أبكار السقاف
أبكار السقاف | |
---|---|
وُلِدَ | 1913 |
توفي | 1989 الكويت |
الجنسية | مصر |
المهنة | كاتبة وشاعرة |
أبكار السقاف (م.4 يناير 1913 -و.1989)كاتبة وشاعرة مصرية. أجادت اللغات العربية و الإنجليزية و الفرنسية.قال عنها ذات مرة الأديب والمفكر عباس محمود العقاد وهو المعروف بآرائه المتشددة تجاه المرأة: (إنها امرأة بعشر رجال)، وكان العقاد على إطلاع بمؤلفاتها وكثير الثناء والإعجاب بكتاباتها.
وقال عنها الباحث مهدي مصطفى: (لم يشأ القرن العشرون أن ينتهي حتى يدهشنا بالمخبوء في أحشائه وكأننا على موعد مع المفاجأة إذ يتم تقديم روح الحياة أبكار السقاف إحدى الكاتبات التي تم غيابها زمنا طويلا وهي تستحق أن تكون في المقدمة، وعلى راس كوكبة من المفكرين). عاصرت أبكار السقاف كوكبة من رموز الفكر العربي أبان عصر النهضة، واحتكت بالعديد منهم وكانوا على معرفة بها وبإبداعاتها الفريدة أمثال العقاد، وصالح جودت، ونجيب محفوظ، وأنيس منصور، ومحفوظ الأنصاري، ومحرم كمال باشا – عالم الآثار الشهير- ووكيل الأزهر سابقا الشيخ محمود أبو العينين، واحمد الصاوي محمد الذي كتب عنها مقالا رائعا في صحيفة "الأخبار" المصرية في الأربعينيات من القرن العشرين قال فيه: ( إن هذه الكاتبة التي قرأت ألف كتاب وكتاب لتضع كتابها"نحو آفاق أوسع" جديرة بالبحث والتأمل جدارة مؤلفها الضخم).[1]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الحياة المبكرة
ولدت في 4 يناير 1913م بالقاهرة ولدت لأب يمني حضرمي وأم تركية، ومصرية النشأة.والدها محمد سعيد السقاف ، سياسي يمني شارك في الثورة العربية الكبرى مع الشريف حسين بن علي سنة 1916.هاجر والدها إلى مصر (القاهرة) ثم انتقلت الأسرة إلى الإسكندرية.
أخواتهاهما ضياء السقاف فنانة تشكيلية وقد هاجرت إلى الكويتو مصطفى السقاف رجل أعمال واقتصادي وهو خريج كلية فيكتوريا بالإسكندرية وقد هاجر إلى هونگ كونگ.
الحياة الشخصية
كانت تنتمي إلى أسرة مرفهة وتلقت تعليماً مميزاً حيث أجادت اللغات العربية والإنجليزية والفرنسية.
خطبت في سنة 1929م إلى الأمير محمد إدريس السنوسي أمير برقة، قبل أن يصبح ملكاً على ليبيا، إلا أن الخطبة فُسخت سنة 1930م بعد عام واحد بسبب اختلاف التوجهات السياسية بين والد أبكار والأمير الليبي! فقد تشاجر والد أبكار مع خطيبها الأمير وطلب منه أن يفسخ فورًا خطبته من ابنته! ولكن يبدو أنَّ أبكارًا لم تستطع نسيان هذا الحب الأول! وقد تذكرته في أخريات حياتها وصرَّحت بحبها العميق للسنوسي الذي لم يكتمل بنهاية سعيدة
تزوجت من مصطفى الخربوطلي الذي توفي بعد زواجه منها بثلاثة أشهر فقط إثر إصابته بالزائدة الدودية.
ثم تزوجت سنة 1960م من عمر بسين وهو تركي الأصل، وقد توفي بعد زواجه منها بثلاث سنوات.
المسيرة المهنية
كانت أبكار السقاف قارئة نهمة في الأدب والسياسة والفلسفة وكان لها اهتمام خاص بعلم مقارنة الأديان والتوراة وتاريخ مصر القديمة والعراق والصين، كما كانت لها محاولات في الكتابة منذ طفولتها.
داومت أبكار بعد انتقالها من الإسكندرية إلى القاهرة على حضور الندوة الثقافية في صالون عباس محمود العقاد والذي تعرف عليها في مكتبة الأنجلو المصرية بالصدفة ولبى دعوتها فزارها في منزلها، ثم توطدت علاقته بها. كما كان من أساتذتها أيضاً الأثري الكبير محرم كمال ووكيل الأزهر الشيخ محمود أبو العينين ، وقد ساعداها مع العقاد بالإرشاد والنصح كما أمدوها بمراجع قيمة بمختلف اللغات.
أسلوبها في الكتابة
تناولت أبكار في مؤلفاتها موضوعات لم يكن من السهل نشرها في مصر في الخمسينات، ورفض معظم الناشرين مساعدتها إلى أن وافقت مكتبة الأنجلو المصرية على نشر الجزئين الأول والثاني من كتابها "نحو آفاق أوسع" إلا أن الرقابة صادرت النسخ المطبوعة.
واتهمت أبكار السقاف بالكفر من قبل متشددين وما زال هؤلاء يهاجمونها حتى بعد وفاتها بعشرين عاماً.
اراء كتبت عنها
خصّص عامر العقّاد وهو ابن أخ المفكر عبّاس العقّاد في كتابه "لمحات من حياة العقّاد" صفحتين كاملتين عن أبكار ولم يورد اسمها وإنَّما كنّى عنها بالأديبة الجميلة السمراء! وأرخ للقائها الأول مع العقّاد الذي ستصبح فيما بعد تلميذته ومريدته؛ فقد التقاها العقّاد لأول مرة في المكتبة الأنجلو مصرية عندما عرضت كتابها الأول على الناشر. وسرعان ما أصبحت هي وزوجها من أبرز رواد صالونه الذي كان ينعقد كلَّ يوم جمعة. واستعان العقّاد بترجمات أبكار للكتب المؤلَّفة باللغة الفرنسية. والظاهر أنَّ عقليتها الفذة في توفرها على العمق التحليليّ المنطقيّ جعلت العقّاد يلقبها "بالسيد أبكار" كلما أهدى إليها أحد مؤلفاته عند صدورها! وليس هذا بغريبٍ على العقّاد المعروف بمنظوره الخاص عن المرأة!
والغريب أنَّ أبكارًا كانت تعتزُّ بهذا اللقب وتراسله كلما سافرت بعيدًا عن القاهرة وتخاطبه في رسائلها "بوالدي العزيز"، وقد أهدته كتابها "إسرائيل والأرض الموعودة". ولا نعرف ماسر إغفال عامر العقّاد لاسم أبكار السقّاف رغم إشارته إلى أسماء مريدات أخريات لندوة العّقاد الفكرية مثل القاصة جاذبية صدقي؟! ولا نعرف كذلك سر تجاهل بعض الأدباء والمفكرين المصريين لأبكار السقّاف رغم تواصلها الثقافي العميق معهم مثل العقّاد وصالح جودت ونجيب محفوظ وأنيس منصور ومحفوظ الأنصاري ومحرم كمال باشا عالم الآثار وغيرهم! ونحن لا نتحدثُ عن كاتبة عادية وإنَّما نتحدث عن مفكرة هي أول امرأة عربية طرقت حقل الأديان المقارنة وفلسفات الدين، وهو حقل صعب جدًا وشائك ولا يسلم مرتاده من الضرر.
وقد تصدَّت أبكار لهذا الموضوع وكتبته بعمق منهجي رصين بالأدوات التي توافرت لها آنذاك وباطلاع مكثف شهد لها به المقربون منها. ولكن أحسب أن غرابة وجود مفكرة صارمة التفكير مثل أبكار في مجتمع ثقافي ذكوري هو الذي جعلها تستأنس بتسمية العقّاد لها"السيد أبكار"، وترتضي هذه التسمية في وقت سبقتها فيه مي زيادة وباحثة البادية بالصراخ دفاعًا عن حقوق المرأة ولكنها تختلف عنهن فهي لم تدافع عن حقوقها وإنما اقتحمت مجالاً صعًبا كُتِبَت بأقلام ذكورية مثل العقّاد وسواه وأثبتت جدارتها بعيداً عن صراخ النسويات العربيات من القمع الذكوري! وانعكس هذا الاشتغال حتى على مظهرها الخارجي بتلك النظارات السوداء التي كانت تخفي بها عينيها الواسعتين الجميلتين.
يُعد الكاتب المصري مهدي مصطفى من الكتاب القلائل الذين عُنوا بتراث أبكار الفكريّ، وقد تعرَّف إليها بعد وفاتها ومن خلال نتاجها وكتب تصديرًا مهمًا لكتابها الذي أعادت مؤسسة الانتشار العربي نشره ، وفي تصديره بيّن وجهة نظره في التعتيم الكبير الذي لحق بنتاج السقّاف، وأرجعه إلى كونها تنتمي إلى مدرسة غير متورطة بالسياسة إيديولوجيًا، وهي مدرسة البناء من الداخل أو التنوير العميق شرط ابتكار المنهج والتفكير من داخل البنية الثقافية. وهذه المدرسة تتمثل في أطروحات بعض المفكرين مثل عبدالله القصيمي وإسماعيل مظهر ومحمد أحمد خلف الله وأبكار السقّاف. وهي مدرسة تفترق عن مدرستي الحداثة والتقليد آنذاك وسجالاتهما السياسية والثقافية والفكرية المشتعلة.[2]
وفاتها
توفيت أبكار السقاف بالكويت أثناء زيارتها لشقيقتها سنة 1989م.
مؤلفاتها
- نحو آفاق أوسع - المراحل التطورية للإنسان - في ثلاثة أجزاء، الجزء الأول والثاني صدرت طبعته الأولى عن مكتبة الأنجلو المصرية، وقد صدر الكتاب بأجزائه الثلاثة كاملة عن مؤسسة الانتششار العربي في 2004.
- الدين في شبه الجزيرة العربية، الناشر مؤسسة الانتشار العربي في 2004.
- إسرائيل وعقيدة الأرض الموعودة - صدر في طبعته الأولى سنة 1965م عن دار الكاتب، ثم صدر في طبعة ثانية سنة 1997م عن مكتبة مدبولي.
- الحلاج، صدر سنة 1995م بمقدمة للباحث المصري مهدي مصطفى.
- محمد النبي، لم ينشر بعد.
- المسيح، لم ينشر بعد.
- النبي موسى، توفيت قبل إتمامه وما تم منه لم يصدر بعد.
- السهروردي، توفيت قبل إتمامه وما تم منه لم ينشر بعد.
- مقدمة اللغات، لم يكتمل ولم ينشر ما تم منه.
- همسة في أذن إسرائيل، كتبته باللغة الإنجليزية وصدر بها، ولم يترجم للعربية.
- أصداء متفرقة - سيرة ذاتية، نشرته دار العصور الجديدة سنة 2001م بمقدمة للكاتب والباحث مهدي مصطفى بعد أن ظل غائباً منذ عام 1962م حين أتمت كتابته.
- الليل والقلم، ديوان شعر لم ينشر بعد.
إضافة إلى العديد من المقالات التي كتبتها لصحف مختلفة في مصر.
المصادر
https://web.archive.org/web/20130329145522/http://www.nabanews.net/2009/19368.html
https://web.archive.org/web/20080509044612/http://www.saggaf.net/main/mag/magDetail.asp?id=123