السينما المغربية

بوستر فلم ألف يد ويد  1973

السينما المغربية هي سينما حديثة ، مقارنة بالسينما في مصر أو سوريا أو دول أخرى ، حيث لم تبدأ فعلاً إلا في الستينيات. لكنها في السنوات الثلاثين الأخيرة، وتحديدًا عندما بدأت الدولة بدعم الإنتاج السينمائي المغربي،خصوصا بعد إحداث صندوق لدعم الإنتاجات السينمائية الوطنية ابتداء من سنة 1980، بالإضافة إلى إنتاج مئات الأفلام القصيرة والربورتاجات السينمائية المتنوعة وغيرها، أصبح الإنتاج يتطور بشكل متسارع، وقد وصلنا من إنتاج ثمانية أفلام في السنة، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين إلى عشرين فلماً في السنة حالياً ، وهذا شيء مهم جدًّا. ويمكن إعتبار السينما المغربية سينما القطاع العام، رغم أن المخرج هو الذي يتدخل في فيلمه. وهو الذي يصوره بكل حرية وإستقلالية.في الفترة من 1958 و2018، تمكّن المغرب من إنتاج 372 فليما طويلا

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

 تاريخ

إحدى دور السينما

للسينما في المغرب تاريخ طويل، يمتد إلى أكثر من قرن من الزمان في فترة الاستعمار الفرنسي وأول فلم تم تصويره في تلك الحقبة هو "الفارس المغربي" (Le chevrier Marocain) للمخرج لويس لوميير في عام 1897. وبين ذلك الوقت وعام 1944، تم تصوير العديد من الأفلام الأجنبية في البلاد، وخاصة في منطقة ورزازات.

في عام 1944، تم إنشاء المركز السينمائي المغربي، وهو هيئة لتنظيم الأفلام في البلاد. كما تم افتتاح الاستوديوهات في الرباط.

في عام 1952، فاز فيلم "عطيل" للمخرج الأجنبي أورسن ويلز بالسعفة الذهبية في مهرجان كان السينمائي ،والفلم كان تحت العلم المغربي. ومع ذلك، لم يعزف موسيقيو المهرجان النشيد الوطني المغربي، حيث لم يكن يعرف الحاضرين ما هو. سنة 1958، أنتج محمد عصفور أول فيلم مغربي، بعنوان "الابن العاق" (Le fils maudit)، ومدّته 36 دقيقة.

في عام 1968، أقيم أول مهرجان متوسطي للسينما في طنجة. في تجسيده الحالي، يقام الحدث في تطوان. تلا ذلك عام 1982 بالمهرجان الوطني الأول للسينما الذي أقيم في الرباط. في عام 2001، تمّ تأسيس المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

وفي سنوات السبعينات، شهدت السينما المغربية انقساماً بين تيارين اثنين، التيار الأول اختار العمل على نهج الأفلام المصرية التجارية، كالمخرج عبد الله المصباحي، في أفلامه الصمت اتجاه ممنوع (فيلم)، و غدا لن تتبدل الأرض (فيلم) وأعمال أخرى انتهجت الميلودراما الموسيقية.

بينما تبنى المخرج سهيل بن بركة التيار الثاني، إذ اعتمد في أفلامه على مساره الفكري وتاريخ السينما المغربية منذ نشأتها، وأخرج أول فيلم له ألف يد ويد (فيلم) سنة 1973، أتبعه بفيلمين روائيين حرب البترول لن تقع (فيلم) وعرس الدم (فيلم).

وعموما من أهم أفلام السبعينيات أفلام: وشمة (فيلم) و الناعورة (فيلم) ودموع الندم

وعرفت السينما المغربية فترة الثمانينات طفرة نوعية، إذ ارتفع منسوب الإنتاج السينمائي إلى حدود 50 فيلماً؛ بسبب قانون تقديم الدعم السينمائي من طرف الدولة، بدون قيد أو شرط، والذي تم تعديله سنة 1988، ليقدم الدعم فقط للسيناريوهات التي يتم اختيارها من طرف المركز السينمائي المغربي.

وعلى رغم حصر تقديم الدعم للسيناريوهات المختارة، استمر الارتفاع في وتيرة إنتاج الأعمال السينمائية المغربية، حتى سنوات التسعينات، وأسهم ذلك في ظهور عدد من المخرجين الجدد، والوجوه الشابة التي نقلت سنوات دراستها وخبرتها في الاستوديوهات الأوروبية إلى الفن السابع المغربي.

ومن أفلام التسعينيات المشهورة حب في الدار البيضاء و زنقة القاهرة (فيلم) و غراميات الحاج المختار الصولدي (فيلم) و للا حبي (فيلم) وقد بلغت قمة الجرأة في السنوات العشر الأخيرة في أفلام مثل كازانيكرا (فيلم) و ماروك (فيلم) و حجاب الحب (فيلم)؛وهي أفلام تعرضت لانتقاذات بعض الجمهور على المشاهد الجريئة كما لاقت بعض الأفلام نجاحا دوليا وشاركت في عدة مهرجانات وترشحت لعدة جوائز مثل فيلم سميرة في الضيعة و الراكد (فيلم) و انهض يا مغرب كما تمتاز الأفلام المغربية بطولها و قصر مضمونها

 بداية السينما المغربية

إذا اعتمدنا التحقيب الزمني في التأريخ للسينما المغربية، فيمكن لنا الحديث عن مجموعة من المراحل والفترات والتحقيبات الزمنية حسب العقود الكرونولوجية.

 سينما الحقبة الاستعمارية

من فلم الفارس المغربي ،أول فلم يصور في المغرب  عام 1897

ففي البداية، يجوز الحديث عن المرحلة الكولونيالية أو ما يسمى بالسينما الاستعمارية التي تناولت الآخر الأجنبي في علاقته مع الذات المغربية إيجابا وسلبا في إطار رؤية استشراقية وإثنوغرافية، تقوم على تمجيد الغرب علما وتقنية وحضارة وثقافة وقوة. في نفس الوقت، الذي تستهجن فيه هذه السينما الإنسان المغربي، وتقرنه بالتخلف والجهل، والهمجية، والإرهاب، والانكسار، والمشاكل الاجتماعية.

وقد امتدت سينما الحقبة الاستعمارية بالمغرب من سنة 1919م إلى سنة 1956م، لينتقل المغاربة بعد ذلك مباشرة للتعرف على سينما الاستقلال. وحينما نتحدث عن السينما الاستعمارية، فإنها سينما إقصائية ومتحيزة وأحادية المنظور والرؤية، تدافع عن الآخر الأجنبي إنسانا وتواجدا وقضية، وتنافح عن مشروعه الكولونيالي، وتبرر استغلاله للمغرب من النواحي السياسية والاجتماعية والاقتصادية. وكان يشرف على هذه السينما الأطر الأجنبية، ولاسيما الفرنسية والإسبانية منها على مستوى الإخراج والإنتاج والتصوير والمونتاج والتقطيع والتوزيع والتسويق وكتابة السيناريو. ولم يكن المغاربة في العموم سوى ممثلين من صنف الكومبارس. كما اتخذت من مدن المغرب وقراه فضاءات للتصوير والديكور وأستوديوهات للتأطير المشهدي . وتعاملت أيضا مع المواضيع والقضايا المستمدة من البيئة المغربية في كل تجلياتها وتمظهراتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية والتاريخية والدينية.

 صناعة الأفلام في المغرب

 المخرجون

عرف المغرب الجيل الأول من المخرجين في السبعينيات والتسعينيات. لقد شاركوا في تطوير صناعة السينما في المغرب. صانعو الأفلام البارزون هم

• حميد بناني (وشمة (فيلم)، 1970) ،
• سهيل بن بركة (ألف يد ويد (فيلم) ، 1974) ،
• مؤمن سميحي (عنف الصمت (فيلم) ، 1975) ،
• أحمد المعنوني (آليام آليام (فيلم) 1978 ؛ الحال (فيلم) ، 1981 ؛ القلوب المحترقة ، 2007) ،
• الجيلالي فرحاتي (عرائس من قصب (فيلم) ، 1981 ؛ شاطئ الأطفال الضائعين ، 1991) ،
• مصطفى الدرقاوي (أيام شهرزاد الجميلة، 1982)؛
• فريدة بليزيد (باب السماء مفتوح (فيلم)، 1988)،
• سعد الشرايبي (أيام من حياة عادية 1990)،
• محمد عبد الرحمن التازي (البحث عن زوج امرأتي (فيلم)، 1993)
• عبد القادر لقطع (حب في الدار البيضاء (فيلم) 1992؛ الباب المسدود (فيلم)، 1998)،
• حكيم النوري (المطرقة والسندان (فيلم)، 1990)،
• حسن بنجلون (عرس الآخرين (فيلم)، 1990)

منذ عام 2000 تقريبًا ، يتولى جيل الشباب من صانعي الأفلام المغاربة زمام الأمور. ومن أسماءهم:

• نبيل عيوش
• نرجس نجار
• فوزي بنسعيدي
• نور الدين الخماري
• ليلى المراكشي (رُشِح فيلمها الطويل الأول ، ماروك (فيلم) ، الذي أنتج عام 2004 في مهرجان كان 2005 في فئة "الغير مؤكدة").

 المهرجانات

• المهرجان الدولي للفيلم بمراكش
• مهرجان تطوان لسينما بلدان البحر الأبيض المتوسط

 ممثلون

 يعيشون في المغرب

• لطيفة أحرار
• سناء عكرود
• سناء العلوي
• سعيد عامل
• أمل عيوش
• سليمة بن مؤمن
• أسعد بواب
• حسن الفد
• رشيد الوالي
• زينب النجم
• نور الدين الطويل
• كنزة فريدو
• نادية كوندة
• هشام بهلول
• سعدية لاديب
• محمد مروازي
• أمين ناسور
• إدريس الروخ
• كريم سعيدي
• عبد الرحيم تونسي

 يعيشون في الخارج (غالباً في فرنسا)

• حميدو بن مسعود
• سعاد حميدو
• رشيد البدوري
• جمال دبوز
• مصطفى العطرسي
• جاد المالح
• رشيدة خليل
• هشام نزال
• سعيد التغماوي
• رشدي زيم

 الهيكل الوطني

 النقابات والمنظمات المهنية

• المركز السينمائي المغربي وهو مؤسسة عامة تابعة لوزارة الثقافة مهمتها ترويج وتوزيع وعرض الأفلام في المغرب.

• المنظمات الأخرى المرتبطة بالأفلام ودور السينما يتم تجميع معظمها في غرف الأعمال أو النقابات العمالية ، على سبيل المثال الاتحاد الوطني لنوادي السينما أو الغرفة الوطنية لمنتجي الأفلام.

استديوهات CLA (ورزازات)

 استديوهات الأفلام

• استديوهات أطلس (ورزازات)
• استديوهات كان زماني
• استديوهات سينيدينا (السوالم)
• استديوهات استر اندروميدا
• استديوهات سي ال اي (ورزازات)
• استديوهات سينيسيتتا (ورزازات)

 معاهد الدراسات السينمائية والسمعية البصرية

• المدرسة العليا للفنون البصرية بمراكش (ESAVM)
• المعهد المتخصص في مهن السينما - ورزازات (ISMC)
• المعهد التخصصي للسينما والسمعي والبصري (ISCA) بالرباط
• المعهد العالي للمهن السمعية البصرية والسينما ISMAC بالرباط.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

 السينما المغربية الآن

حافظ الفن السينمائي المغربي، على وتيرة تقدمه منذ الاستقلال، بخاصة خلال السنوات الماضية، وعرفت السينما المغربية تطورًا كبيرًا، وأصبحت نموذجًا رائدًا على الصعيد العربي والإفريقي، من خلال أفلام عديدة لمخرجين كبار.

مثل فيلم "البرتقالة المرة" وفيلم الرعب "هواجس بعد منتصف الليل"، والفيلم الاجتماعي الكوميدي "فيها ملح أو سكر أو مبغاتش تموت"، والفيلم الذي روى قصة جيل بأكمله "القسم رقم 8"، وفيلم "جوق العميين"، وفيلم "الحمالة"، وعدد كبير من الأفلام التي لاقت إشعاعًا كبيرا داخل وخارج المغرب.

لكن وعلى رغم الإنتاج الوفير للسينما المغربية من ناحية الكم والكيف، إلا أنها تعاني عدداً من السلبيات التي تعيق تقدمها، أبرزها انقراض دور العرض؛ بسبب تراجع العوائد، ذلك بسبب عملية القرصنة التي تعرفها الأعمال الجديدة، إلى جانب ضعف الدعم المقدم من طرف الدولة. 

 جوائز جديدة

فلم أولاد البلد

• في عام 2010 فاز الفيلم المغربي "أولاد البلد" للمخرج محمد إسماعيل، بجائزتي الجمهور والإخراج في مهرجان سينمار بهولندا، ويحكي الفيلم قصة 3 أصدقاء، تجمعهم الدراسة في جامعة الملك محمد الخامس، وعندما يتخرجون يجدون صعوبة في البحث عن فرصة عمل، ويلجأ كل منهم لطريق مختلف لتفادي البطالة.

• جوق العميين

توج فيلم"جوق العميين" للمخرج المغربي محمد مفتكر، بالجائزة الكبرى"التانيت الذهبي" في الدورة رقم 26 لمهرجان قرطاج السينمائي، واقتنص الجائزة وسط منافسة شديدة من أفلام مصرية وجزائرية.

• بيع الموت

قدم المخرج فوزي بن السعيدي تجارب سينمائية مهمة، وشارك في العديد من المهرجانات البارزة، مثل مهرجان كان بفيلم "ألف شهر"، وشارك أيضا بفيلم "ياله من عالم جميل" في مهرجان البندقية السينمائي، وفي عام 2012 شارك بفيلم "بيع الموت" في مهرجان برلين الدولي، وفاز بجائزة تقديرية,

وتتطرق أحداث الفيلم المبنية على التشويق والكوميديا السوداء إلى مسارات 3 أصدقاء هم مالك وعلال وسفيان الذين يعيشون على السرقة والنهب بالإضافة إلى جرائم أخرى،

واختار فوزي بن السعيدي شوارع مدينة تطوان شمالي المغرب، لسرد المشاكل الاجتماعية التي تحاصر الشباب المغربي.

• آدم

حقق الفيلم المغربي "أدم" لمخرجته مريم التوزاني نجاحا كبيرا بمهرجان الجونة السينمائي الدولي في دورته الثالثة، وحصد الفيلم جائزة نجمة الجونة الذهبية بعد منافسة قوية بالمسابقة الرسمية.

كما شارك هذا الفيلم في مهرجان كازاخستان السينمائي، وفازت المخرجة مريم التوزاني بجائزة أفضل مخرجة وسط كوكبة كبيرة من النجوم العالميين.

كما اختار مهرجان مالمو للسينما العربية "آدم" ليكون فيلم افتتاح الدورة الـ10 من المهرجان، والتي تقام في مدينة مالمو السويدية.

ويتناول الفيلم قضيّة الأمهات العازِبات في المغرب ويتطرق لوضعِ المرأة بشكلٍ عام.

• رُحل

في عام 2019 فاز الفيلم المغربي "رُحل" للمخرج أوليفيه كوزماك بأبرز جوائز مهرجان الإسكندرية السينمائي لدول البحر المتوسط في دورته الـ35.

وحصل الفيلم على جوائز أفضل فيلم وأفضل إخراج وأفضل ممثلة للمغربية جليلة التلمسي بالمسابقة الرسمية للمهرجان. 

 السينما المغربية تهزم كورونا

لم يهدأ حماس صناع السينما المغربية حتى بعد انتشار جائحة كورونا، وشاركت النجمة المغربية سناء عكرود بفيلم "إطار فارغ" في مهرجان "رؤى من أفريقيا" بكندا عبر شبكة الإنترنت، وفاز العمل بجائزة أفضل فيلم في قسم "نظرات"، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة، إضافة إلى تنويه من لجنة التحكيم بأدائها في الفيلم.

شارك في بطولة فيلم"إطار فارغ" عدد كبير من النجوم البارزين بالمغرب مثل غزلان الإدريسي وقدس جندل وفاطمة بوجو ومحمد عياد وحميد النيدر ونبيل عاطف.

وكان المهرجان عقد فعالياته هذا العام عبر شبكة الإنترنت، وأعلن جوائزه عبر الشبكة الإلكترونية بسبب الظروف التي يعيشها العالم في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد