الراهبة (رواية)
الراهبة La Religieuse، هي رواية فرنسية من القرن 18 كتبها دني ديدرو. أتمها في 1780، ولم تُنشر حتى 1796، بعد وفاة ديدرو. وفي الإنگليزية اسمها The Nun، أو مذكرات راهبة في ترجمة فرانسس بيرل.
إن أشد الفلاسفة عداوة لرجال الدين كان يحس بمرارة بالغة نحو ما بدا له أنه ضياع لحيوية البشر وطاقاتهم في أديار الرهبان والراهبات. وفي إحدى صفحاته الغامضة أنحى بأعنف اللوم على الآباء الذين حكموا على بناتهم بالعيش بين جدران الدير وهن كارهات. إن من أروع كتاباته من الناحية الفنية، بعثاً خالياً من جديد لحياة راهبة من هؤلاء. أنه كتب رسالة الراهبة في 1760 نتيجة مزحة كان يأمل جريم وديدرو من ورائها أن يعيدا إلى رفقتهما المركيز دي كرو اكسمير من كاين إلى باريس. وحوالي هذه الفترة أثار ديدرو نداء وجهته إلى برلمان باريس لأحلالها من القسم الذي أكرهها والداها عليه (كما تدعي). وتعطف المركز فكتب إلى البرلمان يناصر قضية الراهبة، ولكن دون جدوى.
إننا لا نعرف عن هذه الراهبة شيئاً أكثر من هذا، ولكن ديدرو أعاد كتابة تاريخها في تصوير واقعي يخلد ذكراها على مدى القرون. وأفترض أنها هربت من الدير، وأرسل إلى كرواكسمير عدة رسائل -وكأنها بقلمها- تصف فيها معاناتها في الدير، وتطلب أن يمد لها يد المساعدة لتبدأ حياة جديدة. وأجاب المركيز، ورد ديدرو، بأسمها، وأستمرت هذه المراسلات أربعة شهور في مائة وخمسين صحيفة.
ملف:The Nun - Denis Diderot.pdf وصور ديدرو سوزان تعاني من رئيسة الدير الغليظة القلب، فهي تضطهدها وتحبسها وتجردها من ملابسها وتعذبها وتحرمها من الطعام، فتشكو إلى أحد الكهنة الذي يهيئ لها سبيل الأنتقال إلى دير آخر. وهناك كانت رئيسة الدير الجديد مساحقة وشغفتها الراهبة حباً، وتوسلت إليها لمعاونتها. وربما بالغ ديدرو في وصف قساوة الأمهات رئيسات الأديار وشقاء الراهبات وحزنهن. ولكنه جعل كل الكهنة في قصته ودودين محبوبين مطبوعين على حب الخير، وعالج فكرة السحاق في رقة نادراً ما ظهرت في مؤلفاته. وتأثر المركيز وقدم إلى باريس. وتكشفت له الخدعة ولكنه تجاوز عنها وكانت هذه القصة الغريبة قد أدت إلى دراسة رائعة في علم النفس، كانت متأثرة بقصة ريتشاردسن "كلاريسا" ولم يتعمق أي متشكك قط بمثل هذه القوة في مشاعر القديس، وفاجأ أحد الزوار الكاتب وهو يدون هذه الرسائل، فوجده كما يروى جريم "حزيناً غاية الحزن... ويذرف الدمع(32) وأعترف ديدرو بأنه كان يبكي لقصته هذه، فما أسرع ما كانت الدموع تجري في عينيه، مثل روسو. وكان فخوراً، بشكل يمكن الصفح عنه، بقصته الموضوعة على هيئة رسائل، وبأحتمال أن تكون صحيحة، وبالعاطفة الدافقة فيها، وبأسلوبها، وقد عنى بمراجعتها وتنقيحها، وأوصى بنشرها بعد موته، ورأت هذه القصة الثورة في 1796 في عهد الثورة وفي 1865 أحرقت قصة "الراهبة" علناً بناء على أمر من محكمة السين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
انظر أيضاً
وصلات خارجية
- The Nun (الترجمة الإنگليزية) في Google Books