ألكسي سميرنوڤ

ألكسي سميرنوف

ألكسي سميرنوڤ (بالروسية: Алексей Александрович Смирнов)؛ إنگليزية: Alexey Smirnov؛ ولد 14 سبتمبر 1857 في سانت پطرسبورگ - 18 فبراير 1924) دبلوماسي روسي. 

وتخرج من الكلية الشرقية في جامعة پطرسبورگ بتخصص اللغات العربية والفارسية والتركية والتتارية وتم تعيينه في اكتوبر 1881 موظفا في الادارة الآسيوية لوزارة الخارجية. وتزامن تعيين سميرنوف بتفاقم الأوضاع في الأقطار العربية الافريقية حين احتلت فرنسا تونس وحولتها الى مستعمرة لها. واندلعت انتفاضة أحمد عرابي باشا التي أسفرت عن الاحتلال البريطاني لمصر. ويمكن القول أن الدبلوماسي الشاب اضطر الى مواجهة مشاكل أكبر الولايات في الدولة العثمانية اذ أن تلك المشاكل اجتذبت حينذاك اهتمام دوائر روسيا الاجتماعية والدبلوماسية.

كان سميرنوف يشغل مناصب دبلوماسية في اسطنبول وأثينا اعوام 1885 – 1905 إلى أن عُين عام 1905 قنصلا عاما لروسيا في مصر.

لطالما دعمت روسيا رغبة مصر في تحقيق استقلالاً أكبر عن الباب العالي. سميرنوڤ لم يواصل فقط هذا التقليد، بل أيضاً أضاف اسهاماً بارزاً في محتوى وشكل الحوار الحضاري والثقافي الروسي-المصري. فكدبلوماسي فائق المهنية، كان سميرنوف محنكاً في معالجة الظروف الصعبة السائدة في مصر وما جاورها. فقد عمل بهمة على احباط مسعي إنگلترة لجعل مصر مستعمرة لها. وقد عارض إلغاء المحاكم المختلطة، لأنه كان يرى أنه تحت ستار تنسيق التشريعات وأحكام المحاكم المختلطة كانت تختبئ حسابات سياسية عميقة باحلال القانون المصري كتمهيد لفرض القانون البريطاني مباشرة بعد ذلك. كما عارض سميرنوڤ أيضاً إلغاء سلطة الاحتلال البريطاني الرسمي لمصر، لأن توقيته كان خاطئاً لأنه سيساعد الخطط البريطانية لأن تصبح بريطانيا السيد الكامل على مصر للأبد. كما أوصى سميرنوف أن ترفض روسيا الرد على المقترح البريطاني بسيطرة روسيا على مضائق البوسفور والدردنيل مقابل موافقة روسيا على ضم بريطانيا لمصر. فقد احتفظت مصر شكلياً بوضع الاستقلال الذاتي في نطاق الدولة العثمانية لزمن طويل.

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

 الجالية الروسية بمصر

•  مقالة مفصلة: الجالية الروسية بمصر قبل 1923

الجالية الروسية في مصر من فلول الجيش الأبيض انتهى سعد طالعها مع وصول قوات الاحتلال البريطاني لمصر. فبعد الاحتلال تم اغلاق النادي الروسي في القاهرة، والملجأ الروسي الملحق بالكنيسة الروسية في هليوپوليس، والذي كان قد أنشئ في مطلع عقد 1840، وانتقلت ادارته إلى اليونانيين. وفي 1987، توفي آخر رئيس للجالية الروسية في مصر - اولگ ڤولكوڤ.

في الأعوام 1920-1923 لجأ إلى مصر 4,500 روسي من الحرب الأهلية الروسية في "المعسكر الروسي" الخاص في سيدي بشر، أحد أحياء الإسكندرية. ومن رسومات الفنان الروسي دميتري فلامبوريان في كتبه "روس في أرض النيل Russian on the land of Egypt" [Flamburiani D. Les Russes sur la Terre Egyptienne. 2nd Edition. Alexandrie, 1936] نعرف أنه كانت في سيدي بشر مقبرة روسية دفنوا فيها موتى المعسكر. وحسب المصريين - فإن المعسكر الروسي والمقبرة قد أنشأ البريطانيون مكانهم ثكناتهم العسكرية في الحرب العالمية الثانية.

 قطع العلاقات والوفاة

وقد بقي سميرنوف في منصبه بعد ثورة فبراير، إلا أن ثورة اكتوبر لم تـَفـِرْهُ. فبعد الحرب الأهلية الروسية، أصبح الزعيم الفعلي للجالية الروسية في مصر. ففي 10 يونيو 1923، سحبت الحكومة المصرية الاعتراف بشرعية البعثة الدبلوماسية الروسية. وقد سقط سميرنوف مريضاً لمدة عامين قبل وفاته بما يسمى "بثور النيل Nile sores, الناتجة أساساً من الاقامة لفترة طويلة متصلة في مناخ حار رطب. وقد كافح سميرنوف المرض بنجاح، إلا أن الحظ في النهاية لم يسعفه: فقد كان يركب دراجة في أحد شوارع القاهرة المزدحمة فصدمته سيارة سببت له كسراً في أحد عظام القدم الثانوية. العملية الجراحية، التي أجراها له جراحون روس، كانت ناجحة. ولكن الجرح لم يلتئم بسبب "خراريج النيل Nile abscesses. وسرعان ما حدثت مضاعفات بسبب تسمم الدم. وتوفي أعزباً في القاهرة في 5 فبراير 1924، ودفن هناك في المقبرة الروسية بالقاهرة ضمن مقابر مار جرجس للروم الارثوذكس في حصن بابليون بمصر القديمة.

 عطاؤه الأدبي

طيلة تاريخه الدبلوماسي، كان لسميرنوف انتاجاً أدبياً متواصلاً. وكانت أعماله، نثراً وشعراً، تتبع المدرسة الشرقية البيزنطية، في مواضيع روسية خالصة. وقد جذبت مهاراته انتباه معاصريه. وكتب أحدهم في مطلع القرن العشرين أن رواية سميرنوڤ - "مقالات شعرية حالمة عن الشرق". وقد نـُشرت أشعاره في مجموعات شعرية، بجانب أشعار ألكسندر بلوك، أندري بلي، ڤ. خوداسڤيتش V. Khodasevich، ك. بالمونت K. Balmont وغيرهم من الشعراء الروس المشهورين.

 انظر أيضاً

• الجالية الروسية في مصر في مطلع القرن العشرين
• كندرات فون تونوس، أول قنصل روسي في مصر.

 المصادر

• موقع روسيا اليوم