ألفونس منگنا
ألفونس منگنا | |
---|---|
الميلاد | 23 ديسمبر 1878 شرانش، الدولة العثمانية |
الوفاة | 5 ديسمبر 1937 برمنگهام، المملكة المتحدة |
المهنة | لاهوتي ومستشرق |
ألفونس منگنا (بالسريانية: ܐܠܦܘܢܨ ܡܢܥܢܐ)، هو لاهوتي وباحث ومستشرق كلداني. ولد باسم "هرمز منگنا" في شرانش قرب زاخو بالعراق الحالي في 23 ديسمبر 1878، وتوفي في 5 ديسمبر 1937.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
دراسته في الموصل
ألفونس منگنا، كلداني عراقي، اسمه الحقيقي الأول هرمز، وولد في 1878 بقرية "شرانش" المجاورة بمحافظة "دهوك" لقضاء "زاخو" بالشمال الكردستاني، وهي قرية طالعت "العربية.نت" أن معظم سكانها الممتهنين الزراعة وتربية المواشي هجروها في السنوات الأخيرة، ولم يبق منهم "سوى 711 حالياً" وجميعهم مسيحيون تقريباً، على حد ما ذكر عنها وعنهم موقع "قناة عشتار" الفضائية قبل شهر.
أرسله أهله وهو في الثالثة عشر إلى دير الأباء الدومنيكان في الموصل حيث درس بالإضافة إلى اللاهوت، السريانية والعربية والتركية والفارسية والكردية والعبرية واللاتينية والفرنسية. وبعد تخرجه رسم كاهناً عام 1902 حيث عمل بعد ذلك في التدريس في نفس الدير. في السنوات العشر التالية قام ألفونس منغنا بجمع العشرات من المخطوطات السريانية القديمة، كما ألف كتباً بالنحو السرياني وعدة كتب عن أعمال آباء الكنيسة السريان.
هجرته إلى المملكة المتحدة
وهاجر منگنا من مرفأ بيروت في 1913 إلى إنجلترا التي خلع فيها ثوب الكهنوت وراح يدرّس اللغات واللاهوت في مركز شهير للآن بضواحي برمنگهام، وهو Woodbrooke Quaker Study Centre الذي تعرف فيه إلى من أصبحت في 1915 زوجته وأماً منه لابنين: جون وميري، وكانت طالبة نرويجية في المركز، اسمها إيما صوفي فلور، ولم تتمكن "العربية.نت" من العثور على صورة لها في أرشيفات قديمة بالإنترنت، بل فقط لشاهد قبرها الذي ضم رفاتها بعد وفاتها في 1975 بالنرويج.
هاجر ألفونس منگنا إلى المملكة المتحدة سنة 1913 حيث عمل هناك كأستاذ للغات واللاهوت في وودبروك حيث تعرف على حيث تعرف هناك على زوجته إيما صوفي فلور، كما درّس بعدة جامعات أخرى مثل كمبردج ومانشستر (درس المخطوطات في مكتبة جون ريلاندز) وبرمنگهام. وألف في نفس الوقت عشرات الكتب عن السريانية والعربية والاعتذاريات المسيحية وخاصة أثناء اقامته في مانشستر. رجع اهتمام منگنا في منتصف العشرينات إلى المشرق، حيث قام بعدد زيارات بحثا عن مخطوطات نادرة ليدرجها ضمن مجموعته التي أصبحت الأكبر من نوعها في العالم، حيث لا تزال معروضة في متحف برمنگهام تحت اسم "مجموعة منگنا The Mingana Collection".
توفي ألفونس منگنا عن 59 عاماً بتاريخ 5 ديسمبر 1937 ببرمنگهام.
مجموعة منگنا
ولى منگنا وجهه في منتصف العشرينيات شطر بلاد الشرق التي جاء منها، فزارها 3 مرات في 1924 و1925 و1929 ليبحث في سوريا والعراق ولبنان وفلسطين، كما في دير سانت كاترين بصحراء سيناء المصرية، عن مخطوطات يضمها إلى مجموعته التي كانت الأكبر من نوعها بالعالم، وضمت أكثر من 3000 وثيقة شرق أوسطية، معروضة باسم The Mingana Collection في متحف برمنگهام، كأثمن ما تركه بعد وفاته فجأة في 1937 بعمر 59 سنة.
تضم مجموعة منگنا تضم أكثر من 3000 وثيقة من الشرق الأوسط جمعها ألفونس منگنا في العشرينيات. وقد قام منگنا برحلات إلى الشرق الأوسط لجمعها برعاية من إدوارد كادبري، الذي ينتمي إلى أسرة عرفت بصناعة الشوكولاتة، كادبري. [1]
جاءت من القديس الكلداني "ألفونس منگنا" المولود قرب زاخو بالعراق "والذي موّل رحلته لجلب الوثائق إدوارد كادبوري لرفع مكانة برمنگهام كمركز ثقافي لدراسات الأديان"، طبقاً لما نقلت الوكالات عما قالته الجامعة عن "منگنا" الذي جمعت "العربية.نت" ما تيسر بشأنه من معلومات، أهمها سرد تطرق إلى حياته، ومنشور في موقع الجامعة بعنوان History of the Mingana Collection لمن يرغب بمطالعة المزيد عن الرجل الذي نقل إلى بريطانيا ما أحدث ضجة عالمية بعد وفاته بأكثر من 78 سنة.
رسالة مريبة من بلد عربي
ولا أحد يعرف تماماً من أي بلد عربي جاء منگنا بالمخطوطة التي لم يكن يعلم بالتأكيد أن المدوّن عليها هو أقدم ما تمت كتابته من آيات القرآن، وإلا لكان ذكر ذلك في كتب عدة ألفها عن محتويات مجموعته. لكن عبارة نجدها في فقرة مهمة ضمن رسالة بعث بها من بلد عربي زاره إلى زملاء له في مركز Woodbrooke مثيرة للشبهات بعض الشيء، وتنشر "العربية.نت" الفقرة نقلاً عن المكتوب عنه في موقع جامعة برمنگهام، مع ترجمة بتصرف أسفلها، للاختصار[2]:
"Last week … I had acquired 100 Syriac MSS. Today I am in a position to report that I have about 250 manuscripts. This is more than my expectations could dream of. Hallelujah! And many thanks to those friends who, I feel confident, have prayed God every day for my safety and success. Please excuse the enthusiasm of these short lines as I am writing them surrounded by manuscripts. Something is now certain: Woodbrooke will be after the British Museum the richest in manuscripts of all the Libraries of Europe, richer than Oxford, Cambridge, Paris, Berlin and even Rome. A thousand thanks to God! I shall have much to tell you when we meet. It is truly magnificent!" | "اقتنيت الأسبوع الماضي 100 مخطوطة سريانية، وأنا في وضع يمكنني الإفصاح معه اليوم بأني أملك حوالي 250 مخطوطة، وهو أكثر مما كنت أحلم به، فسبحان الله، وشكراً للأصدقاء الذين أثق بأنهم صلوا من أجل سلامتي ونجاح مهمتي (..) وهناك ما أصبح مؤكداً الآن: وودبروك، سيكون الأغنى بالمخطوطات من كل مكتبات أوروبا بعد المتحف البريطاني. أغنى من أكسفورد وكمبردج وباريس وبرلين، وحتى من روما. ألف شكر لله! لديّ الكثير لأقوله حين نلتقي. هذا أمر رائع!". |
والعبارة المثيرة للشكوك في رسالته، اللافت فيها أيضاً أنه اقتنى 100 مخطوطة بسرعة أسبوع واحد، هي "صلوا من أجل سلامتي" التي يمكن أن تكون عادية لمن يرغب بتبرئته من اعتماد طرق ملتوية ليحصل على ما سافر من أجله. لكنها قد تعني أيضاً، أنه وكذلك أصدقاؤه، كانوا يعلمون بأن مهمته محفوفة بمخاطر مختلفة عما يحدق بأجنبي في بلد عربي، باعتبار أنه لم يكن أجنبياً في البلد الذي كتب منه الرسالة، بل عراقياً لا تشمله مخاطر تسبب القلق لزملائه إلى درجة يصلون معها من أجل حمايته.
أحد أقدم النصوص القرآنية
وفي يوليو 2015، عثر ضمن مجموعة منگنا في جامعة برمنگهام على صفحات من المصحف، بين فحصها بتقنية الكربون المشع، أن عمرها يبلغ نحو 1370 عاما، وهو ما قد يجعلها من أقدم النصوص القرآنية في العالم.[3] إلا أن الكربون-14 أعطى عمر الورق المكتوب عليه. ولكن لم يجري تحديد لعمر الحبر. ففي الأزمنة القديمة كان الورق يُمحى ويُكتب عليه مرات متعددة.
وقد بقيت الأوراق في مكتبة الجامعة مدة قرن لم يلتفت إليها أحد، وحفظ المخطوط مع مجموعة أخرى من كتب ووثائق عن الشرق الأوسط، دون أن يعرف أحد أنه من أقدم نسخ المصحف في العالم. وقالت مديرة المجموعات الخاصة في الجامعة، سوزان ورال، إن الباحثين لم يكن يخطر ببالهم أبداً أن الوثيقة قديمة إلى هذا الحد. وأضافت: "امتلاك الجامعة صفحات من المصحف قد تكون هي الأقدم في العالم كله أمر غاية في الإثارة".
وبين الفحص الذي أجري في وحدة تقنية الكربون المشع في جامعة أوكسفورد أن النص مكتوب على قطع من جلد الغنم أو الماعز، وأنها كانت من بين أقدم نصوص القرآن المحفوظة في العالم.
ويحدد هذا الفحص عمر المخطوط بنسبة دقة تصل إلى 95%، ويشير إلى أن النص الموجود على هذه الجلود يعود تاريخ كتابته إلى الفترة ما بين 568 و645 ميلادي. ويقول البروفسور ديفيد توماس، الأستاذ المختص في المسيحية والإسلام إن "هذه النصوص قد تعيدنا إلى السنوات الأولى من صدر الإسلام". إذ تشير السيرة النبوية إلى أن الوحي أنزل، على الرسول محمد، بين 610 و632 ميلادي، وهو تاريخ وفاته.
ويضيف البروفيسور توماس أن "العمر التقديري لمخطوط برمنگهام يعني أنه من المحتمل جدا أن كاتبه قد عاش في زمن النبي محمد". وأكمل "أن الشخص الذي كتب هذه الصفحات لابد أنه عرف النبي محمد، وربما رآه واستمع إلى حديثه، وربما كان مقربا منه، وهذا ما يستحضره هذا المخطوط".
وقال البروفيسور توماس إن بعض نصوص الوحي كتبت على رقائق من السعف أو الصخور أوالجلود وعظام أكتاف الجمال، وإن نسخة نهائية من المصحف جمعت في عام 650 ميلادية. وأشار إلى أن هذه الأجزاء من القرآن التي كتبت على هذه الرقائق، يمكن، وبدرجة من الثقة، إعادة تاريخها إلى أقل من عقدين بعد وفاة النبي محمد.
وأضاف: "أن هذه الصفحات قريبة جدا من القرآن الذي نقرأه اليوم، وهو ما يدعم فكرة أن القرآن لم يعرف إلا تغييرا طفيفا، أو أنه لم يطرأ عليه أي تغيير، ويمكن إعادة تاريخها إلى لحظة زمنية قريبة جدا من الزمن الذي يعتقد بنزوله فيه".
وبينما تقول جامعة برمنجهام أن النص مكتوب بخط حجازي، وهو من الخطوط العربية الأولى، وهو ما يجعل الوثيقة واحدة من أقدم نسخ القرآن في العالم. إلا أن مطالعة النص تُظهـِر التالي:
- الخط منقوط، في حين أن النقط لم تدخل اللغة العربية حتى القرن الثالث الهجري.
- الخط شديد الشبه بـالأبجدية السريانية، وهو ما لا يتسق مع النصوص العربية والقرآنية من القرن الأول الهجري، مثل مصحف المسجد الجامع في صنعاء.
المصادر
- http://www.mingana.bham.ac.uk/mingana.shtml
- http://www.mingana.bham.ac.uk/biog.pdf
- منجانا - موسوعة المستشرقين للدكتور عبد الرحمن بدوي، 1992
المراجع
- ^ "العثور على صفحات من إحدى "أقدم" نسخ المصحف في جامعة برمنغهام". بي بي سي. 2015-07-23. Retrieved 2015-07-23.
- ^ كمال قبيسي (2015-07-23). "العراقي الذي نقل #أقدم_نص_قرآني مكتوب إلى بريطانيا". قناة العربية.
- ^ "A Find in Britain: Quran Fragments Perhaps as Old as Islam". نيويورك تايمز. 2015-07-23. Retrieved 2015-07-23.