كتاب العشر مقالات في العين
كتاب العشر مقالات في العين لحنين بن إسحاق، وهو كما جاء في صفحة الغلاف لطبعة 1928 ميلادية: أقدم كتاب في طب العيون ألف على الطريقة العلمية، والكتاب موسوعة علمية كبيرة مطبوع باللغتين العربية والانجليزية في مجلد واحد مكون من 222 صفحة باللغة العربية من القطع A 4، 227 صفحة باللغة الانجليزية بنط 15 تقريباً.
ويتكون الكتاب من عشر مقالات: المقالة الأولى في طبيعة العين وتركيبها، والثانية في طبيعة الدماغ ومنافعه، والثالثة في أمر البصر، والرابعة فيها جملة ما يضطر إلى معرفته من أراد شيئاً من علاج الطب، والخامسة في علل الأمراض الحادثة في العين، والسادسة في علامات الأمراض التي تحدث في العين، والسابعة في جميع قوى الأدوية المفردة عامة، والثامنة في أدوية العين وأجناسها وفنون استعمالها، والتاسعة في علاج أمراض العين، والعاشرة فيما ذكر الأدوية المركبة المذكورة في المقالة التاسعة على ما ألفها القدماء للعلل الحادثة في العين.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
المؤلف
- مقالة مفصلة: حنين بن إسحاق
جاء في عيون الأنباء في طبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة ترجمة كاملة للمؤلف ننقل هنا بعضها:
حنين بن إسحاق هو أبو زيد حنين بن إسحاق العبادي «بفتح العين وتخفيف الباء» والعباد بالفتح قبائل شتى من بطون العرب، اجتعموا على النصرانية بالحيرة.
وكان حنين بن إسحاق فصيحاً لسناً بارعاً شاعراً، وأقام مدة في البصرة وكان شيخه في العربية الخليل بن أحمد ثم بعد ذلك انتقل إلى بغداد واشتغل بصناعة الطب.
قال يوسف بن إبراهيم: أول ما حصل لحنين بن إسحاق من الاجتهاد والعناية في صناعة الطب هو أن مجلس يوحنا بن ماسوية كان من أعم مجلس يكون في التصدي لتعليم صناعة الطب، وكان يجتمع فيه أصناف أهل الأدب. قال يوسف: وذلك أني كنت أعهد حنين بن إسحاق الترجمان يقرأ على يوحنا بن ماسوية كتاب فرق الطب الموسوم باللسان الرومي والسرياني بهراسيس.
وتتلمذ حنين على يوحنا بن ماسوية واشتغل عليه بصناعة الطب، ونقل حنين لابن ماسوية كتباً كثيرة وخصوصاً من كتب جالينوس وكان المأمون يعطي حنين من الذهب زنة ما ينقله من الكتب إلى العربية.
مؤلفات حنين بن إسحاق في طب العيون
ـ جاء في الفهرست لابن النديم وتاريخ الحكماء لابن القفطي وطبقات الأطباء لابن أبي أصيبعة أن من كتب حنين في طب العيون:
1 ـ كتاب العشر مقالات في العين ـ الذي نحن بصدد الحديث عنه.
2 ـ كتاب المسائل في العين: وقد جاء في الفهرست أن حنيناً هو الذي ألفه وكذلك قال ابن أبي أصيبعة في عيون الأنباء.
3 ـ كتاب تركيب العين: ويرجح أن يطابق هذا الكتاب المقالة الأولى من كتاب العشر مقالات في العين.
4 ـ كتاب الألوان وقد يطابق المقالة الثالثة الجزء الأخير منها.
5 ـ كتاب تقاسيم علل العين يطابق المقالة الخامسة أو السادسة.
6 ـ كتاب اختبار أدوية العين ويطابق المقالة الثامنة على الأرجح.
7 ـ كتاب علاج أمراض العين بالحديد: وهو المقالة الحادية عشرة التي أضافها ابن أبي أصيبعة لكتاب العشر مقالات في العين.
ملخص المقالة الأولى من الكتاب
ـ في طبيعة العين وتركيبها: جاء في المقالة الأولى من كتاب العشر مقالات في العين لحنين بن إسحاق:
العين مركبة من أجزاء كثيرة محتلفة وليس بجميع أجزائها يكون البصر بل الرطوبة الشبيهة بالجليد وأما سائر الرطوبات التي في العين والطبقات وجميع ما سوى ذلك فإنه إنما خلق كل واحد منها لمنفعة فيه للرطوبة الجليدية التي ذكرت.
الرطوبة الجليدية: إنها بيضاء صافية نيرة مستديرة بمستحكمة الاستدارة بل فيها عرض وهي في وسط العين كنقطة توهمناها في وسط كرة، أما بياضها ونورها وصفاؤها فلتقبل الاستحالة من الألوان سريعاً وأما استدارتها فلئلا يسرع إليها قبول الآلام.
ـ وهذه الرطوبة أعني الجليدية بين رطوبتين واحدة من خلفها شبيهة بالزجاج الذائب المسماة بالزجاجية وأخرى من قدامها شبيهة ببياض البيض وتسمى البيضة.
ـ وخلف الرطوبة الزجاجية ثلاث طبقات الطبقة الأولى تحوي الرطوبة الزجاجية وهي شبيهة بالشبكية «أي حجاب شبكي» والطبقة الثانية التي خلف الأولى وهي شبيهة بالمشيمة وتسمى بالطيقة المشيمية والطبقة الثالثة خلف الثانية تلي العظم وهي صلبة قاسية وتسمى بالغشاء الصلب.
ـ وقدام الرطوبة الشبيهة ببياض البيض ثلاث طبقات: الطبقة الأولى تحوي الرطوبة الشبيهة ببياض البيض وهي شبيهة بالعنبة وفي لونها سواد مع لون السماء يقال لها العنبة، وعلى هذه الطبقة طبقة ثانية شبيهة بالذيل في لونها وهيئتها لإنها مركبة من أجزاء إذا قشرت بعضها عن بعض وجدت كالصفائح ولذا سميت بالقرنية.
وتحيط بهذه الطبقة من خارج طبقة أخرى لا تغشيها يقال لها «الملتحمة» من أنها غشاء يلتحم حول الطبقة القرنية ولا يغشيها لأنه لو غشاه كله لمنع البصر من أن ينفذ وهي على هذا المثال.
ـ وبدأ حنين في بيان وظائف التراكيب السابقة فقال: ونبتدئ بعون الله بالإخبار عن منفعة الرطوبة التي خلف الجليدية وهي الزجاجية وعن الثلاث الطبقات التي ذكرنا خلفها فنقول إن كل عضو من أعضاء البدن لا بد له من غذاء لأنه لا بد له من أن ينقص منه شيء بتحلل الحرارة الطبيعية من داخل وحرارة الهواء من خارج فهو لذلك مضطر لا محالة إلى ما يخلف ما يتحلل منه ولا يخلف ما يتحلل منه إلا ما كان شبيهاً بما يتحلل وذلك شبيه بطبيعة العضو، وكذلك يكون الغذاء أعنى أن يقبل العضو زيادة شبيهة بطبيعته .. فلا أن الرطوبة الجليدية احتاجت يمكن أن يكون غذاؤها من الدم بلا متوسط فاحتاجت إلى متوسط من طبيعتها إلى طبيعة الدم وذلك هي الرطوبة الزجاجية لأنها أقرب إلى البياض والصفاء من الدم فلذلك صارت الرطوبة الجليدية مماسة للرطوبة الزجاجية ليس بينهما حاجز وهي مغرقة فيها إلى نصفها.
ـ الطبقة الشبيهة بالشبكية: وأما الطبقة التي تحوي هذه الرطوبة الزجاجية فإنها مركبة من شيئين: من عصبة مجوفة يجري فيها الروح الذي به يكون البصر ومن عروق وأوردة، وقد ينبغي أن نوقف القول في هذا الموضع ونبتدىء بالكلام من أوله..
ـ ثم قال: وأما الطبقة العنبية فاحتيج إليها لثلاث خصال أما واحدة فلتغذي القرنية وذلك لأنه لم يمكن أن يكون في القرنية من الأوردة والعروق ما يكتفي به لتغتذي منها لرقتها وصلابتها وكثافتها. وأما الثانية فلتحجز بين الجليدية وبين القرنية لئلا يضر بها لصلابتها، وأما الثالثة فلتجمع النور بلونها فصارت العنبية كثيرة الأوردة لتغذو القرنية وصارت لينة لئلا تضر بالجليدية بملاقاتها لها ولذلك صار لها من داخل فهي ملساء لئلا تضر بها القرنية وفي لونها سواد مع لون السماء لتجمع النور الذي به يكون البصر لئلا يتبدد من النور الخارج وفي وسطها ثقب لينفذ فيه النور إلى الهواء خارج ويلقى المحسوس.
وهذه النظرية خاطئة وقد صححها ابن النفيس وابن الهيثم ـ وهذا الخطأ يرجع إلى ترجمة حنين دون اشتغاله بعملية التشريح.
وقال حنين: وفي جوف العنبة الرطوبة التي تشبه بياض البيض وروح مضيء ينير لهما منفعة عامية أن يفرقا بين الرطوبة الجليدية والطبقة القرنية لذلا يضر بها.
ـ وللرطوبة البيضية منافع خاصة إنها تندي وتغذي الرطوبة الجليدية لئلا يجففها الهواء وأن تندي وتغذي الطبقة العنبية لئلا تجف وتصلب فتضر بالجليدية إذا لاقتها.
وعن عضل العين قال حنين:
اعلم أن العين احتاجت إلى عضل يحركها لتحاذي ما ترى وذلك أن فيها تسع عضلات ثلاث منها في أصل العصبة التي يجري فيها النور إلى العين لتشدها وتثبتها وبعضهم قالوا اثنتان وبعضهم قالوا واحدة فواحدة في اللحاظ تحركها إلى ناحية الصدغ، وواحدة في الماق تحرك العين ناحية الأنف وواحدة من فوق تحركها إلى فوق وأخرى من أسفل تحركها إلى أسفل واثنتان فيهما عوج من فوق ومن أسفل بديران العين وحركة هذا العضل من العصبة الصلبة التي ذكرناها آنفاً أنها تجيء إلى العين.
المصادر
- نظمي خليل أبو العطا. "كتاب العشر مقالات في العين لحنين بن إسحاق". موسوعة الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.