يوسف زيدان
يوسف محمد أحمد طه زيدان باحث ومفكر مصري متخصص في التراث العربي المخطوط وعلومه. له عديد من المؤلفات والأبحاث العلمية في الفكر الإسلامي والتصوف وتاريخ الطب العربي. وله إسهام أدبي يتمثل في أعمال روائية منشورة، كما أن له مقالات دورية وغير دورية في عدد من الصحف المصرية والعربية. عمل مستشاراً لعدد من المنظمات الدولية الكبرى مثل: منظمة اليونسكو، منظمة الإسكوا، جامعة الدول العربية، وغيرها من المنظمات. وقد ساهم وأشرف على مشاريع ميدانية كثيرة تهدف إلى رسم خارطة للتراث العربي المخطوط المشتت بين أرجاء العالم المختلفة.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مولده ونشأته
ولد يوسف زيدان يوم 30 يونيو 1958 في مدينة سوهاج بصعيد مصر وانتقل إلى الإسكندرية مع جده وهو طفل صغير ودرس في مدارسها. ثم التحق بقسم الفلسفة في كلية الآداب في جامعة الإسكندرية وحصل على الليسانس عام 1980.
هو باحث ومفكر غزير الإنتاج كثير التأليف (ما يقرب من خمسين كتابا، وثمانين بحثاً). يعيش يوسف زيدان في مدينة الإسكندرية ويعمل منذ عام 2001 مدير مركز ومتحف المخطوطات في مكتبة الإسكندرية.
سيرته الأكاديمية والجوائز العلمية
حصل يوسف زيدان على ليسانس الفلسفة من كلية الآداب جامعة الإسكندرية عام 1980. ثم حصل على درجة الماجستير في الفلسفة الإسلامية برسالته عن "الفكر الصوفى عند عبد الكريم الجيلي، دراسة وتحقيق لقصيدة النادرات العينية للجيلي مع شرح النابلسي". ثم حصل على درجة الدكتوراه في الفلسفة الإسلامية برسالته عن "الطريقة القادرية فكرًا ومنهجًا وسلوكًا، دراسة وتحقيق لديوان عبد القادر الجيلانى" وذلك عام 1989. وقد حصل على درجة الأستاذية في الفلسفة وتاريخ العلوم عام 1999.
أشرف على العديد من سلاسل النشر العلمي والفلسفي في مصر والعالم العربي، وشارك في عديد من المؤتمرات الدولية، كما أنه عضو في هيئات علمية و تراثية دولية؛ فهو عضو اللجنة الاستشارية لمعهد المخطوطات العربية بالقاهرة، وعضو الجمعية الدولية لتاريخ الطب بباريس، ومؤسسات الدولية غيرها.
حصل يوسف زيدان على عديد من الجوائز العلمية تقديرا لجهوده البحثية في مجال التراث العربي، من أهمها: جائزة الفقه الطبي وتحقيق التراث من مؤسسة الكويت للتقدم العلمي عام 1994، جائزة مؤسسة عبد الحميد شومان في مجال العلوم الاجتماعية عام 1996، وجائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي (مرة أخرى) عن تحقيقه لموسوعة الشامل في الصناعة الطبية عام 2006.
إنتاجه البحثي
أخرج يوسف زيدان العديد من المؤلفات في مجالات متعددة يتصل جلها بالتراث العربي. وتتوزع أعماله على فروع التصوف الإسلامي و الفلسفة الإسلامية و تاريخ العلوم العربية (بخاصة الطب) و النقد الأدبي و فهرسة المخطوطات العربية.
في التصوف الإسلامي
تتركز أعمال زيدان في موضوع التصوف الفلسفي في مرحلة النضوج، وهو أحد أكثر مباحث التصوف الإسلامي تعقيدا، نظرًا لتواشجه بالعديد من الأفكار والمذاهب الفلسفية. لذا نجده يكتب عن الشيخ الأكبر ابن عربي كتابه "شرح مشكلات الفتوحات المكية لابن عربي"، ثم يتناول عبد الكريم الجيلي في "عبد الكريم الجيلي فيلسوف الصوفية" و "الفكر الصوفي عند عبد الكريم الجيلي" ثم يتناول عبد القادر الجيلاني في "ديوان عبد القادر الجيلاني" و "عبد القادر الجيلاني باز الله الأشهب". وتمثل هذه المؤلفات التيار السائد في تأليف زيدان فيما يتعلق بالتصوف، فمؤلفاته هي أقرب إلى التصوف الفلسفي من فروع التصوف الأخرى. ويراه كثيرون من أهم المتخصصين في فكر عبد الكريم الجيلي، و عبد القادر الجيلاني، و ابن عربي.
من مؤلفاته وتحقيقاته في التصوف نذكر:
- شعراء الصوفية المجهولون
- المتواليات: دراسات في التصوف
- الطريق الصوفي وفروع القادرية بمصر
- فوائح الجمال وفواتح الجلال
- المقدمة في التصوف ، للسُّلَمى
- ديوان عبد القادر الجيلاني
- ديوان عفيف الدين التلمسانى (الجزء الأول)
- النادرات العينية ، مع شرح النَّابُلسى
في الفلسفة الإسلامية
أهم ما يميز إنتاج زيدان فيما يتعلق بالفكر الفلسفي في الإسلام هو اهتمامه بالفلسفة المشرقية التي تعبر بحق عن الفكر الفلسفي العربي الذي نزع عن نفسه ربقة الفكر المشائي اليوناني. لهذا نجد أهم أعماله في هذا السياق "حي بن يقظان، النصوص الأربعة ومبدعوها". لقد أخرج في هذا الكتاب النصوص التي تتناول قصة حي بن يقظان وتجلياتها المختلفة عند ابن سينا و ابن طفيل و السهروردي وأضاف أليه نصًا آخر لم يكن قد حظي بشهرة سابقيه وهو نص فاضل بن ناطق لابن النفيس. وهكذا يكون هذا الكتاب أشمل إخراجٍ لواحدة من أعمق التيمات الفلسفية في التراث العربي.
في تاريخ الطب العربي
تاريخ العلوم عند العرب، وبخاصة تاريخ الطب العربي، هو فرع من الفروع التي أسهم فيها يوسف زيدان إسهامًا ملحوظًا في إطار رؤيته للتراث العربي. فقد ألف و حقق عددًا من النصوص التراثية الهامة في هذا المجال. وهو يعد واحدا من أكبر الدارسين لعلاء الدين بن النفيس صاحب موسوعة "الشامل في الصناعة الطبية" التي تعد من أكبر الموسوعات الطبية وأشملها في القرون الوسطى. وقد قام يوسف زيدان بتحقيق هذه الموسوعة الضخمة ونشرها في ثلاثين مجلدا ضمن إصدارات المجمع الثقافي في أبي ظبي. وبنشرها حصل على جائزة مؤسسة الكويت للتقدم العلمي (للمرة الثانية) بعد أن كان حصل عليها من قبل على دراساته عن ابن النفيس. ومن مؤلفاته وتحقيقاته في تاريخ الطب العربي نذكر:
- شرح فصول أبقراط
- رسالة الأعضاء ، لابن النفيس
- المختار من الأغذية ، لابن النفيس
- علاء الدين (ابن النفيس) القرشي: إعادة اكتشاف
- مقالة في النقرس لأبي بكر الرازي
- الشامل في الصناعة الطبية (30 مجلداً)
في فهرسة المخطوطات العربية
"الفهرسة واحدة من أشق العمليات التراثية وأقلها مجدا" هذه هي عبارة يوسف زيدان الأثيرة عند حديثه عن الفهرسة. فالفهرسة هي العملية التراثية الأساس التي لا تكتمل، بل لا تبتدئ، العملية التراثية دونها. وانطلاقًا من هذا الوعي قام زيدان بفهرسة ما يربو على 18000 مخطوطة من المخطوطات المصرية. وتتسم هذه الفهارس بأنها فهارس موضوعية تحليلية تقدم للباحث نبذة عن المخطوط وهيئه وحالته، كما تورد أول المخطوط وآخره. ومن هذه الفهارس نذكر:
- فهرس مخطوطات جامعة الإسكندرية (الجزء الأول)
- فهرس مخطوطات جامعة الإسكندرية (الجزء الثانى)
- نوادر المخطوطات بمكتبة بلدية الإسكندرية
- فهرس مخطوطات مكتبة رفاعة رافع الطهطاوى (الجزء الأول)
- فهرس مخطوطات مكتبة رفاعة رافع الطهطاوى (الجزء الثانى)
- فهرس مخطوطات مكتبة رفاعة رافع الطهطاوى (الجزء الثالث)
- فهرس مخطوطات بلدية الإسكندرية (الجزء الأول)
- فهرس مخطوطات أبى العباس المرسى (الجزء الأول)
- فهرس مخطوطات بَلَديَّة الإسكندرية: الجزء الثانى (التصوف وملحقاته)
- فهرس مخطوطات رشيد ودمنهور
- فهرس مخطوطات بَلَديَّة الإسكندرية: الجزء الثالث
- فهرس مخطوطات المعهد الدينى بسموحة (الجزء الأول)
- الجزء الثاني من فهرس مخطوطات أبي العباس المرسى
- الجزء الرابع من فهرس مخطوطات بلدية الإسكندرية (الجزء الرابع: المنطق)
- فهرس مخطوطات بلدية الإسكندرية (الجزء الخامس)
- فهرس مكتبة الإسكوريال
- فهرس شبين الكوم
النقد الأدبي والأعمال الروائية
يتمثل إسهام يوسف زيدان النقدي بجلاء في مؤلفه "ملتقى البحرين" الذي يبسط فيه رؤيته النقدية لأعمال معاصريه من أمثال الروائي جمال الغيطاني.
كما أن له إسهاما روائيا يتمثل في روايتيه "ظل الأفعى" المنشورة في سلسلة روايات الهلال، و "عزازيل" الصادرة عن دار الشروق سنة 2008.
جدل
في 2022، أنكر الكاتب يوسف زيدان محاولة أبرهة لهدم الكعبة، حيث قال عبر صفحته ردا على ما ذكره الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق في هذا الشأن: "أبرهة قديس مسيحي حبشي، لم يذهب إلى مكة ولا يمكن للفيل أن يمشي من اليمن إلى مكة، والقصة كلها إسرائيلية، وتشير إلى سفر المكابيين وهو من أسفار العهد القديم غير القانونية "أبوكريفا" والشيخ يعرف أنها من الإسرائيليات"
قال علي جمعة، في هذا السياق أن فيل أبرهة الحبشي كان يسمى "محمود"، قائلا إن قائد هذا الفيل أصيب بالعمى، إذ اورد نصًا عن السيدة عائشة يثبت ذلك، إذ قالت: رأيت قائد الفيل أعمى في مكة يتسول الناس، أي لم يستطع العودة إلى بلده.
ونشرت وسائل الإعلام المصرية تصريحات سابقة لدار الإفتاء المصرية، والتي جاء فيها تقريرا بعنوان "حادث الفيل" في باب "هذا ديننا"، وقالت فيه الدار: "كان العرب في الجاهلية يُعظِّمون البيت الحرام ويحجون إليه ويقدرونه ويرعون حُرمته ولا يجرؤ أحد على التقليل من شأنه، وكان هناك ملك لليمن أصله من الحبشة إذ ذاك يقال له أبرهة يدين بالنصرانية فأراد أن يصرف العرب عن الحج إليها فبنى كنيسة في صنعاء وسمَّاها القُليس ليحج الناس إليها"
وأضافت دار الإفتاء: "وحتى يتم له مراده قصد الكعبة ليهدمها فجهَّز جيشه وأعدَّ عدته ووقع له ما سجله القرآن الكريم في سورة الفيل: أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ * أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ * وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ * فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ [الفيل: 1 - 5]
وأوضحت دار الإفتاء أنه بينما أبرهة الحبشي في طريقه إلى الكعبة تصدت له بعض القبائل رغبة في حماية الكعبة، فخرج له ملك من ملوك حمير اسمه ذو نفر ومعه بعض قومه، وخرج له كذلك النفيل بن حبيب ومعه بعض القبائل اليمنية، إلا أنه تغلب عليهم جميعًا لعظم جيشه وكثرة عتاده، إلى أن وصل إلى مشارف مكة ووقع ما كان من إرساله أحد أتباعه إلى زعيم قريش وسيدها عبد المطلب جد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخبره أنه ما أتى لقتال إنما جاء ليهدم الكعبة فكان جواب عبد المطلب أن قريشًا تخلي له الطريق إلى الكعبة ولن يقاتلوه لأن البيت بيت الله وهو القادر على حمايته، وطلب منه أن يرد عليه الإبل التي أخذها فاستقل أبرهة الرجل بعد أن كان عَظَّمه أول الأمر؛ لأنه كان ينتظر منه أن يكلمه في شأن الكعبة ويطلب منه عدم هدمها لكن عبد المطلب لم يفعل
ثم دارت الأحداث وانهزم أبرهة وجيشه بعد أن سلط الله عليه جندًا من جنده، قال تعالى: وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ * تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ وحفظ الله البيت فزاد شرف قريش وعلت مكانتها بين العرب أكثر مما كانت عليه قبل.[1]
مرئيات
يوسف زيدان في برنامج رحلة في الذاكرة 21 نوفمبر 2022. |
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
روابط خارجية
الموقع الرسمي للدكتور يوسف زيدان للمخطوطات
- ^ "جدل واسع في مصر بين كاتب وعالم أزهري كبير حول قصة "هدم الكعبة" ووصفها ب"الإسرائيلية"". نبض. 2022-06-14. Retrieved 2022-06-15.