الاحتجاجات القيرغيزستانية 2020
الاحتجاجات القيرغيزستانية 2020 2020 Kyrgyzstan protests | |||
---|---|---|---|
التاريخ | 5 أكتوبر 2020 | – الحاضر (4 years, 2 months, 1 weeks and 6 days)||
المكان | |||
السبب |
| ||
الأهداف |
| ||
الطرق | التظاهر، العصيان المدني. | ||
أطراف الصراع الأهلي | |||
| |||
العدد | |||
| |||
الخسائر | |||
القتلى | 1[1] | ||
الجرحى | 590[2] |
الاحتجاجات القيرغيزستانية 2020، بدأت في 5 أكتوبر 2020 احتجاجاً على نتائج الانتخابات البرلمانية القيرغيزستانية 2020 التي وصفها المحتجون بأنها غير نزيهة..[3][4]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
خلفية
شهدت قيرغيزستان العديد من الثورات في أوائل القرن 21، من بينها ثورة التيوليپ في 2005 والثورة القيرغيزستانية 2010.
ما كادت جبال قرةباخ تشتعل بنيران الماضي والحاضر في سبتمبر 2020، حتى فوجئ العالم بثورة في قرغيزستان. ثمة أسباب كثيرة للقول إن ثمة ترابطاً ما بين حدثين تفصل بينهما مسافة تقدّر بنحو 3500 كيلومتر، أقله من ناحية التوقيت، أو ربما من ناحية التوترات العابرة لحدود الاتحاد السوڤيتي السابق، ابتداءً من الأزمة السياسية في بيلاروسيا، بعد انتخابات التاسع من أغسطس 2020، وليس انتهاءً بالمحاولات المتجددة لضم جورجيا إلى الحلف الأطلسي.[5]
في الظاهر، يمكن وضع ما صار يسمى الثورة الثالثة في قرغيزستان ضمن سياق داخلي، أخذاً في الحسبان العوامل التي أدت إلى تفجرها. ولكن، كما هي الحال في الكثير من دول العالم، فإنّ العوامل الداخلية وحدها لا تفسر الديناميات المحرّكة للصراعات المحلية، خصوصاً أن العوامل الخارجية تبقى محرّكاً جوهرياً للأزمات المتجددة في الفضاء ما بعد السوفياتي.
بهذا المعنى، قد تكون قرغيزستان نموذجاً مثيراً للاهتمام يمكن من خلاله فهم أسس الأنظمة القائمة في آسيا الوسطى، وربما مناطق أخرى حول العالم، إن لجهة التقاطع بين المحرّكات الداخلية، التي تتفاوت بين الطموحات السياسية والصراعات العشائرية، وبين هذه وتلك إرهاصات منظومات الفساد وأنماط الحكم القائم على الزبائنية؛ وبين العوامل الخارجية التي تندرج اليوم بين هدفين، أحدهما محاصرة روسيا وكبح اندفاعتها الدولية، وثانيهما قطع الطريق على الصين، لا سيما في النقاط الأكثر حساسية لمشروعها الاقتصادي-السياسي في أوراسيا.
وفق نمط الثورات الملوّنة تلك، أتت الانتخابات البرلمانية في قرغيزستان يوم 4 أكتوبر لتمثّل الشرارة التي فجرت تراكمات السنوات الماضية.
من أصل 16 حزباً سياسياً خاضت الانتخابات التشريعية، لملء المقاعد المئة والعشرين لمجلس النواب القرغيزي، تمكنت أربعة أحزاب فقط – ثلاثة منها موالية للحكومة – من تجاوز عبتة السبعة في المئة التي تؤهلها للحصول على مقاعد في مجلس النواب، ما ترك ثلث الناخبين من دون تمثيل برلماني.
علاوة على ذلك، حصل الحزبان الرئيسيان المواليان للحكومة، وهما بيرمديك (“الوحدة”) ومكينيم قرغيزستان (“موطني قرغيزستان”) على 75 في المئة من المقاعد.
الحدث القرغيزي ليس استثنائياً، فتسمية الثورة الثالثة مستمدة من حقيقة أن الاضطرابات الحالية هي تكرار لحدثين سابقين شهدتهما الجمهورية السوڤيتية السابقة، وفق نمط الثورات الملونة نفسه الذي عرفته العديد من شقيقاتها خلال العقدين الماضيين، سواء في أوكرانيا أو جورجيا، ومؤخراً بيلاروسيا.
على هذا الأساس، فإنّ الانتصار الساحق الذي حققه تحالف بيرمديك ومكينيم قرغيزستان بدا مؤشراً على أن البرلمان الجديد سيتألف من الموالين للرئاسة وشخصيات ظل تضم مجموعة من رجال الأعمال علاوة على مستقلين يُعتقد أن لهم صلة بالجماعات الإجرامية.
تجدر الإشارة هنا إلى أن الرئيس سورونباي جينبكوڤ يعد الوصي الفعلي على حزب بيرمديك، في حين يحظى حزب مكينيم قرغيزستان بتمويل أساسي من رايمبك ماترايموڤ، وهو مسؤول جمارك سابق غامض يتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي غير رسمي واسع النطاق.
يضاف إلى ما سبق أن كلاً من عائلتَي جينبكوڤ وماترايموڤ ينحدر من جنوب قرغيزستان، ولذلك فإنّ ما انتهت إليه الانتخابات كان كافياً لتجديد الانقسام المحلي المزمن بين الشمال والجنوب.
النتيجة الانتخابية كانت كافية لتأجيج غضب المعارضين، الذين وصفوا عملية التصويت بأنها الأسوأ في تاريخ قرغيزستان، فتقاطع هذا الغضب مع حساسية عشائرية ومناطقية متجذرة، ومعهما تضارب مصالح داخل النخبة السياسية-الاقتصادية، ما صبّ مزيداً من الزيت على نار كامنة تحت رماد “الثورتين” السابقتين.
بداية تجمع الآلاف في مسيرة احتجاجية في وسط العاصمة بيشكيك للمطالبة بإلغاء الانتخابات وإجراء انتخابات جديدة. وسرعان ما تحول التحرك السلمي إلى مواجهات مع قوات مكافحة الشغب، قبل أن تتصاعد الأمور بسرعة البرق، لتنتهي الجولة الأولى من المواجهة العنيفة باقتحام المتظاهرين لمقرّي الرئاسة والبرلمان، وتوجه آخرون إلى مقر الأمن القومي، حيث جرى إطلاق سراح العديد من الشخصيات البارزة في السجن وأهمها الرئيس السابق ألماظ بيك أتامباييف.
خلال الأيام التالية، بدا أن الأمور قد خرجت عن السيطرة، وذلك برغم التحرك السريع للجنة الانتخابية المركزية، التي سعت إلى احتواء الموقف، بإعلان بطلان الانتخابات، استجابة لمطالب أحزاب المعارضة، التي يبدو أن بعضها، بجانب جماعات محلية وشخصيات من توجهات متناقضة، قرّر استغلال الانفلات الذي حصل بتنصيب نفسه لملء الفراغ في السلطة المتهاوية.
على سبيل المثال، عيّن البرلمان المنتهية ولايته صادر جابروڤ رئيساً جديداً للوزراء، مع الإشارة إلى أن الرجل، الذي يمتلك مجموعة شديدة العدوانية من بلطجية الشوارع، كان قبل 24 ساعة فقط يقضي عقوبة بالسجن لمدة 11 عاماً بتهمة اختطاف حاكم منطقة إيسيك كول خلال تظاهرة احتجاجية. في موازاة ذلك، تم تشكيل مجلس تنسيقي بقيادة السياسي المخضرم أداخان ماتوماروڤ، ضم العديد من ممثلي الأحزاب المعارضة. وأما الرئيس جينبكوڤ، الذي لا يزال الرئيس القانوني للدولة، برغم اختفائه في الأيام الأولى للاحتجاجات، فقد ظلّ يدعي أنه يسيطر على الوضع!
ولإضفاء مزيد من التوتر على المشهد المضطرب، عاد عمدة أوش السابق سيء السمعة ميليس ميرزاكماتوڤ إلى البلاد بعد عدة سنوات في المنفى التركي، متعهداً بالوقوف خلف جينبيكوف، والدفاع عن مصالح الجنوب ضد بيشكيك، ما أضفى بعداً مناطقياً وعشائرياً خطيراً على الأزمة السياسية القائمة.
امتداداً لما سبق، ثمة بعد آخر بعد آخر للأزمة الحالية، تتقاطع عند تصفية الحسابات داخل النخبة الحاكمة والصراعات المناطقية-العشائرية التقليدية، ويتمثل في الصراع المحتدم منذ سنوات بين مراكز القوى المحسوبة على الرئيس الحالي سورنباي جينبيكوف وسلفه ألمظبك أتامباييڤ. صراع الرئيسين الحالي والسابق طفا على سطح المشهد السياسي منذ العام 2017، حين سلّم أتامباييف الحكم إلى جينبيكوف، لأسباب متصلة بالقيود التي يفرضها الدستور على الولاية الرئاسية، وكان يأمل بالتالي في أن يحافظ على نفوذه السياسي من خلال رَجله.
ومع ذلك، فإنّ حساب حقل السلف لم يأتِ مطابقا لحساب بيدر الخلف، فجرياً على عادة الكثير من الحكام القرغيزييين، خيّب جينبكوڤ آمال أتامباييڤ، ليس فقط في اتباعه سياسة مستقلة، وانما في انتهاكه الضمانات التي قدمها له في إطار عملية التسلم والتسليم، والتي كان يفترض أن تحول دون الملاحقات القضائية بحق الرئيس السابق.
على هذا الأساس، أطلق جينبكوڤ حملة شرسة ضد أتامباييڤ، محاولًا حرمانه من كل فرص التأثير على عمل السلطات القرغيزية. بدأت هذه الحملة في فتح تحقيقات قضائية في عدد من أنشطة الإدارة السابقة، اعقبها اعتقال عدد من المسؤولين في عهد أتامباييف، بمن فيهم رئيسا الوزراء والبرلمان السابقين، ما دفع بالعلاقة بين جينبكوڤ وأتامباييڤ باتجاه المواجهة المباشرة، التي أدت إلى اعتقال أتامباييڤ، غداة رفضه الحضور إلى المحكمة لاستجوابه في عدد من الدعاوى الجنائية التي فتحت ضده، وكذلك بعد رفع الحصانة القانونية عنه عبر البرلمان.
وبالرغم من أن العلاقة بين الرئيس الحالي وسلفه قد ينظر إليها من زاوية صراع أجنحة النخبة الحاكمة، إلا أن لها وجهاً أكثر خطورة تمثل في كونها تؤجج نيران الانقسام التقليدي بين عشائر الشمال (التي ينتمي إليها أتامباييڤ) والجنوب (الذي يمثله جينبكوڤ).
مع كل الأسباب الداخلية التي لا جدال فيها للأزمة القرغيزية، لا يمكن تجاهل امكانية تحفيزها من الخارج، ولا سيما من قبل الولايات المتحدة.
تكمن أهمية قرغيزستان بالنسبة إلى الولايات المتحدة، في أن هذه الدولة الآسيوية، التي يناهز عدد سكانها 6.5 ملايين نسمة، والتي تعد أفقر جمهورية خرجت من الاتحاد السوڤيتي، تعتبر حلقة ضعيفة بين سلسلتين مثيرتين للقلق حين يتعلق الأمر بالمصالح الاستراتيجية الأميركية: الأولى، هي التكامل الأوراسي، الذي تسعى روسيا من خلاله لتعزيز نفوذها في فضاء ما بعد الاتحاد السوڤيتي، وربط الاقتصاديات المحلية للجمهوريات السوفياتية السابقة بالاقتصاد الروسي؛ والثانية، هي مشروع طريق الحرير الذي يهدف إلى إعادة توجيه التجارة الصينية-الأوروبية من الطرق البحرية، التي يسيطر عليها الأسطول الأميركي، إلى الطرق البرية، بجانب تعزيز الحضور الصيني في آسيا الوسطى، الهادف بدوره إلى جعل هذه المنطقة الاستراتيجية فناءً خلفياً آمناً يضمن عدم وجود جبهة ثانية خلال مرحلة التوسع الجيوسياسي للصين في الاتجاه الجنوبي الشرقي وما يرتبط به من تعميق للصراعات الأميركية-الصينية.
انطلاقاً من ذلك، فإنّ قرغيزستان تمثل نقطة ارتكاز محورية للولايات المتحدة في سعيها لزعزعة الاستقرار في آسيا الوسطى، خصوصاً أن البلاد تتسم تاريخياً بعدم الاستقرار الداخلي المرتبط بالبنية العشائرية العميقة للمجتمع، وغياب تقليد الاستبداد وفق النمط الآسيوي، والذي يعد أمراً حيوياً في مثل هذه المجتمعات لتوحيد الدولة وبناء مؤسساتها، بجانب البنية الفوضوية للغاية التي يتسم بها المجتمع المدني.
على هذا الأساس، لم يكن المستغرب أن تصبح قرغيزستان بؤرة العديد من المنظمات غير الحكومية الأمريكية النشطة في البلاد والتي هي على اتصال وثيق بالمعارضة المحلية على اختلاف تلاوينها.
بعد ثلاثة أيام على أعمال الشغب، تحرّك الرئيس جينبكوڤ لاحتواء الموقف: فرض حالة الطوارئ، أجرى تعديلات في النخبة العسكرية، وأمر رئيس الأركان الجديد الجنرال تاليباك أوموراليف، وهو من قدامى المحاربين في الحرب الأفغانية، بانزال الجيش إلى شوارع بيشكيك وفرض النظام.
يمكن افتراض أن من شأن ظهور الجيش في العاصمة القرغيزية أن يغير الموقف بشكل كبير لصالح جينبيكوف، الذي كان على قاب قوسين أو أدنى من فقدان الحكم، ومع ذلك، فإنّ الوضع في قرغيزستان ما زال متفجراً، ما يجعل من المبكر توقع احتمال أن يتجاوز الرئيس الحالي محنة الثورة الثالثة، أخذاً في الحسبان تجارب الماضي القريب.
ليست المرة الأولى التي تمر فيها قرغيزستان باضطراب سياسي كبير. كما سلف، فإنّ البلاد عرفت ثورتين في العامين 2005 و2010، ولكن الثورة الحالية تتسم بفوارق جوهرية، تجعل مستقبل البلاد مفتوحاً على اكثر من احتمال.
أولاً؛ منذ استقلالها عن الاتحاد السوڤيتي، تأرجح المسار السياسي لقرغيزستان بين شبه الديمقراطية وبين شبه السلطوية، تبعاً لمدى وجود تمثيل سياسي شامل لمصالح النخبة في البلاد من جهة، أو تبعاً لتركيز السلطة في أيدي مجموعة النخبة الصغيرة من جهة ثانية. ضمن هذه الثنائية، أتت الثورتان الأولى والثانية، ففي العام 2005، نظم خصوم الرئيس عسكر أكاييف احتجاجات في جميع أنحاء البلاد رداً على تصويت برلماني مشكوك فيه، وانتهى الأمر بتنحيه وفراره إلى الخارج. أما في العام 2010، فكان هدف الثورة هو سن دستور جديد يضمن بالفعل إشراك معظم الفصائل السياسية الرئيسية في البرلمان، ليس لضمان العملية الديموقراطية وانما لتسوية الخلافات بين اجنحة النخبة الحاكمة، والتوزيع العادل لريوع الفساد. أما اليوم، فيبدو الصراع مختلفاً، وإن احتوى على بعض القواسم المشتركة (الشكلية) مع سابقيه.
ثانياً؛ بخلاف ما حدث في العامين 2005 و2010، تبدو الأحزاب القرغيزية متخبطة في تفاعلها مع حركية الشارع، ففي [[ثورة التوليپ (2005)، كان أداء تلك الأحزاب هو الأساس في الاحتجاجات التي قادت إلى إسقاط رأس النظام، وهي أيضاً كانت حاضرة في الثورة التي اندلعت بعد ذلك بخمس سنوات، وإن ضمن إطار ركوب موجة الانتفاضة الشعبية التي قيل وقتها أنها عفوية. أما اليوم، فالديناميات المحرّكة للشارع القرغيزي تبدو مختلفة كلياً، لكونها خليطاً من “ثوار” ينتمون إلى جيل شاب يستشعر وجود فجوة كبيرة بينه وبين جيل السياسيين التقليديين، وجماعات الجريمة المنظمة على اختلاف تلاوينها وارتباطاتها الداخلية والخارجية، ووجوه انتهازية قديمة مرتبطة بالأنظمة السابقة.
ثالثاً؛ وهنا بيت القصيد، أن عامل الانقسام الحاد بين الشمال والجنوب يفرض نفسه هذا المرة أكثر من أي وقت سبق، ما يغذي المخاوف من حقيقة أن خصوصية “الثورات” القرغيزية غالباً ما تجعل لديها فرصة كبيرة لأن تصبح حرباً أهلية.
هذا الانقسام جذوره ضاربة في عمق التاريخ القرغيزي، ففي القرن التاسع عشر، قاتل أمراء الجنوب للاستحواذ على الحكم في خانات قوقند، وهي الدولة التي قامت في منطقة وادي فرغانا، او تركستان الغربية، حيث تصارع الكازاخ والأوزبك والتركمان والطاجيك والقرغيز لقرون عدّة، واعتبروا أنفسهم مؤهلين لامتلاك كل أراضي قرغيزستان. وأما في الشمال، فقد أصبحت قبيلة ساري باغيش هي القبيلة المسيطرة، واستحوذت بالتالي على كامل السلطة في البلاد.
وفي الواقع، فإنّ ما سبق هو جوهر الصراع داخل قرغيزستان حتى اليوم، والذي غالباً ما كان بين العشائر الشمالية (وأهمها ساري باغيش وتشوي ايسيكول)، والعشائر الجنوبية (وأهمها عشرة أوش)، وهو أمرٌ لم تبدده عقود الحقبة السوفياتية، التي تمّ خلالها الحفاظ على التوازن العشائري والمناطقي، إن لجهة التناوب بين الشماليين والجنوبيين على منصب سكرتير اللجنة المركزية للحزب الشيوعي في جمهورية قرغيزستان السوفياتية، أو لجهة توزيع المناصب داخل اللجنة المركزية نفسها أو في الوزارات.
لهذا السبب لم يكن بالغريب أن يتجدد الحديث منذ استقلال قرغيزستان في مطلع تسعينيات القرن الماضي عن احتمال تقسيم البلاد بين شمال وجنوب، لا سيما ان عوامل الانقسام بين الشماليين والجنوبيين تتجاوز إرث الماضي، لتطال الكثير من أوجه الحياة في قرغيزستان ما بعد السوفياتية، حيث يعد الشمال أكثر علمانية مقارنة بالجنوب الإسلاموي المتشدد، ناهيك عن خصوصية المنطقة الجنوبية بوصفها معقل أباطرة تهريب المخدرات منذ القرن التاسع عشر.
خط زمني
خرج المحتجون يوم الاثنين 5 أكتوبر 2020، في مظاهرات ضمت قرابة 1000 شخص،[3] ومع حلول المساء زادت الحشود في العاصمة بيشكك لما يقل عن 5.000 شخص، احتجاجاً على نتائج الانتخابات البرلمانية 2020، ومزاعم بشراء أصوات الناخبين.[4] بعد حلول المساء، في أعقاب فض الشرطة للمظاهرات في ميدان ألا-تو حيث استخدمت قنابل الغاز المسيل للدموع ومدافع المياه، يزعم أن المحتجون قاموا بمهاجمة قوات الشرطة بالحجارة وأصابوا اثنين منهم.[6][7]
في الساعات المبكرة من صباح الثلاثاء 6 أكتوبر 2020، استعاد المتظاهرون السيطرة على ميدان ألا-تو في وسط بيشكك.[8] كما قاموا بفرض سيطرتهم على مبنى البيت الأبيض والمجلس الأعلى المجاور، المؤدي إلى مكاتب الرئيس.[9] بالإضافة إلى ذلك، قاموا بإطلاق سراح الرئيس السابق ألمظبك أتمابايڤ من السجن.[10]
في اليوم التالي، 6 أكتوبر، ألغت اللجنة الانتخابية نتائج الانتخابات البرلمانية.[11]
في أعقاب ذلك، أعلنت جماعات معارضة استيلائها على السلطة في قيرغيزستان بعد سيطرتها على مباني حكومية في العاصمة بيشكك، وأنها تناقش بالفعل تشكيلة حكومة مؤقتة. وقال الرئيس سورونباي جينبكوڤ إن ثمة محاولة انقلاب في قيرغيزستان، التي تستضيف قاعدة جوية روسية ويوجد بها منجم ذهب كبير تديره كندا. وأمر قوات الأمن بألا تفتح النار في وجه المحتجين تحت أي ظرف. ولم يتضح إن كان الرئيس السابق أتمابايڤ سيلعب أي دور ولم يبد جينبكوڤ أي مؤشر على ترك السلطة.[12]
في 15 أكتوبر 2020، أعلن الرئيس القيرغيزستان سورونباي جينبكوڤ استقالته، قائلاً أنه يريد منع الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين الذين يطالبون بتنحيه عن المنصب. كان جينبكوڤ قد حصل على أغلبية في الانتخابات التي أُجريت في 4 أكتوبر، والتي أثارت نتائجها احتجاجات في جميع أنحاء البلاد، مطالبة باسقاط الحكومة وأجبرت الحكومة على إلغاء نتائج هذه الانتخابات.[13]
وتوصل اثنان من الشخصيات المعارضة البارزة إلى اتفاق لتوحيد القوى، وحظيا بدعم الرئيس السابق ألمظبك أتمابايڤف، لكن أتباعهما وأتباع جماعات أخرى نظموا مسيرات متنافسة قال سياسيون إنها تشعل مخاطر اندلاع العنف. والمعارضة منقسمة بين 11 حزباً يمثلون مصالح عشائرية في بلد شهد بالفعل سقوط رئيسين بسبب ثورات شعبية منذ 2005.
انظر أيضاً
المصادر
- ^ Kyrgyzstan election: Protesters storm parliament over vote-rigging claims
- ^ Opposition in Kyrgyzstan claim power after storming government buildings
- ^ أ ب Pannier, Bruce. "Backlash Against Kyrgyz Parliamentary Election Results Comes Instantly". Radio Free Europe/ Radio Liberty. RFE/RL, Inc. Retrieved 5 October 2020.
- ^ أ ب "Thousands protest over Kyrgyzstan election result". 5 October 2020. Retrieved 5 October 2020 – via BBC News.
- ^ حسام متى (2020-10-12). "«الثورة الثالثة» في قرغيزستان.. حرب، تقسيم، أم فوضى؟". Retrieved 2020-10-12.
- ^ Staff, Reuters (5 October 2020). "Kyrgyz police use teargas, water cannon to disperse protesters". Retrieved 5 October 2020 – via Reuters.
{{cite web}}
:|first=
has generic name (help) - ^ "Protests in Kyrgyzstan over alleged vote rigging". Al Jazeera English. 5 October 2020. Retrieved 5 October 2020.
- ^ "Демонстранты полностью контролируют площадь «Ала-Тоо»". Радио Азаттык (Кыргызская служба Радио Свободная Европа/Радио Свобода) (in الروسية). Retrieved 5 October 2020.
- ^ "Protesters seize Kyrgyzstan's seat of government: Reports". The Straights Times. 6 October 2020.
- ^ "Jailbreak: Kyrgyz protesters free ex-president Atambayev, imprisoned for corruption". RT. 5 October 2020.
- ^ Kyrgyzstan election: Sunday's results annulled after mass protests
- ^ "المعارضة في قرغيزستان تعلن الاستيلاء على السلطة بعد اقتحام مبان حكومية". رويترز. 2020-10-06. Retrieved 2020-10-06.
- ^ "بعد "الفوضى".. رئيس قرغيزستان يعلن استقالته". سكاي نيوز عربية. 2020-10-15. Retrieved 2020-10-15.