مملكة القوط الغربيين
مملكة القوط الغربيين Visigothic Kingdom Regnum Visigothorum Gutthiuda Thiudinassus | |||||||||||||||
---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|---|
418–721 | |||||||||||||||
أقصى اتساع لمملكة القوط الغربيين في تولوز، ح. 500 (تظهر بالبرتقالي), تظهر أراضي فـُقِدت بعد ڤويه (تظهر بالبرتقالي الفاتح). | |||||||||||||||
العاصمة | تولوز (حتى 500s) طليطلة | ||||||||||||||
اللغات الشائعة | اللاتينية, القوطية (يتكلمها النخبة) | ||||||||||||||
الدين | أريانية، المسيحية النيقية, الكاثوليكية الرومانية, واليهودية. | ||||||||||||||
الحكومة | ملكية | ||||||||||||||
ملك | |||||||||||||||
• 418-419 | واليا | ||||||||||||||
• 714-721 | أردو | ||||||||||||||
التاريخ | |||||||||||||||
• القوط الغربيون مُنِحوا أراض في گاليا أكيتانيا | 418 | ||||||||||||||
• الهزيمة على يد الأمويين | 721 | ||||||||||||||
|
مملكة القوط الغربيين Visigothic Kingdom حكام غالة استردوا أسبانيا من الوندال في عام 420، وعادوا بعدئذ إلى روما، ولكن روما كانت عاجزة عن حماية أسبانيا، ولهذا فإن السويفي Suevi خرجوا من معاقلهم في التلال الواقعة في الجنوب الغربي من شبه الجزيرة واجتاحوها كلها، فانقض عليها القوط الغربيون مرة أخرى بقيادة ثيودريك الثاني (456) وأوريك (466) بعد أن عبروا جبال البرانس، وفتحوا معظم أسبانيا واحتفظوا بالبلاد في هذه المرة وضموها إلى أملاكهم، وحكمت أسبانيا من ذلك الوقت أسرة من القوط الغربيين وظلت على عرشها حتى جاءها المسلمون.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التاريخ
المملكة الفدرالية
مملكة تولوز
وأنشأت الملكية الجديدة، في بلدة طليطلة عاصمة فخمة، وجمعت فيها حاشية موفورة الثراء. وكان أثاناجلد Athanagild (563-567) وليوفيجلد Leovigild (568-586) ملكين قويين، هزما الغزاة الفرنجة في الشمال وجيوش بيزنطية في الجنوب؛ وكانت ثروة أثاناجلد هي التي أكسبت ابنتيه ميزة فذة هي انهم قتلتا وهما ملكتان لملكين من الفرنجة. وحدث في عام 589 أن غير ريكارد Recared مذهبه ومذهب الكثرة الغالبة من القوط الغربيين في أسبانيا من الأريوسية إلى المسيحية الأصلية. ولعل سبب هذا التغير أنه قرأ من قبل تاريخ ألريك الثاني. ومن ذلك أصبح الأساقفة أكبر المؤيدين للملكية وأقوى سلطة في الدولة؛ فقد سيطروا بفضل تفوقهم في العلم ودقة النظام على الأشراف الذين كانوا يجتمعون معهم في مجالس الحكم في طليطلة؛ ومع أن سلطة الملك كانت سلطة مطلقة من الوجهة النظرية، ومع أنه كان هو الذي يختار الأساقفة، فإن هذه المجالس كانت هي التي تختاره، وتأخذ عليه قبل أن يباشر الحكم المواثيق بشأن السياسة التي تريد منه أن يتبعها، ووضعت بإرشاد رجال الدين طائفة من القوانين (634)، كانت أوفى جميع شرائع البرابرة وأقلها تسامحاً. وقد أصلحت من شأن الإجراءات القضائية بأن عمدت إلى تقدير شهادة الشهود في تقدير أخلاق المتهمين بدل شهادات الأصدقاء، وطبقت قوانين واحدة على الرومان والقوط الغربيين، فوضعت بذلك مبدأ المساواة أمام القانون(60). ولكنها لم تأخذ بمبدأ حرية العبادة، وحتمت على جميع السكان أن يعتنقوا المسيحية الصحيحة، وأقرت اضطهاد يهود أسبانيا الذي دام طويلاً، وارتكبت فيه أشد ضروب القسوة.
مملكة هسپانيا الأريانية
ونسي القوط الغربيون قبل أن ينقضي على فتحهم أسبانيا لغتهم الألمانية بتأثير نفوذ الكنيسة التي ظلت تستخدم اللغة اللاتينية في مواعظها وطقوسها الدينية، وأفسدوا اللاتينية المستعملة في شبه الجزيرة بأن أدخلوا عليها قوة الرجولة والجمال النسوي اللذين تمتاز بهما اللغة الأسبانية الحاضرة، وكانت المدارس الملحقة بالأديرة والأسقفيات هي التي تقوم بالتعليم، وكان معظمه تعليماً كنسياً، ولكنه كان يشمل شيئاً من دراسة الكتب القديمة، وأنشئت مجامع علمية في بقلارا Vaclara وطليطلة، وسرقسطة، وأشبيلية، وكان الشعر يلقى تشجيعاً كبيراً، وأما التمثيل فكان يقاوم لما فيه من فحش وبذاء.
ولم يحفظ التاريخ من أسماء الأدباء في أسبانيا القوطية إلا اسم إيزيدور الإشبيلي Isidorc (حوالي 560-636). وتروي إحدى الأقاصيص الطريقة كيف هرب غلام أسباني من بيته غضباً من تأنيبه من أجل كسله، وأخذ يطوف بالبلاد حتى أنهكه التعب، فجلس إلى جانب بئر، فاستلفت نظره شق عميق في حجر مجاور لحافة البئر. ومرت به في ذلك الوقت فتاة فقالت له إن هذا الشق من أثر احتكاك الحبل الذي ينزل الدلو في البئر ويرفعها، فلما سمعها إيزيدور قال في نفسه: "إذ كان في استطاعة هذا الحبل اللين بدأ به على العمل في كل يوم أن يشق الحجر، فما من شك أن المثابرة يمكن أن تغلب على بلادة عقلي". ثم عاد من فوره إلى بيت أبيه وواصل الدرس حتى أصبح أسقف أشبيلية المتبحر في العلم(61). ولسنا نعلم إلا القليل عن حياته، وكل ما نستطيع أن نقوله إنه وجد بين مشاغله الدينية الكثيرة، التي كان يقوم بها بما يرضي ضميره، متسعاً من الوقت يكتب فيه ستة كتب. ولعله أراد أن يعين ذاكرته فجمع في خلال عدد كبير من السنين فقرات مختلفة في جميع الموضوعات نقلها من كتب المؤلفين الوثنيين والمسيحيين واستحثه صديقه بروليو Broulio أسقف سرقسطة على أن ينشر هذه المختارات، فأجابه إلى طلبه، وحورها حتى أصبحت من أقوى كتب العصور الوسطى أثراً وسماها "عشرون كتاباً في الاشتقاقات والأصول" وضمها الآن مجلد ضخم يحتوي على 900 صفحة من القطع الكبير. وهو موسوعة علمية ولكنها غير مرتبة على الحروف الهجائية؛ وتبحث على التوالي في المجموعة الثلاثية من العلوم القديمة وهي النحو، والبلاغة، والمنطق؛ ثم في الحساب، والهندسة، والموسيقى، والفلك وهي المجموعة الرباعية عند الأقدمين؛ ثم تبحث في الطب؛ والقانون؛ والتواريخ، والدين، والتشريح، ووظائف الأعضاء، وعلم الحيوان، وعلم الكون، والجغرافية الطبيعية، والهندسة المعمارية، والمساحة، والتعدين، والزراعة والحرب، والألعاب الرياضية، والسفن، والملابس، والأثاث، والأدوات المنزلية،...وكلما انتقل المؤلف إلى موضوع من هذه الموضوعات عرف مصطلحاته الأساسية، وبحث عن منشأها. مثال ذلك أنه يقول إن الإنسان يسمى باللاتينية (هومو Homo) لأن الله قد خلقه من التراب (هومس Humus)، والركبتان تسميان Genus، لأنهما يكونان مقابل الخدين Genae) في الجنين(62). وكان إزدور عالماً مجداً وإن لم يعن بالتفرقة بين موضوعات درسه؛ وكان واسع الإطلاع على اللغة اليونانية، يعرف الكثير من كتابات لكريتيوس Lukretius (وهو الذي لا يذكر في العصور الوسطى)، وقد حفظ لنا قطعاً مختارة من فقرات كثيرة من الآداب الوثنية لولاه لضاعت عن آخرها. وبحوثه خليط من الاشتقاق الغريب، والمعجزات التي لا يقبلها عقل، ومن تفسيرات مجازية خيالية للكتاب المقدس؛ ومن العلوم الطبيعية والتاريخ حورت لكي تثبت مبادئ أخلاقية، وأخطاء في الحقائق يكفي القليل من الملاحظة لتصحيحها. وكتابه هذا أثر خالد يدل على ما كان فاشياً في هذا العهد من جهالة.
ولا يكاد يبقى شيء من الفنون التي كانت في أسبانيا في عهد القوط الغربيين رياوح أن طليطلة، وإيطاليا وقرطبة، وغرناطة، ومديرا وغيرها من المدن كانت تحتوي على كنائس، وقصور، ومبان عامة جميلة المنظر، أقيمت على الطراز القديمة، ولكنها ميزت عنها بالرموز المسيحية، والنقوش البيزنطية(63). ويقول المؤرخون المسلمون إن العرب الفاتحين وجدوا في طليطلة وكنيستها الكبيرة خمسة وعشرين تاجاً من الذهب المرصع بالجواهر، وكتاباً مزخرفاً للتراتيل مكتوباً على ورقة من الذهب بمداد مصنوع من الياقوت المصهور، وأقمشة منسوجة بخيوط من الذهب والفضة، ودروعاً، وسيوفاً، وخناجر مرصعة من الجواهر، مزهريات مملوءة بها، ومنضدة من الزمرد مطعمة بالفضة والذهب- وكانت هذه المنضدة إحدى الهدايا الكثيرة الغالية التي أهداها أغنياء الغربيين إلى كنيستهم التي تحميهم وترد الأذى عنهم.
وظل استغلال الأقوياء والمهرة البائسين والسذج يجري مجراه في عهد القوط الغربيين كما كان يجري في عهد سائر الحكومات القديمة. فكان الأمراء والأحبار يجتمعون في حفلات دينية أو دنيوية فخمة، ويضعون قواعد للتحليل والتحريم، ويدبرون وسائل للإرهاب والرعب ليتغلبوا بذلك كله على مشاعر الجماهير ويهدئوا أفكارهم. وتركزت الثروة في أيدي عدد قليل من الأفراد، وكانت الثغرة الواسعة التي تفصل الأغنياء عن الفقراء، والمسيحيين عن اليهود تقسم الأمة ثلاث دول مختلفة؛ فلما أن جاء العرب لم يبال الفقراء واليهود بسقوط دولة ملكية وكنيسة لم تظهر شيئاً من الاهتمام بفقرهم وسامتهم كثيراً من أنواع الاضطهاد الديني.
مملكة طليطلة الكاثوليكية
ولما مات وتيزا Witiza ملك أسبانيا الضعيف في عام 708 لم يقبل الأشراف أن يخلفه على العرش أحد من أبنائه، بل أجلسوا عليه ردريك (لزريق) Roderick، ففر أبناء وتيزا إلى أفريقية، واستغاثوا بزعماء المسلمين. وقام المسلمون ببضع غارات تمهيدية على السواحل الأسبانية، عرفوا بها أن أسبانيا منقسمة على نفسها، وأنها تكاد تكون مجردة من وسائل الدفاع، فجاءوا إليها في عام 711 بقوة أكبر من قوتهم السابقة. والتقت جيوش طارق ولزريق في معركة وادي لكة على ضفاف بحيرة لا خندا Janda في مقاطعة قادس. انضمت فيها قوة من القوط إلى العرب؛ واختفى لزريق من المعركة. وتقدم المسلمون المنتصرون إلى أشبيلية، وقرطبة، وطليطلة؛ وفتحت كثير من المدائن الأسبانية أبوابها للغزاة. وأقام قائد العرب موسى بن نصير في العاصمة الأسبانية (713)، وأعلن أن أسبانيا أصبحت من ذلك الوقت ملكاً للمسلمين وللخليفة الأموي في دمشق.
انظر أيضاً
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الهامش
المصادر
- Bachrach, Bernard S. "A Reassessment of Visigothic Jewish Policy, 589-711." American Historical Review 78, no. 1 (1973): 11-34.
- Collins, Roger. The Arab Conquest of Spain, 710-797. Oxford: Blackwell Publishers, 1989. Reprinted 1998.
- Collins, Roger. Law, Culture, and Regionalism in Early Medieval Spain. Great Yarmouth: Variorum, 1992. ISBN 0 86078 308 1.
- Collins, Roger. Visigothic Spain, 409-711. Oxford: Blackwell Publishing, 2004. ISBN 0 631 18185 7.
- Heather, Peter. The Goths. Oxford: Blackwell Publishers, 1996.
- James, Edward, ed. Visigothic Spain: New Approaches. Oxford: Oxford University Press, 1980. ISBN 0 19 822543 1.
- Lacarra, José María. Estudios de alta edad media española. Valencia: 1975.
- Sivan, Hagith. "On Foederati, Hospitalitas, and the Settlement of the Goths in A.D. 418." American Journal of Philology 108, no. 4 (1987): 759-772.
- Thompson, E. A.. "The Barbarian Kingdoms in Gaul and Spain", Nottingham Mediaeval Studies, 7 (1963:4n11).
- Thompson, E. A.. The Goths in Spain. Oxford: Clarendon Press, 1969.
- Wallace-Hadrill, John Michael. The Barbarian West, 400-1000. 3rd ed. London: Hutchison, 1967.
- Wolfram, Herwig. History of the Goths. Thomas J. Dunlap, trans. Berkeley: University of California Press, 1988.