تفشي ڤيروس التهاب الكبد الوبائي سي في مصر

تفشي ڤيروس التهاب الكبد الوبائي سي بدأ في مصر عام 1989. أعلنت وزارة الصحة في 2018، أن التقديرات تشير إلى إصابة نحو 4.4 بالمئة من سكان مصر البالغين بحسب مسح عشوائي. ويتسبب المرض في وفاة 40 ألف مصري سنوياً مما يجعله ثالث سبب رئيسي للوفاة بعد مرض القلب والأمراض الدماغية الوعائية.[1]

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

خلفية

عام 1989 اكتشف الباحث الأمريكي ف. ديوولف ميلر]] والذي كان يعمل في برنامج أبحاث البلهارسيا في مصر أن أكثر من 10% من الذين يتبرعون بالدم في مصر يحملون ڤيروس سي وحيث أن الأصحاء وليس المرضي هم من يتبرعون بالدم. فهذا يعني أن النسبة الحقيقية لحاملي الڤيروس أعلي بكثير وحيث أن الڤيروس ينتقل عبر الدم بالحقن كان من المهم فهم كيف أصبح المرض فجأة وباء في مصر وما هي النسب الحقيقية للإصابة بالمرض وبمضاعفاته الخطيرة مثل تليف الكبد وسرطان الكبد، طبقاً لمنظمة الصحة العالمية هذه النسبة 20% في 2014.

كانت البلهارسيا المشكلة الصحية الكبرى في مصر والسبب الرئيسي لأمراض الكبد. من أواخر الخمسينيات وحتى منتصف الثمانينيات قامت وزارة الصحة المصرية بحملات مكثفة لمكافحة هذا المرض باستخدام الحقن الوريدي بمادة الجير المقئ Tartar وفي منتصف الثمانينيات تم استبدال الجير المقئ بعقار الپرازيكوانتيل praziquantel عن طريق الفم – ولأن وزارة الصحة المصرية لم تقم بأي عملية تعقيم للحقن التي استخدمت مع المرضي عند حقنهم بمادة الجير المقئ فأن النتيجة النهائية كانت استبدال البلهارسيا كوباء بڤيروس سي كوباء.

أظهرت الدراسات السريرية أن حوالي 80٪ من المرضى الذين يعانون من التهاب الكبد المزمن أو تليف الكبد أو سرطان الكبد في مصر لدبهم عدوي بڤيروس سي. تكون أمراض الكبد أكثر شراسة عندما بكون المريض مصاباً بالبلهارسيا وبڤيروس سي معاً.

وطبقاً لإحصائيات 2005 فإن نسبة الإصابة حسب المراحل السنية هي كالتالي:

  • البالغون 50-60 عاما - 40% حاملين لڤيروس سي.
  • البالغون 60-70 - عاما 58% حاملين لڤيروس سي.
  • البالغون 70 عاما أو أكثر - 76% حاملين لڤيروس سي.
  • متوسط 14.7% لمجمل السكان– 25% من هؤلاء مصابون بتليف الكبد ونفس النسبة بسرطان الكبد.

ولأن فترة حضانة المرض قد تصل إلى 20 عاماً بعد حدوث العدوى ويكون فيها المريض بدون أعراض مرضية فإن قمة الإصابة بالوباء في مصر ربما لم تحدث بعد.

طبقاً للدراسة الأشهر والتي نشرت في مجلة لانست الطبية العالمبة – مارس 2000 فإنها خلصت إلي أن البيانات تشير إلى أن العلاج بالحقن لمضاد البلهارسيا كان له دور كبير في انتشار ڤيروس سي في جميع أنحاء مصر. أنشأ هذا الحقن المكثف خزاناً كبيراً من مرضي ڤيروس التهاب الكبد الوبائي المزمن وأصبح مسؤولا عن ارتفاع معدل انتشار ڤيروس التهاب الكبد الوبائي وارتفاع المعدلات الحالية لانتقال العدوى. حملات مصر واسعة النطاق لعلاج مضاد البلهارسيا بالحقن قد تمثل أكبر انتقال علاجي المنشأ لمسببات الأمراض عن طريق الدم في العالم.


الوضع الحالي

أظهر مسح لعينة عشوائية أُجري سنة 2008 أن نسبة انتشار المرض في مصر تُقدر بنحو 9.8 في المائة من اجمالي عدد السكان لكن مسحاً آخر مماثلاً أظهر انخفاض المعدل في 2015 إلي نحو 4.4 بالمائة.

في عام 2014 انطلقت حملة قومية للقضاء على الڤيروس في مصر، مع بدء استيراد عقاقير حديثة بأسعار مخفضة وتطبيق منظومة علاجية جديدة تعتمد على تقديم طلبات العلاج على الإنترنت. لكن الطفرة في السيطرة على المرض وعلاجه جاءت في 2015 مع الاعتماد على أدوية مثيلة زهيدة الثمن مصنعة في مصر.[2]

وفي أكتوبر 2018 أطلقت مصر حملة لفحص ملايين المواطنين البالغين وطلاب المدارس بدءاً من سن 12 عاماً للكشف عن مرض التهاب الكبد سي، وعلاج المصابين منهم بالمجان في إطار تعهدها بالقضاء على المرض بحلول عام 2022.

ويصف مسؤولون مصريون انتشار التهاب الكبد سي بأنه أحد أخطر التحديات الصحية في البلاد، ويقولون إن القضاء عليه أولوية.

ووفقاً لإحصاءات حصلت عليها رويترز من وزارة الصحة المصرية في أكتوبر 2019، فقد أظهر الفحص المبدئي إصابة 2.2 مليون شخص بالتهاب الكبد سي، من بينهم 1.5 مليون تقريباً تأكدت إصابتهم بعد خضوعهم لفحص أكثر دقة يعرف باسم (بي.سي.آر).

والبنك الدولي هو الممول الرئيسي للحملة، التي حملت شعار (100 مليون صحة)، وساهمت الحكومة المصرية بجزء من ميزانيتها ووفرت منظمة الصحة العالمية دعماً فنياً. ووفقاً لبيان لمجلس الوزراء فقد قدم البنك الدولي 133 مليون دولار لحملة الفحص و129 مليون دولار لعلاج المرضى. وشملت حملة الفحص، التي أجريت على عدة مراحل، اختبارات مجانية أيضا للكشف عن الأمراض غير السارية الأساسية وهي السكري وارتفاع ضغط الدم والسمنة. وهذه الأمراض مسؤولة عن حوالي 70 بالمئة من الوفيات في مصر.

ويقول البنك الدولي إن مصر، التي يبلغ عدد سكانها 100 مليون نسمة تقريباً، بها أعلى معدل من الإصابات بڤيروس التهاب الكبد الوبائي سي في العالم.

وذكر قبل بدء الحملة أن التقديرات تشير إلى إصابة نحو 4.4 بالمئة من سكان مصر البالغين بحسب مسح عشوائي. ويتسبب المرض في وفاة 40 ألف مصري سنوياً مما يجعله ثالث سبب رئيسي للوفاة بعد مرض القلب والأمراض الدماغية الوعائية.


المصادر

  1. ^ "الصحة العالمية: مصر في طريقها للقضاء على التهاب الكبد". سكاي نيوز عربية. 2019-08-23. Retrieved 2020-02-27.
  2. ^ "فيروس سى فى مصر .. تجربة رائدة". الهيئة العامة المصرية للاستعلامات. 2019-01-13. Retrieved 2020-02-27.