أخبار:الصحة العالمية تحذر من وباء الكوليرا بسوريا
- منظمة الصحة العالمية تحذر من ارتفاع خطر تفشي الكوليرا في سوريا، فقد صرح ممثل الأمم المتحدة في سوريا، عمران رضا، إن تفشي وباء الكوليرا في عدة مناطق بالبلاد يمثل تهديداً خطيراً في سوريا والمنطقة، داعياً إلى استجابة عاجلة لاحتواء انتشاره.[1]
في 14 سبتمبر 2022، تصاعدت المخاوف في سوريا من ازدياد تفشي وباء الكوليرا في البلاد مع تزايد عدد الإصابات والحالات المشتبه بها، وأكدت منظمة الصحة العالمية، أن انتشار مرض الكوليرا في سوريا «مرتفع للغاية»، بعد الإعلان نهاية الأسبوع الماضي عن تسجيل إصابات في محافظات عدة. فيما أصدرت وزارة الصحة في دمشق، بياناً أكدت فيه وجود 26 إصابة مثبتة، غالبيتها الساحقة في محافظة حلب، وأفادت بحالتي وفاة.[2]
ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية، عن منظمة الصحة العالمية، أنه «تم الإبلاغ عن حالات مؤكدة عبر اختبارات تشخيص سريع في حلب والحسكة (شمال شرق) ودير الزور والرقة». وحذرت من «خطر انتشار الكوليرا إلى محافظات أخرى»، ووصفته بأنه «مرتفع للغاية».
وباء الكوليرا يعود إلى سوريا للمرة الأولى منذ عام 2009، حين تعرضت المناطق الشرقية (دير الزور والرقة) لموجة وبائية، حسب منظمة الصحة العالمية آنذاك.
وزارة الصحة في دمشق، قالت بدورها، إن عدد الإصابات المثبتة في سوريا حتى الآن 20 إصابة في حلب، و4 إصابات في اللاذقية، وإصابتان في دمشق لشخصين قادمين من حلب أحدهما مرافق مريض من دون أعراض. وأن عدد الوفيات بسبب الكوليرا حالتان في حلب بسبب «تأخر طلب المشورة الطبية ووجود أمراض مزمنة مرافقة».
ونوهت وزارة الصحة بدمشق إلى أنها بصدد إصدار ونشر تحديث عن الوضع الوبائي عبر منصاتها الرسمية حول مرض «الكوليرا» كل 48 ساعة، مشيرةً إلى أنها زوّدت المستشفيات بـ«مخزون إضافي» من العلاج تحسباً لأي زيادة في أعداد الإصابات.
وفي مناطق الإدارة الذاتية شمال شرقي سوريا، ارتفعت أعداد الإصابات إلى 184 إصابة، حسب لجنة الصحة في «مجلس دير الزور المدني» التي أكدت انتشار الكوليرا في ريف دير الزور الغربي. مع ارتفاع عدد الوفيات إلى خمسة. وردّت لجنة الصحة أسباب انتشار الكوليرا إلى «تلوث المياه» وطالبت المنظمات الدولية بدعم «لجنة الصحة» بمستلزمات الحد من انتشار الوباء.
وفي وقت سابق، قال المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في سوريا عمران رضا، إنه بناءً «على تقييم سريع أجرته السلطات الصحية والشركاء، يُعتقد أن مصدر العدوى مرتبط بشرب الأشخاص مياهاً غير آمنة مصدرها نهر الفرات، وكذلك استخدام مياه ملوثة لري المحاصيل». مؤكداً أن «تفشي الوباء مؤشراً أيضاً على نقص المياه الحاد في أنحاء سوريا كافة»، ما قد يشكل «تهديداً خطيراً للناس في سوريا والمنطقة».
وظهرت موجة انتشار الكوليرا في سوريا عقب موجة حرّ شديد تعرضت لها معظم المناطق، ترافقت مع اشتداد أزمتي الكهرباء والماء وانعدام وسائل التبريد، ما أدى إلى زيادة استهلاك ألواح الثلج المصنعة من مصادر مياه مجهول بعيداً عن الرقابة الصحية.
وتفيد تقارير سابقة لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف)، بتضرر قرابة ثلثي عدد محطات معالجة المياه ونصف محطات الضخ وثلث خزانات المياه جراء النزاع المندلع منذ عشر سنوات. وأن نصف عدد السكان يلجأون إلى مصادر مياه للشرب غير آمنة، بينما لا تتم معالجة سبعين في المائة على الأقل من مياه الصرف الصحي، وفق «يونيسيف».
وحسب منظمة «أطباء بلا حدود»، شكّلت خدمات المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية، أربعة في المائة فقط من ميزانية الاستجابة الإنسانية بأكملها في جميع أنحاء سوريا خلال العام الماضي، وهو أقل من ثلث ما تمّ إنفاقه عام 2020 على الأنشطة ذاتها. وبالإضافة إلى ذلك، أدى انخفاض تدفق نهر الفرات، والنقص الكبير في الوقود لتشغيل محطات الطاقة، فضلاً عن هشاشة البنية التحتية للمياه ومرافق الإصحاح التي دُمر الكثير منها أو تضرر أثناء الأزمة السورية، خاصة في المناطق الريفية، ما أدى إلى الاعتماد على مصادر مياه بديلة وغير مأمونة في كثير من الأحيان لتلبية احتياجات فئات من السكان من المياه وأوضحت ممثل منظمة الصحة العالمية، أن النظام الصحي في سوريا تعرض لضغوط متكررة من خلال العديد من حالات الطوارئ والتحديات المتزامنة التي لا تزال تؤثر على توافر وجودة الخدمات الصحية في جميع أنحاء البلاد.[3]
لكنها قالت إنه حتى الآن، لا يزال مصدر تفشي المرض غير معروف بشكل حاسم، ففي حلب تبين أن شبكة المياه العامة غير ملوثة، ومن ثم يمكن ربط مصدر العدوى بمياه الشرب من مصادر غير معالجة أو استهلاك أغذية ملوثة بسبب الري بمياه غير آمنة.
وسجّلت سوريا عامي 2008 و2009 آخر موجات تفشي المرض في محافظتي دير الزور والرقة، وفق منظمة الصحة العالمية.
ويظهر الكوليرا عادة في مناطق سكنية تعاني شحا في مياه الشرب أو تنعدم فيها شبكات الصرف الصحي، وغالباً ما يكون سببه تناول أطعمة أو مياه ملوثة، ويؤدي إلى الإصابة بإسهال وتقيؤ.
الأمم المتحدة من جهتها، دعت الدول المانحة إلى تمويل إضافي عاجل لاحتواء تفشي المرض ومنع انتشاره، حيث يشهد العراق المجاور لسوريا منذ يونيو الماضي، موجة انتشار للكوليرا، للمرة الأولى منذ عام 2015، وحسب الأرقام الأممية، يصيب الكوليرا سنوياً، بين 1.3 مليون وأربعة ملايين شخص في العالم، ويؤدي إلى وفيات ما بين 21 ألفاً و143 ألف شخص.
مرئيات
وباء الكوليرا ينتشر في سوريا.. و700 حالة بحلب وحدها، 14 سبتمبر 2022. |
---|
انظر أيضاً
المصادر
- ^ وكالة الصحافة الفرنسية أ ف ب (2022-09-14). "منظمة الصحة العالمية تحذر من ارتفاع خطر تفشي الكوليرا في سوريا". www.swissinfo.ch.
- ^ سي إن إن (2022-09-14). "وفاة 7 أشخاص بمرض الكوليرا في سوريا". arabic.cnn.com.
- ^ سكاي نيوز عربية - أبوظبي (2022-09-14). "بعد انتشار مخيف.. كشف أسباب ظهور الكوليرا بسوريا". www.skynewsarabia.com.