هل بدأت حرب نهاية العالم السيبرانية
«ثلاثية من حوادث السايبر هذا الصباح جعلت البعض يرونها حرب نهاية العالم السيبرانية. عيوننا عليك.» | ||
يوم الثلاثاء 7 يوليو 2015، شهدت بورصة شانغهاي بالصين انهيار كانت تضطرم ارهاصاته على مدى ثلاثة أسابيع بانخفاضات متواصلة في قيمة الأسهم. فكان اجمالي ما فقدته البورصة الصينية حوالي 3.2 تريليون دولار، أو ما يقارب 32% من رسملة السوق وهو ما يساوي خمسة عشر ضعفاً لديون اليونان. وما زال من غير المعروف على وجه التحديد سبب الانهيار الذي دمر مدخرات عشرات الملايين من المواطنين الصينيين.[1] إلا أن كثيرين يعزون الانهيار إلى فقاعة مالية، أي مبالغة في المضاربات بالبورصة، فقد بلغ حجم المعاملات الشهرية بالبورصة ستة أضعاف قيمة إجمالي الأسهم في البورصة (وهي 10 تريليون دولار)، وهي نسبة بالغة الارتفاع وتدل على تطاير عالي.[2]
وفي صبيحة اليوم التالي 8 يوليو 2015، أصيب بالشلل كل أسطول يونايتد أيرلاينز، كبرى خطوط الطيران الأمريكية، البالغ 705 طائرة في جميع أنحاء العالم بسبب عطل في الحاسوب الرئيسي للشركة. العطل استمر لنحو خمس ساعات مما أدى إلى تراكم المسافرين في مختلف المطارات في أمريكا، بالاضافة أعطال مرورية. وأثر على شركات الطيران الأخرى. وقد استمرت موجة التأخير لنحو 60 ساعة لتختفي آثارها. كما أوقفت بورصة نيويورك للأوراق المالية كل التعاملات بسبب عطل رقمي، استمر بضع ساعات. فبدأ البعض في التساؤل الهادئ إذا ما كانت ثمة علاقة بين العطلين بأي شكل. وبعد ذلك بدقائق تعطل الموقع الإلكتروني لصحيفة وال ستريت جرنال. الأعطال الثلاث المتزامنة دفعت السناتور إلى التغريدة المذكورة أعلاه، إذ أن حدوث الثلاث أحداث معاً في نفس الوقت يجعلهم يبدون كأنهم أحداث هجوم سايبر متكامل. واستخدم السناتور الأحداث أيضاً كفرصة لتمرير مشروع قانون معيب لأمن السايبر يحظى بدعمه.[3]
وفي اليوم التالي 9 يوليو 2015، اكتشفت الحكومة الفدرالية الأمريكية سرقة ملفات 21.5 مليون موظف اتحادي أمريكي، مما اضطر مديرة شئون الموظفين بالحكومة الأمريكية إلى الاستقالة، على الفور. الاختراق الإلكتروني لملفات الموظفين هو الثاني في خلال شهر، بعد سرقة ملفات 4.2 مليون موظف اتحادي.[4]
وفي العامين الماضيين شهدت شبكات الكهرباء بالولايات المتحدة عمليات سرقة معلومات واسعة النطاق وهجمات إلكترونية بهدف شل شبكات الكهرباء.
في السرقات الماضية وجهت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية الاتهام إلى "الوحدة 61398" في الجيش الصيني.
الحرب القادمة لا نعرف موعدها، ولكنها ستكون مختلفة. فكل تلك المعلومات المالية والشخصية لا تـُجمع عبثاً. ولن تلجأ الدول إلى استخدام القوة القاتلة إذا كان بإمكانها تحقيق بعض أهدافها بالابتزاز.
أعرف أن البعض في العالم العربي مولع بالحديث عن الجيل الرابع من الحروب والجيل الخامس. فما قول أولئك القادة في سرقة بيانات شخصية ومالية عن ملايين الموظفين؟
الهامش
- ^ Ezra Klein (2015-07-09). "China's troubled economy: 11 things you need to know". vox.
- ^ Sophia Yan (2015-06-21). "Who gets burned when China's stock bubble bursts?". CNN.
- ^ KIM ZETTER. KIM ZETTER (2015-07-08). "IS CYBER-ARMAGEDDON UPON US? 3 GLITCHES TODAY HAVE SOME SAYING YES". وايرد.
- ^ JULIE HIRSCHFELD DAVIS (2015-07-10). "Katherine Archuleta, Director of Personnel Agency, Resigns". النيويورك تايمز.
<comments />