياً حيث تربع اللحن الرئيسي للفيلم على رأس القوائم عام 1968م فبقي الالبوم الموسيقي للفيلم في المقدمة لاكثر من سنة، حيث حل في المرتبة الرابعة في ترتيب مجلة بيلبورد الأمريكية. وما زال إلى اليوم أحد أكثر موسيقى الافلام شعبية بين جماهير السينما في العالم.

إسلوب الاخراج

الطيب والشرس والقبيح في النزال الاخير.

تظهر بوضوح في هذا الفيلم الخطوط الرئيسية لأسلوب المخرج سرجيو ليون المميز مثل اللقطات المقربة جداً للوجوه حيث يستخدمها كنوع من التضاريس الجغرافية التي تكون المشهد، فهو يعتني جدا باختيار الوجوه حتى للشخصيات الثانوية. لذلك لا يحس المشاهد بالملل مع طول المشاهد والتأني في عرضها للوصل إلى الاحساس الذي يريد ايصاله للمشاهد، كذلك فهو يتنقل دائما بين المشاهد المقربة جداً واللقطات البانورامية العريضة التي تظهر التضاريس الطبيعية والمجاميع الكبيرة ولا ننسى ان كل ذلك يجري بالتكامل مع الموسيقى مما يعطي احساسا اوبرالياً للفيلم، وهو كان يحب فعلاً الأوبرا والرسم حيث يعتني جدا بتكوين مشاهده من ناحية الاضاءة والتكوين واختيار اوقات التصوير مما يناسب المزاج العام للمشهد. ان بناء المشهد الدرامي للوصول إلى ذروة الحدث يستغرق وقتاً غير قليل عند ليون كما هو الحال في المشهد الأخير للمبارزة ولكن هذا الطول ضروري جدا في هذا الأسلوب للوصول إلى التأثير والجودة التي ظهر بها.

استقبال النقاد

انتُقِدَ فيلم الطيب والشرس والقبيح لتصويره العنف، وخصوصاً في تلك الفترة التي لم يكن جمهور السينما قد تعودوا فيها على رؤية العنف، وقد دافع المخرج سرجيو ليون عن ذلك بقوله " ان عمليات القتل في افلامي مبالغ فيها لاني كنت اريد السخرية والتهكم على افلام الغرب الأمريكي المبتذلة...... لقد صُنع الغرب الأمريكي بواسطة العنف والرجال البسطاء لذلك فان هذه القوة والبساطة هي ما احاول ان اصورها في افلامي". ما زال الكثير من النقاد يعترفون لسرجيو ليون بفضله في بث الحياة مرة أخرى لفئة افلام الغرب العتيقة.

اختلف استقبال النقاد للفيلم عند عرضه الأول، حيث كان الكثير منهم ينظر بدونية لفئة افلام السباغيتي. ففي استعراضها السلبي للفيلم في صحيفة نيو يورك تايمز وصفت الناقدة السينمائية ريناتا ادلر الفيلم بقولها "لا بد ان يكون هذا الفيلم هو الأكثر بذحاً وادعاءً للفضيلة ومدعاة للنفور في تاريخ هذا الصنف الغريب من الافلام". وفي صحيفة لوس أنجلوس تايمز كتب تشارلز تشامبلن يقول " لا يمكن مقاومة الاغراء باعادة تسمية (الطيب والشرس والقبيح)، الذي يعرض حالياً في طول المدينة وعرضها، إلى (الشرس والممل والذي لانهاية له) لانه فعلا كذلك". روجر إيبرت، الذي اضاف الفيلم لاحقا إلى قائمته عن أعظم الأفلام، يتذكر بانه في استعراضه الأول للفيلم كان قد "وصف فيلما يستحق أربعة نجوم ولكنه اعطاه ثلاثة نجوم فقط، ربما لانه كان فيلم سباغيتي وبالتالي فهو ليس فناً".

بالرغم من الاستقبال السلبي للفيلم في البدايه، إلا أن الكثير من النقاد اليوم يعتبرونه أحد كلاسيكيات السينما الخالدة. ويظل واحداً من أكثر افلام الغرب شعبية وواحد من اعظم افلام السباغيتي. ضمنته مجلة التايم ضمن قائمتها لـ "اعظم 100 فيلم في القرن الماضي" التي قام باختيارها الناقدان السينمائيان ريتشار كورليس وريتشارد شيكل. كان من الافلام القليلة التي حازت على تصنيف 100% في موقع الطماطم الفاسدة مع انه انخفض مؤخراً إلى 97% بسبب إضافة مقالة سلبية واحدة في مجلة التايم نشرت في 9 فبراير 1968. وصف الفيلم أيضاً بانه أفضل عمل قدمته السينما الأوروبية لفئة أفلام الغرب الأمريكي، وقد قال عنه المخرج كوينتن تارانتينو "انه يمثل أفضل اخراج لأي فيلم على مر التاريخ" وقد انعكس رأيه هذا في التصويت الذي اجرته المجلة السينمائية البريطانية سايت اند ساوند عام 2002 حيث قام تارانتينو باختيار فيلم الطيب والشرس والقبيح كأفضل فيلم صنع على الإطلاق.

يحتل الفيلم حالياً المرتبة الثالثة في قائمة "أفضل 250 فيلم" في موقع قاعدة بيانات الأفلام على الإنترنت، حيث صوت له 200 الف مستخدم من مستخدمي الموقع.

وصلات خارجية