الخرتيت (مسرحية)
الخرتيت Rhinoceros | |
---|---|
كتبها | أوجين يونسكو |
تاريخ أول عرض | 1960 |
الخرتيت (Rhinoceros، الاسم الأصلي بالفرنسية Rhinocéros)، هي مسرحية لأوجين يونسكو، كتبها عام 1959. تنتمي المسرحية لمدرسة الدراما المعروفة بالمسرح العبثي. على مدار ثلاث فصول، سكان بلدة فرنسية محلية صغيرة، يتحولون إلى خراتيت؛ في النهاية الإنسان الوحيد الذي لا يستسلم لهذا التحول الشامل هو الشخصية المحورية في المسرحية، برنجيه، الذي تتميز شخصيته طوال المسرحية بشربه وتأخره. عادة ما تُقرأ المسرحية كرد فعل ونقد للتصاعد المفاجئ للشيوعية، الفاشية، والنازية خلال الأحداث التي سبقت الحرب العالمية الثانية، وتستكشف الموضوعات المتطابقة، الثقافة، الحركات الجماعية، الفلسفة والأخلاق.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ملخص القصة
ذات يوم، وبالتحديد في يوم عطلة الأحد وفي الصباح الباكر، لاحظ أحد سكان مدينة صغيرة أن ثمة خرتيت مر وسط الشارع ثم اختفى في الجهة المقابلة. بدأ تناقل الخبر بين الناس وتدور النقاشات حول الموضوع بين الممثلين على الخشبة، ثمة صحافي يحاول نقل الخبر إلى الصحيفة. بلبلة تحصل في مقر عمله بين المصور وكاتب الخبر والمحلل والمسؤول؟ هل حقاً مر وحيد القرن وسط المدينة؟[1]
من يؤكد الخبر؟ من ينفيه؟ لكن في صباح اليوم التالي، يقرأ الأهالي الخبر الأكيد في الصحيفة. كتبته ديزي التي رأت بعينها ويرفضه برنجيه الموظف هناك أيضاً. ثم تصل امرأة الى مقر الصحيفة لتؤكد أن زوجها تحوّل وأصبح خرتيت! تخبرهم كيف رأت بعينها الموضوع، وكيف تبعت زوجها وحيد القرن على الرصيف وكيف صادفت أكثر من وحيد قرن يتمشون في المدينة.
يزور برنجيه صديقه جان المريض في وقت لاحق.
يدور حديث حول الموضوع وخلال المناقشة يلاحظ برنجيه أن صديقه جان بدأ يتحول أمامه: أصبح جلده قاسياً وشبيهاً بجلد الحيوان وبدأ ينبت في رأسه القرن!
بعد حين، يعود الى عمله ويستمع إلى الأخبار: الأكثرية في المدينة تحولت وأصبح هذ الحيوان بعدده المتكاثر هو في الطليعة! وحده برنجيه بقي رجلاً طبيعياً! لماذا؟
هذا العمل المسرحي الذي شغل بال مشاهديه حين قدمه اوجين يونسكو للمرة الأولى في باريس في الستينات من القرن العشرين أثار جدلاً واسعاً حول عبثيته المفرطة وغرائبيته وعمق معناه.
اليوم، يُقدم هذا العمل على خشبة باريسية أيضاً وهي خشبة "مسرح المدينة" المخرج ايمانوييل دومارسي موتا. وبرأي النقاد أن هذا العرض اليوم هو من أجمل وأعمق أسلوب إخراجي في تقديمه. ليس عرض "وحيد القرن" سهلاً بالأساس، أما دومارسي ـ موتا فقد استغنى عن تفاصيل كثيرة في الديكور والأزياء وأبقى على عمق الحدث والنقاشات. الكلام، الكلام، عمق الفكرة الأساسية في العمل التي تدور حول تميز كل إنسان وخصائص كل إنسان في المجتمع. وقد أبدع معه الممثلون وهم في الأدوار الرئيسية: هيو كيستير (جان) وسيرج ميجياني (برنجيه) واليري داشوود (ديزي). يستمر العرض الذي بدأ في أوائل الشهر إلى الثامن منه.
الحبكة
الفصل الأول
تبدأ المسرحية في ميدان قرية فرنسية صغيرة. صديقان - جان البليغ، المثقف ولكنه شديد الفخر بنفسه، وبرنجيه البسيط، الخجول، طيب القلب، الثمل - يلتقيان في مقهى للحديث عن مسألة ملحة غير محددة. بدلاً من الحديث عما يفترض أن يتحدثوا عنه، يغضب جان من تأخر برنجيه وحالة السكر التي تبدو عليه ويظل يوبخه حتى يقتحم خرتيت الميدان، ويحدق الناس فيهم بإنداش. يبدأ الناس في نقاش ما حدث في الوقت الذي يظهر فيه خرتيت آخر ويسحق قطة إمرأة. يولد هذا حالة غضب عارمة ويبدأ الناس في الإحتشاد معاً لينادون بعدم السماح بتواجد هذه الخراتيت. وتبدأ حركة الحشود في الظهور على الشاشة.
الفصل الثاني
يصل برنجيه متأخراً إلى عمله في مكتب الصحيفة المحلية، لكن ديزي موظفة الاستقبال بالصحيفة (التي يحبها برنجيه)، تتستر عليه. وفي المكتب، وصل برنجيه متأخراً للعمل في مكتب الصحيفة المحلية، إلا أن موظفة الاستقبال ديزي (التي كانت على علاقة عاطفية مع برنجيه)، كانت تقوم بعمله لحين وصوله. وفي المكتب، اشتعل نقاش بين دودار الحساس المنطقي، وبين بوتار العنيف العصبي؛ حيث أن بوتار لا يعتقد أن الخرتيت ظهر بالفعل في فرنسا بالرغم من أن جميع الشهود يؤكدون على ظهوره.
فجأة، السيدة بيوف (زوجة موظف زميل)، تظهر لتقول أن زوجها قد تحول إلى خرتيت وأن الشوارع مكتظة بالناس الذين فروا إليها. يجادل بوتار في حقيقة وجود حركة "الخراتيت" الشهيرة والتي تزعم السيدة بيوف أنها تحدث، قائلاً أن السكان المحليين شديدي الذكاء بحيث لا يمكن خداعهم بتلك الأنباء الفارغة. بالرغم من هذا، فإن السيد بيوف (الذي تحول إلى خرتيت) وصل ودمر السلم المؤدي إلى المكتب، محاصراً جميع العاملين ورئيسهم، السيد پاپيون، في الداخل. السيدة بيوف إنضمت لزوجها وقفزت أسفل السلم بينما فر العاملين بالمكتب من النافذة.
ذهب برنجيه لزيارة جان ليعتذر له عما حدث اليوم السابق، لكنه وجده في السرير، مريض بدرجة لم يعهدها من قبل. بدأ الصديقان في الجدل ثانية، في البداية عن إحتمال أن يتحول الناس إلى خراتيت بالفعل، ثم عن أخلاق التحولات. فقد كان جان في البداية معارضاً بصلابة للخراتيت، إلا أنه تدريجياً أخذ يلين. وتتلاحق الأحداث، ويأخذ جلد جان في التحول إلى اللون الأخضر، وتتحول الكدمة الموجودة في رأسها إلى قرن، ويصبح صوته أجش، ويبدأ في التحرك داخل مسكنه كأنه وحش. في النهاية، يعلن أن للخرتيت الحق في الحياة كالبشر وأن "الإنسانية ماتت، وأن أولئك الذين يتمسكون بها ما هم إلا أشخاص عاطفيون قدماء" بعدها تحول إلى خرتيت وأخذ يطارد برينجيه خارج مسكنه.
الفصل الثالث
تحول كل سكان البلدة إلى خراتيت عدا برنجيه، دودار وديزي. برنجيه عالق في مسكنه، صارخاً في الخراتيت التي تدمر الحضارة حتى وصل دودار للإطمئنان عليه. استهان دودار بالتحولات قائلاً أن الناس لهم الحق في اختيار ما يقومون به، حتى وإن التحول؛ لكن برينجيه أصر على أن التحولات لم تكن طوعية لأن صديقه جان كان في البداية يكره الخراتيت وأنه قد يكون تعرض لغسيل مخ. دودار يرد بأن الناس قد تغير رأيها وأنها تكون بالتدريج تصبح أكثر قبولاً حتى يخلص في النهاية إلى أن "يلحق بأقرانه وبقادته" بعدها غادر المسكن وتحول إلى خرتيت.
قبل دقائق من مغادرته، وصلت ديزي. تأكدت ديزي وبرنجيه من أنهما بمفردهما - البشر الوحيدون في عالم الوحوش. صرح برينجيه لديزي بحبه وبادلته بالمثل. حاولوا، ولو لفترة وجيزة، التمتع بحياة طبيعية وسط الخراتيت. بعدما إقتراح برينجيه أن يحاولا إعادة إيجاد الجنس البشري، بدأت ديزي في التحول عنه، قائلة أن برنجيه لا يفهم الحب. وبدأت في الاعتقاد بأن الخراتيت على حق - وهم المحبون الحقيقيون. أخذ برينجيه في توجيه الصفعات لديزي بدون تفكير، وسرعان ما تدارك ما يفعله. اعتبرا حالتهما كما فسرها برينجيه، "بضع دقائق مررنا بها كأنها خمسة وعشرون عام من الزواج!" حاولا تسوية مشكلاتهم لكنهما لم ينجحا. في الوقت الذي كان فيه برنجيه يتفحص نفسه في المرأة بحثاً عن أي دليل لتحوله، غادرة ديزي على الفور لتنضم إلى الخراتيت.
بعدما إكتشف أنه وحيداً، جلس برينجيه يأسف على سلوكه مع ديزي. أثناء عزلته بدأ برينجيه الشك في وجوده - لغته، مظهره، وعقله. وحيداً، وجد نفسه مخطئاً وحاول أن يتحول إلى خرتيت. حاول لكنه فشل. عاد إلى المرأة، وجهاً لوجه أمام مصيره وكسر المرأة وهو يكافح لقبول نفسه في المكان الذي وضعها فيه. فجأة، يخرج منها ويجدد عهده بمواجهة الخراتيت. يصرخ برينجيه بشجاعة للحشود "لن أستسلم!" قبل أن يعود إلى النافذة يعتدي على خرتيت عابر.
نقد
يرى بعض النقاد أن مسرحية الخرتيت تمثل بداية مرحلة هامة في أدب يونسكو، فالبطل برنجيه يقف وحيداً في آخر المسرحية، ويعلن أنه آخر إنسان في العالم، وأنه سيحارب العالم بأسره دفاعاً عن حريته.[2] هذه نغمة جديدة في مسرح يونسكو، فقد كان أبطاله في مسرحياته السابقة يقفون أمام مصايرهم موقف اليأس والاستسلام، في حين أن البطل في هذه المسرحية يواجه مصيره في شجاعة، بل ويقرر مهاجمته واقتحامه. وقد أعلن يونسكو رأيه في العلاقة بين الفن والحياة بصورة صريحة، فرأى أن العمل الفني ينبغي أن يكون بناء قائما بذاته مستقلا عن الواقع كما نراه في حياتنا اليومية، وكما هو ماثل في الأوضاع الاجتماعية والتاريخية، ورأى أن العمل الفني لا يخدم أية غاية نفعية خارج نطاقه، وأنه ليس من مهمة الفنان أن يسعى إلى عالم أفضل أو أن يدلنا على صورته.
المصادر
- ^ "مسرحية ليونسكو في باريس .. وحيد القرن في المدينة". جريدة المستقبل اللبنانية. 2004-9-20. Retrieved 2014-02-20.
{{cite web}}
: Check date values in:|date=
(help) - ^ "من المسرح العالمى الخرتيت (من الشرق والغرب)". مكتبة نون. 2004-9-20. Retrieved 2014-02-20.
{{cite web}}
: Check date values in:|date=
(help)
قراءات إضافية
- Ionesco, Eugene, (Translated into English by Derek Prouse), Rhinoceros and Other Plays, New York : Grove Press, 1960. ISBN 0-8021-3098-4