أخبار:اشتباكات بين السوريين والجيش التركي بشمال سوريا

شاحنة تركية محترقة خلال الاحتجاجات ضد تركيا في منطقة تسيطر عليها المعارضة شمال حلب
شاحنة تركية محترقة خلال الاحتجاجات ضد تركيا في منطقة تسيطر عليها المعارضة شمال حلب. (1 يونيو 2024)
من مظاهرات السوريون في شمال سوريا ضد تركيا
من مظاهرات السوريون في شمال سوريا ضد تركيا

لقي أربعة اشخاص مصرعهم في مناطق نفوذ تركيا في شمال سوريا، بعد احتجاجات واشتباكات جرت بين مسلحين تابعين للمعارضة السورية والجيش التركي في 1 يوليو 2024. وقامت الاحتجاجات، التي استهدف المقار التابعة للحكومة التركية، بعد يوم من حدوث أعمال عنف طالت مصالح سوريين في تركيا. إذ عبّر المتظاهرون عن غضبهم غداة أعمال عنف اندلعت إثر اتهام سوري بالتحرش بطفلة، واستهدفت أعمالا تجارية وممتلكات تابعة لسوريين في مدينة قيصري التركية.

وامتدت تظاهرات في مناطق واسعة على طول الشريط الحدودي الخاضع لسيطرة تركيا في شمال سوريا وترافق بعضها مع أعمال عنف. وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن "أربعة أشخاص قتلوا خلال تبادل إطلاق النار بين متظاهرين وحراس مواقع تركية، ثلاثة منهم قتلوا في عفرين، وآخر في جرابلس". وأصيب 20 آخرون بجروح.

كما جرت اشتباكات بالأسلحة الرشاشة دارت بين متظاهرين مسلحين من جهة، وعناصر من القوات التركية، أمام مبنى السرايا في مدينة عفرين بريف حلب الشمالي.

الإعتداء على املاك السوريين

من الاعتداءات على اللاجئين سوريين وأملاكهم في قيصري التركية
من الاعتداءات على اللاجئون السوريون وممتلاكاتهم في قيصري التركية

في مساء يوم 30 يونيو 2024، اندلاعت أعمال شغب وسلسلة اعتداءات وتدمير وإحراق جماعي في قيصري استهدفت ممتلكات سوريين، على خلفية انتشار فيديو يظهر "تعدي شاب سوري الجنسية على طفلة تبلغ من العمر 5 سنوات". ومع تداول الفيديو على منصات التواصل وانتشار الأخبار المغلوطة والمحرضة ضد اللاجئين، هاجم العشرات من الشبان الأتراك ممتلكات السوريين.

وأظهرت مقاطع فيديو متداولة عمليات حرق محال تجارية وهجمات استهدفت سيارات سوريين، ورمي البيوت بالحجارة وتكسير زجاج النوافذ.

فيما نشرت حاكمة ولاية قيصري بياناً قالت فيه "إن شخص سوري تحرش بطفلة سورية صغيرة. وجرى اعتقال المتهم من قبل وحدات الأمن، ووُضعت الطفلة تحت الحماية من قبل الجهات المختصة".

وأسفرت أحداث الشغب، عن إصابة 14 ضابط شرطة ورجل إطفاء.[1]

ردود الفعل الرسمية

وقال السلطات التركية أنها اعتقلت 474 شخصا بعد أعمال عنف استهدفت مصالح سوريين في تركيا إثر اتهام رجل سوري بالتحرش بطفلة. وأفاد وزير الداخلية التركي علي يرلي كايا على موقع إكس إنه جرى توقيف 474 شخصا بعد الأعمال الاستفزازية" التي نفذت ضد سوريين في تركيا. وأضاف الوزير التركي أن 285 من أصل 474 شخصا اعتقلوا "بعد الحادث القبيح في قيصري" لديهم سجلات بجرائم مختلفة. ودعا المواطنين إلى "عدم التحول إلى محرضين".[2]

تركيا وشمال سوريا

يُذكر أن تركيا سيطرت في عام 2016 مع فصائل سورية موالية لها على مراحل إثر عمليات عسكرية عدة، على مناطق حدودية في شمال سوريا. وشهدت تركيا التي تستضيف حوالى 3.2 ملايين لاجئ سوري أعمال عنف مرتبطة برهاب الأجانب عدة مرّات في السنوات الأخيرة، أثارتها في أكثر الأحيان شائعات تنتشر على وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات الرسائل النصية.[3] وأندلعت الاحتجاجات والتوتر بعد أيام من أنباء عن تقارب محتمل بين سورية وتركيا، تُرجم على أرض الواقع مع افتتاح معبر بين مناطق الحكومة السورية ومناطق سيطرة تركيا في حلب.[4]

كما قال وزير الدفاع التركية يشار غولر: نراقب عن كثب التصورات السلبية والتوترات المتزايدة التي تمت محاولة خلقها مؤخراً فيما يتعلق باللاجئين السوريين. وأشار الوزير التركي إلى أنّ ملاحقة القوات المسلحة لإرهابيي تنظيم وحدات حماية الشعب والتضييق عليهم، تسبب بتراجع المنتسبين للتنظيم إلى الصفر في الآونة الأخيرة، مع زيادة عدد الإرهابيين الذين استسلموا للقوات الأمنية التركية. وأوضح وزير الدفاع التركي أنّ التنظيم الإرهابي في مرحلة يسعى من خلالها لتفكيك سوريا وإقامة دولة إرهابية مصطنعة في شمالها.[5]

التقارب السوري التركي

وفي 28 يونيو 2024، أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، عن استعداده للقاء الرئيس بشار الأسد، مستذكراً العلاقات العائلية التي جمعت بين الجانبين. وأكد أن بلاده لا يمكن أن يكون لديها أبداً أي نية أو هدف مثل التدخل في الشؤون الداخلية لسوريا، مشددا على الاستعداد لتطوير العلاقات مع سوريا تماماً كما فعل في الماضي.

بالمقابل، أكد الرئيس السوري بشار الأسد بعد استقباله مبعوث الرئيس الروسي ألكسندر لافرنتييف، انفتاح سوريا على جميع المبادرات المرتبطة بالعلاقة مع تركيا والمستندة إلى سيادة الدولة السورية.

وأوضح الأسد أن الغاية هي النجاح في عودة العلاقات بين سوريا وتركيا، لافتا إلى ضرورة محاربة كل أشكال الإرهاب وتنظيماته.

كما كشفت مصادر سورية عن خطوات مرتقبة وجدية لعودة جلوس الطرفين السوري والتركي على طاولة الحوار، وأفادت بأن اجتماعا سوريا تركيا مرتقبا يجري التحضير له في العراق.

كما أضافت أن الاجتماع سيكون في بغداد، ويهدف للاتفاق حول المناطق الحدودية.

وتابعت أن عملية التفاوض مع تركيا ستكون طويلة، لكن ستؤدي لتفاهمات سياسية وميدانية.

وأشارت إلى أن الجانب التركي كان طلب من موسكو وبغداد الجلوس على طاولة حوار ثنائية مع الجانب السوري ومن دون حضور أي طرف ثالث وبعيداً عن الإعلام للبحث في كل التفاصيل التي من المفترض أن تعيد العلاقات بين البلدين إلى سابق عهدها.[6]

مرئيات

من الاشتباكات بين المسلحين السورية والجيش التركي في شمال سوريا (1 يونيو 2024)

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "اعتداءات على سوريين في قيصري التركية وتبعاتها تمتد إلى شمالي سوريا". الجزيرة.
  2. ^ "اعتقال مئات الأشخاص في تركيا بعد أعمال عنف ضد السوريين". بي بي سي.
  3. ^ "مقتل 4 أشخاص شمالي سوريا في احتجاجات على أعمال عنف ضد سوريين في تركيا". الحرة.
  4. ^ "اشتباكات بين القوات التركية ومسلحين في شمال سورية". الجريدة.
  5. ^ "وزير الدفاع التركي: الدولة ستفشل محاولات الإخلال بالنظام العام". الأناضول.
  6. ^ "لعودة العلاقات.. تركيا تطلب اجتماعاً خاصاً مع سوريا بعيداً عن الإعلام". العربية.