أحداث 7 أيار/مايو

نزاع لبنان 2008
Map of Lebanon.png
خريطة لبنان
التاريخ7 مايو 2008-14 مايو 2008 (المرحلة الرئيسية ، اشتباكات متفرقة استمرت حتى يوليو)
الموقع
النتيجة انتصار تحالف 8 مارس اتفاق الدوحة (2008)
المتحاربون

تحالف 14 مارس

لبنانالجمهورية العربية المتحدة تحالف 8 مارس

القادة والزعماء
سعد الحريري
وليد جنبلاط
حسن نصرالله
نبيه بري
الضحايا والخسائر
Estimated 70 to 110 fatalities

كان نزاع لبنان عام 2008 (أو اشتباكات 7 مايو 2008 ) عبارة عن نزاع قصير (غزو بيروت من قبل الميليشيات المسلحة) داخل الدولة في مايو 2008 في لبنان بين الميليشيات الموالية للحكومة والمعارضة بعد 18 شهرًا. تصاعدت الأزمة السياسية وخرجت عن نطاق السيطرة ، واندلعت كلا الجانبين في قتال على أسس طائفية.[1]

اندلع القتال بين الميليشيات الموالية للحكومة والمعارضة المنتسبة على التوالي إلى تيار المستقبل والحزب التقدمي الاشتراكي من جهة ، وحزب الله ، وحركة أمل ، والحزب القومي الديمقراطي ، والحزب الديمقراطي الليبرالي والحزب الديمقراطي العربي من جهة أخرى ، بسبب تحرك حكومي لإغلاق حزب الله شبكة الاتصالات السلكية واللاسلكية وعزل رئيس الأمن في مطار بيروت بعد اكتشاف كاميرا خفية يتم التحكم فيها عن بعد تراقب أحد مدارج المطار وعلاقاته المزعومة بحزب الله.

وقعت الاشتباكات لأول مرة في 7 مايو بعد أن طغت قرارات الحكومة على إضراب عام دعا إليه اتحاد النقابات في البلاد للمطالبة برفع الأجور واستنكار ارتفاع أسعار المستهلكين ، وتصاعدت إلى عنف منخفض المستوى بين المتظاهرين الموالين للحكومة والمعارضة. تصاعد العنف بشدة في صباح اليوم التالي في 8 مايو بعد خطاب متلفز لزعيم حزب الله حسن نصر الله. ورد نصرالله في خطابه على قرار الحكومة إعلان عدم شرعية شبكة الاتصالات التابعة للتنظيم ووصفها بأنها إعلان حرب على التنظيم ، وبعد فترة وجيزة اندلع القتال بين الميليشيات الموالية للحكومة والمعارضة في بيروت.

في غضون يومين ، سيطر مقاتلو المعارضة بقيادة حزب الله على عدة أحياء في بيروت الغربية من ميليشيات تيار المستقبل الموالية للحكومة. [2] في الأيام التالية ، امتد القتال بين الميليشيات الموالية للحكومة والمعارضة إلى أجزاء أخرى من البلاد مع اشتباكات كبيرة في منطقة عاليه وطرابلس.في 15 مايو ، أدى تدخل من جامعة الدول العربية إلى وقف فوري للأعمال العدائية وتعهد الأطراف المتحاربة بإرسال مبعوثين إلى الدوحة من أجل عملية وساطة. [3][4][5][6] وقد أدى اتفاق الدوحة ، الذي تم التوصل إليه في 21 مايو 2008 ، إلى إنهاء الخلاف السياسي الذي دام 18 شهرًا والذي اندلع في قتال وكاد يقود البلاد إلى حرب أهلية جديدة.[2][7]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

الأسباب

مدرعة M113 في بيروت خلال الاضطرابات عام 2008.
  • صدور بيان أول عن الحكومة اللبنانية جاء فيه أن مجلس الوزراء قرر اعتبار "شبكة الاتصالات الهاتفية التي أقامها حزب الله غير شرعية وغير قانونية وتشكل اعتداء على سيادة الدولة والمال العام". وقررت إطلاق الملاحقات الجزائية ضد جميع الأفراد والهيئات والشركات والأحزاب والجهات التي تثبت مسؤوليتها في مد هذه الشبكة. مشيرة إلى وجود دور إيراني على هذا الصعيد.[8]
  • صدور بيان ثاني عن الحكومة اللبنانية قررت فيه إقالة قائد جهاز أمن مطار بيروت الدولي العميد (وفيق شقير) من منصبه، وإعادته إلى ملاك الجيش. وذلك بعد بحث قامت به الحكومة اللبنانية في الاتهامات التي وجهها النائب (وليد جنبلاط) أحد أقطاب تحالف 14 آذار ضد حزب الله على خلفية قيامه "بمراقبة مطار بيروت الدولي بواسطة كاميرات خاصة". ودعوته إلى إقالة رئيس جهاز أمن المطار كونه مقربا من حزب الله.[8]


تفاصيل الأحداث

أعلام الحزب السوري القومي الاجتماعي مرفوعة في بيروت خلال الأحداث.

أصدر مجلس الوزراء القرارين في الوقت الذي كانت تعتبر فيه حكومته "غير شرعية" من قبل المعارضة لخروجها عن ميثاق العيش المشترك الذي كفله الدستور وذلك لكون الطائفة الشيعية غير ممثلة في الحكومة باستقالة وزرائها احتجاجاً على عدد من التصرفات التي قامت بها الحكومة أثناء وبعد حرب تموز اعتبرتها المقاومة "تصب في صالح إسرائيل" ، وعدم وجود أي تمثيل وزاري لأكبر كتلة نيابية مسيحية والتي يتزعمها (ميشال عون)، فكان صدور القرارين بمثابة محاولة من حكومة (السنيورة) لإثبات شرعيتها.[بحاجة لمصدر]

كما يأتي كذلك صدور القرارين في الوقت الذي اتهمت فيه المعارضة وعلى رأسها حزب الله فريق تحالف 14 آذار الموالي للحكومة بإنشاء "ميليشيات مسلحة" باسم شركات أمنية خاصة، ظاهرها حماية شخصيات سياسية لكن حجمها وتسليحها يدلان على أن لها أهداف سياسية وبخاصة "مواجهة المقاومة".[9]

تفاصيل أحداث القرار الأول

بعد اجتماع دام أكثر من ثماني ساعات ليلاً، صدر بيان عن الحكومة اللبنانية جاء فيه أن مجلس الوزراء قرر اعتبار "شبكة الاتصالات الهاتفية التي أقامها حزب الله غير شرعية وغير قانونية وتشكل اعتداء على سيادة الدولة والمال العام". وأعلنت الحكومة في البيان الذي تلاه وزير الإعلام (غازي العريضي) ، إطلاق الملاحقات الجزائية ضد جميع الأفراد والهيئات والشركات والأحزاب والجهات التي تثبت مسؤوليتها في مد هذه الشبكة.[10]

ورفضت الحكومة مبررات حزب الله التي تقول إن إقامة هذه الشبكة يندرج في إطار حماية الحزب وربطها بسلاحه وبهدف التشويش على الأجهزة الإسرائيلية. وأكد (العريضي) أن الحكومة اللبنانية مستعدة لتزويد الجامعة العربية بكافة الوثائق ذات الصلة بهذه المسألة وبالدور الذي تقوم به هيئات إيرانية على هذا الصعيد. ويأتي هذا القرار في أعقاب تصاعد التصريحات الإعلامية من أقطاب الأكثرية النيابية عن شبكة اتصالات تابعة لحزب الله في عدد من المناطق اللبنانية بموازاة شبكة الاتصالات التابعة للدولة. ورد نائب الأمين العام لحزب الله (نعيم قاسم) على هذه التصريحات بقوله إن شبكة الاتصالات هي "توأم لسلاح المقاومة وجزء من الحماية الخاصة بحزب الله".[8]

تفاصيل أحداث القرار الثاني

بحثت الحكومة اللبنانية في الاتهامات التي وجهها النائب (وليد جنبلاط) أحد أقطاب الأكثرية النيابية ضد حزب الله على خلفية قيامه بمراقبة مطار بيروت الدولي بواسطة كاميرات خاصة. وكان النائب جنبلاط قد دعا إلى طرد سفير إيران ومنع طيرانها من الهبوط في مطار بيروت، متهما حزب الله "بتلقي شحنات من الأسلحة عن طريق المطار" الواقع في الضاحية الجنوبية معقل الحزب.[11]

واتهم أيضاً جنبلاط حزب الله بوضع الكاميرات "لمراقبة الوافدين في المطار" وتحديدا قادة الأكثرية النيابية أو مسؤولين أجانب، كما دعا إلى إقالة رئيس جهاز أمن المطار العميد (وفيق شقير) كونه مقربا من حزب الله. وكان نائب حزب الله في البرلمان اللبناني (حسن فضل الله) أكد في تصريحات له أن "كل هذه الاتهامات تنطلق من دوافع سياسية ولا ترتبط بأي مسألة قانونية أو أمنية" ، مشددا على أن الحزب لن يتعاون مع القضاء إذا ما تبنى موقف النائب جنبلاط.[8]

يشار إلى أن المدعي العام (سعيد ميرزا) أمر بفتح تحقيق بهذه الاتهامات بعد تسلمه مستندات من وزارتي الدفاع والداخلية حول قيام حزب الله بوضع كاميرات لمراقبة مطار بيروت الدولي. كذلك نقلت وكالة (أسوشيتد برس) عن مسوؤلين في القضاء اللبناني (طلبوا عدم الكشف عن أسمائهم) قولهم إن المدعي العسكري (سامي صدر) بدأ فعليا التحقيق مع بعض الشهود على ذمة القضية.[8]

ردود الفعل (السياسية) بعد صدور القرارات

قام حزب الله بإبلاغ المعنيين أن "أي محاولة للتعرض لهذه الشبكة سوف تواجه بمقاومة شرسة من الحزب الذي سيتعامل مع المتعرضين للشبكة على أنهم من عملاء إسرائيل". كما تحدث نائب أمين عام الحزب (نعيم قاسم) قائلا أن "الاتصالات لشبكة المقاومة توأم سلاح المقاومة، ومن يوجه سهامه للاتصالات يعنِ أنه يوجه سهامه للسلاح، ويريد أن يقول لا تقاتلوا إسرائيل". كما انتقد (قاسم) التقرير الذي رفعه الوزير (مروان حمادة) بشأن شبكة اتصالات الحزب إلى مجلس الوزراء، وقال إن تقريرا مبنيا على "الإمكانية" و"المحتمل" و"ربما" و"يمكن يصير"، هو تقرير يفتقر إلى المصداقية.[12] كما اعتبر أمينه العام (حسن نصر الله) تفكيك شبكة اتصالات حزب الله بمثابة "إعلان حرب" مما وصفها بـ"حكومة جنبلاط" على الحزب والمقاومة "لمصلحة أمريكا وإسرائيل".[13]

واعتبر رئيس مجلس النواب (نبيه بري) قرار إقالة العميد (وفيق شقير) بأنه خطوة "تعني ملامسة المحرمات، وليس فقط الخطوط الحمر"، كما أن (بري) أبلغ رئيس الحكومة (فؤاد السنيورة) رسالة "شديدة اللهجة" باسمه وباسم الأمين العام لحزب الله السيد (حسن نصرالله)، ورئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ (عبد الأمير قبلان)، يحذره فيها من عواقب المس بموقع العميد (شقير) في المديرية العامة لأمن المطار.[14]

واعتبرت المعارضة أن الحكومة وبخاصة رئيسها (فؤاد السنيورة) "تبنت للمرة الأولى في تاريخ حكومات ما بعد اتفاق الطائف موقفا غريبا لناحية اعتبار إجراءات المقاومة الأمنية بمثابة اعتداء على أمن الدولة". وأشارت إلى أن الحكومة قد رفعت "سقف المواجهة السياسية الداخلية بقرار إقالة قائد جهاز أمن المطار العميد (وفيق شقير) من منصبه، ما سيدفع قوى المعارضة ولا سيما حركة أمل وحزب الله إلى الرد".[15]

كما هددت قوى المعارضة بالرد على القرارات التي إتخذتها الحكومة باللجوء إلى "خطوات مقابلة تضع البلاد أمام وضع عصيب". كما أشارت مصادر مقربة من المعارضة قولها أنه "قد لا يكون من المبالغة قراءة مقدمات لفوضى قادمة تعم البلاد".[16]

النتائج

  • مقتل 71 شخصا من كلا الجانبين.[17]
  • دمار في ممتلكات بعض المناطق.
  • نشوء حالات توتر وصدامات مسلحة بين أنصار من كلا فريقي الموالاة والمعارضة خاصة في الشمال والبقاع اللبنانيين.
  • سحبت الحكومة اللبنانية القرارين الصادرين عنها.
  • اجتماع الفرقاء اللبنانين في الدوحة والخروج باتفاق أنهى الأزمة السياسية اللبنانية والذي سمى باتفاق الدوحة.[18]
  • إنهاء المعارضة لاعتصامها في ساحة رياض الصلح .
  • انتخاب المرشح التوافقي العماد (ميشال سليمان) رئيسا للجمهورية اللبنانية.
  • تشكيل حكومة وحدة وطنية من 30 وزيرا توزع على 16 للموالاة و11 للمعارضة و3 للرئيس، وتتعهد كافة الأطراف بمقتضى هذا الاتفاق بعدم الاستقالة أو إعاقة عمل الحكومة.
  • الاتفاق على قانون انتخابي يرضي جميع الأطراف، ومناقشة البرلمان اللبناني "للبنود الإصلاحية" الواردة في اقتراح القانون الذي أعدته اللجنة الوطنية اللبنانية.
  • قام نوع من أنواع التهدئة المتبادلة (سياسياً وإعلامياً) فيما بين الموالاة والمعارضة، والذي كان التوتر بينهم مستمر منذ 18 شهراً.

انظر أيضا

انظر ايضا

المصادر

  1. ^ "Violence escalates between Sunni and Shia in Beirut | Lebanon | The Guardian". amp.theguardian.com. Retrieved 2020-12-08.
  2. ^ أ ب Arsan, Andrew (2018). Lebanon: a country in fragments. London: C. Hurst & Co. pp. 76–77. ISBN 978-1-78738-365-4. OCLC 1127917942.
  3. ^ Knudsen, Are (2012). Knudsen & Kerr (ed.). Lebanon : after the Cedar Revolution. London: C. Hurst & Co. pp. 224–226. ISBN 978-0-19-934296-9. OCLC 855977558.
  4. ^ Hirst, David (2010). Beware of small states : Lebanon, battleground of the Middle East. New York: Nation Books. ISBN 978-0-7867-4441-1. OCLC 604621609.
  5. ^ Knudsen, Are; Kerr, Michael (2012). Knudsen & Kerr (ed.). Lebanon : after the Cedar Revolution. London: C. Hurst & Co. pp. 6–8. ISBN 978-0-19-934296-9. OCLC 855977558.
  6. ^ "Lebanon: Hizbollah's Weapons Turn Inward". International Crisis Group. 15 May 2008. Retrieved 19 May 2020.
  7. ^ Shadid, Anthony (Washington Post) (2006-12-15). "In Lebanon, Saniora stiffens his resistance / Prime minister rallies his backers, mostly Sunnis, against Hezbollah and its allies". SF Gate. Retrieved 2020-05-01.
  8. ^ أ ب ت ث ج الجزيرة نت: الحكومة اللبنانية تهاجم شبكة اتصالات حزب الله. Archived 2011-05-28 at the Wayback Machine
  9. ^ السيد نصر الله: أعلن 7 ايار يوماً مجيداً من أيام المقاومة. <span title=" منذ خطأ: زمن غير صحيح." style="white-space: nowrap;">[وصلة مكسورة] Archived 2009-05-18 at the Wayback Machine
  10. ^ لبنان الآن: قرارات مفصلية لمجلس الوزراء. Archived 2016-03-11 at the Wayback Machine
  11. ^ جنبلاط يتهم حزب الله بمراقبة المطار ويستبعد انتخاب الرئيس. Archived 2010-09-09 at the Wayback Machine
  12. ^ حزب الله يعتبر المعتدي على شبكة اتصالاته عميلا لإسرائيل. Archived 2008-05-08 at the Wayback Machine
  13. ^ موقع إسلام أون لاين نصر الله: "حكومة جنبلاط" أعلنت حربا على المقاومة. Archived 2008-09-22 at the Wayback Machine
  14. ^ نواف الموسوي: إقالة شقير لن تمر مرور الكرام. Archived 2016-03-14 at the Wayback Machine [وصلة مكسورة]
  15. ^ "الحكومة تدفع نحو الانفجار".
  16. ^ حزب الله: إقالة رئيس جهاز أمن مطار بيروت "تجاوز للخطوط الحمراء".<span title=" منذ خطأ: زمن غير صحيح." style="white-space: nowrap;">[وصلة مكسورة]
  17. ^ ثقرير منظمة هيومن رايتس لبنان: لا محاسبة على القتل بعد انقضاء عام. Archived 2013-07-02 at the Wayback Machine
  18. ^ موقع الجزيرة نت أبرز نقاط اتفاق الدوحة لحل الأزمة اللبنانية. Archived 2011-01-23 at the Wayback Machine

قراءات اضافية


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وصلات خارجية