إدريس البصري
إدريس البصري (8 نوفمبر 1938 - 27 أغسطس 2007) وزير داخلية المغرب من 1979 حتى 1999. وكان أقوى سلطة بالمغرب في عهد الحسن الثاني، وذلك بسبب تبنيه الهاجس الأمني، وانفراده بمعرفة تفاصيل ملف الصحراء. اتبع التعذيب والاغتيالات على نطاق واسع منهاجاً للحفاظ على النظام الملكي. [1] وفي 16 نونبر 1999، أعفاه العاهل المغربي الملك محمد السادس من منصبه، وعين مكانه أستاذا جامعيا، ومديراً عاما سابقا للأمن المغربي، هو أحمد الميداوي.
الذي ولد بمدينة سطات يوم 8 نونبر 1938، مشواره المهني بالعمل ضمن سلك الشرطة، كعميد ممتاز بالأمن الإقليمي بالرباط، قبل أن يلتحق بوزارة الداخلية، كمدير للشؤون العامة ورجال السلطة. وحصل ادريس البصري على الإجازة في القانون العام وعلى دكتوراة السلك الثالث سنة 1975 وعلى دكتوراة الدولة في القانون العام بجامعة العلوم الاجتماعية بگرينوبل سنة 1987. وعين على رأس الإدارة العامة لمراقبة التراب الوطني في 13 يناير 1973، ثم عين ابتداء من 26 أبريل 1974 كاتبًا للدولة في الداخلية، وهو المنصب الذي ظل يشغله إلى مارس 1979، حيث عين وزيرًا للداخلية.
وابتداء من 15 نوفمبر 1985 جمع وزير الداخلية الاسبق بين هذا المنصب ومنصب وزير الإعلام. واحتفظ ابتداءً من سنة 1992 بهذين المنصبين، مع صفة وزير دولة، في الحكومتين المتعاقبتين لمحمد كريم العمراني إلى سنة 1994. وفي 27 فبراير 1995 عين وزيرًا للدولة ووزيرًا للداخلية، في حكومة عبد اللطيف الفلالي، إذ جرى الفصل بين وزارة الداخلية ووزارة الاتصال، كما استمر ادريس البصري في تولي منصب وزير الداخلية في حكومة عبد الرحمان اليوسفي، ابتداءً من 14 مارس 1998.
وفي 9 نونبر 1999 أعفي البصري من مهامه من طرف العاهل المغربي الملك محمد السادس الذي وشحه بالحمالة الكبرى لوسام العرش.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مرضه
مصاب بمرض التهاب الكبد الفيروسي، ورغم العملية التي خضع لها، كان المرض قد استفحل، مما نتج عنه إصابة بنوع من أنواع السرطان.
في البداية أصيب إدريس البصري بوعكة صحية حادة وهو لا زال مقيما بالمغرب، وقد تحمل الملك محمد السادس كل مصاريف علاجه وسفره إلى الخارج، وقيل آنذاك إن علة البصري تكمن في الكبد وأن الأمر يتطلب زرع كبد للتصدي للمرض العضال.
بعد رحيله إلى فرنسا بدأت معلومات حول مرضه تطفو على السطح في بداية مارس 2005، وكان أول من صرح بإصابته بمرض عضال، محاميه محمد برادة، في إحدى الجلسات الخاصة بنازلة الدعوى التي جمعت بين الوزير المخلوع ومدير أسبوعية "ماروك هيبدو"، بمحكمة باريس.
ومن الجهات التي أكدت مرض إدريس البصري، الجنرال إدريس عرشان، الطبيب الخاص للملك الراحل الحسن الثاني، والذي كان طبيب البصري على امتداد 20 سنة بأمر من الملك نفسه، إذ أكد عرشان أن البصري مصاب بمرض بالكبد، وكان منذ زمن بعيد ينتقل إلى باريس مرتين في السنة للقيام بفحوصات هناك. وفي صيف 2003، نقل إدريس البصري على وجه السرعة من مطار الرباط – سلا إلى المستشفى الجامعي "بول بروس" بـ "فيلجويف" ضواحي العاصمة الفرنسية، وهو المستشفى المتخصص في أمراض السرطان، وقد قضى البصري صيف تلك السنة كاملا بالديار الفرنسية؛ آنذاك كانت خرجته الإعلامية الأولى، إذ صرح قائلا: "إن ما حل به من تدهور صحي كان نتيجة منعه من العلاج لمدة سنتين"، وفي هذا المضمار حمل المسؤولية للجنرال حميدو العنيكري وفؤاد عالي الهمة.
سرقة مستندات من داره أثناء علاجه خارج البلاد
بدا ضعف الوزير المخلوع مع مرضه، وتقلص تأثير لوبيه بالمغرب بشكل واضح عمليا، هذا رغم أن بعض ملامح العقلية البصروية لازالت قائمة ومؤثرة في جملة من الدوائر والقطاعات.
من مؤشرات هذا الضعف، تعرض فيلا آل البصري، فيلا ابن البوليسي الأول للمملكة، الكائنة بحي كاليفورنيا بالدار البيضاء، للسطو والسرقة في غضون منتصف شهر مايو الماضي، إذ تمت سرقة الأثاث وجميع صور البصري مع الملك الراحل الحسن الثاني. وتمت هذه العملية في وقت استفحل فيه مرض إدريس البصري وتدهورت فيه صحته إلى حد عدم قدرته على مغادرة الفراش.
في 16 مايو 2006 اكتشف توفيق، نجل الوزير المخلوع أن فيلا شقيقه هشام تعرضت للسرقة. وهي الفيلا الكائنة بزنقة مكة بالقرب من مركب "لاراد"، كان غالبا ما يستعملها والده لعقد لقاءات خاصة وسرية أحيانا برجالاته، ويعقد بها الصفقات المشبوهة. وتحتوي بعض غرفها على أجهزة متقدمة للتسجيل والتصوير.
وحسب أحد المقربين من آل البصري، ظلت فيلا حي كاليفورنيا تحتوي على قبو لا يلجه أحد، يحتفظ فيه إدريس البصري ببعض الأرشيفات والوثائق الخاصة.
عندما لاحظ توفيق البصري عملية السرقة أخبر والدته فتيحة ثم السلطات الأمنية التي أجرت بحثا مكثفا وسريعا، قادها إلى الحارس.
قد تبدو حادثة السطو على فيلا آل البصري حدثا عاديا باعتبار أن مدينة الدار البيضاء تعرف مئات النوازل من هذا القبيل يوميا، لكن القضية تتخذ أبعادا أخرى بفعل تزامنها مع استفحال مرض إدريس البصري واستحالة دخول ابنه هشام للمغرب تحت طائلة المتابعة والمساءلة.
علما أن المصادر الأمنية أكدت أن الفاعل هو حارس الفيلا الذي خطط لعملية السطو والاستحواذ على المحتويات، بعد علمه بمرض إدريس البصري وكونه طريح الفراش وبعد أن قيل له إن هشام البصري لا يمكنه أن يدخل المغرب حاليا مهما كان الأمر.
العودة للمغرب
في أكتوبر 2003 عاد إدريس البصري إلى المغرب، لكن سرعان ما رجع إلى فرنسا في يناير 2004 لتلقي العلاج من جديد، والقصر الملكي هو من تحمل مصاريف تلك السفرة العلاجية، هذا ما أثبتته شهادة موقعة من طرف منير الماجدي، أدلى بها الأستاذ محمد برادة، محامي البصري، إلى المحكمة الفرنسية لتبرير غياب موكله عن الجلسة. وفي فبراير 2004 تأزمت وضعية البصري الصحية، وأدخل من جديد المستشفى وتحمل القصر الملكي مصاريف العلاج.
آنذاك استغل إدريس البصري تواجده بالديار الفرنسية لطلب اللجوء، وبدأت خرجاته وشطحاته الإعلامية تتناسل.
شخصيته
كان يزدري كل الوزراء، وكل السفراء والولاة والعمال، والذي كان يتبجح بمعرفة كل الحقائق، والعالم بكل شيء من طنجة إلى الكويرة، والذي كان بمجرد مكالمة هاتفية يقلب الأمر رأسا على عقب.
ثروة البصري
وهناك مصدر فرنسي يسير في اتجاه تقويم الثروة التي راكمها البصري في حدود مليار دولار (10 ملايير درهم) دون احتساب العقارات والشركات، إضافة إلى ما راكمه باسم نجله هشام بعد تخرجه من المعهد العالي للتجارة وتسيير المقاولات، واسم أفراد عائلته، علما أنه كان يعلم علم اليقين أن كل العيون متجهة نحوه، الشيء الذي جعله حريصا أكثر من غيره بهذا الخصوص.
ومن علامات سيرورة تراكم هذه الثروة، بداية إقامة امبراطورية هشام البصري بإحداث شركة "أفيفون" في غضون سنة 1990، وتناسل بعدها إنشاء الشركات في اسمه كالفطريات من بداية التسعينيات حتى حدود تاريخ خلع والده سنة 1999 بعد وفاة الملك الراحل الحسن الثاني.
انتقاده نظام محمد السادس
وكان الراحل قد أثار زوبعة عندما دعا، في تصريحات إعلامية، إلى مؤسسة ملكية نيابية بالمغرب، واعتبر أن حل مشكلة الصحراء عن طريق الأمم المتحدة يجب أن يجري عن طريق تنظيم الاستفتاء بعيدًا عما يسمى بالحل الثالث. وكان البصري، الذي قضى ربع قرن في منصب وزير داخلية المغرب، كان خلالها اليد اليمنى للملك الراحل الحسن الثاني، اوضح أنه يسعى إلى أن تكون الملكية بالمغرب مؤسسة نيابية "راشدة" أي أن تنبثق الحكومة دائمًا من الانتخابات.
وفاته
توفي في باريس في 27 أغسطس 2007.
اصداراته
البصري الذي أبقى على علاقاته مع الجامعة كأستاذ مساعد، خلال تولي مسؤولياته الحكومية، أصدر عدداً من المؤلفات في مجال الادارة الترابية منها
- رجل السلطة.
- الادار الترابية بالمغرب: النظام والتنمية.
- الادارة الترابية: التجربة المغربية.
- النزاعات الادارية في البلدان المغاربية.
- اللا مركزية في المغرب: من الجماعة الى الجهة.
سبقه |
وزير داخلية المغرب 1979 - 1999 |
تبعه أحمد الميداوي |
المصادر
- ^
David Bamford, BBC Africa editor. "Morocco's strongman dies in Paris". BBC.
{{cite web}}
:|author=
has generic name (help); Unknown parameter|dateaccessed=
ignored (help)