السودان (مقالة مميزة)
السودان يتفكك: مورينو-اوكامپو والبشير
في 31 مارس 2005 أصدر مجلس الأمن القرار 1593 الذي أحال الوضع في دارفور، منذ 1 يوليو 2002، إلى المحكمة الجنائية الدولية. وفي فبراير 2007، اتهم المدعي العام مورينو-اوكامپو المسئولين السودانيين، هارون وقشيب، بالتورط في النزاع وارتكابهما جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. وفي 27 أبريل 2007 أصدرت المحكمة أمراً بإلقاء القبض عليهما. إلا أن الأمر لم يـُنـَفـَّذ بعد.
والآن يواجه الرئيس السوداني عمر البشير إتهاماً من المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويز مورينو-اوكامپو بأنه الرأس المدبر لجرائم ابادة (مزعومة) لقبائل افريقية في دارفور وبتزعم حملة قتل و اغتصاب وتهجير. وبذلك يكون البشير هو ثالث الرؤساء الذين توجه لهم تهمة إرتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية وإنتهاك حقوق الإنسان وهم سلوبودان ميلوسوفيتش الذي توفي أثناء محاكمته وتشارلز تايلور الذي يحاكم حتى الآن. وسـَيـَبت قضاة المحكمة الجنائية الدولية فيما إذا كانوا سيصدروا مذكرة توقيف في حق البشير، إذا اعتبروا أن الأدلة التي قدمها مورينو-اوكامپو كافية ومبررة، أم أنهم سيدعونه للمثول أمامهم.
لويز مورينو-اوكامپو هو رجل قانون أرجنتيني مشهور، مشهور بدفاعه ضد الحكام (السابقين) عن حقوق الإنسان. يشغل منصب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية. وهو مسؤول عن إجراء التحقيقات وجمع المعلومات وتقديم الإدعاء بشكله النهائي بالنسبة للأشخاص الذي يقومون بجرائم حرب أو جرائم ضد الإنسانية أو جرائم إبادة جماعية. يؤخذ عليه اتباع الميول السياسية الغربية في تحقيقاته منذ مطلع عمله القانوني. فقد ادعى ضد جنرالات الأرجنتين الذين حاربوا بريطانيا، بعد خلعهم. وتحقيقاته في الكونغو لم تتعرض للمذابح التي قام بها الجيشان الحكوميان الرواندي والاوغندي (المدعومان من الغرب) في الكونغو، رغم كونها السبب الأكبر للخسائر البشرية.