الخصاصيون
عائلة الخصاصي، من أكبر العائلات العلمية العربية وتعتبر من بين البيوتات اليمنية الشريفة الحسينية، التي حلت فئة منها بالأندلس لمساندة المرابطين خلال فترة حكمهم و من هنا يضاف لقب المرابطي لفرع هذه الأسرة بالمغرب التي كان للعديد من أفرادها اهتمامات خاصة بالأمور العلمية لا سيما فيما يتعلق بعلم الحساب والفلك و الفيزياء و العلوم الشرعية و القانونية.
وفد استقر الخصاصيون بقبائل الأزد باليمن ثم إنتقل فرع منهم إلى بلاد الأندلس فعرفوا بها بالعلوم الدينية و علم الحساب والفلك وكان منهم القائد الأندلسي أبو عبد الله محمد الخصاصي على عهد ملوك بني الأحمر حسب ما ورد في تاريخ ابن خلدون، دخلوا شمال المغرب الأقصى فاستقروا بخصاصة بلدة تحمل إسمهم و هي مدينة قديمة ذات ماء وزرع بمنطقة قلعية قرب مليلية، فعرفوا بالولي سيدي مسعود الخصاصي له مزار قائم إلى اليوم بذات المنطقة، ثم استقر فرع منهم بفاس وأشهرهم الولي الصالح سيدي قاسم الخصاصي الأندلسي الفاسي، و فرع آخر بتازة منهم الولي الصالح سيدي علي بن عبدالله الخصاصي الأندلسي التازي، وأحفاده حيث كان منهم العلماء والقضاة والعارفون بالله كالعلامة سيدي امحمدالخصاصي التازي الطنجي قاضي تازة، الذي كان من أبنائه فروع الخصاصيين بطنجة المقربين من السلطان المولى عبد العزيز.
وكان من بين الخصاصيين مقاومون للاستعمار الفرنسي معروفون في أوساط الحركة الوطنية أمثال عبدالواحد الخصاصي الفاسي، عبدالله الخصاصي الرباطي، عبدالقادر الخصاصي التازي، القائد المدني الخصاصي و القائد الناجم الخصاصي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نسبهم
هم من الحسينيين، الذين استقروا بخصاصة الأزد باليمن. ثم إنتقل فرع منهم إلى بلاد الأندلس فعرفوا بها بالعلوم الدينية وعلم الحساب والفلك و كان منهم القائد الأندلسي أبو عبد الله محمد الخصاصي، على عهد ملوك بني الأحمر، حسب ما ورد في تاريخ ابن خلدون، دخلوا المغرب الأقصى بعد سقوط الأندلس، فاستقروا بمنطقة حملت اسمهم، أي خصاصة وهي بلدة على شاطئ البحر ذات ماء وزرع و أجنة، تقع بمنطقة قلعية قرب مليلية،لا عمار بها الآن، هجروها تبعا لهجمات الأسبان و البرتغال عليهم و على ديارهم، عرفوا هناك بالولي سيدي مسعود الخصاصي، له مزارة عظيمة و مقام شهير قائم إلى اليوم بذات المنطقة، وهو ولي ومجاهد كبير مقصود للزيارة، وكان للخصاصيين هناك شهرة كبيرة بالتقوى و بالولاية و الجهاد من أجل إعادة فتح الأندلس.
الخصاصيون بشمال المغرب
يعتبر الخصاصيون بشمال المغرب خاصة بمدن فاس و تازة و طنجة و تطوان من أصل واحد فكلهم من نسل الولي المجاهد سيدي مسعود الخصاصي و قد استقر فرع منهم بفاس وأشهرهم الولي الصالح سيدي قاسم بن الحاج قاسم الخصاصي الأندلسي، دفين باب الفتح بفاس، وله هناك مزارة و عليها قبة، ومن أحفاده سادة أخيار، مثل القاضي أبو الحسن علي بن أحمد الخصاصي و هو شيخ وعالم في أصول الشريعة من كبار فقهاء المذهب المالكي بالمغرب الأقصى والعالم الإسلامي و الفقيه العالم الفرضي الحيسبي المؤقت المعدل، السيد عبدالسلام بن عبد الرحمان الخصاصي، كان رحمه الله عالما نابغا في علوم الدين و الفرائض و الحساب و التعديل و ما ارتبط بذلك، و خلفه ابنه الفقيه الفرضي الموثق العدل الأرضى سيدي عبدالرحمان بن عبدالسلام الخصاصي، كان من أهل الحياء و الصيانة، خلف فرعين زكيين عالمين جليلين أبا عبدالله سيدي محمدا، والفقيه العدل الفرضي سيدي المكي الخصاصي.
ولهم بنوا عمومة بتازة، منهم الولي سيدي علي بن عبدالله الخصاصي، و أحفاده حيث كان منهم العلماء و القضاة و العارفون بالله كالشيخ العلامة سيدي محمد الخصاصي قاضي تازة ، الذي كان من أبنائه الشيخ الفقيه سيدي امحمد الخصاصي التازي أصلا ودارا الطنجي وفاة و قرارا، من أبنائه فروع الخصاصيين بطنجة وهو الفقيه المعلم المقرب من السلطان المولى عبدالعزيز، الذي أصدر ظهيرا يوصي فيه رجال دولته خيرا بالخصاصيين.
الخصاصيون بمنطقة سوس و جنوب المغرب
عقب رجوع المرابطين من الأندلس، رجعت معهم بعض العوائل الأندلسية و كان من بينها بعض الشرفاء الخصاصيين الذين هاجروا معهم و في رواية أخرى هاجروا إلى الجنوب المغربي عقب التدمير الأول لمنطقة غساسة أو خصاصة القلعية، فأنشأوا قبيلة جديدة بمنطقة سوس تحمل إسم الخصاص فكان للخصاصيين نفس اهتمامات سلفهم بعلوم الفلك و الحساب و العلوم الشرعية و كان لبعض خلفهم كذلك شأن في الولاية أمثال الشريف مولاي ابراهيم الخصاصي و هو الجد السادس لقبائل الشرفاء الرقيبات البصيريين بالصحراء المغربية و كذلك سليله مولاي إبراهيم بن مولاي مبارك ابن مولاي إبراهيم الخصاصي البصير دفين بني عياط.
ونظرا لكون منطقة سوس منطقة أمازيغية، أصبح الخصاصيون ذوي الأصول العربية أمازيغا بفعل التصاهر و التناقح مع سكان المنطقة عبر مئات السنين.
و كباقي الخصاصيين بشمال المغرب اهتم الخصاصيون بسوس بعلم الفلك و الحساب و بالعلوم الدينية و كان منهم قضاة و فقهاء و عدول و أولياء أمثال محمد بن سعيد المرغيتي الخصاصي السوسي دفين مراكش و محمد بن الحسين بيبيس الخصاصي و محمد الحنفي الخصاصي.
و كان منهم قادة عسكريون كبار قبل الحماية تحولوا لمقاومين أشداء عقب فرض الحماية على المغرب أمثال القائد المدني الخصاصي الذي قاوم المستعمر رفقة قبائل آيت باعمران و القائد الناجم الخصاصي الذي كان له الحظ في الإمساك بالجيلالي الزرهوني الملقب ببوحمارة و كذلك القائد علي ابن الشيخ مسعود الخصاصي.
الخصاصيون بتونس و الجزائر
توجد بعض الأسر الخصاصية بتونس و الجزائر و من المرجح أن أصولها من منطقة سوس بالمغرب و يعود نسبها لبعض التجار و العلماء الخصاصيين المغاربة الذين هاجروا لبلذان المغرب الأوسط و الأدنى فاستقروا هناك و خلفوا فروعا بها.
الخصاصيون بمصر
توجد أسر من الخصاصيين بمصر بعضها قدم من المغرب و بعضها من المشرق العربي و هنا نذكر الشيخ محمد الخصاصي الفلكي، الذي كان له صيت بمصر بعد أن انتقل إليها من المغرب في القرن السابع عشر، فأصبح مؤقت الجامع الأزهر. له كتاب سماه "الدرة المضية في الأعمال الشمسية" (إنهاض الهمم العلية، مخطوط للعلامة الفلكي الفاسي محمد العلمي)و قد اكتشف هذا العالم كواكب لم تكن معروفة من قبل و أكذت اكتشافاته ناسا بعد قرون من ذلك.
وتوجد بعض الأسر الخصاصية بصعيد مصر كما توجد منطقة بمنطقة الزيتون بالقاهرة تحمل إسم عزبة الخصايصة و هي تحريف للقب الخصاصي.
الخصاصيون بفلسطين
توجد بفلسطين قرية تحمل اسم عرب الخصاص و يلقب أهلها بالخصاصيين و تقع الخصاص في الجزء الشمالي من سهل الحولة بقطاع صفد .. كان عدد سكانها عام 1945م " 470" نسمة ، وكان منهم عرب الفضل وأميرهم الأمير فاعور.
بعد قرار التقسيم "29/11/1947م " بينما كان خمسة من العمال العرب في طريقهم إلى أعمالهم ، قام ثلاثة من صهاينة مستوطنة** معيان باروخ بإطلاق النار على هؤلاء العمال العرب ، ونتيجة هذا الاعتداء أصيب أحد الصهاينة بطعنة سكين أدت إلى وفاته ، ومع انتشار خبر مقتل هذا الصهيوني ، تلقى قائد كتيبة البالماخ الثالثة التي كانت ترابط في منطقة عتليت خبر الحادث ، فأسرع موشيه كلمان مساعد قائد الكتيبة إلى موقع الحادث ، ثم طلب مولا كوهين قائد كتيبة " البالماخ " القيام بعملية انتقامية ضد عرب الخصاص ، لأن اغتيال شخص يهودي يعد إباحة للدم اليهودي وتقرر مهاجمة " الخصاص " ، و قام " موشيه كرمل " قائد لواء " لبانوني " بتسليم قيادة الكتيبة الثالثة أمراً من قسم العمليات في رئاسة الأركان ، يقضي بالقيام بعملية انتقامية تهدف إلى حرق المنازل وقتل الرجال في الخصاص . . ونفذت العملية في 18/12/1947م ، وقام بالتنفيذ سريتان من تلك الكتيبة . وتضمن تقرير قائد القوة المنفذة ما يفيد أنها قتلت "12" شخصاً من الخصاص العرب بينهم عدد من النساء والأطفال وتقول بعض المصادر اليهودية : بلغ عدد القتلى "10" منهم" 5 " أطفال وأن بعض الضحايا دفنوا تحت أنقاض منازلهم ."14"
الخصاصيون بسوريا
تواجد الخصاصيين بسوريا يعود لسنوات الفتح الإسلامي الأولى لبلاد الشام حيث من المرجع أن الخصاصيين قدموا في جيوش الفتح الإسلامي من اليمن تم استقروا ببلاد الشام وكان منهم شيوخ و علماء كبار مثل الشيخ الكبير أبو الفرج عبد الرحمن بن بركات الدمشقي الخصاصي وولده عيسى بن عبد الرحمن بن بركات الدمشقي الخصاصي و الشيخ أبو عمران الخصاصي و يقال أنه شيخ بصري الأصل و الشيخ أحمد الخصاصي المالكي و الشيخ احمد بن أحمد الخصاصي مؤلف كتاب حاوي الاسرار الى دار القرار.
كتب جاء فيها ذكر الخصاصيين
- الزهر الباسم، أو العرف الناسم في مناقب سيدي قاسم"الخصاصي" .
- تاريخ الأندلس ابن خلدون.
- بيوتات فاس الكبرى
- المقصد الأحمدي.
- الدرر البهية والجواهر النبوية.
- صفوة من انتشر في ذكر صلحاء القرن الحادي عشر.
- نشر المثاني في ذكر أعلام القرن الحادي عشر والثاني.
- علماء تازة ومجالسهم العلمية للمؤرخ والباحث المغربي محمد العلوي.
- تاريخ مدينة دمشق.
- تحفة المحبين والأصحاب في معرفة ما للمدنيين من أنساب.
- مطالع التمام ونصائح الأنام للقاضي أبي العباس أحمد الشماع الهنتاتي