الاويغور في الامبراطورية التيمورية
نشأة الحضارة الأويغورية في عهد تيمور، جاء الأويغور في امبراطورية تيمور 1 من مصدرين، أحدهما: الأويغور الذين كانوا يعيشون في تلك الأراضى منذ الأزل في تاريخهم الطويل؛ والثانى: الأويغور الذين جاؤوا إلى أرض امبراطورية تيمور من بلدهم الحالية بعد قيام دولة تيمور أو في أثناء قيامها.
أنهى تيمور دولة جغتاي الغربية وقضى على ذيل دولة الإيلخانيين. وبعد ذلك نشأت هناك إمبراطورية تيمور أولا في منطقة ماوراء النهر ثم ضم منطقة خراسان، وقام هناك نظام اجتماعي جديد في تاريخ آسيا الوسطى. وتشكلت امبراطورية تيمور كامبراطورية المغول من شعوب مختلفة، وبذلك استمر دور الأويغور في الحياة السياسية والاجتماعية لهذه الامبراطورية كالشعوب الأخرى. واستفاد تيمور من عقل وقوة الأويغور الذين يقومون بنشاط في هذه الدولة، فضلا عن ذلك استهجر الأويغور من منطقة جغتاي الغربية ويدى سو إلى ماوراء النهر وخراسان بشكل مستمر واستفاد منهم.
ونذكر بعض المسائل المتعلقة على هذا باختصار:
إذ يقول المستشرق الدكتور بللف:" مدينة كاشغر المعروف للجميع كان يسمى في عهد تيمور بـ" سبعة شعب"، الذين يعيشون الآن في بنجاب هم من سبعة شعب أو قبيلة جات في الأصل من صلب الذين أخرجوا من كاشغر. وأجداد هؤلاء هم الذين هاجرا من بلدهم كاشغر عندما كان يسمى كاشغر بـ "سبعة شعب".2 هزم تيمور جيشَ جغتاي الشرقية في ضفاف الغربى لنهر آمو وذلك في عام 1365، واحتل مدينة سمرقند سنة 1370، وختم على المظاهرة والتمرد في منطقة ماوراء النهر في عدة سنوات. وبذلك انفصل منطقة ماوراء النهر من خانية جغتاي الشرقة. وحكم تيمور في هذه الأماكن، واستمر تيمور معاكسا باستمرار بخانية جغتاي الشرقية.
إذ سجَّل كتاب "ظفرنامه" لشريف الدين علي و"ظفرنامه" لنظام الدين شامى معلومات عن المصائب التى حلت بمدن جغتاي الشرقية على يد تيمور وولده الأكبر عمر الشيخ. نظرا للمعلومات التى أوردها شريف الدين علي في كتابه "ظفرنامه" أن تيمور غزا خمس مرات لهذه المنطقة ما بين 1375م حتى 1379م. وفى أحد المرات إلتقى جيش تيمور مع جيش خانية جغتاي الشرقية حول منطقة "حوض الساخن" وانتهى هذا الحرب بهزيمة جيش جغتاي الشرقية، فاستغل تيمور الفرصة وقسّم جيوشه إلى فريقين فأمضى الفريقين إلى مدينة كاشغر وآلماليق، وأحدث الجيش في المدينتين الكثير من المصائب والكوارث وصادورا أموال الشعب وأخذوا مجموعة من الأهالى اختيارا وإجبارا إلى دولة تيمور. وذكر عبدالرزاق السمرقندى في كتابه "مطلع السعدين ومجمع البحرين" (الذى كُتب سنة1471م) معلومات عن تهجير تيمور مجموعة من أهالى كاشغر إلى أندجان في عام 1370م. وفى عهد إسَنْ بوقا(1432-1462) من خاقان منغولستان(تركستان) كُلِّف سعيد أحمد من قبيلة دوغلات لرئاسة مدينة كاشغر، ولكونه غير جدير في مهمته إتحد الخوجوات (مشايخ الصوفية) مع أولوغ بك حفيد تيمور وطرودوه من كاشغر. ومن ذلك التاريخ كان كاشغر تحت حكم أولوغ بك، فبعد ثلاث سنوات من العمل الشاق استطاع سعيد أحمد أن يسترد كاشغر. وفى أثناء استرداد كاشغر وقَبْله كان قد هاجر كثير من أهالى كاشغر إلى منطقة ماوراء النهر. ومن المؤكد أن يكون لهجرة الأويغور إلى منطقة ما وراء النهر أسباب أخرى مثل الأمن والاهتمام بالعلم والعلماء في حاكمية تيمور سوى سبب الحرب.
كانت هجرة الأويغور في عهد تيمور إلى منطقة ماوراء النهر نتيجة استمرار هجرتهم في التاريخ منذ القديم. فالذين هاجروا هذه المرة حققوا نتائج ملموسة في الحياة الاجتماعية لامبراطورية تيمور واستحقوا أن يخلد أسمائهم في التاريخ. مع أن لكثير من هؤلاء لم يبق لهم ذكر في التاريخ، إلا بعضهم تركوا بصمات واضحة تلفّت الانتباه.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الولاة والحكام الأويغور في عهد امبراطورية تيمور
اشترك الكثير من الأويغور في إدارة شؤون دولة تيمور في هذا العهد:
- دولت شاه باخشى أويغور: كان حاكما في منصب عالي في عهد بداية دولة تيمور.
- غياث الدين باخشي: وهذا الرجل يُعرف في المصادر غياث الدين كجك أو كجككنه باخشى، وهو والد الشاعر الكبير على شر نوائي. نظرا للظروف السابقة يحتمل أن هاجر أسرته مسافرا من بلده كاشغر. وارتقى غياث الدين حاكما لمدينة سبزواز (فى تاجكستان) وأصبح كاتبا لحاكم خراسان أبا القاسم بابور في اللغة الجغتائية الأويغورية واللغة العربية. فهو كان يحب الشعر.
إذ أُلِّف كتاب بعنوان "تاريخ خاني". ويكتب عبدالله بن على نصرالله من مؤلف قرن 16 في كتابه" زبدة الأثر" المكتوب باللغة التركية أن كتاب "تاريخ خاني" أُلِّف باللغة الأويغورية3.
واستفاد شريف الدين علي يزدى (؟- 1454) في كتابة كتابه" ظفرنامه" في تاريخ تيمور من هذا الكتاب. ويرى بعض المؤلفين أن كتاب "تاريخ خاني" يمكن أن كتبه غياث الدين باخشى4. مع الأسف فهذا الكتاب لم يعثر حتى الآن لأهل العلم.
- درويش علي: كان حاكما في عهده لمدينة بلخ في أفغانستان الحالية، وهو أخ علي شير نوائي.
- أحمد حاجي بك: إذ يكتب علي شير نوائى عن أحمد حاجي بك فيقول في كتابه النفيس "مجالس النفائس":كان سلطان مالك الكاشغرى شخصا لا مثيل له في عصره، فأحمد حاجي بك ابنه، ومخلصه كان "وفائي". وهو شاب خلقه جميل وعطوف ومهتم لشؤون الآخرين... وأصبح واليا لمدة عشرة سنوات في مدينة هيرات عاصمة خراسان. ثم أصبح حاكما في سمرقند حقبة من الزمن، ويشتغل الآن بمنصب نائب السلطان حسين منذ ثلاثين سنة. فلايشتكى منه أحد ولا يعترض، فالكل يعترف بشجاعته وموهبته. وهو كان شاعرا يكتب بالأويغورية والفارسية5.
وعندما يأتى الشاعر علي شير نوائى إلى سمرقند من الهرات كان يمكث مع أحمد حاجي بك. وفى أثناء إقامة علي شير نوائى في سمرقند كان أحمد حاجي بك يحميه6.
- جانيبك دولداي: كلفه السلطان أبوسعيد مرزا أن يدير حكم سمرقند. وهو كان أخو سلطان مالك كاشغري، وهو كان شجاعا وذو خلق مهذب.7
- علي شير نوائي: الشاعر المفكر علي شير نوائى أصبح رئيس الورزاء في قصر السلطان حسين بايقارا ما بين عام 1472-1476م.
وغير ذلك نستطيع أن نعلم العديد من الولاة والحكام الأويغور في دولة تيمور.
اللغة الأويغورية وكتابته في امبراطورية تيمور
نظرا للمصادر التاريخية، استعمل عدة لغة وكتابات في عهد تيمور. فمن ضمن هذه اللغات كان موقع اللغة التركية وكتاباتها متميزا وواسعا.
واللغة الأولى في دولة تيمور كانت لغة تركية سميت بعدة عبارات مثل:"لغة جغتاي" و"عبارة أويغور" و"تلفظ أويغور". ثم عرف فيما بعد للعالم بـ" لغة جغتاي".
أدى اللغة الأويغورية مهامه مع اللغة العربية والفارسية في العلاقات الاجتماعية للدولة التيمورية. فاستخدم معظم أهل العلم اللغة العربية والفارسية مقياسا لقياس الموهبة والملكة في إبداعاتهم. ولكن بعض العلماء من الأسرة التركية والأسرة الحاكمة دافعوا اللغة الأويغورية التركية بكل قوتهم وجعلها متساوية مع العربية والفارسية.
إذ ألف الشعراء والأدباء الأتراك مؤلفاتهم باللغة الأويغورية التركية. حيث يتحدث الشاعر العملاق علي شير نوائى بالتفصيل في كتابه "مجالس النفائس" على أن الشعراء المشهورين ألّفوا مؤلفاتهم باللغة الجغتائية الأويغورية. ومن هؤلاء الشعراء والأدباء: لطفى، ومولانا السكاكى، وعطائي، وكمالي، وهرمي، وقلندر، ويقينى، وموقيمى، ولطيفى، وبالوان حسين، ومولانا هلال، ومحمد علي، ومرزا بك، وشوقى، وكدائى، وسعيد حسين أردشير، ومولانا عاشقى، ويوسف أميري وأحمدى وغيرهم. نستطيع أن نرى أهمية اللغة الأويغورية الأدبية بذلك العصر في تأثيره الكبير للأدب الشعبي للشعوب التركية، حيث ألّف الشعراء من أرباب الدولة أشعارهم باللغة الأويغورية التركية أمثال أبوبكر مرزا، وسلطان خليل مرزا، وأحمد مرزا، وسلطان أحمد مرزا، وحسين بايقارا مرزا، وشاه غريب مرزا وغيرهم.
إذ يورد الشاعر الكبير علي شر نوائي في كتابه الممتع "مجالس النفائس" أمثلة من أشعار أرباب الدولة في الدلولة التيمورية ويعرّف أصحابه. وكان لحسين مرزا بايقارا ديوانا كتبه باللغة التركية بمخلصه"حسيني"8. فى وسط وأواخر عهد الدولة التيمورية قد كانت حضارة الشعوب التركية أصبح نموذجا لحضارة آسيا الوسطى متمركزا في مدينة هرات وسمرقند. لأن هذه المدينة كانت قد جذبت أهل العلم لنفسها وعاشت في ازدهار عجيب. والمثقفون وأهل العلم لم يكتفوا في تدوين مؤلفاتهم باللغة العربية والفارسية، بل أحدثوا ظروفا مميزة لإستخدام اللغة الجغتائية الأويغورية التركية في كتابة مؤلفاتهم وجعلها لغة أدبية. وأثّر اللغة الجغتائية الأويغورية تأثر عميقا في تشكيل بعض اللغات الأدبية لبعض الشعوب التركية. ويؤكد العالم آ. شرباك الذى درس تاريخ اللغة الأوزبكية ويقول:"تأثير الميراث الكيلاسيكى الأويغوري يحتل مكانا أولى كعامل خارجي في تطور اللغة الأدبية للأوزبك. والميراث الأدبي الذى تشكل ما بين القرن 10- 14 في مدينة كاشغر خلق أرضا لتطور اللغة العمومية التى استخدمت في آسيا الوسطى بصفته نموذج الأدب لمدة طويلة"9.
رؤية الفلسفة الاجتماعية الأويغورية وتأثيرها على الأفكار في الدولة التيمورية
نظرا للمصاد المباشرة وغير المباشرة في تلك العهد فإن الأفكار الاجتماعية في مؤلفات الفارابى، ومحمود الكاشغرى، ويوسف خاص حاجب، وأحمد يوكناكى قد أثّر على أفكار علماء ذلك العصر بطرق مختلفة. نتحدث باختصار عن نشاط مفكر الأويغور وتأثيرهم في عهد دولة تيمور، فنذكر بعض النماذج على سبيل المثال:
- الشيخ سعد الدين كاشغري : هو أحد علماء العصر وشيخ الطريقة النقشبندية آنذاك. ولد الشيخ سعد الدين كاشغري (1377- 1456) في كاشغر لأسرة مثقفة متصوفة. فأبوه زين الدين كاشغري كان من علماء عصره المرموقين، فكتب حفيده الشيخ علاء الدين كتابا يسمى "مناقب الشيخ زين الدين" بالفارسية، فترجم هذا الكتاب عبدالولي سرمنى (كاشغري) إلى اللغة الأويغورية في عام 1797م. وكتب حفيد الشيخ سعد الدين كاشغري كتابا عن المبادى الأساسية للتصوف بعنوان "سر الأسرار" بالفارسية.
والعام الذى ولد فيه الشيخ سعد الدين كاشغرى كانت من السنوات التى يمر بها أهل كاشغر بالمصائب والشدائد والاضطراب، لأن الأمير قمر الدين قد قام بثورة سنة 1369م وقتل كل من يؤيد تيمور وأولاده. وبعد ذلك بقليل، يعنى في عام 1375م يشن تيمور هجوما مضادا على قمر الدين ويخرب مدينة كاشغر تماما. وفى النتيجة يبدأ أهالى كاشغر ومنهم الشيخ سعد الدين كاشغري حياته الرحالة. بما أن الشيخ سعد الدين رجل محب للعلم يتوجه في رحلته تجاه سمرقند، ويشرع يتحصل العلوم والمعرفة مع العالم الفاضل مولانا محمد الذى هاجر معه من كاشغر10. وبعد فترة يلتحق إلى مدرسة بخارى الذى يدرس فيه الشيخ محمد بهاء الدين النقشبندى (1318-1389)، ويجتهد في دراسته ويعجب شيخه خوجا محمد النقشبندى ويصبح من أتباعه المقربين. وبعد وفاة أستاذه يسافر إلى خراسان ويتعلم على يد العالم الخراسانى الشيخ مولانا نظام الدين ويتخرج بكل العلوم الشرعية التقليدية في عصره ويعرف بشهرة واسعة بين معاصره11. ثم يتعلم علوم التصوف على يد شيخ الطريقة الصوفية جلال الدين أبو يزيد البرابى ويشتهر بينهم بشهرة عظيمة12. وبصفته عالما جليلا لعصره يشتغل بالتدريس في المدرسة" مدرسة ملكان" التى بناه السلطان حسين بايقارا في مدينة هرات بخراسان، ويربى أجيالا كثيرة. ألف الشيخ سعد الدين الكاشغرى عدة مؤلفات في حياته، وهي "كلمات خوجا بهاء الدين"، و"رسالة لطائف"، و"[وجودنامه]".
ونحن إذ نكتفى هنا بذكر تأثيره على تلميذه عبدالرحمن جامى، فعبدالرحمن جامى(1414-1492) أحد الشعراء المفكرين المعروفين في تاريخ العالم الاسلامى وفى تاريخ الأدب الفارسي، وشخصية متميزة اشتهرت حتى في العالم الغربى، فهو تلميذ الشيخ سعدالدين الكاشغري. تربى عبدالرحمن جامى على يد أستاذه وتأثر منه تأثرا عميقا في رؤيته الدنيوية، وببركته حصل له أحوال وأذواق بأدنى مدة، بهر بها رفقاءه؛ حتى تسلم مشيخة الطريقة، خلفاً لأستاذه سعد الدين الكاشغري. فشرح جامى في عدة مؤلفاته تعليمات شيخه سعد الدين الكاشغري ومدح أستاذه بصفات عالية جدا. ولما مات الكاشغري عام 860هـ-1455م ودفن في مدينة هرات بخراسان، اتخذ العلامة عبدالرحمن الجامي مسكنه بجوار قبره، ولم يترك مقامه إلا مرتين قام فيهما بفريضة الحج حتى توفي بهراة، ولازال قبره يزار في هراة. كذلك يُعتبر الشاعران لطفى والسكاكى من تلاميذه المرموقين في العالم الاسلامى للشيخ سعد الدين كاشغرى. - الشيخ الفقيه سديد الدين الكاشغري: : وهو العالم الذى سافر إلى آسيا الغربية في القرن الخامس عشر، وعرف بسعة علمه في العالم العربي. وكان سديد الدين الكاشغري فقيها ماهرا في النحو واللغة والتفسير والوعظ. وهو نزيل المدينة المنورة المتوفى سنة 705 خمس وسبعمائة.
من تصانيفه: "منية المصلى وغنيه المبتدى"، و"تاج السعادة"، و"طلبة الطلبه في طريق العلم لمن طلبه"، و"كتاب السياقات"، و"مجمع الغرائب ومنبع الرغائب في زوائد النهاية لابن الاثير"، و"مختصر أسد الغابة في معرفة الصحابة" 13. غير ذلك هذب وصحح عدة كتب لعلماء عصره، وتوفى في مكة سنة 1466م وقبر إلى جنب قبر الفقيه الصالح عبدالله بن الخطيب. ويروى عن الشيخ سديد الدين الكاشغرى أنه صار شافعيا في آخر عمره، قال ابن خلكان في وفياته كان في اول قدومه اليمن حنفي المذهب فأقام بمكة أربع عشرة سنة صنف بها كتابا سماه مجمع الغرائب ومنبع العجائب في أربعة مجلدات وانتقل الى مذهب الشافعي 14.
- سلطان مالك كاشغري: حيث يتحدث لنا الشاعر علي شير نوائى عن هذا الشخص في كتابه مجالس النفائس، فيقول:" إنه شخص لا مثيل له في الوقت الحاضر". ولكن لا توجد معلومات وافية عنه.
- مولانا فصيح الدين محمد نظامى: ويعرف أيضا بلقب" فصيح الدين آخونوم"15، وهو أحد أساتذة الشاعر علي شير نوائى، وترك لنا الكاتب الفارسي خوندمير معلومات عن هذا الشخص في كتابه" خلاصة الأخبار".
- الشاعر علي شير نوائى:
فهو شاعر عملاق ومفكر مشهور في تاريخ الثقافة والأدب الأويغوري. ولد علي شير نوائى في أسرة غياث الدين باخشى في مدينة هرات عاصمة خراسان سنة 1441، وأصله من من مدينة كاشغر أو خوتن. إذ يذكر المؤرخ محمد مرزا حيدر(1500-1551) في كتابه الشهير "تاريخ رشيدى" فيقول:"أصل علي شير نوائى من أويغور باخشى، فاسم أبيه كان يسمى كجككنه باخشى"16. يقول الباحث الفروفسور عزت سلطان عن النوائى:"أنا حرصت كثيرا للدراسات النوائية، ودرست المصادر الكثيرة. وأُلفّت إنتباهكم إلى دليل وهو أن والد علي شير نوائى غياث الدين كجك كان من أسرة باخشى الأويغورية في مدينة كاشغر"17. وفى الموسوعة الإسلامية التركية «وكان كجككنه بهادر والد علي شير نوائي أحد الشخصيات الأويغورية الشهيرة" 18. يسمى علي شير نوائى شاعر ذواللسانين، لأنه كان يكتب أشعاره التركية (اللغة الجغتائية الأويغورية) بمخلص "نوائى" وأشعاره الفارسية بمخلص" فانى". وترك لنا الشاعر علي شير نوائى أكثر من 60 مؤلفا في حياته البالغ ستين عاما. من أهم مؤلفاته: خزائن المعانى، وخمسة، ومجالس النفائس، ومحاكمة اللغتين... والشاعر نوائى لا يقل إبداعا عن شكسبير، بل يتفوق عليه إذا استعمل مقارنة علمية متكاملة من علماء الأويغور والأتراك. بحيث أن شكسبير استخدم أكثر من 20 ألف كلمة، واستخدم نوائى مليون وثلاثمائة ثمانية وسبعين ألف كلمة. ونحن إذ بيّنا حياة الشاعر الكبير مفصلا بمقال منفصل بعنوان (الأديب العملاق علي شير نوائى)، فيرجى المراجعة هناك.
المصادر
- (1) - ولد الأمير تيمور سنة 1336م من أبوين تركيين في قبيلة بارلاس التركية. وكان تيمور أحد حكام دولة منغولستان (تركستان) وتمرد واستقل عن خانية منغولستان (جغتاي) سنة 1370م فأسس دولة تيمور المستقلة. تسمى دولة تيمور أيضا بخانية جغتاي في بعض المصادر التاريخية. وتوفى تيمور سنة 1404م في الطريق بمدينة أوترار عند سفره لغزو الصين. واستمر حكم دولة تيمور من سنة 1370م حتى 1501م.
- (2) - "كشمير وكاشغرية"-د. بللف، نقلا عن كتاب "كاشغرية" للمستشرق الروسى آ.ن. كورفاتكن، ط: 1984 بالأويغورية، ص: 122.
- (3) - مسائل اللغة والأدب والتاريخ- ط: 1984 في آلما آتا- قازاقستان، ص: 25 - وانظر "تاريخ الترك في آسيا الوسطى- بارتولد، ترجمة د. أحمد سعيد سليمان، ط: القاهرة 1996، ص: 233.
- (4) - دفاتر القلوب للنوائى- عزت سلطان، ط: 1973 بالأوزبكية –طاشقند، ص: 28.
- (5) - مجالس النفائس- علي شير نوائى، ط:1994 بالأويغورية، ص: 98 - والأدب الأويغوري- حسنوف موللادوف، ط: 1982 بآلما آتا- قازاقستان، ص:146.
- (6) - بابورنامه- بابور، ط: 1992 بالأويغورية، ص: 38، 39.
- (7) - بابورنامه- بابور، ط: 1992 بالأويغورية، ص: 318، 319.
- (8) - مجلة بولاق، العدد الثانى، لسنة 1989 بالأويغورية.
- (9) - دراسة" قوتادغوبيلك" في الاتحاد السوفيتي السابق- موللاودوف قازاقستانى. مجلة بولاق، ص: 157، العدد الثانى، لسنة 1994.
- (10) - حضارة آسيا الوسطى- همت هاجى، مجلة علمية لجامعة كاشغر، سنة 1988، العدد: 6، ص: 60.
- (11) - نفحات الأنس- عبدالرحمن جامى.
- (12) - تاريخ الشعوب في سنكيانغ- أنور بايتور وخير النساء صديق، ص: 924.
- (13) - هدية العارفين-اسماعيل باشا البغدادى، ج2، ص: 141).
- (14) - "السلوك في طبقات العلماء والملوك"- بهاء الدين الجندى، ج2، ص: 142. و"أخبار البحوث للشعوب في سنكيانغ- ط: 1986 أورومجى بالأويغورية، العدد -1، ص: 144.
- (15) -حول نسب علي شير نوائى- أمين تورسون، مجلة تاريخ الأويغور وثقافتهم، العدد1- لسنة 1998.
- (16) - تاريخ رشيدى- محمد مرزا حيدر، ط: 2007 بالأويغورية، ص: 431.
- (17) - انظر "دفتر القلوب للنوائى"-للكاتب عزت سلطان، طاشكند طباعة 1973، ص: 28
- (18) - انظر İslam Ansiklopedisi، إسطنبول، ط:1989، المجلد 2، ص 449.