سعيد بوتفليقة
سعيد بوتفليقة | |
---|---|
وُلِدَ | 1 يناير 1959 |
الجنسية | جزائري |
التعليم | كلية الهندسة، جامعة پيير وماري كوري |
المهنة | مهندس، سياسي، ومستشار الرئيس الخاص |
الأقارب | عبد العزيز بوتفليقة (شقيقه) |
سعيد بوتفليقة (و. 1 يناير 1958)، هو سياسي جزائري وشقيق الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ومستشاره الخاص.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
حياته
وُلد سعيد بوتفليقة في 1 يناير 1958 في وجدة بالمملكة المغربية، وهو أصغر إخوته؛ عبد العزيز وعبد الغني ومصطفى. توفي والده وعمره سنة، ربته والدته برعاية أخيه عبد العزيز، بينما كان هواري بومدين يستولي على الحكم بإنقلاب عام 1965، بعد الاستقلال سنة 1962 عادت عائلته إلى الجزائر. التحق سعيد بمدرسة سانت-جوزيف للآباء البيض، ثم في ثانوية الذي يديره اليسوعيون، كالعديد من أقرباء المسؤولين الجزائريين في ذلك الوقت، إلى أن حصل على درجة مهندس من جامعة باب الزوار، وفي 1983 سافر إلى باريس ليواصل دراسته، أين نال الدكتوراه من جامعة پيير وماري كوري، ثم عاد إلى الجزائر سنة 1987 ليعمل في جامعة الجزائر.
ظل السعيد أستاذاً ونقابياً حتى سنة 1999، وهي السنة التي فاز فيها شقيقه الأكبر عبد العزيز بالرئاسة، وقد ألحقهُ مستشاراً خاصا لديه، ومنذ ذلك الحين لم يغادر منصبه.
أشرف السعيد على إدارة حملات شقيقه الرئاسية في 2004 و2009 و2014، فكان يرافقه في كل زيارته الرسمية إلى الولايات لكنه لم يكن يدلي بأية تصريحات رسمية، ما جعله بعيداً عن الأنظار إعلامياً وشعبياً، حتى وصفته وسائل إعلام محلية بـ"عين السلطان" التي تنقل له كل شيء.
ظلّ السعيد يظهر، أيضاً، إلى جانب شقيقه وعائلته في بعض المناسبات، مثل استقبال نجم المنتخب الفرنسي الأسبق زين الدين زيدان، الجزائري الأصل، فضلاً عن مرافقة شقيقه إلى مكاتب التصويت في الانتخابات، لكن هذه الزيارات بقيت صورة من دون تعليق في أذهان الجزائريين، إذ لم يكن أحد يتساءل عن الرسالة من وراء هذا الظهور، على اعتبار أنها زيارات مع العائلة والشقيق في نشاطات رسمية وغير رسمية، فضلاً عن أن السعيد كان يحمل صفة مستشار الرئيس، ما سمح له بالتحرك بحرية.[1] بعد مرض الرئيس بوتفليقة في أبريل 2013، أصبح شقيقه سعيد، من وجهة نظر المحللين السياسيين والكثير من الجزائريين، خليفته المنتظر في رئاسة الجزائر.
مرض بوتفليقة وظهور سعيد
في أبريل 2013، نقلت برقية لوكالة الأنباء الجزائرية والتلفزيون الرسمي، خبرا حول إصابة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بنوبة دماغية، وهنا فقطاكتسح السعيد بوتفليقة المشهد السياسي بشكل لافت.
بدأ السعيد يكثّف ظهوره في الجنائز والوقفات التضامنية، فظهر في جنائز سياسيين وعسكريين ومثقفين؛ منها جنازة رئيس الحكومة الأسبق رضا مالك وجنازة مستشار الرئيس بوعلام بسايح وجنازة اللواء فضيل إبراهيم الشريف.
كما خرج السعيد متضامناً مع الروائي ورفيقه السابق في الحزب الشيوعي، رشيد بوجدرة، ضد قناة فضائية، وتعرّض السعيد للطرد خلال تلك الوقفة، حيث خاطبه أفراد من الجمهور "إذهب.. لا نريدك هنا"!
نسج السعيد علاقات مع رجال الأعمال، أبرزهم على الإطلاق، رئيس منتدى رؤساء المؤسسات علي حداد، هذا الأخير تصادم مع رئيس الوزراء السابق عبد المجيد تبون، وبعد هذه الحادثة أُقيل تبون، ما جعل جزائريين يعلقون بأن "السعيد أقَال تبون".
وأثار تكريم جمعية راديوز الرياضية لسعيد بوتفليقة، في أغسطس 2016، تساؤلاً في الإعلام والشارع حول نوايا هذا التكريم، وحول ما إذا كان هذا بوابةً جديدة لترشيح سعيد للرئاسة في 2019.
التوريث المحتمل
قال الإعلامي والمحلل السياسي الجزائري زكريا حبيبي إن ما يتم تداوله بشأن رغبة السعيد في خلافة أخيه الرئيس بوتفليقة غير ثابت "السعيد لم يُدْلِ بأي تصريح بهذا الشأن، حتّى إنه لم يُلمّح لذلك لا من قريب ولا من بعيد".
ورأى حبيبي أن كل ما يُقال "تأويلات تستند إلى الدور الكبير الذي لعبه السعيد خاصة بعد مرض الرئيس، حيث شكّل حلقة وصل بين الرئيس وبعض كبار المسؤولين في الدولة، وهذا راجع إلى عامل الثقة، فالرئيس قريب جدا من عائلته".
واعتبر المتحدث ذاته أن قرب السعيد من شقيقه الرئيس أكسبه خبرة وتجربة كبيرتين، كما أن وظيفته كمستشار برئاسة الجمهورية، جعلته "رجل دولة قوي يُمكن التعويل عليه في خلافة شقيقه الرئيس، وهذا برأيي حق يكفله له الدستور الجزائري".
من جهته، قال الإعلامي والأكاديمي الاجتماعي، حسان خلاص، إن السعيد بوتفليقة لم يكن بارز الظهور قبل التحاقه مستشارا خاصا لشقيقه سنة 1999.
وأفاد خلاص، أن السعيد "كان نقابيا وعضوا فاعلا في النقابة الوطنية لأساتذة التعليم العالي، شارك بقوة في إضراب 1996 في عهد وزير التعليم العالي الأسبق أبو بكر بن بوزيد".
وأضاف الأكاديمي الجامعي أن "السعيد يعرف بميوله اليسارية وتعاطفه مع حزب الطليعة الاشتراكية (باكس)، لكنه لم يكن معروفا بموقع قيادي بارز في الواجهة، غير أنه كان فعالا في إدارة التحركات الاحتجاجية حسب من عرفوه عن قرب".
وعن الأخبار التي تروّج حول استعداده لخلافة شقيقه على رأس البلاد، قال خلاص "ليس من السهل تأكيد ذلك، لاعتبار عدم وجود مؤشرات ملموسة تدفع في هذا الاتجاه، بل إن الأمر في نظري سابق لأوانه".
الرئيس الفعلي للجزائر
من جهته يؤكد رئيس حزب جيل جديد، جيلالي سفيان، أن السعيد بوتفليقة هو "الرئيس الفعلي للجزائر منذ مرض شقيقه". ويشير جيلالي سفيان إلى أن "السعيد بوتفليقة يسعى لأحد هدفين، إما خلافة شقيقه أو التحكم في مقاليد الحكم بصورة تمكنه من اختيار من سيخلف شقيقه".
وأفاد سفيان "السعيد بوتفليقة حمى رجل الأعمال المقرب منه علي حداد في صدامه مع الوزير الأول السابق عبد المجيد تبون، وظهور السعيد بتلك الصورة في جنازة رضا مالك وهو يتبادل الحديث والضحك مع حداد أثار الكثير من التساؤلات لدى الجزائريين حول علاقة الرجلين وما أعقبها من إقالة تبون، أعتقد أن الرجل بات يحمل حجما أكثر من مستشار رئيس".
وختم رئيس حزب "جيل جديد" بالقول: "أعتقد أن الرجل يقدّم نفسه للشارع، لكن الجمهور الجزائري لن يقبل بالسعيد إلا إذا فُرض عليه فرضا، وهنا أتساءل أيضا: هل سيتحرك الشعب ضد هذا؟".
اعتقاله ومحاكمته
في 4 مايو 2019، قامت قوات الأمن الداخلي الجزائرية سعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة[2]، بالإضافة إلى الجنرالين سي توفيق وطرطاق، الرئيسين السابقين للمخابرات الجزائرية، ومثلا للتحقيق في أنشطتها بعد اتهامهما من قبل رئيس الأركان الفريق أحمد قايد صالح بالتآمر ضد الجيش والحراك الشعبي.[3] وفي اليوم التالي، مثل ثلاثتهم أمام المحكمة العسكرية في البليدة.
في سبتمبر 2019 حكم على المتهمون الثلاثة بالسجن 15 عاماً إثر محاكمة خاطفة خضعوا لها أمام المحكمة العسكرية في البليدة بتهمة "التآمر على سلطة الجيش والدولة". واتهموا بالاجتماع في مارس 2019 لتحضير خطة لإثارة البلبلة داخل قيادة الجيش التي كانت تطالب علناً في حينه باستقالة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بهدف وضع حد للأزمة السياسية وسط استمرار الحراك الاحتجاجي ضد السلطات.
وفي فبراير 2020 أيّدت محكمة الاستئناف أحكام الإدانة الصادرة بحق بوتفليقة والجنرالين وخففت الحكم الصادر بحق حنون، الأمينة العامة لحزب العمال التروتسكي إلى السجن لمدة ثلاث سنوات بينها تسعة أشهر نافذة، أنهتها في فبراير حين أطلق سراحها.
في 19 نوفمبر 2020، نقضت المحكمة العليا في الجزائر حكماً بالسجن لمدة 15 عاماً صدر بحقّ كلّ من السعيد بوتفليقة، شقيق الرئيس الأسبق عبد العزيز بوتفليقة، ومديرين سابقين للاستخبارات، أدينوا بتهمة "التآمر على الجيش والدولة"، وأمرت بإعادة محاكمتهم أمام محكمة استئناف.
وقضت المحكمة بإعادة محاكمة المدانين الثلاثة أمام مجلس الاستئناف في مدينة البليدة قرب الجزائر العاصمة بعدما قبلت طعناً بحكم الإدانة تقدّم به كل من محامي الدفاع والنائب العام العسكري. ولم تحدّد محكمة الاستئناف العسكرية في البليدة موعداً جديداً لمحاكمة السعيد بوتفليقة والجنرالين محمد مدين الملقب بـ"توفيق" وعثمان طرطاق، بالإضافة إلى السياسية التروتسكية لويزة حنون التي كان تم الإفراج عنها في فبراير. وأوضح بيان النائب العام للمحكمة العليا "قبول الطعون بالنقض شكلاً وفي الموضوع بنقض وإبطال القرار المطعون فيه وإحالة القضية والأطراف على مجلس الاستئناف العسكري بالبليدة مشكّلاً من تشكيلة أخرى للفصل فيها طبقاً للقانون"، وفق وكالة الأنباء الجزائرية.[4]
مرئيات
سعيد بوتفليقة والجنرالان توفيق وطرطاق أمام المحكمة العسكرية في البليدة، 5 مايو 2019. |
المصادر
- ^ "السعيد بوتفليقة.. ما لا تعرفونه عن 'عين السلطان'". أصوات مغاربية. 2017-09-29. Retrieved 2018-07-08.
- ^ "احتجاجات الجزائر: الشرطة تعتقل سعيد بوتفليقة ورئيسين سابقين لجهاز الاستخبارات". بي بي سي. 2019-05-05. Retrieved 2019-05-05.
- ^ "الجزائر – توقيف الجنرالين توفيق وطرطاق". TSA عربي. 2019-05-04. Retrieved 2019-05-05.
- ^ "المحكمة العليا في الجزائر تأمر بإعادة محاكمة شقيق بوتفليقة". سكاي نيوز عربية. 2020-11-19. Retrieved 2020-11-19.