ولد أحمد محمد صالح في مدينة أم درمان سنة 1898.ودرس في كلية غوردون التذكارية، جامعة الخرطوم حالياً، حيث تخرج منها عام 1914 . وعُرِف عنه ولعه بالشعر العربي والإنجليزي حيث كان يحفظ العديد مما وقع في يده من القصائد الصادرة بهاتين اللغتين.[2]
حياته المهنية
اشتغل بالتدريس بعد تخرجه من الكلية، وتدرج في السلم الوظيفي فيه حتى ترقى إلى منصب ناظر (مدير) مدرسة ولم يتجاوز عمره ثلاثين عاماً، كما عمل موظفاً بوزارة المعارف آنذاك ( وزارة التربية والتعليم حالياً) وتدرج في وظائفها الإدارية حتى أصبح نائباً لمدير المعارف. وعمل أيضاً مدرساً بكلية غوردون التذكارية في الخرطوم.[3]
حياته السياسية
عند استقلال السودان في يناير اختير أحمد محمد صالح عضواً في مجلس السيادة وهو المجلس الرئاسي العالي الذي تم تشكيله ليقوم بمهام رئيس الدولة في السودان. وقد عرف صالح بغيرته الوطنية ضد الاستعمار إبان فترة الحكم الثنائي للسودان وصل إلى حد المصادمة مع الإدارة البريطانية في عدة أمور وقرارات فرضتها على البلاد، لاسيما عندما رفض الانصياع إلى أمر من الإدارة يقضي بارتداء معلمي المدارس الجبّة والقفطان بدلًا من الزي الإفرنجي. كذلك عرفت عنه قدرته على الخطابة بطلاقة وقوة ورصانة. فقد كان خطيباً مقتدراً يخطب باللغتين العربيةوالإنجليزية.[2]
أعماله الأدبية
له ديوان شعر بعنوان «مع الأحرار» صدرت طبعته الأولى في الخرطوم عام 1998م من قبل الهيئة القومية للثقافة والإعلام [4]، وتميز شعره بقوة التعبير ورصانته. وقال عنه الشاعر السوداني عبد الله محمد عمر البنا بأنه «أشعر شعراء السودان »، بينما لقبه مناصروه والمعجبين بشعره بلقب الأستاذ الشاعر. وقد حافظ أحمد محمد صالح في شعره على أصول العروض الخليلي.[5]
النشيد الوطني
من أشهر قصائده قصيدة «نحن جند الله جند الوطن»،التي نشرت ضمن ديوان شعره الذي صدر بعنوان «مع الأحرار»، وأصبحت لاحقاً نشيدا لقوة دفاع السودان، نواة الجيش السوداني الحالي، ثم أختيرت الأبيات الأولى الأربع منها لتشكل النص الشعري لموسيقى السلام الجمهوري السوداني إبان الاستقلال والتي قام بتلحينها ووضع تأليفها الموسيقى العقيد أحمد مرجان و صارت فيما بعد النشيد الوطني السوداني.[6]
من قصائده
قصيدة لأحمد محمد صالح.
قصيدة للشاعر السوداني أحمد محمد صالح نشرت في مجلة الرسالة في يونيو 1945.
صبراً دمشق فكل طرف باك
لما استبيح مع الظلام حماك
جزعت عمان وروعت بغداد واهتزت ربى صنعاء يوم أساك
وقرأت في الخرطوم آيات الأسى وسمعت في الحرمين أنه شاكي
ضربوك لا متعففين سفاهة
لم تأت إثماً يا دمشق يداك
ورماك جبار يتيه بحوله
شلت يمين العلج حين رماك
قم يا ابن هند وامش فيهم غازياً في كل جبار العزيمة شاكي
جدد لنا يوم اللواد وعهده
وأعد علينا ما حكاه الحاكي
أيام خيل الله أوغل جمعها
في دار أهل الإفك والإدراك
يحملن كل أغر وضاح السنا
عند الكريهة باسم ضحاك
داسوا فرنسا واستباحوا أرضها
وغدو لحوزتها من الملاك
سبحانك اللهم أمرك نافذ
لك حكمة جلت عن الإدراك
صبراً دمشق فكل هم زائل
وغداً يلوح مع النجوم سناك
تتألقين كما عهدتك درة
في تاج أروع من أمية زاكي
في الجاهلية كان عزك باذخاً وازدان بالإسلام عقد حلاك