الإسلام في إندونسيا
تعتبر الديانة الاسلامية هي الديانة الرئيسية في إندونسيا ويعتقنها حوالي 88% من السكان، أو أكثر من 200 مليون شخص، مما يجعلها أكبر دولة مسلمة من حيث عدد السكان.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
إنتشار الاسلام (1200 - 1600)
تعتمد المساعي المعاصرة لتأسيس دولة إسلامية في إندونيسيا على أصل تاريخي قديم عرف بثورات حركة أو حركات دار الإسلام التي ظهرت في أجزاء متفرقة من إندونيسيا قبيل نيلها الاستقلال بعد كفاح ضد المستعمر الهولندي في الأربعينيات والخمسينيات من القرن العشرين. وذلك في سولاويزي الجنوبية، وآتشيه بأقصى شمال سومطرا وجاوا الوسطى، وبعض المناطق الأخرى. واعتقد أتباع هذا التيار أن القوميين واليساريين قد اختطفوا الاستقلال وغيبوا حق مسلمي إندونيسيا في تأسيس دولة تحكم بدين غالبيتهم العظمى. [1].
وفي معظم تجمعات هذا التيار المتفرقة، كان يقودهم قائد كاريزماتي من خلفية دينية عصرية (حسب السياق الإندونيسي) تمتد جذورها إلى أسرة مدنية تجارية تسكن إحدى المدن الإندونيسية ويعود أصلها إلى جمعية المحمدية الإسلامية، وليس إلى جمعية نهضة العلماء التقليدية الريفية. ومهما كان سبب ظهور هذه الثورات المتفرقة ابتداء، فإنها في النهاية وجدت نفسها ترفع شعار السعي لتأسيس دولة إسلامية وتشترك في هذا الشعار مع مثيلات لها في أجزاء أخرى من البلاد.
الثورات الاسلامية في إندونسيا
سيكارماجي مارديدان كارتوسوويرجو=
1- أشهر شخصيات هذا التيار التاريخي التي ظهرت في جاوا الوسطى هو سيكارماجي ماريدان كارتوسوويرجو المولود في تشيبو بجاوا عام 1905، ومتزوج من منطقة صولو –التي سنرى أهميتها لهذا التيار لاحقا- ويعد بطلا بالنسبة للآلاف في إندونيسيا، ومع ذلك فهم أقلية في الساحة الإسلامية؛ لأنه سعى لتطبيق الشريعة الإسلامية مباشرة دون الحديث عن مراحل وتدرج يراه هؤلاء تأخيرا.
كان كارتوسوويرجو ناشطا وطنيا معروفا بين مسلمي جزر أرخبيل الهند الشرقية، التي تعرف اليوم باسم إندونيسيا أيام الاحتلال الهولندي، وذلك قبل الحرب العالمية الثانية. وقد شارك في حشد تنظيم متطوعي حزب الله الذي كان ذراعًا لمجلس شورى مسلمي إندونيسيا (أو ماشومي اختصارا) خلال الاحتلال الياباني، ثم ساعد على تحويل ماشومي إلى حزب سياسي إسلامي بعد نهاية الحرب.
لكنه بصفة شخصية، ومع بعض أعوانه، لم يتوافقوا مع آراء قيادات ماشومي الإسلامية الأخرى، فيما يخص مناوراتهم السياسية قبيل الاستقلال.
وفي عام 1947 بدأ تجميع أعضاء لما سيكون تيارا يعرف باسمه في جاوا الوسطى (سي فان ديجك في كتابه الثورة تحت راية الإسلام: حركة دار الإسلام في إندونيسيا، هاواي 1981-بالإنجليزية).
وفي يناير 1948 بعد أن أجبر القوميون الإندونيسيون على التوصل إلى اتفاقية مغضوب عليها في التاريخ الإندونيسي مع الهولنديين تقضي بانسحابهم من بعض مناطق جاوا لصالح الهولنديين، أعلن كارتوسوويرجو الجيش الإسلامي الإندونيسي (تي إي إي)، وفي ذلك الوقت لم تكن الجمهورية الإندونيسية المعلنة حديثا هي عدوه، بل كان الهولنديون أعداءه، ولم يكن حينها قد أعلن تأسيس دولة مستقلة، مع أن بعض المصادر التاريخية تقول بأنه سعى لإعلان "دولة إندونيسيا الإسلامية" في عام 1945، لكنه أقنع من قبل بعض القيادات البارزة في البلاد آنذاك بضرورة توحيد الصف والعمل مع العلمانيين من التيار القومي بزعامة أحمد سوكارنو –والد الرئيسة الحالية ميغاواتي وأول رئيس للبلاد- حتى طرد المستعمرين.
ومن هنا يمكن القول: إن جذور هذا التيار الجهادي تعود إلى مواجهة المستعمر الهولندي. فبعد أن بدأ كارتوسوويرجو تقوية جذوره وتدعيم هيكلة تنظيمه السياسي والإداري في منطقة جاوا الوسطى الهامة كان الصدام مع الحكومة القومية الإندونيسية الجديدة أمراً لا مفر منه.
وفي 7 أغسطس 1949 أعلن كارتوسوويرجو تأسيس دولة إندونيسيا الإسلامية، وهو ما كان سببا في اندلاع المواجهات مع الجيش الإندونيسي مجددا لمدة 13 عاما. وكانت المناطق التي يسيطر عليها كارتوسوويرجو تسمى بـ"دار الإسلام"؛ ومن هنا ظهر مصطلح حركة أو تيار دار الإسلام.
وقد ألقي القبض على كارتوسوويرجو في عام 1962 لتكون نهاية الحركة المتمحورة حول شخصه.
قهار مذكر
وفي منطقة سولاويزي الجنوبية (حاليا هي إقليم إندونيسي بهذا الاسم أيضا) انفجرت ثورة، ولكن كانت لسبب آخر في البداية يعود لرفض الجيش الإندونيسي دمج الميليشيات من السكان المحليين ضمن وحدات الجيش الوطني المولود حديثا؛ وذلك في ظل لواء مستقل بقيادة قهار مذكر المولود في لادومينگ بنفس الإقليم عام 1921.
وكما هو الحال بالنسبة لكارتوسوويرجو، فقد انحدر قهار من عائلة تربت على منهج جمعية المحمدية العصري (بمفهومه في السياق الإندونيسي الخاص). وتعلم قهار في مدارس المحمدية في لاوون بسولاويزي الجنوبية وفي صولو بجاوا الوسطى؛ وكان ككثير من الشباب المسلم ناشطا ضمن تنظيم حزب الله أيام الحرب قبل الاستقلال.
ومع أن اسمه برز في عام 1950؛ لكنه لم يأخذ الطابع الإسلامي إلا في عام 1952 بعد أن اتصل به كارتوسوويرجو واتفقا على التعاون.
لكن هذا التعاون كان اسميا ومعنويا أكثر منه فعليا. ففي ذلك العام قبل قهار العرض الذي قدمه له كارتوسوويرجو بأن يكون قائد جناح سولاويزي الجنوبية للجيش الإسلامي الإندونيسي الذي أسسه كارتوسوويرجو في جاوا الوسطى. لكن ذلك وصف بأنه تمثيل للتضامن ووحدة الهدف أكثر منه خطوة إستراتيجية وتخطيطا للعمل المشترك.
ولو راجعنا الخلفية التاريخية لقهار مذكر، لوجدنا أنه شخصية قومية وليس إسلامية. فهو من مرافقي الزعيم القومي الإندونيسي سوكارنو في عام 1945، واستطاع أن يجمع شباب سولاويزي الدارسين في جاوا ويدمجهم ضمن الميليشات التي اعتمد عليها الكفاح الاستقلالي لإندونيسيا وبناء دولتها الحديثة؛ وعمل على إرجاعهم إلى سولاويزي موطنهم الأصلي لهذا الغرض. ثم انفجر خلاف مع قائد عسكري جاوي شاب ظهر للساحة في عام 1947 (هو الجنرال الرئيس سوهارتو فيما بعد)، ولذلك فجذور الخلاف بين هذا التيار وسوهارتو تعود إلى ذلك الوقت!
إلا أن قهار مذكر ظل شخصية بارزة في الثورة الإندونيسية لنيل الاستقلال. ففي عام 1950 أرجع إلى سولاويزي ليساعد في بناء سلطة الدولة الوليدة. ولذلك كان قهار مذكر ومن معه يتوقعون أن يكافأوا على جهودهم القومية بأن يكون لهم لواء خاص بإقليمهم بقيادة قهار مذكر تحت راية الجيش الوطني الإندونيسي. ولكن القيادة العسكرية التي كان الجاويون يسيطرون عليها سعت إلى تفتيت أكبر عدد من الميليشات التي قامت أيام الكفاح المسلح. والأكثر من ذلك، لم تعامل مقاتلي سولاويزي بنفس المستوى الذي عاملت به قطاعات مشابهة من جاوا وسومطرا.
ولذلك قاد قهار مذكر ثورة جديدة ضد الحكومة الوليدة التي عمل مع قادتها ابتداء، استمرت حتى فبراير عام 1965، حيث كانت نهايتها بسبب حملة قادها محمد يوسف الذي صار فيما بعد وزيرا للدفاع بجاكرتا.
لم يكن قهار مذكر يحمل فكرة لتأسيس دولة إسلامية لكل إندونيسيا؛ فقد كان مركزا تصوره على سولاويزي، وبالأخص الجزء الجنوبي منها، مع أن جهوده في بعض الأوقات امتدت إلى خارج سولاويزي، ومع أنه أعلن في عام 1953 أنه جزء من "دولة جمهورية إندونيسيا الإسلامية" التي أعلنها كارتوسوويرجو في جاوا الوسطى (ولم يكن يستخدم الأخير كلمة "جمهورية").
وقد ظهرت ثورات أخرى بسبب الغضب على حكومة جاكرتا في مناطق أخرى من إندونيسيا في كل من سومطرا وسولايزي، حتى إن بعضها كان من قبل نصارى سولاويزي. ولم يكن الأمر مقتصرا على المسلمين فقط؛ حتى وصل الأمر إلى إعلان تأسيس دولة منفصلة (تعرف اختصارا بدولة بي آر آر إي) في عام 1958، وقد أضعفتها الحكومة، لكنها لم تقدر تماما على القضاء عليها كليا آنذاك.
وفي فبراير من عام 1960 أعلن عن تأسيس دولة انفصالية وحدت دولة "جمهورية إندونيسيا الإسلامية" ودولة "بي آر إي إي" ضمن بوتقة واحدة سميت باسم جمهورية الاتحاد الإندونيسي، لكن الدوافع كانت موجهة كمعارضة وانفصال عن الحكومة المركزية أكثر منها مساع لتأسيس دولة إسلامية.
دار الإسلام
الثورة الثالثة التي ارتبط اسمها بحركة "دار الإسلام" أو "الدولة الإسلامية"، لا تعد مهمة بالنسبة لمجموعة قرية نغروكي العلمية الموجودة حاليا. وهي التي ظهرت في إقليم آتشيه شمال جزيرة سومطرا، ثم تبلورت فيما بعد في عام 1976 ضمن حركة تحرير آتشيه الموجودة إلى اليوم في الإقليم الدامي.
ومن المثير أن هذه الحركة ظهرت في نفس الوقت الذي ظهر فيه تنظيم "كوماندوز الجهاد" الذي جذب شبابا من عوائل ارتبطت سابقا بحركة الدولة الإسلامية أو دار الإسلام.. وسيأتي الحديث عنه لاحقا.
بقي أن نقول إنه بعد أن انهزمت ثورات حركات "دار الإسلام" في الأقاليم الإندونيسية في منتصف عقد الستينيات، اختفت القيادات المعروفة ووجوه هذا التيار عن الأنظار. فبعضهم قتل، وآخرون استسلموا للحكومة، وفريق ثالث منح عفوا من قبل الدولة لإنهاء عوامل بقاء هذا التيار، وفريق رابع اختفى عن أنظار الدولة كما فعل سنوسي دارس -الذي كان بمثابة وزير دفاع قهار مذكر- وقد عاد للظهور من جديد ليكون الرابط بين مجموعة سولايزي الجنوبية ومجموعة أبو بكر باعشير لاحقا، كما خرج آخرون إلى دول أخرى كماليزيا وغيرها.
ديموغرافيا
المنظمات
الاسلام في المجتمع الإندونيسي
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الحرية الدينية
المصادر
الهوامش
- This article contains material from the Library of Congress Country Studies, which are United States government publications in the public domain.