أخبار:برومات البوتاسيوم المستخدم بصناعة الحلويات مسرطنة
- برومات البوتاسيوم المستخدم في صناعة الحلويات مادة مسرطنة.
في منتصف فبراير 2021، أصدرت الحكومة المصرية قرارًا بحظر استخدام مادة برومات البوتاسيوم في إنتاج المخبوزات، بسبب آثارها الصحية الضارة، ونشرت الجريدة الرسمية قرار وزارة التموين والتجارة الداخلية رقم 31 لسنة 2021، ونص القرار على معاقبة مستخدميها ممن يخالفون القرار الجديد، وهو ما أثار التساؤلات حول هذه المادة وآثارها الصحية المتوقعة.[1]
وتضمَّن قرار وزارة التموين المنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ 13 مارس 2021 أنه يحظر على أصحاب المخابز السياحية والبلدية ومحال الحلوى استخدام مادة برومات البوتاسيوم في إنتاج المعجنات والمخبوزات، وأن مَن يخالف القرار يُعاقب وفقًا لما نصت عليه المادة 5 من قانون رقم 281 لعام 1994، على أن يتم ضبط المادة وإعدامها.
قال حسين منصور -رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية لسلامة الغذاء في مصر: إن برومات البوتاسيوم مادة خطرة، وتم منعها بناءً على الأبحاث الدولية المنشورة عن أثرها الصحي الضار الذي ربما يكون مسرطنًا، وبناء عليه تم تطبيق القرار في مصر، ومضيفًا أن الهدف من القرار تشديد عقوبة استخدامها.
وفق القانون تتولى هيئة سلامة الغذاء في مصر متابعة تنفيذ القرارات الصادرة بخصوص حظر بعض المواد الضارة، من خلال حملات التفتيش والجولات الميدانية على الأسواق، التي يتم من خلالها سحب عينات من المواد الغذائية وتحليلها داخل المعامل المتخصصة؛ للتأكد من خلوها من المواد الضارة أو وجودها بالكميات المسموح بها وفق القانون المنظم لهذه الأمور.
ويعاقب قانون الغش التجاري الصادر عام 1979 كل مَن يضع مادة محظورة أو مواد بكميات أكبر من المسموح به في السلع الغذائية بالحبس لمدة سنة واحدة، وغرامة تقدر بحوالي 10 آلاف جنيه أو بإحدى العقوبتين، وفي حالة تكرار المخالفة تُضاعف العقوبة لتصل إلى الحبس لمدة ثلاث سنوات، وغرامة تصل إلى 50 ألف جنيه.
برومات البوتاسيوم
وفق هناء سالم، مدرس في قسم بيولوجيا الفم بكلية طب الأسنان جامعة المنيا، تعتبر مادة برومات البوتاسيوم عاملًا مؤكسدًا قويًّا، مما يجعلها تُستخدم في صناعات مختلفة، وأكثر استخداماتها شيوعًا في المخبوزات، ويرجع ذلك إلى أنها تعتبر محسِّنَ دقيق قويًّا يُسَرِّع من عملية التخمر، ويقوي العجين ويجعله كثيفًا، ويسمح بارتفاع أعلى للخبز أو الكيك ويُكسبه اللون الذهبي المستحب، موضحةً أنه يُشار إليها في المكونات بالرموز KBrO3 E924، ولكن يجب الأخذ في الاعتبار أن بعض الشركات لا تكتب جميع الإضافات المستخدمة، وتضيف: أما بالنسبة للجهات الرقابية فيمكنها الكشف عن وجود هذه المادة في الدقيق أو الخبز بتحليل عينات منها، وهناك طرق مختلفة مثل استخدام مقياس الطيف الضوئي الذي يمكنه تحليل المواد ومعرفة مكوناتها. وأوضحت سالم أن الضرر المتوقع لمادة برومات البوتاسيوم هي احتمالات التسبب في زيادة حدوث السرطانات، علاوةً على أمراض أخرى منها الفشل الكلوي والعقم.
يُشار إلى أن برومات البوتاسيوم تُستخدم أيضًا في إنتاج معجون السمك والجبن والبيرة، ويتم استخدامها أيضًا في الصناعات الدوائية ومستحضرات التجميل، وتنتج أيضًا كمنتج ثانوي لتطهير المياه المحتوية على مركبات البروميد عن طريق المعالجة بالأوزون.
التصنيف كمادة مسرطنة
وفق البحث المنشور في جورنال أوف رادييشن ريسيرش آند أبلايد ساينس تم تصنيف مادة برومات البوتاسيوم على أنها مادة مسرطنة من خلال الوكالة الدولية للبحوث على السرطان IRAC عام 1987، ثم بدأت المنظمات المعنية بالصحة في عدة دول في حظر استخدامها، وفي إنجلترا تم حظرها عام 1990، كما تم منعها في الصين عام 2005، أما في الهند فقد تم حظرها عام 2016، وفي عدة دول منها اليابان وإسبانيا والدنمارك تم حظرها من قائمة إضافات الطعام المسموحة، ومع ذلك فهي ما زالت تستخدم ولم يتم حظرها في الولايات المتحدة الأمريكية، ولاية كاليفورنيا هي الولاية الأمريكية الوحيدة التي اتخذت تدابير لتحذير السكان من المخاطر المرتبطة بمادة برومات البوتاسيوم، إذ وُضعت في قائمة التحذيرات، والمنتجات التي يُشترط أن تحمل تحذيرًا صحيًّا على ملصقاتها.
تقول سالم: إنه رغمًا عن حظر استخدام برومات البوتاسيوم في بعض الدول، ما زال بعض أصحاب المخابز يلجأ إلى استخدامها بطرق غير شرعية، وترجع شعبيتها واستخدامها المستمر إلى حقيقة أنها رخيصة وربما كانت من أكثر العوامل المؤكسدة فاعلية، وتحسن من خصائص الخبز.
"التأثير السرطاني لبرومات البوتاسيوم على ذكور الجرذان البيضاء"، كان هذا عنوان الدراسة البحثية التي أعدها باحثون من جامعة المنيا المصرية، ونُشرت في إحدى الدوريات العالمية المعنية ببحوث الإشعاع والعلوم التطبيقية، عام 2019، وتناولت الأثر الصحي لتناول هذه المادة، موضحةً في نتائجها أن لها تأثيرًا مسرطنًا على المدى الطويل.
قالت هناء سالم، المؤلف الرئيسي للدراسة: إن نتائج الدراسة أظهرت أن تناول مادة برومات البوتاسيوم بشكل يومي له تأثير مسرطن على لسان الفئران البيضاء (نوع من فئران التجارب)، يزداد مع زيادة الجرعة ومدة الاستخدام، وجرى التوصل إلى هذه النتيجة عبر فحص أنسجة اللسان تحت الميكروسكوب.
وأضافت: نتج عن استخدام برومات البوتاسيوم ضمور حليمات اللسان، كما ظهر تأثيرها المسرطن الذي ازداد بزيادة جرعة برومات البوتاسيوم ومدة تناولها، مؤكدةً أن البحث أوصى بحظر استخدام مادة برومات البوتاسيوم كمحسِّن للدقيق، خاصةً في المخابز ومحلات الحلوى؛ لأنه يصعب تطبيق الجرعات الآمنة، كما أوصى البحث أيضًا شركات المواد الغذائية بضرورة إدراج اسم برومات البوتاسيوم بوضوح في المكونات في حالة استخدامه.
وحسب أحمد سعيد، رئيس شعبة التغذية في المركز القومي المصري للبحوث: "لا يمكننا تأكيد أنه يسبب الإصابة بمرض السرطان، ولكن هناك عوامل متعددة من المحتمل أن تؤدي إلى حدوث الإصابة، وإذا كان الشخص يتمتع بمناعة جيدة فقد لا يصاب بأي أمراض من هذا النوع حتى مع وجود هذه العوامل، ولكن من المحتمل مع تكرار التعرُّض لها أن تكون مسرطنة، لذا ما ينبغي التشديد عليه هو أن مادة برومات البوتاسيوم ضارة على المدى البعيد.
المصادر
- ^ "لماذا جرى تجريم استخدام برومات البوتاسيوم في السوق المصرية؟". ساينتفيك أمريكان. 2021-03-21. Retrieved 2021-03-21.