أحمد محمد النعمان (و.1909 - 1996) أحد رواد النهضة في اليمن. تخرج من جامعة الأزهر. أنشأ كلية بلقيس. عرف النعمان بالأستاذ والصانع الأول لقضية الأحرار اليمنيين وأول رواد التنوير اليمني وأبرز أعلام التحرر العربي.
حرص النعمان على تلقي العلم في قريته، ثم في زبيد حيث درس العلوم الدينية على أيدي بعض علمائها الأجلاء.. وما أن عاد إلى مسقط رأسه حتى قام بتأسيس (المدرسة الأهلية)، و (نادي الإصلاح) عام 1934م. وفي دار أسرته العريقة كان المواطنون من أبناء قريته يتوافدون عليه لقراءة ما كان يصل إليه من الكتب، والصحف، والمجلات التي كان يقوم بتهريبها معهم من عدن العمال العائدون من عدن، أو من المهجر.. وكانت تلك المدرسة المتواضعة، وذلك النادي الصغير مداران من قبله بمنتهى السرية.. لكن لم يقتصر التعليم في مدرسته على تلقين روادها من الطلبة القرآن ومبادئ العلوم الدينية فقط، كسائر الكتاتيب والمدارس في شمال اليمن حينها، وإنما كان يشمل تدريسهم العديد من المواد الأخرى كالحساب، والجغرافيا، والتاريخ.. إذ كان يرى أن إصلاح الأوضاع، وتطوير المجتمع، وتغيير النظام إنما يبدأ بنشر التعليم حتى ينمو الوعي في أوساط الناس. فكان بذلك سباقاً إلى إدراك أهمية دور العلم، وضرورة مكافحة الجهل في الارتقاء بوعي الشعوب، ومداركها، إذ أن الجهل يحول دون معرفتها بحقوقها المشروعة، وبالتالي لا تدرك واجبها بأن تناضل من أجل انتزاع تلك الحقوق، واسترداد حرياتها المسلوبة.[1]
ثم طُلب صاحب الترجمة إلى أمير لواء تعز، فبقي شهرًا تحت الإقامة الجبرية، فتشتت طلاب هذه المدرسة، وانتهى أمرها.
وفي عام 1940 تعين مديرًا للمعارف في لواء تعز، ثم تعين مدرسًا، ومشرفًا على معارف لواء حجة بعد عام 1950.
ورحل إلى القاهرة لمواصلة دراسته في الأزهر الشريف، وفي مصر التقى مع القاضي محمد محمود الزبيري ليصبح الاثنان منذئذ رفيقي درب واحد.. وأثناء مقامه في أرض الكنانة تعرف إلى العديد من المجاهدين العرب الكبار مثل شكيب أرسلان، ومحمد علي الطاهر، ونفر من ساسة ومثقفي مصر البارزين آنذاك، كما جمعته بفضيلة العلامة الجليل الشيخ محمد بن سالم البيحاني... علاقة محبة وصداقة استمرت منذ تزاملهما في الأزهر وحتى وفاة الأخير..
بعد قيام الثورة الجمهورية التي أطاحت بالنظام الملكي عام 1962 استدعي – وكان في القاهرة- إلى صنعاء، فتعين وزيرًا للإدارة المحلية، وفي عام 1963 تعين مندوبًا دائمًا لليمن في جامعة الدول العربية، وفي عام 1964 تعين رئيسًا لأول مجلس شورى في اليمن، وفي العام التالي كُلّف بتشكيل الحكومة التي استقال منها في نفس العام، ثم تعين في نفس العام أيضًا عضوًا في المجلس الجمهوري بعد اتفاقية جدة بين الملك فيصل بن عبد العزيز، والرئيس (جمال عبدالناصر)، ثم تعين عضوًا في مجلس الرئاسة عام 1967، وفي عام 1970 أعيد تعيينه عضوًا في المجلس الجمهوري، وفي 1971 رئيسًا لمجلس الوزراء، ووزيرًا للخارجية, وفي العام التالي تعين مستشارًا للمجلس الجمهوري، ثم عضوًا في المكتب السياسي اليمني، وفي عام 1973 تعين عضوًا في المجلس الجمهوري، وفي عام 1974 قدم استقالته من المجلس الجمهوري، مع الرئيس عبد الرحمن الإرياني، ثم اتجها معًا إلى مدينة دمشق، ومنها توجه صاحب الترجمة إلى بيروت.
وله عدد من البحوث، ومذكرات قال المؤرخ إسماعيل بن علي الأكوع في كتابه (هجر العلم ومعاقله في اليمن): إنها خطيرة، لم يوافق على نشرها، لأنها تدين شخصيات لها مكانتها في الدولة.
اتصل بالإمام (أحمد بن يحيى حميد الدين) عام 1935، وكان الإمام آنذاك حاكمًا على لواء حجة، بهدف القضاء على المظالم التي يتعرض لها المواطنون، فلم يتحقق له من ذلك شيء، وأثناء دراسته في الأزهر الشريف اتفق مع زميله العلامة (محمد بن سالم البيحاني) على محاربة الظلم في اليمن، وبدأ صاحب الترجمة يكتب في صحيفتي: (الشورى)، و(الشباب) المصريتين باسم مستعار تعريفًا بالقضية اليمنية، وأصدر مجلة (اليمن الخضراء) لكنها توقفت بعد صدور عددين منها، والتقى بالأمير (شكيب أرسلان) فعمل معه فترة، ثم عاد إلى اليمن عام 1941، وأثناء عمله في معارف لواء تعز؛ التقى بالأستاذ (محمد محمود الزبيري)، وكان الإمام (أحمد بن يحيى حميد الدين) قد تعيّن من قبل أبيه أميرًا على لواء تعز خلفًا للأمير (علي الوزير)، فاتفق صاحب الترجمة مع الأستاذ (الزبيري) على توثيق الصلة به، محاولة لإصلاح الوضع اليمني، فاتصلا به، وأطريانه بالمديح شعرًا ونثرًا، فسمى صاحب الترجمة خطيب اليمن، وسمى (الزبيري) شاعر اليمن، لكن هذه العلاقة لم تدم، فقد هدّد الإمام (أحمد) مخالفي حكم أبيه بالقتل في محفل عام كان صاحب الترجمة والأستاذ (الزبيري) حاضرَين فيه، فظنا أنهما المقصودان بهذا التهديد، فهربا معًا إلى مدينة عدن، وأسسا حركة الأحرار اليمنيين، وأنشأا (الجمعية اليمانية الكبرى)، ومطبعة (النهضة اليمنية)، وأصدرا صحيفة (صوت اليمن)، وعملا على إبراز القضية اليمنية مع مجموعة كبيرة من المناهضين للحكم الإمامي، وانضم إليهم الأمير (إبراهيم بن يحيى حميدالدين)، فكان لذلك أثر عظيم في نفوس الثوار، ووصل الزعيم الجزائري (الفضيل الورتلاني) الذي انضم إلى الثوار المناهضين لحكم الإمامة بعد أن جوبهت مقترحاته الإصلاحية بالرفض من قبل الإمام، فأثمر كلُّ ذلك عن حراك سياسي نتجت عنه ثورة (الدستور) عام 1948 التي تعين صاحب الترجمة وزيرًا للزراعة في حكومتها، وأسفرت عن قتل الإمام (يحيى بن محمد حميدالدين)، ونجاة ابنه ولي العهد (أحمد)، وقد اختلف الثوار في مدينة عدن حول الذهاب إلى مدينة تعز، فقد كان صاحب الترجمة ومعه غيره يرى التريث قليلاً، وعدم العودة إلى مدينة تعز حتى يتضح الأمر، وكان الأستاذ (الزبيري) يرى سرعة العودة، فرضخ صاحب الترجمة لرأي الأستاذ (الزبيري)، وعادوا إلى مدينة تعز، ومنها قرروا المسير إلى مدينة صنعاء، فاعتقل صاحب الترجمة في مدينة ذمار من قبل أعوان الإمام (أحمد بن يحيى حميدالدين) الذي أحكم سيطرته على الوضع، وخلف أباه القتيل في الإمامة، وسيق صاحب الترجمة ومن معه مغلولين إلى مدينة صنعاء، ومنها إلى مدينة حجة، حيث أعدم منهم هناك من أعدم، وسجن من سجن، وسيق صاحب الترجمة إلى سجنه، ولم يقتله الإمام الجديد؛ لأنه أراد أن يصطاد به زميله (الزبيري) الذي فر إلى باكستان، ثم أطلقه الإمام وعينه مشرفًا على مدرسة حجة، فكتب الأستاذ (الزبيري) قصيدته في صاحب الترجمة التي يقول فيها:
أيبعثُ نعمان من قبـــــره
وينحسر الهول عن صـــدره
تقوم الجبال على رأســــه
فتنجاب كالغيم في مــــرِّه
وينقضُّ ليث على صــدره
فيصبحُ كالأب في بـــرِّه
كأني بنعمان إذ أجمعـــتْ
خطوب الزمان على قسـره
وأنفاسه نفدت واغتـــدى
يكيل المحال إلى صـــدره
ولم يبق إلا هواء القبــور
أسود ينفخ في صــــدره
يرى رجعة الأمس أدنى من الـ
ـغد المستحيل ومن فجـره
فجاء البشير يمدُّ إليــــه
يديه فلم يستجبه ولم يـدره
وقال له: قم فلم يستبــنْ
إلى أهله أم إلى حشــره
وقد أحدث صاحب الترجمة من خلال عمله في هذه المدرسة ثورة فكرية في نفوس طلابه، فأمر الإمام (أحمد) بإغلاق المدرسة، واستدعى صاحب الترجمة إلى مدينة تعز. وشهد حركة 1375هـ/ 1955م بقيادة المقدم (أحمد الثلايا)، فسافر حينها إلى ولي العهد الأمير (محمد بن أحمد بن يحيى حميد الدين) المعروف بـ(البدر)، وأقنعه بالإفراج عن الثوار المعتقلين في سجون مدينة حجة، ثم كلفه الأمير (البدر) مع الأستاذ (أحمد الشامي) بالسفر إلى الملك (سعود بن عبدالعزيز) لطلب المناصرة لأبيه، ثم صحب هذا الأمير في سفره إلى السعودية، وإلى مصر، وألقى في محفل أقيم في مصر تكريمًا للأمير (البدر) خطبة أشاد فيها بهذا الأمير، وذكر أنه سيحقق للثوار مطالبهم، وصرح الأمير لبعض الصحف بأنه سَيُوضََعُ دستور لليمن، وأن هناك إصلاحات سياسية ستتم، ولما علم الإمام (أحمد) بذلك، غضب شديدًا، ولما دخل عليه صاحب الترجمة في مدينة تعز مع الأمير (البدر) بعد عودتهما من مصر، هددهما الإمام بالقتل، وقال لصاحب الترجمة: ٍ"أنت دمار بيت حميد الدين، وهذا هو الدستور" مشيرًا إلى السيف، فأسرها صاحب الترجمة في نفسه، وقرر الهرب، ولما حج مع الأمير (البدر) في تلك السنة، سافر إلى القاهرة، والتقى هناك بالأستاذ (الزبيري)، ومارسا نشاطهما السياسي من جديد، عبر صحيفة (صوت اليمن)، التي عادت للصدور في القاهرة، وعبر إذاعة (صوت العرب).
وبعد قيام الثورة الجمهورية في تاريخها المذكور عاد صاحب الترجمة، وزميله (الزبيري) إلى مدينة صنعاء، فاحتجا كثيرًا على بعض الممارسات الخاطئة التي يُدار بها الحكم الجمهوري، فأسسا معًا تنظيم (حزب الله)، ودعوا مع عدد من رجال اليمن إلى إقامة مؤتمر للسلام يعقد في مدينة (خمر)، فقتل الأستاذ (الزبيري)، وأقيم المؤتمر برئاسة القاضي (عبدالرحمن الإرياني).
لم يتوقف صاحب الترجمة عن إبداء معارضته لكثير من الممارسات الخاطئة التي تعرضت لها مسيرة الثورة، فنفي إلى القاهرة، ثم عاد، وقدم استقالته من رئاسة الحكومة التي كُلّف بتشكيلها تعبيرًا عن ذلك، ثم سافر إلى مصر، فاعتقلته السلطات المصرية مع عدد كبير من المسئولين اليمنيين، وزجت بهم في السجون الانفرادية، فقال صاحب الترجمة قولته المشهورة: "كنا نطالب بحرية القول، فأصبحنا نطالب بحرية البول"!
استقر بعد رحيله من اليمن مع بعض أبنائه وحفدته في مدينة جدة، وفي عام 1987 سافر إلى مدينة (جنيف) في سويسرا للعلاج والإقامة، فمكث هناك حتى توفي.
كان عالمًا فذًّا، وخطيبًا مفوهًا، وسياسيًّا محنكًا، قال عنه الدكتور (عبدالعزيز المقالح) في مقال نشر في صحيفة (الثورة) اليومية: "كان الأستاذ الجليل النعمان واحدًا من قلة قليلة في بلادنا، وربما في الوطن العربي ممن تنطبق عليهم صفة الأستاذية بأبعادها العلمية والتربوية، وما تشعه حولها من التأثير والاستنارة".
زاره الرئيس علي عبدالله صالح إلى محل إقامته في سويسرا، وقلّد عام 1995 وسام الجمهورية من الدرجة الأولى.
وفاته
ضعفت ذاكرته في سنواته الأخيرة بسبب المرض العضال الذي ألم به، وبسبب تقدم السن، وقد ألف الأستاذ (عبدالرحمن طيب بعكر) كتابًا في سيرته سماه: (ثمانون عامًا في حياة النعمان)، كما صدر كتاب آخر في أربعينيته بعنوان: (الأستاذ) جمع برقيات العزاء في وفاته، وما كتب عنه، وقصائد الرثاء التي قيلت فيه، ومنها قصيدة للشاعر (محمد عبدالواسع حميد الأصبحي) رحمه الله، يقول فيها:
لست أرثيك أنت فوق الرِّثـــاءِ
فوق شعرٍ يوحى إلى الشعراءِ
فوق ما يستطيع طرف كليـــلٌ
رام أن يجتلي بروجَ السماءِ
فأقلني من الرثاء ودع لــــي
أن أغني لقامة الكبرياءِ
رنّحتها السنون هزًّا وعصفًــا
في مهب الأنواءِ والأرزاءِ
ماانثنت، ماانحنت، وما لان عودٌ
لقناة كالصعدة السمراءِ
ومنها:
صانع النور لم يمت يا رفاقـــي
فهو حيٌّ بفكره الوضــــــــاءِ
بسجاياه موقفًا وسلوكًــــــا
بخطاه على دروب الفـــــــداءِ
بي من الأمسِ رعشة يعترينــي
هولها كلما نظرت ورائــــــي
فأرى السجن قطعةً من ظــلامٍ
وحديدٍ وعكفةٍ ودمـــــــــاءِ
وإمام له الوشاح وشــــاحٌ
قلبه قلب صخرة صمَّـــــــاءِ
وأرى رغم حالك الليلِ وجهًــا
باسمًا مثل نجمة غـــــــراءِ
ذاك وجه النعمان.. يرمي المنايا
كالحات بنظرة استعــــــلاءِ
لا يبالي إن ظل رهن قيـــود
جائرات أو صار في الشهـــداءِ
عُرف من أبنائه (محمد أحمد النعمان) قتل في بيروت في حياة أبيه، (عبدالرحمن أحمد النعمان) أسس بعد قيام الوحدة اليمنية عام 1410هـ/ 1990م حزبا باسم (حزب الأحرار الدستوري)، وأصدر صحيفة باسم (صوت اليمن)، وتوفي بعد أبيه، (فوزية أحمد النعمان) رئيسة اتحاد نساء اليمن سابقًا.
من شعره قصيدة بعنوان (في جامع قرطبة) يقول فيها:
يا ملهم الشعراء بالأحلامِ
أفرغ سحابك في فؤادي الظامي
ودع البيان يفيض في جنباته
والفكر يسبح في خيال طامِ
إنِّي أعيش اليوم أسعد لحظة
في قمة التاريخ والإسلامِ
في ساحة الحمراء في غرناطة الــ
ـفيحاء حيث منابع الإلهامِ
وقف الرئيس على ذراها خاشعًا
علمًا على علم من الأعلامِ
والكلُّ منّا حوله في رهبةٍ
والصمت يطوينا بدون كلامِ
وإذا صدى التاريخ يقرع سمعنا
متسائلاً عمّا ورا الآكامِ
متجاهلاً أشجاننا ومعاتبًا
يلقي السؤال مشبعًا بكلامِ
ماذا أتي بك يا ابن يحيى هاهنا
تبكي الطلول بلوعة وهيامِ
وتذيب نفسك حسرة وتفجعًـا
مما جنته سوالف الأيامِ
أفلا اكتفيت بما اكتويت من الأسى
والحزن والأهوال والأسقامِ
وبما لقيت من الطغاة جميعهم
من أسر طاغية وسجن إمامِ
ومشاكل الحكم التي واجهتها
والحرب بين ضراوة وضـرامِ
وشعوب يعرب كلُّها في محنة
من فرقة الرؤساء والحكامِ
وشيوخها وكهولها وشبابها
قادوا النفوس إلى الهوى بزمامِ
متقاطعين تدابروا واستهتروا
بأواصر القربى وبالأرحـامِ
وعدوّهم يحتل أقدس أرضهم
متوغلاً في القتل والإجرامِ
وهم حيارى مبلسون كأنهم
بقر عجاف أو قطيع سوامِ
جمرت مشاعرهم فلم تنهض بهم
همم ولا قدم من الأقدامِ
قل لي بربك هل هناك بقية
تبكي الطلول بها بقلب دامي؟
أصغى الرئيس بسمعه وبقلبه
وأجاب مختنقًا من الآلامِ
إني أتيت وملء نفسي لهفة
لأعيش ذكرى مجدنا المترامي
وأبث أشجان العروبة كلِّها
مقرونة بالحُبّ والإعظامِ
وأرى المساجد والقصور وما بدا
من شامخ يزهو على الأجرامِ
وروائع الفنّ الجميل وما حـوت
تلك المتاحف من بديع نظامِ
وحدائق غلبٌ على أطرافها الـ
أشجار في نسق وفي إحكامِ
والماء يجري سلسبيلاً تحتها
والطير يرسل أعذب الأنغامِ
أستلهم الوثبات من تاريخنا
وحوافز العزمات والإقدامِ
كيما نعود مبشرين لقومنا
أو منذرين لهم بسوء ختمِ
فعساهم أن يرجعوا لعقولهم
مسترجعين بها أعزّ مقامِ
ويطهّروا أوطانهم وشعوبهم
من كلِّ فكرٍ مفسد هدّامِ
ومنظمات للخراب تثيرها الــ
أحقاد ضدّ مبادئ الإسلامِ
ويقودها نفرٌ كأنَّ نفوسهم
وكر لإجرامٍ وغاب ظلامِ
اتخذوا شعارات التقدم خدعةً
واسترسلوا في الغيّ والآثامِ
واستنكروا في الجهل كلّ مخرب
بدمار عمران وهدم نظامِ
نكبت بهم كلُّ الشعوب فلم تعد
تحيا وتنعم لحظة بسلامِ
ويعود ثانية صدى تاريخنا
كمذكر لرئيسنا المقدامِ
ويهزُّ في أعماقنا ذكرى الألى
شادوا العلا برئاسة وحسامِ
ويقولها عظَّة ودرسًا نافعًا
ومبدِّدًا للشك والأوهامِ:
إن لم يوحِّد قومكم أهدافهم
وصفوفهم بالعزم والإقدامِ
ويؤكِّدوا للعالمين وجودهم
بتكتُّلٍ حقًّا وصدق وئامِ
ويجددوا الدِّين الحنيف بقوةٍ
فيعود رونقه بدون قتامِ
مناصب
مدير المعارف بتعز، 1941
وزيراً للزراعة، 1948
مستشاراً سياسياً لولي عهد اليمن محمد البدر، 1955
مستشاراً عاماً للمعارف، 1955
رئيس الاتحاد اليمني بالقاهرة، 1955-1962
وزير الحكم المحلي
مندوب اليمن الدائم لدى الجامعة العربية، 1963-1964
رئيس مجلس الشورى، (1964)
رئيس مجلس الوزراء(1965،1971)
عضو المجلس الجمهوري، (1965،1967،1970،1973)
مستشار المجلس الجمهوري 1972-1973
عضو المكتب السياسي للاتحاد اليمني.1973-1974
أعماله
الأنة الأولى 1937
اليمن الخضراء. 1939
فقيد اليمن أحمد بن عبد الملك 1952
مال القضية اليمنية. 1955
أهداف الأحرار. 1956
مطالب الشعب. 1956
كيف نفهم قضية اليمن. 1957
إنهيار الرجعية في اليمن 1957
إلى المناضلين في اليمن. 1958
فلنثبت وجودنا أولاً. 1958
إلى أبناء اليمن في الوطن والمهجر. 1960
كلية بلقيس قلعة تقدمية. 1960
بلقيس منار المستقبل. 1962
لهذا استقلنا. 1964
أين العهود والمواثيق وأين ذهبت لجان التحقيق؟. 1965
لنعتمد على أنفسنا. 1971
مجموعة خطب إذاعية مسجلة.
مقالات وأحاديث وتصريحات منشورة في عدد من الصحف والمجلات اليمنية، العربية والدولية ( الثورة، الوحدة، النهار، الصياد، الأهرام، أكتوبر، الحوادث، الشرق الأوسط، المدينة المنورة وغيرها) عن الشأن اليمني والأحداث العربية المهمة.
مذكراته
الرجل قد ترك رواية شفهية سجلها عام 1969 لدى مركز الدراسات العربية والشرق أوسطية، التابع للجامعة الأمريكية في بيروت، مشترطا أن لا تنشر إلا بعد رحيله. وحينما رحل النعمان عن عالمنا ظهرت تلك المذكرات في كتاب بعنوان «مذكرات أحمد محمد النعمان»، ومما يؤسف له أن الكتاب لم يرتق إلى قامة النعمان، فلم يكلف المحقق نفسه عناء تبويب الكتاب، وتوثيق معلوماته بمقارنتها بالكتب التي كتبها مجايلوه عن نفس المرحلة، أمثال: الجزيلان، والأشول، والبيضاني، وغيرهم. كما خلا الكتاب من الفهرسة والتعريف العلمي بصاحب المذكرات، فضلا عن أن مادة الكتاب عرضت عرضا حواريا، وكان السائل يفتقر إلى الحد الأدنى من المعلومات عن الشخصية التي يحاورها، فامتلأ الكتاب بالأسئلة السطحية الساذجة مثل: (ما هو القات؟)، و(متى تأكلون في الصباح؟)، و(هل أنت الولد الأول لأبيك؟) وغير ذلك من الأسئلة الساذجة التي أضاعت الفرصة التاريخية التي أتيحت لاستخراج ذكريات تلك الشخصية الثرية، وزاد الطين بلة تلك الطباعة التجارية الرخيصة التي ظهر بها الكتاب من قبل ناشره (مكتبة مدبولي).[2]
الأستاذ (كتاب الأربعين بعد وفاته صدر في طبعتين بصنعاء وبيروت)
مقالات كثيرة لأشهر وأبرز السياسيين والأدباء والمفكرين اليمنيين العرب في مختلف مراحل حياته تشير إلى نشاطه السياسي الإنساني والفكري الوطني والثقافي التنويري. ولا يخلو كتاب من كتب تاريخ اليمن المعاصر بأي لغة من اللغات الحية إلا ويرد فيه ذكر الأستاذ النعمان لما كان له من دور مؤثر في الحياة السياسية اليمنية طوال ثلثي قرن.