أبو الزلف هو من أنواع الزجل أي الشعر الغنائي التراثي الشعبي المنتشر التي له مكانة مرموقة في الغناء الشعبي الشاميواللبناني على وجه الخصوص. ويردده العامة في كل مناسبة مثل الفرح والسمر والأنس.
أصل التسمية
الذّلف هو صغر الأنف واستواء الأرنبة كما ورد في الصحاح والذلفاء هي الحسناء الجميلة وابو الذلف هو الشاب الوسيم، ويقال أن هذه الأغنية ظهرت على قبور البرامكة، بلسان جواريهم اللائي كن يندبنهم، بعد أن نكبهم الخليفة هارون الرشيد. وكانت دنانير أوفى جواريهم إذ آلت على نفسها الا تغني أمام هارون الرشيد بعد مقتل سيدها يحي بن خالد البرمكي، وأقامت على الوفاء لمولاها إلى أن ماتت.
ويقال أن أصل التسمية هو "السالف" الذي كان يتميز به أهل الكتاب (من المسيحيين واليهود) الذين كانوا مجبرين على إطالة سوالفهم لتمييزهم عن المسلمين. وكانوا أكثر انفتاحاً على الغناء (الدليل أن أكثر المناطق التي انتشر فيها الغناء والفنون في الشرق الأوسط كانت في لبنان). وكانت هذه التأوهات تعكس الانزعاج الذي كان يسببه كونهم مواطنين من الدرجة الثانية في الامبراطورية العثمانية.
أسلوبها
يأتي "أبو الزلف" على وزن المزدوج الذي يتألف من 13 مقطع صوتي – 7 حركات في الشطر الأول و6 حركات في الشطر الثاني، وطريقته: مطلع ودور، أما المطلع فيتألف من بيتين يكون البيت الأول فيه: "هيهات يا بو الزلف عيني يا موليا" ويكون صدر البيت الثاني حر القافية ويعود عجزه إلى قافية البيت الأول. أما الدور يتألف من أربعة أبيات قوافي صدورها واحدة قوافي اعجازها واحدة ما عدا الشطر الأخير إذ يعود إلى قافية المطلع.