الحياة بعد گوگل
"الحياة بعد جوجل" Life after Google كتاب صدر في سبتمبر 2018 من جورج گيلدر يصف الحياة بعد عصر البيانات الضخمة الحالي، ونهاية عصر "البحث المجاني والبريد المجاني مقابل حق بيع تفاصيل حياتك". ويبشر بعصر التشفير Cryptocosm حيث سيسود اقتصاد البلوك تشين Blockchain، و نبي هذا العصر وصاحب الزمان "پيتر ثيل". عرض شيق للكتاب يـُختتم بعرض للفلسفة الدينية "هل الإنسان مسير أم مخير".
جورج گيلدر هو أحد أبرز مفكري التيار المحافظ القديم في الحزب الجمهوري. وهو صديق عزيز لنايل الشافعي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قوانين الكريپتوكوزم العشرة
جاء في الفصل الخامس من الكتاب: 'قوانين الكريپتوكوزم العشرة من: الحياة بعد گوگل: سقوط عصر البيانات الضخمة الحالي، ونهاية عصر "البحث المجاني والبريد المجاني مقابل حق بيع تفاصيل حياتك"'، لجورج گيلدر[1]:
نقاط الضعف الأمنية لدى گوگل، التي تكمن في نموذجه "اِجمع وإعلن"، هي تجنب الإشارات للسعر، صوامع بيانات العملاء الخاصة به، ورؤيته لعقلية الآلة من غير المرجح أن تنجي ثورة الجذور-و-الفروع لتقنية الند للند الموزعة، والسماة "الكريپتوكوزم".
اليوم، في كل مكان حولنا، هناك عشرات الآلاف من المهندسين وأصحاب المشاريع التجارية الذين يخترقون نظاماً جديداً في العالم يتجاوز حدود وأوهام عالم گوگل.
في عصر گوگل، كان المبدأ الرئيسي للإنترت هو "الاتصالات أولاً". يعني هذا أن كل شيء يمكن نسخه، تحريكه، وتعديله بالمجان. بنيما يرحب معظمنا "بالمجانية" بمعنى أنها "بدون رسوم"، فإن ما نريده حقاً هو الحصول على ما طلبناه بدلاً مما تختار السلطة توفيره. فإن "المجاني" يعني الغير آمن، عديم التشكل، الغير مترابط، والذي لا يمكن تغييره من أعلى. وقد خدمنا المبدأ الأول للاتصالات هذا بشكل جيد لسنوات عديدة.
الإنترنت هو نسخة غير متزامنة عملاقة متناظرة تتواصل عن طريق النسخ. من يقوم بتنظيم جميع حقوق الملكية في اقتصاد المعلومات هم ملوك الناسخ الرئيسي، وبشكل أساسي في گوگل.
في هذا النظام، الأمن هو وظيفة الشبكة، الذي يتم تطبيقه من أعلى، بدلاً من امتلاك الجهاز ومالكه. بالتالي، يرتفع كل شيء إلى أعلى، گوگلپلكس، والذي يحقق سرعته وكفاءته عن طريق التعامل مع مستخدميه كما لو كانوا يتخذون خيارات عشوائية. هذا هو جوهر النموذج الرياضي وراء محرك البحث الخاص بهم. أنت وظيفة عشوائية لدى گوگل.
لكنك لست عشوائياً؛ أنت كيان وراثي فريد لا يمكن إعادته إلى البويضة والحيوان المنوي. أنت مشفر بيولوجياً بطريقة غير قابلة للفك. هذه الرموز الطبيعية غير المتناظرة هي نموذج للحكم ومجازاً للأمن الدائم. أنت لا تبدأ بتحديد الهدف ولكن حالة البدء. قبل أن تبني الوظيفة أو الهيكل، تقوم ببناء الأساس. هذا هو الواقع النهائي غير العشوائي. حالة البدء هي أنت.
- القانون الأول: يختلف تماماً عن قانون الاتصالات الأول في گوگل هو قانون الكريپتوكوزم. القانون الأول هو قانون باب الحظيرة: "الأمن أولاً". الأمن ليس إجراءاً أو آلية؛ هو عمارة. مفاتيحه وأبوابه وجدرانه وقنواته، أسطحه ونوافذه تعريف الملكية والخصوصية على مستوى الجهاز. تحديد من يمكنه الذهاب إلى أين وماذا يفعل. لا يمكن إعادة تحديث الأمان أو تصحيحه أو ارتجاله من أعلى.
بالنسبة لك، فالأمن لا يعني مستوى متوسط من المراقبة على مستوى الشبكة لكنه يعني أمان هويته، جهازك، وملكيتك. أنت تحتل وتتحكم في زمان ومكان محددين. لا يمكن أن تكون blended or averaged. تماماً كما لو كنت جزءاً من سجل بيولوجي، منقوش عليك بشكل دائم رموز الحمض النووي والتي لا يمكن تغييرها بفعل قوة خارجية، وتؤلف خصائصك ومعاملاتك سجلاً بيولوجياً غير قابل للتغيير. تماماً كما لو أنك مقيد في الوقت المناسب، فإن كل إدخال في السجل الكريپتوكوزمي يكون مبرمج.
- القانون الثاني: قانون الكريپتوكوزم الثاني مشتق من القانون الأول: "المركزية ليست آمنة". إن المواضع الآمنة هي مواضع لامركزية، حيث أن العقل البشري ورمز الدنا لا مركزيان. خطأ دراوين، وخطأ گوگل اليوم، هو تصور أن الهوية هي مزيج وليس رمزاً - يمكن للآلات أن تكون فريدة، لكن الكائنات البشرية هي نتائج عشوائية.
المركزية تخبر اللصوص ما هي الأصول الرقمية الأكثر قيمة وأين هي. تحل مشاكلهم الأكثر صعوبة. ما لم يتم توزيع الطاقة والمعلومات عبر نظام الند-بالند، فإنها عرضة للتلاعب والسرقة من قبل the blenders في القمة.
- القانون الثالث: هو "السلامة آخراً". ما لم تحقق العمارة أهدافها المرجوة، فالسلامة والأمن غير ذي صلة. يعد الأمان أحد الأصول المهمة للنظام الوظيفي. إن طلب النظام أن يكون آمناً في كل خطوة من خطوات البناء يؤدي إلى حل أهوج: جهاز استخدامه معقد للغاية.
- القانون الرابع: "لا شيء مجاني". يعتبر هذا القانون أساسياً لكرامة الإنسان وقيمته. تتطلب الرأسمالية من الشركات أن تخدم عملائها وأن تقبل دليلاً لأعمالهم، وهو المال. تبديد المال، يجعل الشركات تخفض من قيمة عملائها.
- القانون الخامس: القانون الخامس هو: "الوقت هو المعيار النهائي للتكلفة". لا يزال الوقت نادراً عندما تصبح جميع الأشياء الأخرى متوافرة: سرعة الضوء، ومدى الحياة. تتفوق ندرة الوقت على وفرة المال.
- القانون السادس: "الاستقرار المالي يمنح البشر الكرامة والسيطرة". ينعكس الاستقرار المالي على ندرة الوقت. بدون استقرار مالي، لا يحكم الاقتصاد سوى الوقت والسلطة.
- القانون السابع: "قانون التباين"، استنساخ التباين البيولوجي. لا يمكن فك تشفير الرسالة المشفرة بواسطة مفتاح عام إلا من خلال المفتاح الخاص، ولكن لا يمكن حساب المفتاح الخاص من المفتاح العام. إن الرموز المتباينة يصعب فك شفرتها ولكن من سهولة التحقق منها تعطي السلطة للأشخاص. على النقيض من ذلك، يمنح التشفير المتناظر القوة لأصحاب أجهزة الحاسوب الأكثر كلفة.
- القانون الثامن: "قانون المفاتيح الخاصة". هي الآمنة. لا يكن مزجها أو تغييرها من أعلى على عكس الدنا الذي يمكن تغييره أو خلطه من أعلى.
- القانون التاسع: "يتم الاحتفاظ بالمفاتيح الخاصة بواسطة الأفراد، وليس الحكومات أو گوگل". تفرض المفاتيح الخاصة حقوق الملكية والهويات. في تفاعل لتحدي الاستجابة، يأخذ المنافس المفتاح العمومي ويقوم بتشفير رسالة. يثبت المجيب الخاص الهوية عن طريق فك تشفير، وتعديل، وإعادة الرسالة المشفرة من جديد بمفتاحه الخاص. هذه العملية هي التوقيع الرقمي. عن طريق فك تشفير الرسالة الجديدة باستخدام مفتاح عام، يتم تأكيد المستلم النهائي بأن يؤكد المرسل أنه هو نفسه. تكون الوثيقة موقعة رقمياً.
توزع ملكية المفاتيح الخاصة السلطة. مالك المفتاح الخاص يمكنه دائماً الاستجابة للتحدي عن طريق إثبات ملكية هوية العنوان العام ومحتويات السجل العام. بالتالي، رداً على مزاعم واتهامات الحكومة، يمكن لمالك المفتاح الخاص إثبات عمله وسجله. من خلال التوقيع بالمفتاح الخاص، يمكن دائماً للمالك إثبات اسم عنصر الملكية المحدد عن طريق مفتاح عام على سجل رقمي.
- القانون العاشر: "وراء كل مفتاح خاص ومفتاحه العام يوجد مفسر بشري". التركيز على الأفراد يجعل الأمن ذي مغزى.
كيف ستكون الحياة بعد گوگل؟
كيف ستتغير تجربتك مع العالم عندما تحدد هذه القواعد العشرة النظام الجديد؟
گوگل هي منظومة هرمية. الحياة بعد گوگل سوف تكون مختلفة التراتب. الحياة في عصر گوگل تكون من أعلى إلى أسفل. الحياة بعد گوگل ستكون من أسفل إلى أعلى. تسبب قوانين گوگل انعدام الأمن لجميع الطبقات الدنيا في الكومة. تسمح الكومات المسامية بامتصاص المال والقوة إلى أعلى. في الحياة بعد گوگل، فإن وجود حالة بدء آمنة بين الأفراد، المسجلين والمدرجين في السجل الرقمي، سيمنع هذا الامتصاص من قبل السلطة الهرمية.
في حين تتحكم گوگل الآن في معلوماتك وتستخدمها مجاناً، فإنك ستصبح مسؤولاً عن معلوماتك الخاصة وتتقاضى أجراً مقابل ذلك بحرية. جرّب المتصفح الشجاع (Brave web browser) من برندان آيك (Brendan Eich) ، الذي كان يعمل في موزيلا وهو مؤلف جاڤاسكريپت. فذلك المتصفح يمنحك السيطرة على البيانات الخاصة بك ويمكنك من فرض رسوم على من يطلبها.
في حين تتصور گوگل حقبة من هيمنة الآلة عن طريق الذكاء الاصطناعي، فإنك ستحكم آلاتك، وسوف تخدمك تلك الآلات كعبيد أذكياء ومستعدين. سوف تكون أنت "العرافة" التي تبرمج حياتك وتملي أوامرك على أدواتك.
بينما يحاول "عالم گوگل الحر" الهرب من قوانين الندرة وغابات من الأسعار، فسوف تعيش أنت في عالم مترع بالمعلومات عن التكاليف الحقيقية والتوفرات الأكثر كفاءة لما تريده وتحتاجه. والشاهد المتمثل في إنجازك مهامك سيتفوق على مزاعم السرعة من أعلى لأسفل والسلطة الهرمية. إن الإلزامات الفجة المشترطة مقابل الخدمات "المجانية" سيحل محلها تبادل طوعي معياري في أسواق حرة ومدفوعات صغرى (micropayments).
وفي حين يصفيك عالم گوگل من خلال غرابيل (Sieves) التنوع ويمررك في خلاطات الامتثال (Conformity)، فسوف يعتاش العالم الجديد على الحقائق التأسيسية لتميز (Uniqueness) الفرد واختياراته. بينما يعمل عالم گوگل على خنق فرص وصول رواد الأعمال إلى الأسواق العامة من خلال الاكتتابات المبدئية العامة، التي انخفضت بنسبة 90 في المائة خلال العشرين سنة الأخيرة، سيقدم العالم الجديد مجموعة من المسارات الجديدة للمشروعات. من اكتتابات العملات العامة (ICO) وإصدار العملات إلى المشروعات الممولة شعبياً (Crowd-funded)، فإن الوسائل المالية الجديدة تمكن فعلياً جيلاً جديداً من رواد الأعمال. الطوابير البائسة "لليونيكورن" (Unicorn)-- التي هي شركات ناشئة (Startup ) خاصة (Privately held) بقيمة تتجاوز مليار دولار-- خارج مكاتب الاستحواذ في گوگل ومنافساتها، سوف تتشتت، ويحل محلها قطعان من "الغزلان" تتجه، بعد طول غياب، إلى الأسواق العامة.
وبينما تحاول گوگل الاستحواذ على انتباهك بوضع الإعلانات في كل مكان، فإنك سترى الإعلانات بإرادتك، عندما تريدها، وسوف تدفع لك مقابل وقتك وانتباهك. مرة أخرى، المتصفح الشجاع Brave هو قائد هذه الحركة.
المال ليس عصا سحرية بل مسطرة قياس، وليس ثروة ولكن مقياساً للثروة. ففي حين أن المال في عصر گوگل هو عبارة عن "كلأ" لبورصة العملات نشاطها اليومي يناهز خمسة تريليون دولار، أي ما يعادل خمسة وسبعين ضعف كمية التجارة العالمية في السلع والخدمات، فإنك سوف تقود أموالاً بلا وسيط، تقيس القيمة بدلاً من التلاعب بها. بينما يتألف عالم گوگل من طبقات من الوسطاء وأطراف ثالثة موثوق بها، فسوف تتعامل أنت مباشرة مع الآخرين حول العالم برسوم أو بتأخيرات وجيزة.
نشهد الآن بزوغ سرب (Swarm) بنظام الند-للند (Peer-to-peer) من أشكال جديدة للمعاملات المباشرة التي تتجاوز الحدود الوطنية، وأشكالاً جديدة من أوبر Uber وإير بي-إن-بي Airbnb أبعد من متناول الشركات الحالية. وبينما يحصرك عالم گوگل في مكان ووقت وحياة واحدة، فإن العالم الجديد سوف يفتح أبعاداً وخيارات جديدة للحياة والخبرة الجديدة حيث يكون الحكم الوحيد هو صاحب السيادة أنت.
هل سيكون الوعد بأن كرامة الإنسان ستأخذ مكانها مرة أخرى على الإنترنت وأن البشر سيكونون سادة الكريپتوكوزم هو أجمل من أن يتحقق؟
إذا كانت هذه المبادئ غامضة اليوم، لتفسير مصادرها ونجاحها النهائي، يجب علينا، كما يقول كارڤر ميد، أن "نستمع إلى التكنولوجيا ونكتشف ما تخبرنا به".
مرئيات
جورج گيلدر يستعرض كتاب الحياة بعد گوگل، معهد هوڤر، 24 سبتمبر 2018. |
الهامش
- ^ "EXCLUSIVE: 'Life after Google: 10 Laws of the Cryptocosm'". townhall.com. 2018-07-17. Retrieved 2018-09-25.