أبو الخير نجيب
أحمد أبو الخير نجيب (ت. 7 أبريل 1983) صحفي مصري حر. أصدر مجلات "الجمهور المصري" في الفترة من 1951 : 1954م ورأس تحريرها. كما أصدر "مسامرات الجيب" التي كان يكتب فيها يوسف السباعي.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مع إسماعيل صدقي
عندما كان "أبو الخير" محررا فى "الأهرام" ذهب لمقابلة رئيس الوزراء إسماعيل صدقى، ولما طال الانتظار وتجاوز ثلاثة أرباع الساعة، وكان ذلك فوق احتمال "أبو الخير" الذى ذهب إلى جريدة الأهرام ودخل مكتب رئيس التحرير أنطون الجميل باشا، وصمم على استقالته إذا لم يسمح له بالرد على إهانة "رئيس الوزراء"، وانعقد مجلس إدارة "الأهرام" وانتهى بعدم نشر أى شىء أو أى خبر أو أى صورة أو أى تعليق أو أى مقال عن إسماعيل صدقى، واستمر ذلك شهراً كاملاً، مما أفقد رئيس الوزراء الصبر واضطره للذهاب لـ"الأهرام" ليعتذر لـ"أبو الخير نجيب".
وفي يناير 1948، كان أبو الخير نجيب رئيساً لتحرير جريدة "النداء" التي أصدرها يس سراج الدين.
مع الملك فاروق
هاجم الملك فاروق فسجن بضعة أيام ثم أفرج عنه ... وهاجم بعد ذلك مجلس قيادة الثورة فكان جزاءه حكما بالاشغال الشاقة المؤبدة؟!
في 6 يناير 1948 كتب أبو الخير نجيب مقاله الأسبوعي بالأهرام تحت عنوان (التيجان الهاوية) تعليقا على خبر نشرته جريدة الأهرام قالت فيه : إن ميهايل ملك رومانيا قد تنازل عن العرش.
كتب أبو الخير نجيب يوجه رسالة مباشرة إلى الملك فاروق قال فيها :-
اهتزت الجهات المسئولة لهذا المقال وعلى رأسها الملك فاروق وطلب استدعاء أبو الخير نجيب وقام البوليس بمصادرة نسخ جريدة النداء، وعرض أبو الخير على نيابة الصحافة وتم حبسه ثم أفرج القضاء عنه لكن السلطات لم تفرج عنه حتى تدخل النقراشي باشا وهدد وزير العدل بالاستقالة فأفرج عنه. وهدد النقراشى القصر بأنه لو لم تحل مشكلة أبو الخير نجيب ويتم الإفراح عنه فسوف تقدم الحكومة استقالتها. ولما استدعى النائب العام "أبو الخير" من الحبس
- وقال له: مبروك لقد قررنا الإفراج عنك بلا ضمان، بشرط أن تعدنى وعد شرف بوقف نشر مقالات فيها هذه الحدة
- فرد عليه "أبو الخير": سيدى.. أنا لا أقبل المساومة على حريتى.
ليقوم بعد ذلك بإصدار جريدة الجمهور المصري.
الغرفة 8
استمر أبو الخير نجيب فى مهاجمة أعداء الوطن من الفاسدين والاحتلال الأجنبى وكون "الغرفة 8" فى جريدة الجمهور المصرى، وكان دورها مساعدة الفدائيين الذين يحاربون الإنجليز فى مدن القناة، حيث كانت توجد المعسكرات الإنجليزية.. وظل أيقونة كبرى للنضال حتى جاءت ثورة 1952.
عن حسن البنا بعد اغتياله
كتب تحت عنوان (الإمام الشهيد الرجل الذى فتح الطريق أمام القافلة): كان المغفور له الشيخ حسن البنا مصلحًا ينبع الإصلاح من أعماق نفسه، وكان داهية سياسيًا يجمع بين الصلابة فى الحق ومرونة الحكيم الذى يؤمن بواقع الأمر وينشد فتح الطريق المغلق لكى تمر القافلة متقدمة نحو هدف عظيم مرموق!
ولقد قابلت الفقيد قبيل استشهاده بأسبوعين فقط، وكان هذا الاجتماع هو الأول والأخير مع مرشد الإخوان المسلمين، فكانت المعرفة بيننا لا تتجاوز التحية العادية فى المناسبات الاجتماعية، ولكننا فى هذه المرة كنا أكثر من صديقين، كان الشيخ قد عرف حقيقة الدور الذى لعبته، وحقيقة الإعصار الذى هب علىَّ فاقتلعنى من صحيفتى وكاد يحطم قلبي!! عرف الفقيد ذلك كله، وعرف الباعث عليه فبالغ فى الحفاوة بى والإقبال على. وهكذا أمضينا مدة ثلاث ساعات متوالية نتحدث فى كل شىء فى المشكلات السياسية وفى الماضى والحاضر وفى الدنيا والدين وفى الجريمة والمستقبل، إن كلانا كان يحس أن هذا الحديث لن يتكرر، وأن المقابلة هى الوداع الأخير رحم الله الفقيد رحمة واسعة.
بعد ثورة يوليو
وعقب ثورة 1952 استمر أبو الخير نجيب فى مهاجمة الفساد وظلت مقالاته النارية فى نقد السلبيات وطالب باحترام حرية الصحافة وسيادة القانون ، ولما حدثت أزمة مارس بين محمد نجيب والضباط الأحرار طالب أبوالخير بـ "عودة الضباط لثكناتهم وترك الحكم للشعب". بعدها تم تقديم أبو الخير للمحاكمة العسكرية التى اتهمته بـ"الخيانة" وكان نص الاتهام:
حكم على أبو الخير نجيب بالإعدام لكن خفف الحكم الي الأشغال الشاقة المؤبدة والتجريد من شرف المواطن. وقضى أبو الخير 19 سنة فى السجن ، خرج بعدها بإفراج صحى بأمر من السادات.
ثم مات تحت عجلات حافلة أمام نقابة الصحفيين ليظل دمه أمام بابها شاهدا على الدور الحق للصحفي.
كتبه
- "الحكومات البوليسية"، بيروت: دار الإرشاد، 1971.
ذكراه
وفي عام 1986، تم عمل قصة الصحفي القدير لفيلم (الهروب من الخانكة) بطولة فريد شوقي ومن اتتاج ماجدة الخطيب. وبعدها تم القبض عليها وأخيها بتهمة الاتجار في الهيروين والحكم عليهم ب 25 سنة.