البطباطيات
البطباطيات أو رتبة كثيرات العقد Polygonales، كانت رتبة نباتاتٍ من ذوات الفلقتين العديمات التويجيات (البتلات)، وهي تصنَّف مجاورة لرتبة القرنفليات Caryophyllales. وتقتصر على فصيلة واحدة هي الفصيلة البطباطية التي تضم قرابة 1000 نوع موزعة على نحو40 جنساً من نباتات عشبية أو متسلقة، وقد تكون شجرية في حالات نادرة. وكلمة «بطباط» وردت في الجامع لمفردات الأدوية والأغذية لابن البيطار، وأحيل شرحها على «عصا الراعي».
الأوراق في رتبة النباتات هذه تامة ومتعاقبة، اتَّحدت أذَناتها لتُؤلف غشاءً شفافاً معانقاً للساق يدعى «أُكْره» ochrea. والنَّوْرات عنقوديّة أو سنبلية والأزهار ثلاثية الأجزاء أو خماسيتها، والأكمام مقتصرة على القطع الكأسية، وهي مكونة إما من دوارتين ثلاثيتي الأجزاء أو من دوارة واحدة خماسية الأجزاء، والكأس لها حالات ثلاث فهي ضامرة في الأجناس الصغيرة الأزهار، الخنثوية أو الوحيدة الجنس، الهوائية الإلقاح، أو هي في العادة بَتَلية في الأنواع الحشرية الإلقاح المنتسبة إلى الجنس الكثير العقد (بوليغونوم) Polygonum. أو هي أخيراً نامية القطعتين الداخليتين المتحولتين إلى أعضاء ناشرة للبذور بوساطة الهواء أو الماء أو الحيوان، كما في أنواع جنس الحماض Rumex، والأسدية متوضعة عادة في دوارتين، وقد تكون متوضعة في دوارة واحدة أو في ثلاث دوارات، المبيض عادة ثلاثي الكَرْبِلات وقد يكون ثنائيها أو رباعيها، وهو دوماً وحيد الحجيرة ووحيد البُييضة المستقيمة الانتحاء orthotropous. والثمرة فقيرة غير متفتحة achene من نمط البندقة nutlet، والإندوسَبيرم endosperm غزير من مادة نشوية تُكَوِّن في بعض الأنواع ما يُعرف بالحنطة السوداء.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الأجناس المهمة
البطباط (پوليگونوم)
- مقالة مفصلة: بطباط
من أسماء أنواعه المتناقلة البطباط وعصا الراعي والقَرْدب وفلفل الماء. يضم قرابة 200 نوع منتشرة في جميع أصقاع العالم في أوساط متباينة، منها أنواع مؤالفة للرمل كالبطباط الرملي P.arenarium، ومنها أنواع مؤالفة للرطوبة كالبطباط البرمائي P.amphibium، وبعضها أنواع مؤالفة للاعتدال تستعمل نباتات للتزيين كالبطباط البلدشواني P.baldschuanicum، الأناضولي المهد المسمى قَردب تركستان، وهو نبات معمر يتميز بأزهاره الوردية البيضاء المجتمعة في نورات خريفية، ومنها كذلك بطباط أاوبرت P.aubertii المعمر الصيني المهد المتسلق على الجدران والعرائش، ومنها أنواع مؤالفة للحياة على ضفاف الأنهار كالبطباط السخاليني P.sachalinense المنسوب إلى شبه جزيرة سخالين، والبطباط كثير السنابل P.polystichum ومهده الهيمالايا، والبوليغونوم السيبولدي P.sieboldi ومهده اليابان، والبطباط معانق الساق P.amplexicaulis ومهده أوربة وآسيا، وهو يألف المياه الراكدة. ومنها المستعمل في الطب، لاحتواء جذاميره موادَّ قابضة مضادة للزحار كالبطباط الأعوج P.bistortum (الشكل 1) المعروف لدى العطارين. ومنها المستعمل في التغذية، لاحتواء بزوره مادة نشوية، كالنوع بطباط فاگوپيروم (الحنطة السوداء) P.Fagopyrum الذي يُزرع في الأراضي الحامضية التربة الباردة الفقيرة إلى المواد الغذائية في أوربة، وتعرف بزوره بالقمح الأسود أوالحنطة السوداء، وهي بذور نشوية تطحن لتكون دقيقاً أو جريشاً يستخدم طعاماً أو علفاً للدواجن. يستخدم إنتاج الحنطة السوداء في الولايات المتحدة وكندا في صناعة أنواع من الخبز والحلوى والفطائر. ويستخدم جريشها بعد قشره في تحضير الحساء وبعض الأطعمة المكونة من الحبوب. كما تخلط بدقيق القمح لتصنع منها المعكرونة المسطحة.[1]
والحنطة السوداء من المركبات الغنية بالسكريات والنشويات، مع قليل من البروتين والدهن. وأحد مصادر الحديد ومركب الفيتامين ب خاصة الحمض النيكوتيني والثيامين والريبوفلافين. يصل طول نبتة الحنطة السوداء إلى نحو 90 سم، ساقها منتصبة، وأوراقها مثلثية الشكل أو قلبية، أزهارها جميلة بيضاء أو حمراء أو ضاربة إلى الخضرة. يجرس النحل رحيق أزهارها ويعطي عسلاً أسود قوي النكهة. تزرع الحنطة السوداء في أراضي المناخات الباردة والرطبة، وتنجز حلقة نموها في 10-12 أسبوعاً. وتتصدر روسية الإنتاج العالمي للحنطة السوداء، وكانت تزرع في الصين منذ أكثر من 1000 عام. في سورية من نبات البطباط نحو 18 نوعاً، أكثرها شيوعاً البطباط الطيري P.aviculare الذي تأكل بزوره العصافير.
رومكس أو الحُمّاض
- مقالة مفصلة: حماض
(أوالحُميّض أو الحمضية لطعم أوراقه الحامض) يضم قرابة 100 نوع عالمية الانتشار منها في سورية نحو 15نوعاً، منها ما يستعمل في الطعام خضاراً كالرومكس الحامضي R.acetosa، ومنها ما يستعمل نباتاً للتزيين كالرومكس الحليمي R. papillo المنتشر في جبال الأطلس والذي يعطي ثماراً ملونة المصاريع، ومنها المستعمل في الطب لغناه بالمركبات العفصية كالرُومكس الغشائي السبلات R.hymenosepalum المنتشر في المكسيك الذي يحوي مركبات عفصية تراوح نسبتها بين 24% -30% من وزن النبات.
أترافَكسيس Atraphaxis
- مقالة مفصلة: أترافكسيس
بمعنى المغزل والمعروف عامياً باسم القُرْزُح. من أنواعه في سورية بأترافكسيس بيلاردير A.bilardieri والأترافكسيس الشوكي A.spinoisa (الشكل 3) المنتشر في سلسلة جبال لبنان الشرقية.
أوكسيرية:Oxyri
- مقالة مفصلة: اوكسيرية
بمعنى حَمْض لطعم أوراقه، أبرز أنواعه الأكسيرية الثنائية المأنث O.digyna التي تكثر في جبال لبنان في «القرنة السوداء» وفي جبال أوروبا وجبال تركية وإيران وفي سيبرية.
رِيُوم: Rheum (الراوند)
- مقالة مفصلة: راوند
يضم قرابة 30 نوعاً هي آسيوية المهد وأوربيته، أبرزها: الراوند الرابونتي R.rhaponticum المنتشر من جنوبي سيبرية إلى غرْبي الصين والتيبت، وقد استعمل في الطب منذ أكثر من ألفي سنة. وصل إلى أوربة مروراً بآسيا الصغرى ومن هنا شاع اسمه الراوند التركي، وهو من الأعشاب الطبية العربية المهمة، جذاميره ضخمة حاملة لأوراق تتجاوز أبعادها المتر، ونَوْراته طويلة تتجاوز ثلاثة أمتار، وقواعد أوراقه تستعمل في صنع نوع من المربى، في حين يحظر استعمال صفائح الأوراق لاحتوائها موادَّ سامة، وقد اشتق منه عدد من الأزروعات cultivar بعد تهجينه بالراوند الموجي R.undulatum والراوند المخزنيR.officinale والراوند الكفي R.palmatum (الشكل 4 ـ 5). يعرف جذر الراوند في الصين باسم «داهوانگ» ومعناه «الأصفر الكبير» بسبب لون مغليّه. يستعمل الراوند مسهلاً ومنشطاً للكبد وتجمع جذوره في فصل الخريف. ويمنع استعماله للحوامل كما يستحسن تفاديه في حالات التهاب المفاصل والنقرس، لاحتوائه على بلّورات الأكزلات. وهناك الراوند الريباصى R.ribes وهو منتشر في المرتفعات الجبلية السورية ويعرف محلياً ريباس معروف في الشام، ومذكور في المفردات من أصل فارسي، تؤكل ضلوعه وتربب ويصنع من عصيره شراب الريباس والراوند الفلسطيني R.palaestinun المعروف باسم عطرفاس .
كاليگونوم: Calligonum
- مقالة مفصلة: كاليگونوم
كاليگونوم بمعنى بهي العقد. يضم قرابة 20 نوعاً من جنبات معمرة منتشرة في المناطق الصحراوية في الوطن العربي من أبرزها، الكاليگونوم الوَبِر C.comosum الذي ورد ذكره في المعجمات العربية تحت اسم الأرطي، واحدة أرطاة، وهي شجيرة لاشوك لها منبتها الرمل وتستعمل في الدباغة ).