حركة الصحوة
جزء من سلسلة السياسة عن |
الإسلام السياسي |
---|
بوابة إسلام بوابة السياسة |
هذا المقال جزء من سلسلة عن:
الحركة السلفية |
---|
إسلام portal |
حركة الصحوة أو الصحوة الإسلامية، هي حركة ظهرت في السعودية من 1960 حتى 1980 تدعو إلى تطبيق المزيد من المبادئ الوهابية في المجتمع السعودي. كانت التأثيرات الأكثر وضوحًا للحركة هي القيود الكبيرة على حقوق المرأة، والحرية الدينية، والحريات الشخصية.[1][2] تشكلت المبادئ الأساسية للحركة من خلال المعتقدات الأصولية الإسلامية للتيار القطبي؛ مثل التنديدات الدينية بالديمقراطية والاعتقاد بأن الحكومات المعاصرة في العالم الإسلامي قد ارتدت عن الإسلام.[3]
الصحوة مصطلح سعودي يشير إلى جميع الحركات الإسلامية السياسية التي تشكل جماعة الإخوان المسلمين القطبية المظلة الرئيسية لها. وتعتبر السعودية فريدة من نوعها في منح العلماء (هيئة العلماء الدينيين والفقهاء الإسلاميين) دورًا مباشرًا في الحكومة.[4] كان العلماء المتأثرون بحركة الصحوة مؤثرين رئيسيين في القرارات الحكومية الكبرى، على سبيل المثال فرض حظر النفط 1973 وتعاون السعودية مع الولايات المتحدة أثناء حرب الخليج الثانية 1990.[5] بالإضافة إلى ذلك، كان لهم دور كبير في النظام القضائي والتعليمي[6] واحتكار السلطة الأخلاقية الدينية والاجتماعية.[7]
انتهت الحركة بعد تعيين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عام 2017، الذي أعلن العودة إلى "الإسلام المعتدل"،[8][9] لكن أفكار الصحوة ونشطائها، على الرغم من الاضطهاد،[10] احتفظوا بشعبيتهم.[11]
ومن أبرز رواد الحركة سفر الحوالي، محمد قطب، محمد سرور وسلمان العودة. كانت دعوات حركة الصحوة لطرد القوات الأمريكية بالقوة من العالم الإسلامي مصدر إلهام للعديد من التنظيمات القومية الإسلامية المسلحة؛ وأبرزها تنظيم القاعدة. كانت معاداة أسامة بن لادن لأمريكا قد تشكلت على يد الشخصيات الفكرية الرئيسية في حركة الصحوة؛ الذين روجوا لأعمال وأفكار سيد قطب. أدى قمع السعودية لتوجهات الصحوة إلى دفع بن لادن إلى تكفير الحكومة والدعوة علنًا إلى الإطاحة بالسلطات السعودية في أوائل التسعينيات.[12][13][14]
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة
البدايات: عهد الملك فيصل
يمكن تتبع أصول حركة الصحوة في السعودية إلى الستينيات عندما تبنى الملك فيصل موقفاً سياسياً ضد عبد الناصر، ودعم نشر كتب الإخوان المسلمين واستضاف اللاجئين منهم ومكنهم من بعض المواقع المؤثرة تربوياً في المملكة. وبعد وفاة عبد الناصر، والإفراج عن المعتقلين الإسلاميين في مصر وكان منهم قيادات وأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين، ازدهر النشاط الإسلامي في مصر بشكل أوسع مما كان عليه، وتجاوز حركة الإخوان إلى تيارات أخرى ورموز وقيادات. وخلال نفس الفترة كان النشاط الصحوي يتنامى في السعودية ودول الخليج العربي.[15]
العصر الذهبي: السبعينيات-الثمانينيات
تعتبر فترة السبعينيات هي البداية الفعلية للصحوة السعودية، وقد يُعزى ذلك لثلاثة أسباب:
- حادثة دخول جهيمان العتيبي الحرم المكي في نوفمبر 1979 التي أدّت إلى أن يوقف النظام السعودي الانفتاح على الغرب والتي يمكن أن تكون قد ساهمت في تشجيع الغاضبين منها على الالتحاق بجهيمان. بعد الحادثة أعطت الحكومة السعودية الإسلاميين مساحة واسعة للنشاط منعا لتكرار مثل هذه الحادثة وامتصاصاً للغضب.
- دخول الغزو السوڤيتي لأفغانستان في ديسمبر 1979، والذي أرادت الولايات المتحدة فيه من السعودية دعم المجاهدين الأفغان مستفيدة من قيادتها للعالم الإسلامي نكاية بالسوڤيت. وكان من الآثار الجانبية القوية لهذا الدعم توجه كثير من السعوديين وغيرهم من العرب للجهاد في أفغانستان بعلم وتشجيع النظام السعودي. وكان الجو وقتها مفعماً بدعم الجهاد والحديث عن بطولات المجاهدين الأفغان في الإعلام والمجالس والمدارس والجامعات.
- قيام الثورة الإيرانية وصعود الخميني 1979، حيث كان انتصار الخميني كنموذج للإسلام الشيعي محرجا للنظام السعودي، فكان لا بد من أن يقدم النظام السعودي بصفته حاكماً لبلاد الحرمين نموذجاً مكافئاً. وبما أن النظام لا يستطيع أن يتقشف أو أن يخرج من عباءة الولايات المتحدة كان الحل إطلاق العنان للنشاطات الإسلامية على مستوى المجتمع حتى تعكس الصورة المطلوبة ويمتص النظام تطلع المجتمع لتغيير ديني على مستوى الدولة.
هذه العوامل الثلاث كانت سبباً في أن تتوسع الصحوة كماً ونوعاً وتأثيراً خلال الثمانينات سواء في السعودية أو الخليج ومصر أو غيرها من الدول العربية.
الأفول: بداية التسعينيات-الحاضر
ومع اندلاع حرب الخليج الثانية، رأت الحكومة السعودية أن المبادئ التي تدعو لها حركة الصحوة تتعارض بشكل كبير مع استضافتها قرابة نصف مليون جندي أمريكي للمشاركة في الحرب، لذلك قررت البدء في تقييد النشاطات الصحوية تدريجياً وإبعاد المؤثرين من قيادات الصحوة عن المنصات المؤثرة سواء في المساجد ومراكز الدعوة أو في التعليم أو في الإعلام. وتعاملت معظم الدول الأخرى مع تيار الصحوة بنفس المعاملة وأدى تعاملها إلى نفس النتيجة، وهي انحسار حركة الصحوة في الدول العربية بشكل عام.
وضيقت السلطات السعودية على مشايخ تيار الصحوة ومنعتهم من التحركات وإلقاء الخطب، وأودعت بعضهم السجون، فعلى سبيل المثال منع سلمان العودة في سبتمبر 1993 من إلقاء الخطب والمحاضرات العامة، ثم أودع السجن في 16 أغسطس 1994 فقضى فيه خمس سنوات دون محاكمة. كما اعتقل سفر الحوالي أكثر من مرة 1994-1999 على خلفية مواقفه. كما منع الشيخ عائض القرني من التدريس والخطابة والسفر للخارج لمدة عشر سنوات.
حدث تحول في مسار رموز تيار الصحوة بعد مرحلة السجون والمطاردة، وتبنوا منهجاً مختلفاً تخلوا بموجبه عن أسلوب المعارضة الجهرية للسياسات الحكومية، واستبدل بعضهم مصطلح "المواجهة" مع مصطلح "النصح"، كما ساهموا في التقريب بين الشباب السلفي والنظام السعودي. فقد راجع العودة أفكاره قبل الإفراج عنه في أبريل 1999 على أيدي عدد كبير من العلماء حاوروه داخل السجن. وبعد خروجه منه طور خطاباته وأصدر نصاً مصوراً بعنوان "نعم أتغيَّر". وتحرك الشيخ العودة في نجد، وقدم تنظيراً مقرباً للجماعات السلفية مع مفاهيم كانوا يرفضونها مثل الديمقراطية وحقوق الإنسان والانفتاح على الآخر. ومن جهته، سفر الحوالي وبحكم وجوده في الحجاز بذل جهودا ضخمة من أجل تقريب رموز الشباب السلفي مع النظام السعودي، بل قام بجولات متكررة أثمرت عن تسليم البعض نفسه للنظام بعد أن كان مطلوباً ضمن قائمة أنصار القاعدة في السعودية.
ورغم تخلي رموزه عن المواجهة العلنية مع النظام السعودي، ظل تيار الصحوة تحت الرقابة، وهو ما حصل مع الشيخ العودة الذي حرم من المنابر ومنع من السفر إلى الخارج، عندما أعلن تأييده لحراك الشعوب السلمي خلال ثورات الربيع العربي.
ومع تولي الملك سلمان حكم السعودية ومنحه ولاية العهد لنجله محمد، شهدت المملكة تغيرات انفتاحية، فسرها البعض بأنها تؤشر لرغبة الملك وولي عهده بقطع العلاقة مع أتباع التيار الصحوي، وهو الاحتمال الذي تعزز لدى مراقبين بعد إعلان محمد بن سلمان في أكتوبر 2017 عودة السعودية إلى التيار الوسطي.
الأيديولوجيا
يتبنى تيار الصحوة السعودي الأفكار التي تدعو إلى الحفاظ على العقيدة الإسلامية وتحصين المجتمع السعودي من "التغريب"، ويقدم نفسه تياراً يعتمد على "المنهجية الوسطية المعتدلة الرافضة للتطرف". وقد تأثر شيوخه بفكر جماعة الإخوان المسلمين من بينهم سلمان العودة وسفر الحوالي. تحدى الصحويون السلطة السياسية والدينية في السعودية ممثلة في هيئة كبار العلماء، ودخلوا في صراع معهما، بعد أن تبنوا مواقف من سياسات النظام، حيث انتقدوا علانية وجود القوات الأجنبية في السعودية وتعاون بلادهم مع الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية عام 1991. [16]
الأنشطة
يكتب أعضاء الصحوة عرائض عامة وينشرون خطبهم على أشرطة صوتية. ويطالب زعماء الصحوة بدور أكبر لرجال الدين في الحكم، وفرض قيود على امتيازات العائلة المالكة، وشفافية أكبر فيما يتصل بالأموال العامة، ومجتمع أكثر محافظة من الناحية الإسلامية كوسيلة دفاع ضد التأثيرات الثقافية الغربية.[17]
في مارس 2003، أصدر سلمان العودة فتوى يحظر فيها على أي فرد أو جماعة أو دولة المشاركة في ضرب العراق "لا بقول ولا فعل ولا دلالة ولا إشارة ولا تموين ولا دعم". وأشرف رموز هذا التيار أبرزهم سلمان العودة على جمع توقيعات العلماء على بيان يرفض أن تطأ أقدام الجنود الأجانب أرض الجزيرة العربية، كما طالبوا بالإصلاح السياسي، ووقعوا في يونيو 1992 على "مذكرة النصيحة" التي وجهها علماء وأساتذة جامعات للملك الراحل فهد بن عبد العزيز، وتضمنت المطالبة بإصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية وإعلامية في الإطار الشرعي الإسلامي.
الآراء
يعارض أنصار الصحوة وجود القوات الأمريكية على الأراضي الإسلامية. وفي عام 1991، ألقى الحوالي خطبة قال فيها: "إن ما يحدث في الخليج هو جزء من مخطط غربي أوسع نطاقاً للهيمنة على العالم العربي والإسلامي بأكمله".[18]
انظر أيضاً
المصادر
- ^ "Obstacles to Equality for Saudi Women". Middle East Institute (in الإنجليزية). Retrieved 2022-07-10.
- ^ "SAUDI ARABIA, Human Rights Developments". www.hrw.org. Retrieved 2022-07-10.
- ^ Wehrey, Frederic (2017). Beyond Sunni and Shia: The Roots of Sectarianism in a Changing Middle East. 198 Madison Avenue, New York, NY 10016: Oxford University Press. pp. 42–45. ISBN 9780190876050.
{{cite book}}
: CS1 maint: location (link) - ^ Goldstein, Natalie (2010). Religion and the State. Facts On File. p. 118. ISBN 978-0-8160-8090-8.
- ^ Obaid, Nawaf E. (September 1999). "The Power of Saudi Arabia's Islamic Leaders". Middle East Quarterly. VI (3): 51–58.
- ^ Farsy, Fouad (1992). Modernity and tradition: the Saudi equation. Knight Communications. p. 29. ISBN 978-1-874132-03-5.
- ^ Ron Eduard Hassner (2009). War on sacred grounds. Ithaca : Cornell University Press. p. 143. ISBN 978-0-8014-4806-5.
- ^ "I will return Saudi Arabia to moderate Islam, says crown prince". the Guardian (in الإنجليزية). 2017-10-24. Retrieved 2021-10-11.
- ^ "Saudi Arabia's Islamic Awakening Could be Facing Its Demise". Fanack.com (in الإنجليزية الأمريكية). 2018-11-06. Retrieved 2022-07-10.
- ^ "Saudi Arabia 'arrests clerics in crackdown on dissent'". BBC News (in الإنجليزية البريطانية). 2017-09-13. Retrieved 2022-07-10.
- ^ Ibrahim, Arwa. "What is Sahwa, the Awakening movement under pressure in Saudi?". www.aljazeera.com (in الإنجليزية). Retrieved 2022-07-10.
- ^ Heurman, Rinse (2020). Salafism and the Political: A Case Study of the Egyptian Hizb al-Nour (PDF) (Thesis). Radboud University Nijmegen. Retrieved 20 September 2021.
- ^ Ismail, Evin (2022). "8: Between Qutb and ISIS: The Sahwa". The Antisemitic Origins of Islamist Violence: A Study of the Muslim Brotherhood and the Islamic State. Uppsala University, SE-75126 Uppsala, Sweden: Uppsala University. pp. 165–167. ISBN 978-91-506-2942-2.
{{cite book}}
: CS1 maint: location (link) - ^ Miller, Flagg (2015). The Audacious Ascetic: What the Bin Laden Tapes Reveal about al-Qaʿida. Madison Avenue, New York, USA: Oxford University Press. pp. 192–194. ISBN 978-0-19-026436-9.
- ^ "الصحوة: تاريخها، حقيقتها، تقويمها، آثارها". الحركة الإسلامية للإصلاح. Retrieved 2024-08-11.
- ^ ""الصحوة".. تيار فكري سعودي تصادم مع النظام". الجزيرة نت. 2018-01-21. Retrieved 2024-08-11.
- ^ خطأ استشهاد: وسم
<ref>
غير صحيح؛ لا نص تم توفيره للمراجع المسماةgp
- ^ Bergen, Peter L. (2001). Holy War, Inc.: Inside the Secret World of Osama bin Laden. New York: Free Press. p. 78. ISBN 978-0-7432-3467-2.