پيتر پول روبنز
پيتر پول روبنز | |
---|---|
Peter Paul Rubens | |
وُلِدَ | پيتر پول روبنز 28 يونيو، 1577 |
توفي | 30 مايو 1640 | (aged 62)
الجنسية | Flemish |
التعليم | Tobias Verhaecht Adam van Noort Otto van Veen |
اللقب | Painting, drawing, tapestry design, print design |
الحركة | Flemish Baroque |
الزوج | |
الأنجال | 8, including Nikolaas and Albert |
الوالدان | |
التوقيع | |
پيتر پاول روبنز ( Peter Paul Rubens ؛ /ˈruːbənz/ ROO-bənz,[1] هولندية: [ˈrybə(n)s] ؛ وُلِد في زيگن، وستفاليا 28 يونيو 1577 - أنتوِرپ في 30 مايو 1640) هو رسّام فلامنكي (نسبة إلى مقاطعة فلاندرس في بلجيكا). تعتبر أعماله مثالا صارخا على المدرسة الباروكية في فن التصوير ، كانت تجمع بين أسلوب المدرسة الإيطالية وواقعية المدرسة الفلامكنية.
أدار ورشة للتصوير في أنتويرپ -بلجيكا- (Antwerpen)، طور أسلوبه الخاص، والمتميز بالألوان المثيرة والرسومات المتوهجة، كانت له قوة تعبيرية ظهرت من خلال المواضيع المختلفة التي عالجها (الحِسية، والحركية)، أظهر فنه تأثرا واضحا بالحركة الإصلاحية التي شملت العقيدة الكاثوليكية. كان مطلوبا لدى العديد من البلاطات الملكية والأميرية في أوروبا. أنجز العديد من اللوحات لـ"ماري من مديتشي" (ملكة فرنسا) و"فيليپه الرابع من إسپانيا. وصل بيتر بول روبنز إلى قمة عمله الفني في أنتفيربن[2].
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
النشأة
ولد أعظم المصورين الفلمنكيين في 1577 ، من سلسلة طويلة من رجال أعمال موفقين ، وتابع هو السلسلة. ودرس أبوه، جان روبنز، القانون في بادوا ، وتزوج من ماريا بيبلنكس. وانتخب عضواً في المجلس التشريعي في أنتورب وهو في سن الحادية والثلاثين وأتهم البروتستانتية فاستبعد بالذات من العفو العام الذي صدر 1574، وهرب مع زوجته وأطفاله الأربعة إلى كولين، وهناك اختارته مستشاراً قانونياً، آن السكسونية (زوجة وليم أورانج التي افترقت عنه)، وارتكب معها الفحشاء ، فأودعه الأمير السجن في ولنبرج ولكن ماريا غفرت لزوجها زلته وبعثت إليه برسائل رقيقة مؤثرة ، وقدمت الالتماسات وكافحت من أجل الإفراج عنه ، حتى تم لها ذلك بعد عامين من المحاولة، شريطة أن يبقى جان تحت المراقبة في سجن في وستاليا ولحقت به هناك في 1573 ، ومن المحتمل أن بيتربول رأى النور هناك، وعمد الطفل وفق الطقوس اللوثرية، ولكن وهو لا يزال في المهد ، تحولت الأسرة إلى الكاثوليكية. وفي 1578 انتقل جان مع أسرته إلى كولون حيث اشتغل بالقانون وأثرى وازدهر وعند موته 1578 قصدت ماريا مع أطفالها إلى أنتورب للإقامة فيها.
وتلقى روبنز تعليمه الرسمي حتى سن الخامسة عشر فحسب، ولكنه زاد عليه بالدأب على القراءة وبالخبرة والتجربة. وظل لمدة عامين وصيفاً في خدمة كونتس لالنج في أودينار ، والمفروض أنه تعلم هناك الفرنسية والسلوك الرفيع الذي تميز به عن معظم فناني عصره. ولما لحظت أمه ميله إلى الرسم، ألحقته للتدريب على يد طوبيا فرهاخت ، ثم آدم فإن نورت ، وأخيراً أوتوفاينوس، وكان رجلاً واسع الثقافة لطيف الحديث.
السفر إلى إيطاليا
قصد روينز وهو الآن في سن الثالثة والعشرين، إلى إيطاليا ليدرس الروائع التي هزت شهرتها النفوس المتعلقة بالتصوير. وفي فينيسيا عرض أعماله الخاصة على رجل في حاشية فنسنزو جونزاجا دوق مانتوا. وسرعان ما التحق روبنز بقصر الدوق في مانتوا ، رساماً للبلاط وهناك أبدع لوحتين قاربتا الكمال الفني: "جوستوس لبسيوس وتلاميذه" وكان بين التلاميذ فيها بطرس وأخوه فيليب، ثم لوحة تمثله هو نفسه ، أي روبنز، وهو نصف أصلع في الخامسة والعشرين. ولكنه ملتح جريء يقظ. وقام برحلات قصيرة إلى روب لينسخ للدوق بعض الصور، وإلى [فلورنسا] حيث شهد (ورسم فيما بعد بشكل مثالي) زواج ماريا مديتشي من هنري الرابع الغائب. وفي 1603 أوفده الدوق في مهمة دبلوماسية إلى أسبانيا يحمل هدايا إلى دوق ليرما، وتقبل الوزير الرسوم التي كان روبنز قد قام بنسخها على أنها لوحات أصلية، وعاد الفنان إلى مانتو دبلوماسياً ناجحاً.
وفي رحلة ثانية إلى روما استقر به المقام فيها مع أخيه الذي كان أمين مكتبة كاردينال. وأبدع بيتر آنذاك عدة لوحات للقديسين، منها لوحة "القديس جريجوري يصلي للعذراء". وقد اعتبرها أولى روائعه. وفي 1608 سمع بمرض أمه، فاستحث السير شمالاً إلى انتورب، وتأثر أشد التأثر حين وجد أنها قد فارقت الحياة. وكان حبها الموسوم بالحكمة والصبر قد ساعد على خلق مزاجه المرح الذي سعدت به حياته. وفي نفس الوقت كان قد تعلم الكثير في إيطاليا. فإن لون البنادقة المغري البديع، والشهوانية الحسية في لوحات جيوليو رومانو الجصية في مانتوا. والجمال الأخاذ الهادئ في رسوم النساء التي أبدعتها يد كوريجيو في بارما، والفن الوثني في روما الوثنية المسيحية معاً وارتضاء المسيحية للاستمتاع بالخمر والنساء والغناء-كل أولئك امتزج بدمه وفنه. حتى أنه عندما عينه الأرشيدوق ألبرت مصور البلاط، في أنتورب 1609 ، اختفت كل بقايا الفن القوطي في التصوير الفلمنكي، واكتمل انصهار الفن الفلمنكي والفن الإيطالي معاً.
الرجوع إلى الوطن
وكان ضرباً من الحكمة على غير قصد من أنه كان متغيباً عن الأراضي الوطيئة طوال ثمانية أعوام الحرب، وأنه تلقى قرار تعيينه في أول أعوام الهدنة، ففي السنوات الأثنتي عشر التالية على وجه التحديد استعادت أنتورب وبروكسل حياتهما الثقافية. ولم يكن روبنز بالعنصر اليسير في هذا البعث. ويحصي مؤرخ سيرته 1204 من اللوحات الزيتية و380 من الرسوم له ، ولا يستبعد أن كثيراً غير هذه وتلك لم يسجله التاريخ. وليس لهذا الخصب مثيل في تاريخ الفن. ويكاد الأمريكيون كذلك بالنسبة لتنوع الموضوعات وسرعة التنفيذ. وكتب روبنز يقول: "إن موهبتي من طراز معين، ولم تروعني معه أية مهمة مهما عظم حجمها أو تشعبت موضوعاتها "-لقد أنجز في خمسة وعشرين يوماً الثلاث التي تمثل "النزول عن الصلب" لكاتدرائية أنتورب، وفي ثلاثة عشر يوماً لوحة "عبادة الملوك" الضخمة الموجودة الآن في متحف اللوفر.
وبالإضافة إلى راتبه السنوي في البلاط وقدره 500 فلورين كان يتقاضى أجراً عن كل إنتاج فردي. أنه قبض مبلغاً ضخماً، 3800 فلورين (47.500 دولار ؟) عن التحفتين السابق ذكرهما، أي بمعدل اجر يومي قدره 100 فلورين (1250 دولاراً؟). وذهب جزء من هذا المبلغ بطبيعة الحال إلى المساعدين العديدين الذين كان كثير منهم مسجلاً في نقابة الفنيين بوصفهم أساتذة. ورسم جان بروجل "المخمل" الأزهار في لوحات روبنز ورسم جان ولدنز المناظر الطبيعية والحواشي الثانوية، ورسم بول دي فوز المعادن والفاكهة، أما فرانس سنيدرز فقد صور بطريقة نابضة بالحياة الرأس المستدق بشكل دقيق للكلب في لوحة "ديانا عائدة من الصيد(14)" ولسنا ندري نصيب سنيدرز ونصيب روبنز في مناظر الصيد الهائلة في قاعات درسن وميونيخ ومتحف المتربوليتان في نيويورك. وفي بعض الحالات رسم روبنز الأشخاص، وترك لمساعديه الدهان. وكان روبنز يقدم لزبائنه بياناً صادقاً عن درجة إسهامه بنفسه في اللوحات التي باعهم إياها. وبهذه الطريقة وحدها استطاع أن يواجه الطلبات التي انهالت عليه. وأصبح مرسمه مصنعاً يعكس أساليب العمل في اقتصاد الأراضي الوطيئة، وأدى الخصب في اٌلإنتاج والسرعة في الإنجاز إلى الحط من نوعيته، ولكنه قارب الكمال إلى حد يصبح معه إله الفن الفلمنكي.
وأحس روبنز بالطمأنينة فتزوج في 1609. وكانت إزابلا برانت ابنة محام وعضو المجلس التشريعي في أنتورب، ومن ثم كانت شريكة صالحة لابن محام وعضو في المجلس التشريعي في المدينة نفسها. وأقام روبنز في بيت أبيها حتى يتم إعداد داره الفخمة المطلة على قناة وابنز. وفي واحدة من أجمل لوحاته نرى بيتر وايزبللا تغمرهما سعادة الأيام الأولى من الزواج، أما هي فتراها مكسوة بأردية فضفاضة مشدودة الخصر بصدار مزدان برسوم الأزهار، وقد وضعت يدها على يده في ثقة واستشار، وبرز وجهها المفعم بالحيوية من طوق رقية مكشكش أزرق هائل، وتوج رأسها بقبعة فارس، أما هو فتراه مكتمل الرجولة والنجاح، ذا ساقين قويتين ولحية بيضاء وملامح وسيمة، يرتدي قبعة مزدانة بالأشرطة. ولم تعمر إيزابلا بعد الزواج أكثر سبعة عشر عاماً، ولكنها أنجبت له أبناء سهر على تربيتهم ورسمهم في حب وإعزاز، فهناك لوحة الولد المجعد الشعر في متحف قصر فريدريك، برلين، وهو ممتلئ الجسم جميل سعيد، يلعب بيمامة، ويمكن أن نراه مرة أخرى في لوحة "أبناء الفنان"، وقد كسته السنوات السبع التي سلخها من عمره بالرصانة، ومل يتسنى إلا لرجل فاضل بارع أن يرسم مثل هذه اللوحات.
الجدل حول أعماله
وكان روبنز في نفس الوقت وثنياً أساساً، ولو عاد دون تورغ أو خجل بجسم الإنسان ذكراً أو أنثى، في كل نشوة الفتوة عند الرياضي القوي، أو في هدوء المتقوس المنحني، وكان معروفاً عن الفلاندرز أو رمزاً عليها أنها استمتعت بأساطير الوثنية الدنسة-طقوس وعادات الجسم الطليق-على حين رحبت الكنائس بتأويله للموضوعات الدينية أو تفسيره لها. ولم يستطع أن يفرق بين مريم العذراء وفينوس: ولعله لم يحس بأي تعارض بينهما، فكلتاهما جلبت له المال. وفي لوحة "عبادة فينوس" كان العنصر الوثني غير مقيد-مجموعة من كاهنات إله الخمر باخوس، يخفين في تواضع وخفر معصماً أو ركبة، يعانقهن آلهة معربدون شهوانيون، على حين يرقص اثني عشر غلاماً حول تمثال آلهة الحب.
ولو أن هذه الموضوعات الوثنية تعكس أثر مقامه في إيطاليا، إلا أن صور فينوس يعزوها الخط الكلاسيكي، فهي لا تستطيع الحياة في الشمال، على الشمس والهواء والخمر كما كان حالها في الجنوب، بل أنها يجب أن تأكل وتشرب لتتقي المطر والضباب والبرد. والطبيعة البشرية التيوتونية، مثل الويسكي البريطاني-إنجليزي أو اسكتلندي-دفاع مناخي وكان عنوان إحدى لوحات روبنز-وفيها ثلاث نساء عاريات متورمات-"فينوس بلا خبز ولا نبيذ تشعر بالبرد والضعف ، وتلطف الفنان فلم يقل "بلا لحم ولا جعة" وكذلك لم ير مفاجأة للياقة في لوحته "راع يغازل" وهي تمثل راعياً يحاول أن يغوي فتاة بدينة تزن ثلاثمائة رطل، فليس ثمة حسن أو رديء، جميل أو قبيح، ولكن البيئة هي التي تحدد هذا أو ذاك: وليس في لوحة "اغتصاب السابين" إلا كل ما يستطيع أن يفعله جباران قويان رومانيان ليرفعا على ظهر جواد امرأة تسحر اللب من أسرارهم.
وحتى في لوحة "عواقب الحرب" ليس ثمة ضعف. و"ديانا عائدة من الصيد" لم تكن إلهة إغريقية أنيقة طاهرة، بل ربة بيت فلمنكية عريض الكتفين قوية العضلات ذات مكانة اجتماعية، وفي كل هذه الصورة الضخمة الممتلئة لا ترى تحيلاً إلا الكلب. وغابات روبنز ملأى بآلهة يعتصرون أثقالاً، كما في "أكسيون وهيرا" و "أربعة أركان الدنيا"، وكما يمكن أن نكون قد توقعنا لم يكن "أصل المجرة"-فرضية مستديمة، بل ربة بيت بدينة تفيض سيلاً من اللبن من ثدي ممتلئ. أما "الربات الأخوات الثلاث" فهن نحيلات رشيقات، نسبياً، على أية حال. وفي "محاكمة باريس" (ابن ملك تروادة الذي خطف هيلانه-في الأساطير اليونانية) نرى سيدتين فقط - يشاكل زيهما الأزياء المتأخرة، أخرى تعد من أجمل صور النساء في الفن. وفي هذه الرسوم الوثنية عادة يوجد شيء أبعد كثيراً من الجسد، فإن روبنز أسبغ عليها من فيض خياله الخصيب الممتلئ بالحيوية والمرح، فهناك مائة من الملحقات الكمالية تملأ المنظر، مخططة في حرص ولكن دون دراسة، تبهر عين الناظر إليها باللون والدفء والحياة. وكما أنه ليس ثمة شيء يثير الشهوة في العرض المنتفخ، وأنه مجرد حيوية حيوانية، فليس هناك رسم واحد يثير الشهوة الجنسية. أن روبنز نفسه كان يتحلى بسلوك قويم إلى حد غير قياسي، بالنسبة لفنان شديد التأثر والحساسية بالضرورة للون والشكل، وعرف عنه أنه زوج فاضل و "رب أسرة موثوق"، لم تمسسه شائبة من التودد للنساء أو المخادعة.
الجزويت
واعترف رجال الكنيسة في الفلاندرز ببراءة الناحية الحسية في رسوم روبنز، فلم يحسو بالحرج أو بوخز الضمير في أن يطلبوا منه أن يصور ثانية قصص العذراء والمسيح والقديسين، وقد أجابهم إلى سؤالهم، ولكن بطريقته غير المبتذلة، ومن خلفائه الذين لا يحصى عددهم استطاع أن يصور في خيال أوسع، أو يرسم في مهارة أدق، الفكرة القديمة "عبادة الملوك " ومن كان يجرؤ على تركيز العمل في تشكيل البطن السمين للأثيوبي المعمم ذي اللون البرونزي، وهو ينظر في ازدراء واضح إلى الوجوه الشاحبة حوله، ومن كان يحلم أن الوثني الذي يحدق النظر بعينه وبفرشاته إلى كل ركن وكل زاوية في جسم المرأة، يمكن أن يحب الجزويت وينظم إلى طائفتهم المريمية، ويؤدي التمارين التي وضعها أجنات ليولا لتطهير النفس برؤى الجحيم.
وفي مارس 1620 تعاقد مع الجزويت على أن يضع قبل أن ينصرم العام ، تصميمات لتسعة وثلاثين رسماً تغطي سقوف كنيسة الباروك الفخمة التي كانوا قد بدأوا بتشييدها في أنتورب في 1614. وأنجز روبنز الرسوم التي حولها فان ديك آخرون معه إلى لوحات، دمرت كلها تقريباً في 1718، وقام روبنز نفسه بعمل صورتين عظيمتين للمذبح الرئيسي: إحداهما "أجنات يبرئ الذين مسهم الشيطان:، والثانية "معجزات سانت فرانسيس"، وكلتاهما الآن في متحف تاريخ الفن في [فيينا].
روبنز وعلم التشريح
ومع ذلك فإن روبنز كان كاثوليكياً على النحو الذي كانت تعنيه الكاثوليكية في عصر النهضة. ومسيحياً بحكم الموطن. وعاشت وثنية في ظل تقواه. ولم تكن مريمانة (صور السيدة العذراء في لوحاته) سوى نسوة داعرات غليظات يبدو واضحاّ أنهن أصلح لإيقاع الرجال في حبائلهن. منهن لإنجاب إله. وفي لوحة "العذراء في إكليل من الزهو" تمثل السيد المسيح صبياً أجعد الرأس ، ومريم في زي ربة بيت فلمنكية ترتدي قبعة جديدة في يوم الأحد في أحد المتنزهات. وحتى في لوحة "رفع الصليب" (الموجودة في كاتدرائية أنتورب) نجد أن اهتمام وبنز بالتشريح يتغلب على الفكرة الدينية فالمسيح رجل رياضي مكتمل القوة والنشاط، لا إلهاً يعاني سكرات الموت.
وفي "طعنة الرمح" مرة أخرى نجد التشريح هو كل شيء: فالمسيح واللصان شخوص ضخمة، والنساء تحت الصليب يتخذن وضعاً خاصاً أمام فنان، أكثر منهن مغمى عليهن من الحزن، فإن روبنز لم يستشعر هول الموقف.
وفي خمس مرات على الأقل تحدى روبنز الرسام الفينيسي تيشيان في "صعود العذراء"، وفي أشهر هذه المحاولات ، تبدو العذراء ميتة لا حياة فيها، والأفراد الأحياء هم المجدلية والحواريون الجزعون عند المقبرة الخالية، وأجمل منها اللوحة الثلاثية التي أهدتها الأرشيدوقية إيزابل إلى جمعية الدفونسو الدينية في بروكسل: ففي الصورة الوسطى نزلت العذراء من السماء لتقدم لرئيس أساقفة توليدو. رداءاً من الجنة مباشرة، والقديس في خشوع تام "يلهث من العبادة"، على حين أنه في الصورتين الجانبيتين نرى إيزابل وألبرت قد وضعا تاجيهما جانباً "وركعا للصلاة، وهنا في هذه اللوحة الثلاثية. أضفى روبنز لوهلة قصيرة، بعض الحياة على التقوى أو صورها أحسن تصوير. وفي لوحة سانت أمبروزو الإمبراطور تيودوسيوسي(37)"-أدرك روبنز ونقل إلى الصورة سطوة الكنيسة وسلطانها الخفيين: ففيها ترى رئيس أساقفة ميلان الذي لم يتسلح إلا بعدد من الكهنة وقندلفت (مساعد كاهن)، ولكنه متسم بالجلال والعظمة، يطرد من الكاتدرائية الإمبراطور الذي يحف به حرس رهيب، ولكنه مثقل بالقساوة التي لا تغتفر وقلما أخفق روبنز مع كبار السن من الرجال، ففيهم، وبخاصة في الوجه، تبرز قصة حياتهم، كما أن الوجه يعرض الشخصية والخلق واضحتين أمام الفن المدرك الواعي. أنظر إلى رأس الأب لوحة "لوط وأسرته يغادرون سودوم". وهي واحدة من أروع لوحات روبنز في أمريكا.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
العودة إلى الدنيوية
وعاد في حيوية بالغة إلى الموضوعات الدنيوية، مختلطة بالأساطير عندما عرضت عليه ماري دي مديتشي أكثر العقود إغراءً في حياته. ووقع في 16 فبراير 1622 اتفاقية، يرسم بمقتضاها، في مدى أربعة أعوام، إحدى وعشرين صورة كبيرة وثلاث صور شخصية، تخلد ذكرى الأحداث في حياة ماري وزوجها هنري الرابع، ودعته الملكة للحضور ليعيش في البلاط الفرنسي ولكن هداه تفكيره السليم إلى البقاء في وطنه. وفي مايو 1623 صحب معه إلى باريس اللوحات التسع الأولى، وأحبت ماري هذه اللوحات. كما أعجب بها ريشليو. وأكملت المجموعة في 1624، وقصد روبنز بالبقية إلى باريس حيث رآها موضوعة في قصر لسمبرج. وفي 2802 نقلت اللوحات إلى اللوفر، حيث انفردت تسع عشرة لوحة منها بقاعة خاصة بها. ولن ينكر كل من رآها أو درسها على برونز العشرين ألف كراون (250.000 دولار) التي تقاضاها في مقابل عمله، أو يحسده عليها، ولا ريب أن مساعديه قاسموه فيها. وهذه اللوحات في جملتها هي أسمى منجزاته. وإذا تجاوزنا عن بعض هنات السرعة، وارتضينا القصة التي لاتصدق-كما نفعل في أوفد، وشكسبير وفردي-فإننا سنجد هنا روبنز بكل سماته، اللهم إلا تقواه العارضة. ولقد أحب فخامة طقوس البلاط، وجلال السلطة الملكية، ولم يسأم قط النساء الممتلئات الأجسام، والثياب الفاخرة، والستائر وأغطية الأثاث البهية، وكان قد عاش نصف أيامه مع الأرباب والربات في الأساطير القديمة، ونراه الآن يضم هؤلاء جميعاً في قصص فياض، مع قدرة فائقة على ابتداع الأحداث العارضة، وغزارة في اللون وبراعة فائقة في التأليف والتصميم، ومما جعل هذه ملحمة وأوبرا في تاريخ الرسم.
ولم يكن يعوز روبنز إلا مرتبتين اثنتين من مراتب الشرف ليبلغ ذروة التمجيد-التعيين في الوظائف الدبلوماسية، والحصول على براءة النبالة. وفي 1623 أوفدته الأرشيدوقية إيزابل ليفاوض، على أمل تجديد الهدنة مع هولندة، وكان لدى روبنز ما يحمله على توطيد السلام، فإن زوجته كانت طموحة في أن ترث عن عمها الهولندي مالاً. وأخفت هذه الجهود، ومع ذلك أقنعت إيزابل الملك فيليب الرابع بأن يخلع على روبنز النبالة (1624) وعينه "رئيس الديوان الخاص لصاحبة العظمة" أي إيزابل نفسها. ولكن الملك اعترض بعد فترة من الوقت على استخدامها لمثل هذا الشخص الوضيع المحتد غير الكريم، في استقبال البعثات الأجنبية، وبحث مسائل على قدر كبير من الأهمية(40)، ومع ذلك أوفد إيزابيل روبنز بعد ذلك بعام (1628) إلى مدريد ليساعد على عقد الصلح بين فيليب الرابع وشارل الأول. وأخذ الفنان معه رسومه، وعدل الملك من رأيه في موضوع الحسب والنسب وجلس إلى روبنز ليرسم له خمس صور شخصية، وكأن الفنان الأسباني فيلا كويز لم يقم بما يكفي الملك في هذا الصدد. وتوثقت أواصر الصداقة بين الفنانين، وأسلم الفنان الأسباني، وهو آنذاك في التاسعة والعشرين، القيادة للفلمنكي العبقري الأنيس، وهو إذ ذاك في سن الواحدة والخمسين. وأخيراً عين فيليب روبنز "الوضيع النسب" مبعوثاً له في إنجلترا، وفي لندن نجح روبنز في عقد معاهدة صلح، على الرغم مما دفع ريشليو من رشوة وبث من جواسيس لعرقلة الصلح. وفي لندن رسم روبنز بعض صور شخصية إنجليزية دوق ودوقة بكنجهام(41)، والوجه المهيب لتوماس هوارد أرل أروندل ولحيته ودرعه-وبعد أن مهد الطريق أمام فانديك عاد إلى أنتورب (مارس 1630) وقد منحته جامعة كمبردج درجة علمية، ومنحه شارل لقب فارس.
مرحلة جديدة
وفي الوقت نفسه كانت زوجة روبنز الأولى قد توفيت (1626) وطبقاً للتقاليد الفلمنكية أقيمت للاحتفال بجنازتها مأدبة باذخة كلفت الدبلوماسي الفنان 204 فلورينات (2500 دولار) أنفقها على "الطعام الشراب وأدوات المائدة"، فالموت في المجتمع الفلمنكي كان ترفاً يورث الحرمان والفقر. وأغرق روبنز شعوره بالوحشية والوحدة في الدبلوماسية. وفي 1630 ، وكان قد بلغ الثالثة والخمسين، تزوج من هيلينا فورمنت ذات الستة عشر ربيعاً. أنه كان في مسيس الحاجة إلى جو من الجمال يحيط به، وكان له بالفعل من دفئها ودعتها ما فاض على فنه وأحلامه. ورسمها المرة بعد المرة، في أي زي، دون ثياب: في ثوب الزفاف ، وهي ممسكة بقفاز ، تعلوها ابتسامة السعادة في قبعة أنيقة ، وهي تخفي وركيها فقط تحت معطف من الفراء. أما أروع الصور فهي تلك التي تمثلها تتنزه مع روبنز في حديقتها-وهذه الأخيرة هي إحدى القمم في التصوير الفلمنكي ، ثم صورها وليدهما الأول ، وبعد ذلك مع طفليهما-مبشراً بالفنان دنوار (مصور فرنسي 1149-1919). وحدث ولا حرج عن اللوحات التي تمثلها في وضع مثير للشهوة مثل فينوس، أو متسم بالحشمة مثل "أم الإله-العذراء".
ورسم بيرنز عاهليه المحبوبين البرت وإيزابل، بغير ما نفاق ولا رياء. وإنا لنراها في متحف فيينا وبتي، في أغلب الظن كما كانا-يحكمان بلداً قلقاً مضطرباً، بكل النيات الطيبة التي تلتئم مع المثل العليا الأسبانية، لقد عثر الفنان في الفلاندرز على أنماط ممتازة للرجال والنساء، فرسمها في تصويره لجان تشارلزدي كورد وزوجته الجميلة المتجهمة ، وفي صورة ميكائيل أو فينوس(52) أسقف هرتو جنيبوخ، وترك لنا صورة ضخمة لاسبينولا الجبار . ولكن رسم الصورة الشخصية لم يكن موطن التفوق والامتياز في روبنز، فهو لم يقدم لنا نظرات نافذة دقيقة أو إيحاءات صادرة من الأعماق، كما فعل رمبرانت. وأعظم صوره الشخصية هي تلك التي رسمها لنفسه في 1624 من اجل من صار فيما بعد شارل الأول(54): قبعة ضخمة ذات أشرطة ذهبية لا تكشف إلا عن جبهة عريضة لرأس أصلع، مع عينين محدقتين في نظرة فضولية. والأنف الطويل الحاد يبدو أنه يتفق مع العبقرية، والشارب المتصلب الخشن واللحية الحمراء الجميلة، وهذا يمثل رجلاً يدرك أنه في ذروة البراعة في حرفته ومع ذلك فإن شيئاً من حيويته الطبيعية ومتعته الحسية وقناعته الهادئة، مما أشرق وتألق في صورته مع إيزابللا برانت (زوجته الأولى) قد ذهب على مر السنين. إن الإخفاق وحده الذي يرهق الإنسان ويفنيه بأسرع مما يفعل النجاح. كان روبنز ثرياً، وعاش عيشة باذخة، وكان بيته الفخم في أنتورب أحد مشاهد المدينة. وفي 1635 اشترى بمبلغ 93 ألف فلورين ضيعة واسعة وقصراً إقطاعياً في مقاطعة ستين، تمتد 18 ميلاً، واتخذ لقب لورد ستين، وقضى الصيف هناك، ورسم المناظر الطبيعية وجرب يداه المتعددة المهارات في رسم أحداث الحياة اليومية. ووسط ضروب الترف والرفاهية، مع خادمات ثلاث وسائسين وثلاثة جياد، استمر يبذل أقصى الجهد في العمل، وهو يجد سعادته في أسرته وفي عمله، وأحبه زوجاته وأولاده ونصراؤه ومساعدوه لصفاء روحه وسخائه ومشاركته الوجدانية العطوفة.
ويجدر بمن هم أقدر منا أن يحللوا المزايا الفنية في فنه، ولكنا نستطيع مطمئنين أن نصفه بأنه نموذج رئيسي لتصوير الباروك: أي اللون الحسي، والحركة التي لا تحصى، والخيال الخصيب، والزخرفة المنمقة المترفة، على عكس ما عرف في التصوير القديم من الهدوء وتقييد الفكر والحظ. ولكن في فوضى الجمال هذه، يقول النقاد بأن هناك براعة فائقة في التخطيط والتصميم وغذت صور روبنز مدرسة من الحفارين والنقاشين الذين صنعوا الطراز الأول من اللوحات المعروفة في أوربا المسيحية، كما فعل ريموندي مع رسوم رافائيل، ومن يد روبنز أو من مرسمه خرجت الرسوم المشهورة إلى نساجي الأقمشة المزركشة في باريس وبروكسل، وصنعوا هدايا ملكية أو زخارف للويس الثالث عشر وشارل الأول والأرشيدوقية إيزابل.
وشهد العقد الأخير من سني حياته نصراً مبيناً عكره انحطاط قواه الجسمية ولم يضارعه في شهرته الغنية سوى برنيني، ولم يحلم أحد بأن ينازعه تفوقه في الرسم وهرع إليه التلاميذ من كل الأنحاء، ووفدت إليه بعثات لبلاط من ست مماليك، حتى من الحاكم فردريك هنري عبر خطوط القتال. وفي 1636 طلب إليه فيليب الرابع أن يرسم بعض مشاهد "متامور فوزس" للشاعر الروماني أوفيد لقصر الصيد في باردو. وأنجز مرسم روبنز خمسين صورة لهذه المجموعة، منها واحد وثلاثون مشهداً في متحف برادو، وبدا للكاردينال إنفانت فرديناند أن مشهد منها هو "محاكمة باريس" أروع ما أبدعته يدا روبنز على الإطلاق. وقد نؤثر عليه "المهرجان" الصاخب الذي كان قد صوره في 1636-وهو مطاردة مسعورة، ليس فيها امرأة عجوز أو بدينة إلا اختطفها رجل ما.
النهاية
أما صورته الشخصية في سن الستين فهي الوجه الآخر لخواتيم حياته رجل لا يزال مزهواً. يقبض بيده على سيف النبالة، ولكن التحول يعرو وجهه النحيل، ويتدلى جلده، وتحيط التجاعيد بعينه-وهو رسم أنيق أمين وفي 1635 ألزمه داء النقرس الفراش شهراً. وفي 1637 شل يده لفترة من الزمن، وفي 1639 عاقه هذا الداء عن التوقيع باسمه. وفي 1640 شلت كلتا يديه. وفي 30 مايو 1640 ، وقد بلغ الثالثة والستين، قضى نحبه متأثراً بالتهاب المفاصل وتصلب الشرايين.
أعماله الأخرى
من أهم أعماله الأخرى:
- القديس غريغريوس البابا (1607)، متحف غرونبل- بلجيكا؛
- استنزال الصليب (1612)، كاتدرائية أنتفيربن؛
- تقبير السيد المسيح -وضعه في القبر- (1616)، كنسية القديس جيري (كامبري- فرنسا)؛
- صراع الأمازونيات (1617 م)، ميونخ؛
معرض الصور
Venus at the Mirror, 1615
Diana Presenting the Catch to Pan 1620 National Museum of Serbia
Hippopotamus Hunt (1616). Rubens is known for the frenetic energy and lusty ebullience of his paintings.
Portrait of Hélène Fourment (Het Pelsken), c. 1630s Kunsthistorisches Museum, Vienna
The Château de Steen with Hunter, c. 1635–8 (National Gallery, London)
Diana and Callisto, 1639, Museo del Prado
The Judgment of Paris, 1639, Museo del Prado
ملاحظات
سيرة
- Belkin, Kristin Lohse (1998). Rubens. Phaidon Press. ISBN 0-7148-3412-2.
- Belting, Hans (1994). Likeness and Presence: A History of the Image before the Era of Art. Translated by Edmund Jephcott. University of Chicago Press. ISBN 0226042154.
- Held, Julius S. (1975) "On the Date and Function of Some Allegorical Sketches by Rubens." In: Journal of the Warburg and Courtauld Institutes. Vol. 38: 218–233.
- Held, Julius S. (1983) "Thoughts on Rubens' Beginnings." In: Ringling Museum of Art Journal: 14–35. ISBN 0-916758-12-5.
- Jaffé, Michael (1977). Rubens and Italy. Cornell University Press. ISBN 0801410649.
- Martin, John Rupert (1977). Baroque. HarperCollins. ISBN 0064300773.
- Mayor, A. Hyatt (1971). Prints and People. Metropolitan Museum of Art/Princeton. ISBN 0691003262.
- Pauw-De Veen, Lydia de. "Rubens and the graphic arts." In: Connoisseur CXCV/786 (Aug 1977): 243–251.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
قراءات إضافية
- Alpers, Svetlana. The Making of Rubens. New Haven 1995.
- Heinen, Ulrich, "Rubens zwischen Predigt und Kunst." Weimar 1996.
- Büttner, Nils, Herr P. P. Rubens. Göttingen 2006.
- Corpus Rubenianum Ludwig Burchard. An Illustrated Catalogue Raisonne of the Work of Peter Paul Rubens Based on the Material Assembled by the Late Dr. Ludwig Burchard in Twenty-Seven Parts, Edited by the Nationaal Centrum Voor de Plastische Kunsten Van de XVI en de XVII EEUW.
- Lilar, Suzanne, Le Couple (1963), Paris, Grasset; Reedited 1970, Bernard Grasset Coll. Diamant, 1972, Livre de Poche; 1982, Brussels, Les Éperonniers, ISBN 2-8713-2193-0; Translated as Aspects of Love in Western Society in 1965, by and with a foreword by Jonathan Griffin, New York, McGraw-Hill, LC 65-19851.
- Vlieghe, Hans, Flemish Art and Architecture 1585-1700, Yale University Press, Pelican History of Art, New Haven and London, 1998.
وصلات خارجية
| پيتر پول روبنز
]].- Peter Paul Rubens at Gallery of Art
- National Gallery: Rubens
- The Guardian: Rubens
- At the exhibition Drawings by Peter Paul Rubens in the Metropolitan Museum of Art (MET) of New-York 115 drawings of Pieter-Paul Rubens were on display in April 2005. The Metropolitan Museum of Art (New York)
- The Virgin and Child with St Elizabeth and the Child Baptist 1630-35
- Rubenshuis in Antwerp, (Belgium) is the former house of Rubens, now converted into a museum.
- Rubens's Adoration of the Magi, at "Flemish Art Collection", the official site of the three major museums in the Flemish Region of Belgium