رأس نواذيبو
رأس نواذيبو Cap Blanc هي شبه جزيرة يبلغ طولها قرابة 60 كليومتر وتقع على الساحل الغربي لقارة إفريقيا على المحيط الأطلسي. شبه الجزيرة منقسمة إلى جزء تابع لموريتانيا والآخر للمملكة المغربية وكانت في ما سبق مستعمرة إسبانية. يعرف رأس نواذيبو دوليا برأس الأبيض (بالإسبانية: Cabo Blanco) (بالفرنسية: Cap Blac).
في القرنين الرابع والخامس عشر بدأت إسبانيا تهتم في السواحل الغربية لإفريقيا أو ما يعرف اليوم بالصحراء المغربية نتيجة لنشاط الصيد البحري الذي يمكن للصياديين الإسبانيين القيام به من جزر الكناري ويعتبر رأس نواذيبو المنطقة الوحيدة في إفريقيا وعلى المحيط الأطلسي التي تضم مستعمرة لفقمة الراهب المهددة بالإنقراض.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
الموقع
تنقسم شبه جزيرة نواذيبو والتي هي عبارة عن لسان أرضي رقيق ممتد إلى المحيط إلى قسم غربي تابع للمغرب حيث تقع مدينة الكويرة المهجورة وقسم شرقي تابع لموريتانيا حيث مدينة نواذيبو والتي كانت في السابق تعرف بإسم پور إيتيان Port Etienne.
التاريخ
لقد كان البرتغاليون أول الواصلين إلى ما سموه الرأس الأبيض في عام 1441. أيضا أبدى الصيادون الإسبان اهتمامًا لشبه الجزيرة وذلك بسبب نشاطهم البحري المتمثل في صيد الأسماك والفقمات من جزر الكناري (مستعمرات إسبانية) والذي امتد من مدينة الداخلة الواقعة في الصحراء المغربية إلى رأس نواذيبو ابتداء من 1500 و حتى الآن. إضافة إلى ذلك شمل نشاط الإسبان البحري صيد الحيتان السنامية وعجول الحيتان في مناطق عدة كـالرأس الأخضر وجزر أنوبان وساو تومي وپرينسيپ حتى 1940. أسبغ ذلك النشاط البحري تأثير سلبي على الحياة البحرية مسببا انقراض العديد من الكائنات المعرضة أصلا للانقراض مما استدعى اتخاذ خطوات للحد من ذلك التأثير.
في عام 1885، بسط الإسبان نفوذهم على الأرض امتداد من 20 درجة شمالا (قرب الرأس الأبيض) حتى 26 درجة شمالا (قرب رأس بوجدور) وأصبحت تلك المستعمرة محمية تدار من جزر الكناري. لاحقا، استعمرت فرنسا الصحراء الغربية بما فيها رأس نواذيبو والذي استدعى إعادة رسم الحدود في مؤتمر عقد في 1900 حيث اتفقت فرنسا وإسبانيا على تقسيم شبه الجزيرة بجزء تابع للصحراء الإسبانية وآخر لمستعمرة غرب إفريقيا الفرنسية. لكن حاليا ما زال الخلاف قائم بين الپوليزاريو والسلطات المغربية حيال تبعية الجزء الغربي.
فقمة الراهب
امتد وجود مستوطنات الفقمات عديمة الآذان والتي تعرف أيضا بفقمات الراهب المتوسطية على مدى شمال غرب المحيط الأطلسي وحتى مناطق واسعة من البحر المتوسط والبحر الأسود. أيضا وجدت مستوطنات كثيرة قبالة سواحل جزر المتوسط وجزر الأطلسي كالكناري وماديرا وپورتو سانتو وإيلياز ديزرتاز (Ilhas Desertas "الجزر المهجورة") حتى جنوبا وصولا إلى گامبيا وجزر الرأس الأخضر. ولكن اليوم لم يعد لأغلب تلك المستعمرات وجود وأصبح وجودها مقتصرا على شبه جزيرة نواذيبو والتي تعتبر المنطقة الوحيدة في العالم التى ما زالت تحتفظ على مستوطنة لفقمة الراهب.
في صيف عام 1997، انقرض ثلثا مجموع الفقمات في شبه الجزيرة جراء أسباب ما زالت مجهولة مما تسبب في تشكيل خطر محدق بالمستوطنة التى كانت أصلا تعاني من أعدادها المتناقصة. هناك العديد من الآراء تجاه تلك الظاهرة و لكن يحتمل أن يكون الانقراض المفاجئ سببه حمى الحصبة أو ازدهار الطحالب السامة ولكن مهما كانت الأسباب فإن تلك الموت المفاجئ لأعداد كبيرة من الفقمات يؤكد الوضع غير المستقر للمستوطنة. لقد قل عدد المفقمات منذ عام 1997 و يبقى العدد مهم بنسبة للمستوطنة حيث أن عدد الفقمات لم يزد بالمعدل المطلوب. حاليا يوجد 150 فقمة في رأس نواذيبو من أصل 310 في عام 1997 وخطر الانقراض الكامل ما زال ماثلاً.