أخبار:وفاة جوردون مور، أحد مؤسسي إنتل

جوردون مور

• وفاة جوردون مور مؤسس شركة إنتل وأحد أبرز الشخصيات في وادي السيليكون ومبتكر قانون مور الشهير.

في 25 مارس 2023، تُوفي جوردون مور، أحد مؤسسي شركة صناعة الشرائح الأمريكية إنتل، وشخصية مركزية في تاريخ وادي السيليكون، عن عمر ناهز 94 عاماً.

وكانت فكرة مور المبتكرة بأن تكلفة الإلكترونيات ستنخفض، مما يحوّل التقنية الرقمية إلى جزء من الحياة اليومية، ما جعل اسمه مرادفاً للتقدم السريع واللا هوادة فيه لقطاع الشرائح الإلكترونية، ومعه الصناعة التقنية الواسعة.

وبصفته واحداً من ثلاثة مسؤولين شكّلوا وقادوا صانع الشرائح خلال أول ثلاثة عقود له، كان شخصاً مهماً في شركة يقال في كثير من الأحيان إنها "وضعت السيليكون في وادي السيليكون" إشارة إلى دور شركة إنتل في إطلاق صناعة الرقائق الإلكترونية (أشباه الموصلات)، كما ساعد في تشكيل أسلوب الإدارة الريادي الذي فعل الكثير لتشكيل ثقافة صناعة التكنولوجيا الحديثة في الولايات المتحدة.

جوردون مور في شبابه

في عام 1965، وبست سنوات بعد اختراع الترانزستور، تنبأ مور في مقالة مجلة بأن عدد الترانزستورات والمكونات الأخرى على رقاقة سيتضاعف كل عام خلال العقد القادم. وأصبح النبوءة التي سمّاها زميل في شركة إنتل، قانون مور، هو مثال على التقدم التكنولوجي الذي لا هوادة فيه منذ ذلك الحين. كما وصف جوردون مور وآخرون في إنتل قانون مور كقوة محركة قوية، بالإضافة إلى كونها مراقبة للتقدم التكنولوجي الأسرع الذي من المرجح أن يأتي من التصغير في الإلكترونيات.

وينسب القانون لمساعدة مهندسي الشركة في الحفاظ على وتيرة مستمرة لتحسين عمليات التصنيع، مما جعل شركة إنتل الرائدة في صناعة الشرائح لعقود، حتى خسرت مؤخراً الأرضية أمام شركتي شركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات وسامسونج.

ولد جوردون مور في سان فرانسيسكو عام 1929، وحصل على درجة الدكتوراه في الكيمياء من معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا قبل الانتقال إلى الساحل الشرقي للحصول على وظيفة في جامعة جونز هوبكنز. وفي غضون عامين، عاد إلى كاليفورنيا بعد تعيينه من قبل وليام شوكلي، واحد من ثلاثة أشخاص حصلوا لاحقاً على جائزة نوبل لاختراع الترانزستور.

لقد أثار أسلوب الإدارة المتغطرس لشوكلي استياء المجموعة من المهندسين الشباب الموهوبين الذين جمعهم. وفي عام 1957، كان مور جزءًا من مجموعة انسحبت لتشكيل شركة جديدة، فرتشايلد لأشباه الموصلات، كجزء من شركة أكبر.

وأصبح الخونة الثمانية المعيار الجديد للجيل الجديد من مؤسسي الشركات الشباب الذين يمتلكون الطموح والدافع لإنشاء صناعة تركز على الإلكترونيات. وكان مور وروبرت نويس، آخر مؤسسين، يتعرضان للضغط لاتباع تعليمات الإدارة العليا، وفي عام 1968، قررا الاستقالة وإنشاء شركتهما الخاصة، إنتل.

لم يكن لجوردون مور شخصية قوية مثل المسؤولين الآخرين الذين شكلوا شركة إنتل في العقود الأولى لصناعة الرقائق. فقد كان مؤسس الشركة الكاريزمي نويس هو الرئيس التنفيذي أثناء تأسيس إنتل كمنتج للذاكرة. وكان آندي جروف، الذي انضم إلى الشركة في وقت مبكر وتولى فيما بعد إدارة الشركة، مشهورًا بأسلوبه الجاد الذي ثبت أنه أصل عندما اضطرت إنتل للتخلي عن سوق الذاكرة في مواجهة هجوم المنافسة من اليابان وإعادة وضع نفسها كمصنع لمعالجات الحاسوب.

ومع ذلك، فقد اعتمد جوردون مور الهدوء، على الرغم من أنه لعب دوراً رئيسياً في إدارة إنتل لعدة سنوات، أولاً كنائب رئيس تنفيذي ورئيس، ثم خلال فترة رئاسته للشركة من 1979 إلى 1987، واستمر كرئيس للمجلس لعقد آخر، ثم كرئيس شرفي للمجلس حتى عام 2006.

قضى جوردون مور سنواته الأخيرة، جنباً إلى جنب مع جزء كبير من ثروته في إنتل، في العمل الخيري، بعد تأسيس مؤسسة جوردن وبيتي مور مع زوجته. وقد تبرعت المؤسسة بمبلغ 5.1 مليار دولار منذ تأسيسها عام 2000 ودعمت قضايا تشمل الاكتشاف العلمي والحفاظ على البيئة وتقدم الرعاية الطبية للمرضى والحفاظ على خليج سان فرانسيسكو.

في عام 1975، قام مور بتعديل تنبؤه الشهير ليتنبأ بتضاعف عدد الترانزستورات فقط كل عامين. وقد أدى التحدّي المتزايد لإنتاج شرائح ذات مقاسات أصغر إلى تكرار التنبؤات المتعلقة بـ "موت قانون مور".

وقال جوردون مور نفسه إنه يعتقد أنه تم الوصول إلى هذه النقطة قبل فترة طويلة من الوصول إلى مرحلة التصغير الحالية، حيث يبلغ عرض المعالجات الأكثر تطوراً في الوقت الحالي عدة ذرات فقط.

ولكن حتى وإن واجهت إنتل وبقية الصناعة تحديات صعبة، فإن التقدم المركّب الذي تحقّق في النصف الأول من قرن الشرائح له تأثير عميق. فإن أحدث شرائح إنتل تحتوي على أكثر من 100 مليار ترانزستور، وهو ما يعادل حوالي 43 مليون مرة عدد ترانزستورات أول معالج تم تطويره في الشركة عام 1971.

وترك جوردون مور وراءه زوجته بيتي وابنيه كينيث وستيفن وأربعة أحفاد.

 انظر أيضاً

• قانون مور
• جوردون مور
• إنتل