أحمد المريض
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
نسبه
هو أحمد بن علي بن محمد بن أحمد المريٌض زعيم قبائل ترهونة ولد في سنة 1875م وهو من قبيلة العواسى بترهونة التابعة لربع أولاد مسلٌم ، ويرجع نسب العواسى إلى بني فزارة من بني غطفان.
عائلته
من أعرق العائلات الليبية التي اشتهرت بجهادها ونضالها ضد مختلف أنواع الظلم والطغيان على مر السنين، منها:
1-أحمد المريض الأول قام بالثورة في العهد العثماني الأول سنة 1609 (1672م) وأُصيب في فخده في احدى المعارك وأسر وشنق في السرايا.
2- محمد بن أحمد المريض قام بالثورة انتقاما لوالده فقتل في المعركة.
3- عبد الهادي المريض أحد قادة الثوار في بداية العهد العثماني الثاني، وقد تم اسره ونفيه إلى سجن في مدينة طرابزون التركية رفقة غومة المحمودي ونائبه ميلود بن شقرون والمرموري السبعي.
4- علي بن محمد بن أحمد المريض وهو من الناجين من المذبحة آل المريض بعد أن أمر الوالي العثماني بالإنتقام من هذة العائلة وقتل جميع الذكور فيها حتى كادت أن تُباد، فقامت زوجة محمد بن احمد المريض باخفاء ابنها علي في ثوب فتاة، ثم ذهبت به إلى مدينة مصراتة حيث استقبلتها عائلة المنتصر حيث تربى ونشأ إلي ان رجع الي مدينة ترهونة وحصل على لقب شيخ قبيلة وقائمقام.
5- الطاهر بك المريض ابن احمد المريٌض الثاني من قيادات الحركة الوطنية واحد مؤسسي ثاني حزب سياسي في طرابلس وهو الجبهة الوطنية المتحدة ،الذي كان تاسيسه كرد فعل مباشر علي تصريح ايرنست بيرنين وزير الخارجية البريطاني أثناء انعقاد مؤتمر الدول الاربعة الكبرى سنة 1946م والذي فشل في تحديد مصير المستعمرات الإيطالية منها ليبيا، وكان الطاهر بك المريٌض أحد رؤساء الوفد الطرابلسي الي القاهرة لتوحيد طرابلس وبرقة سنة 1946/6م م وأحد الاعضاء الاثنى عشر للمجلس الاستشاري الاعلي لامارة برقة طربلس الغرب سنة1941 1947 والذي كان يختص بكافة شؤون برقة وطرابلس، الغرب ولكنه انسحب منه لرفضه للانتداب البريطاني الذي كانت تريده الملكية السنوسية.
6- سالم المريض أحد اعضاء الجمعية الوطنية الدستورية مجموعة الستين المكلفة باعداد الدستور الليبي قبل الاستقلال وعضوا في ثاني حزب في طرابلس وهو الجبهة الوطنية المتحدة ونصب محافظا على طرابلس والزاوية والخمس.
7- عبد السلام المريٌض قائمقام ترهونة 1944 و1950 فكان أحد قادة المجاهدين في معركة ترهونة التي تعرف با[الشقيقة] في 18 يونيو 1915م كما قاد المجاهدين في معركة الأكوام رغم قلة عددهم وسقط فيها أكثر من 200 شهيد وقد كان عضوا في أول حزب في طرابلس الغرب وهو الحزب الوطني الطرابلسي سنة 1946/8 كما كان أحد الأعيان الذين حضروا مؤتمر مسلاتة الذي تم فيه الاتفاق على تأسيس الجمهورية الطرابلسية وأحد الشخصيات المهمة فيها.
موقفه من الاحتلال الايطالي
لبى الرجل نداء الواجب وأبى اٍلا أن يسير علي نهج أجداده في الجهاد والمقاومة فأعلن النفير العام بين قبائله التي حرضها على الجهاد وقادها في العديد من المعارك بنفسه مثل معركة سيدي السائح ـ فم ملغة ـ وادي وايف ومعركة الشقيقة المنسية التي تكبدت فيها القوات الإيطالية هزائم ثقيلة وقتل فيها الكولونيل[بيليا]وقاد مجاهدي ترهونة ومسلٌاتة في معارك[طريق الشط ـ عين زارة ـ بئر ترفاس] رفقة قائد مجاهدي تاجوراء علي تنتوش ولكنٌ فارق التسليح حسم المعارك واحتلت إيطاليا طرابلس.
وعندما أعلمه سليمان الباروني بحدوث نقص في المجاهدين والعتاد في جبهة القتال الغربية العجيلات سارع وبادر بتعضيد ثورة المقاومة في تلك المنطقة.
وبعد اجتماع قادة المجاهدين في جامع المجابرة بمدينة مسلاتة 16 نوفمبر 1918 تم الاتفاق علي تاسيس أول جمهورية عربية وهي الجمهورية الطرابلسية واختير احمد بك المريٌض ليكون أحد الرؤساءالاربعة للجمهورية الطرابلسية {الحكومة الوطنية لطرابلس الغرب} وفي فترة النضال السياسي اختير ليكون رئيساً لمجلس شورى الجمهورية (1918-1923) ولاجادته اللغة الإيطالية وكذلك فنون التفاوض تولٌى الرئاسة العامة لحزب الإصلاح الوطني 30 سبتمبر 1919 م وأنشئت جريدة اللواء الطرابلسي لتكون لسان حال الحزب. ولدماثة الخلق ورزانة التفكير انتخبه المجاهدون بالاجماع لتولى رئاسة مؤتمر غريان 1920 م ورئاسة هيئة الاصلاح المركزية لاعادة توحيد الصف وللتفاوض مع الإيطاليٌين ومطالبتهم بتطبيق نصوص القانون الأساسي قالت عنه المصادر الإيطالية مفاوض صعب لايلين ولا يهادن الا إذا كان الموضوع في صالح وطنه ليبيا اتٌبع في قتاله لنا تكتيكا يجهله الإيطاليين وهو الكر والفر.
وبعد مقتل المجاهد رمضان السويحلي في بني وليد قاوم المجاهد أحمد المريٌض إلى النهاية رغم خيانة عدد كبير من القيادات المقاومة للاستعمار الإيطالي وتسليمهم لمناطقهم وضغطهم عليه للاستسلام، ولكنه اختار القتال حتى النهاية علي خيانة بلده.
شخصه ووضعه الاجتماعي
كان مثالاً حياً لحسن الأخلاق والتعامل وهو مثقف ثقافة دينية ودنيوية ويتحدث اللغة الإيطالية، حفظ القران الكريم بالكتاتيب في ترهونة كما اتقن اللغة العربية بلاغة وضبطا وعُرِفَ بحسن الخط كتابةً ورسماً.
أما وضعه الاجتماعي فهو متزوج وله من الأولاد اثنان الطاهر والمهدي، من عائلة ثرية كانت تمتلك مساحات شاسعة من الأراضي في ترهونة ولكن جميع أملاكهم صُودِرَتْ إبان الاحتلال الإيطالي، ورغم أنه قد وصل إلى أعلى المراكز عندما انتُخِب ليكون أحد الرؤساء الأربعة للجمهورية الطرابلسية إلا أنه ظل على سجيته مختلطا بأبناء شعبه يقاسمهم العيش ولا يقبل لأي كائن أن يزاول أي نوع من الضغط عليهم، لذلك كانت له مكانة بين جميع سكان ترهونة.
هجرته ووفاته
هاجر إلى المنفي بمصر بعد احتلال ترهونة مع بعض عائلات المجاهدين بعد أن حكم عليه بالإعدام غِيابياً في ليبيا وشارك بالعمل الوطني بالمنفى آخرها مؤتمر الإسكندرية في سنة 1939م وعمل بالتجارة في منطقة الفيوم بعد هجرته وإقامته بها في سنة 1924م إلي أن توفي في سنة 1940م.