أنور المفتي
أنور المفتي (مارس 1913 - 16 يناير 1964) طبيب مصري. كان الطبيب الشخصي لجمال عبد الناصر. اشيع أنه مات مسموماً.
من مواليد القاهرة في مارس 1913 ، وتوفي في شهـر ينـاير عام 1964. حصل على الثانوية العامة عام 1935. كان الأول على الدفعة طوال سني دراسته ، وإلتحق أيضا بقسم الكيمياء الحيوية ، وعمل في قسم الأمراض الباطنة طبيب إمتياز ، ثم سافر للدراسة بكلية هامرسميث للدراسات العليا بلندن ، وجامعة متخصصة في نيويورك ، وعاد إلى مصر بعد أن حصل على الدكتوراة في الأمراض الباطنية عام 1940. عمل بقصر العيني مدرسا فأستاذا للأمراض الباطنية ، كان من حظه في دراسته الطبية في مصر أن يدرس على يد "الدكتور عبد العزيز باشا إسماعيل" والد تلميذه ومساعده "الدكتور أحمد عبد العزيز إسماعيل". عرف بين أروقة الطب بأنه صاحب "مدرسة التمثيل الغذائي".
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
بحوثه الجديدة
وبحوث "الدكتور أنور المفتي" عن مرض السكر وعن ضغط الدم وعن تصلب الشرايين فريدة من نوعها في العالم. وحقق فيها إنتصارات علمية على المستوى العالمي ، وأغرب هذه البحوث ما إكتشفه لعلاج البلهارسيا إكتشف أن مادة "الدبتركس" التي يستخدمها الفلاح المصري للقضاء على آفات القطن لها نفس تركيب مادة قاتلة للبلهارسيا فلجأ إلى إستخدمها في علاج البلهارسيا ، وكانت دهشة كبرى من فلاحي قرية"سحالي" بمحافظة البحيرة التي عاش فيها بينهم لفترة غير قصيرة ، وكانت دهشة كبرى لزملائه الأطباء المعالجين ، وأثمرت معامل التحاليل صدق نتائج "الدكتور المفتي" التي ترسل إليها حول مادة "الدبرتكس" المضادة لدودة القطن.
ارتبط إسمه بالعديد من البحوث التي أكسبته شهرة عالمية في مقدمتها.. ديناميكية الدهنيات في الجسم ، كان المعتقد الشائع هو أن "السكريات" هي الوقود الرئيسي في الجسم ، جاء "المفتي" وأثبت أن "الدهنيات" هي المصدر الرئيسي في الجسم وأن حركة الدهنيات في الدم أسرع من حركة السكريات عشرين مرة. ونجح في علاج حوالي أربعين حالة من حالات الصداع النصفي بإستعمال نفس الدواء الذي يستخدم في علاج السل ، وكان أول من نبه إلى إستعمال الجلسرين في حالات الغيبوبة السكرية دون حقن المريض بالأنسولين وذلك في الحالات البسيطة. أما في الحالات المتقدمة فيمكن إستخدام الجلسرين مع كمية محدودة من الأنسولين. ونجح أيضا في إستخدام وصفة شعبية في علاج العقم عند النساء عن طريق وضع طلع النخل في شكل لبوس ، وإكتشف أن طلع النخل به هرمونات لها تأثيرها على السيدات.
قرية الدكتور المفتي
إهتم بأحوال الفلاحين المصريين ، وإهتم بالقرية المصرية ، وأجرى البحوث الكثيرة في "قرية سحالي" بمحافظة البحيرة ، وكان يقضي أيام الصيف في هذه القرية ، عاش ونام وأكل مع الفلاحين وصادقهم بإخلاص وحب وعطف ، ترك زوجته وأولاده وإبنته مايسة في القاهرة ، وعاش بين الفلاحين في قرية "سحالي" ، واستقر رأي الفلاحين على أن يغيروا اسم قريتهم من "سحالي" إلى "قرية الدكتور أنور المفتي".
وفاته
خرج من عمارة اللواء حيث توجد عيادته ، وفتح باب منزله بيده للمرة الأخيرة ، وآوى إلى فراشه بعد أن أوصى زوجته "فاطمة" أن توقظه فيما بعد لتناول طعام السحور لأنه نوى أن يبدأ صيام رمضان مع فجر اليوم التالي ، وغطي وجهه بغطاء الفراش إستعدادا للنوم ، وذهبت فاطمة التي لم تعرف إلا السعادة حتى هذه اللحظة ، إلى غرفة مجاورة لتعود بعد لحظة فتسمع لزوجها شخيرا عجيبا ، جزعت له نفسها المرهفة الحساسة ، فجرت نحوه توقظه فوجدته قد إنتهى ، لقد سكت "أنور المفتي" إلى الأبد. لقد مات "أنور المفتي" يوم 16 يناير عام 1964 ، وفي أول أيام شهر "رمضان" ذهب بعد أن أشاع حوله التفاؤل والأمل ولم يكن المال من قضاياه التي يهتم بها ، وأعجبوا معي لما كتبه صديقه الكاتب الصحفي بجريدة الأهرام "صلاح جلال" في ص 14 من كتابه "أطباء مصر كما عرفتهم" .. كتب بالحرف الواحد: "لم يترك أنور المفتي بعد وفاته في يناير عام 1964 لأولاده الأربعة – إبنتين وإبنين أكبرهم في السابعة عشرة وأصغرهم في الثامنة ولزوجته – إلا بحوثه ودراساته وإكتشافاته ومعاشه من الدولة وقدره أربعون جنيها في الشهر."
قال"الدكتور مصطفى الديواني" عن ساعة تشييع جثمان الدكتور "أنور المفتي" : "وقفت مع الألوف المؤلفة عند باب مسجد عمر مكرم أنتظر لحظة خروج النعش الغالي ، ونزل به أحباؤه الذي حملوه درجات السلم في هدوء وإنكسار". وهذه الألوف المؤلفة التي هرعت لتشييع جثمان الدكتور "المفتي" ، وهذا الهدوء والإنكسار اللذان إكتست بهما وجوه أحبائه الذين نزلوا بالجثمان درجات سلم مسجد عمر مكرم تفسر الشائعات التي إنطلقت فور وفاة أصغر عباقرة الطب في مصر ، كان يشرف على علاج "جمال عبد الناصر" الذي كان مريضا بالسكر ، وقال الشائعات إن "الدكتور المفتي" أفلت لسانه بمرض جمال عبد الناصر في إحدى جلساته في أحد النوادي ، وكان النظام يعد مرض جمال عبد الناصر سر من الأسرار المهمة لا يجوز إفشاؤها ، وتكمل الشائعات مسيرتها فتقول إن "الدكتور المفتي" بعد أن عاد إلى بيته نظر في عينيه في المرآة وقال لمعاونه: "الدكتور أحمد عبد العزيز" إبن أستاذه "الدكتور عبد العزيز إسماعيل": البركة فيك ، وأسلم الروح. ويقول: "الدكتور منصور فايز" في كتابه "مشواري مع عبد الناصر" ص 23: "بعد ثلاثة شهور من وفاة المرحوم الدكتور "أنور المفتي" الذي كان يشرف على علاج الرئيس إتصل بي الدكتور "أحمد ثروت" الطبيب المرافق للرئيس جمال عبد الناصر وأبلغني أن الرئيس طلب منه أن يعض علي الإشراف على علاجه".
وعلى صفحتي 31 ، 32 من الكتاب نفسه يتحدث "الدكتور منصور فايز" عن الشائعات: "وأولى هذه الشائعات هي أن المرحوم الدكتور أنور المفتي قد مات مسموما عقب تناول كوب من عصير الجوافة في منزل جمال عبد الناصر وأن ذلك كان بتدبير "صلاح نصر" مدير المخابرات العامة في ذلك الوقت". الدكتور منصور عبد الرحمن فايز الذي اشرف على علاج "جمال عبد الناصر" بعد رحيل "الدكتور أنور المفتي: بثلاثة شهور يرى "أن هذه الشائعات مغرضة ومقصودة حول أطباء الرئيس". ويلاحظ القراء أن حكاية "عصير الجوافة" و"السم" و"صلاح نصر" ترددت بحذافيرها تفسيرا لرحيل "المشير عبد الحكيم عامر" سواء في الشائعات بالقاهرة أو على صفحات المجلات في بيروت.
الأسانيد
- شكري القاضي: مائة شخصية مصرية وشخصية.
- صلاح جلال: أطباء مصر كما عرفتهم.
- د. مصطفى الديواني: قصة حياتي.
- د. منصور فايز: مشواري مع عبد الناصر.
- لمعي المطيعي: موسوعة هذا الرجل من مصر، دار الشروق: 2005