أخبار:كابل صيني من پاكستان لكينيا وجيبوتي
- الصين تبني طريق الحرير الرقمي من پاكستان إلى أوروپا مرورًا بأفريقيا.
في نهاية يناير 2021، بدأت الصين في المرحلة الأخيرة من تجهيز كابل الألياف الضوئية العابر للحدود في پاكستان، والذي سيتم عن طريقه بناء طريق الحرير الرقمي. سيتم ربط كابل الألياف الضوئية بكابل بحري في بحر العرب لخدمة الدول المشارة في مبادرة سير واحد، طريق واحد الصينية ودول أوروپا.[1] ويعتبر المراقبون هذا بمثابة خطوة استراتيجية للتغلب على اتحادات الاتصالات الدولية التي تسيطر عليه الشركات الغربية والهندية.
تأثرت العديد من مشروعات "سير واحد، طريق واحد" سلبًأ بسبب جائحة كورونا وأزمات القروض في وقعت بها الدول الشريكة في المبادرة، ومن تلك المشاريع مشرع السكة الحديد الذي سيتم اقامته في باكستان بتكلفة 6.8 مليار دولار أمريكي. وكان النهوض بالمشاريع الرقمية وتطوير البنية التحتية للإتصالات جزء من رد بكين.
مجموعة هنگ تونگ، أحد من أهم صناع الألياف البصرية والكابلات الكهربائية في الصين، ترأس اتحاد شركات الاتصالات السلكية واللاسلكية الأفريقية، والپاكستينة وشركات هونگ كونگ، لتركيب كابل پاكستان-شرق أفريقيا-أوروپا (PEACE) الذي سيمر في المحيط الهندي والبحر المتوسط.
سيبدأ مد الكبل البحري في المياه الپاكستانية في مارس بعد موافقة الحكومة في يناير 2021، على قيام سايبرنت، شركة محلية لتقديم خدمات الإنترنت، على بناء محطة بحر العرب الأرضية في كراتشي، وذلك حسب ما أوردته جريدة نيكيّي أسيا.
تم الانتهاء من مد الكبل بالفعل في منطقة البحر المتوسط، من مصر إلى فرنسا، ويتوقع أن يبدء تشغيل الكبل البالغ طوله 15.000 كم في وقت لاحق من هذا العام.
سيوفر كبل سير واحد، طريق واحد (پيس) أقصر طريق مباشر للإنترنت بين البلدان المشاركة، وسيقلص الوقت الذي يستغرقه نقل بيانات الإنترنت إلى حد كبير.
في الوقت نفسه، فإن تنظيم الاتصالات الخاصة، الجهاز الخاص بالإتصالات في لجيش الپاكستاني، على وشك مد كابل الألياف الضوئية بين راولبندي ومواني مدينتي كرااتشي وگوادر.
هذا المشروع البالغ قيمته 240 مليون دولار أمريكي هو شراكة بين شركة هواوي للتقنيات وقامت الحكومة بالموافقة عليه في 21 يناير 2021، وسوف يتصل أيضًا أيضًا بكابل سير واحد، طريق واحد في بحر العرب.
بدأ العمل في الجزء الشمالي البالغ مساحته 850 كم منذ عام 2018، ويصل سلك الألياف الضوئية شينجيانگ في جنوب غرب الصين براولبندي، حيث يقع مقر الجيش الپاكستاني. سيوفر الكابل البالغ تكلفته 37 مليون دولار أمريكي إتصال آمن بين الصين وباكستان، والتا قاما بتقوية علاقتهم الاقتصادية والاستراتيجية في السنوات الأخيرة، بالإضافة إلى الممر الاقتصادي الصيني الباكستاني، الذي يعتبر جزء من تحالف حزام واحد طريق واحد الرئيس.
سيزود المشروع گوادر باتصال عن طريق سلك الألياف ضوئية لأول مرة. قامت الصين ببناء الميناء البحري العميق وستتولى إدارته أيضًا، ويعتقد المراقبون أن ساهمت بنية الاتصالات المحدودة في گوادر في فشلها في الإنطلاق كمركز عبور إقليمي.
في الشهور الأخيرة عززت سلطة الرواق الاقتصادي الصيني الپاكستاني -- الجهاز المتجاوز لحدود الولاية الوطنية الذي يراقب مشروعات مباردة حزام واحد طريق واحد في پاكستان -- جهودها لتحسين الإتصال في گوادر من خلال تجديدات ضخمة للطرق والسكك الحديدية.
وفقًأ لمعروف علي شهاني، كبير موظفي عمليات شركة سايبر نت، فأنه سيتم مد أسلاك الأياف الضوئية على طول تلك الطرق الجديدة بجانب طرق المواصلات الوطنية الكبيرة، ربط الميناء بالركيزة الأساسية الوطنية للألياف البصرية في باكستان.
وتبحث پاكستان أيضاً عن وسيلة إتصال بديلة للإنترنت عن طريق الصين. أما في الوقت الحالي، فتتغذى حركة الإنترنت المتصلة في أوروپا من خلال الكابلات الأرضية التي تعبر خلال أراضي منغوليا وروسيا وقزخستان.
في 2017، قال اللواء، أمير عظيم باجوا، الذي كان المدير العام منظمة تعاون شانغهاي أنذاك، لجنة تكنولوجيا المعلومات البرلمانية أنه تم توجيه جزء كبير من حركة الإنترنت في باكستان عبر الهند، مما زاد من المخاوف المتعلقة بتعرض البيانات الحساسة للإختراق. وحسب ما ورد في تقارير محلية، تسبب ذلك في طلب باجوا الحصول على موافقة على إنشاء شبكة بديلة لتقديم الخدمات لگوادر بعيدًا عن الهند.
ويتحدث شاهاني عن كيف أن الصين قامت بتقديم القروض الميسرة والمعدات والخدمات الهندسية قائلًا " كان مطلوب استثمار ضخم، ولكن لم تكن باكستان تملك المال المطلوب لهذا الغرض".
يتم تغذية پاكستان الآن عن طريق سبعة كابلات بحرية، أربعة منهم يأتون من الهند، وذلك حسب ما جاء في تيليجيوگرافي وهي شركة أبحاث في سوق الاتصالات السلكية واللاسلكية مقرها واشنطن. قامت العديد من الإتحادات تتضمن شركات في الهند ومصر وباكستان بتطوير كابلات الإتصال.
يتوقع أن يقلل كابل حزام وطريق واحد، تعرض باكستان لانقطاع الإنترنت الناتج عن الكابلات البحرية المتضررة وذلك من خلال طريق إضافي لإتصال الإنترنت.
قال إيك فريمان، مؤلف كتاب سير واحد طريق واحد: وصول القوة الصينية للعالم، لجريدة نيكيّي أن مبادرة حزام وطريق واحد ستقلل التركيز على الهياكل الأساسية الثقيلة التقليدية، وستجعل التركيز منصب على التعاون في مجال التكنولوجيا المتقدمة والخدمات الرقمية.
ويقول أن بكين تسعى للهيمنة على البنية التحتية المادينة للإتصالات العالمية، وخاصة الإنترنت" ويضيف "وهذا من شأنه أن يعطيها ميزة في تدويل قطاعها التكنولوجي، وإبرام صفقات ذات صلة بالتكنولوجيا في المستقبل مع البلدان الشريكة."
صرح جوشا كورلانتزيك، زميل مخضرم لجنوب شرق آسيا في مجلس العلاقات الخارجية ومقره واشنطن "هي فرصة للشركات الصيني للوصول لأسواق أجنبية بعينها في الوقت الذي يتزايد فيه التضييق عليهم في مجال بناء البنية التحتية مثل كابلات الألأياف الضوئية وتكنولوجيا 5جي في أمريكا الشمالية وعدة أجزاء من أوروبا".
ويقول كورلانتزيك أن الجائحة وأ.مات القروض ساهمت في تغيير التركيز على مشروعات البنية التحتية التقليدية. ويضيف "أن طريق الحرير الرقمي، بالإضافة إلى هذا المشروع، هو فرصة للصين لتستمر في إثبات أن مبادرة حزام وطيق واحد هي مبادرة ضخمة".
وبالنسبة للصين فأن بناء طريق سريع وآمن لحركة الإنترنت إلى أوروپا من خلال كابل مخصص يديره الصينيون ويشرفون عليه هو بمثابة شئ حيوي.
المصادر
- ^ "China builds Digital Silk Road in Pakistan to Africa and Europe". asia.nikkei.com. 2021-01-29. Retrieved 2021-01-31.