قمة الكالاماتا الثانية تنعقد الأربعاء بنيقوسيا
مصر تحجم عن توقيع اتفاقات ثلاثية جديدة مع قبرص واليونان.. مصادر قبرصية مطلعة تتوقع ألا يتم توقيع أية اتفاقات ثنائية أو ثلاثية بخصوص الطاقة أثناء القمة. ويستغرب مراقب دبلوماسي من أن مصر بالرغم من حاجتها الماسة لاستيراد الغاز، فإنها تحجم عن توقيع اتفاق مفصل لاستيراد الغاز من قبرص. إلا أن مصر وقبرص تواصلان العمل على صياغة اتفاقية جديدة للتعاون في شئون الغاز بين البلدين. ويضيف المصدر الدبلوماسي: "المباحثات تتضمن بالطبع ممثلاً لشركة نوبل إنرجي الأمريكية".[1]
وكدلالة على التهافت القبرصي اليوناني على دفع مصر لتوقيع اتفاقيات تتنازل فيها مصر عن المزيد من حقوقها، تكرر المصادر القبرصية أن المحادثات ستركز على دور الوسيط (الجسر) الذي يمكن أن يقوم به البلدين (المفلسين) قبرص واليونان بين مصر والاتحاد الاوروبي. علماً بأن البلدين مهددين بالطرد من الاتحاد الاوروبي.
أما في مصر العامرة، فظل التكتم هو السمة السائدة حول اتفاقات ومباحثات مصر حول غاز شرق المتوسط، حتى خرج علينا الإعلام المصري، قبل يوم من قمة الكلاماتا الثانية، عن انعقادها، وأن الهدف منها هو "مكافحة الارهاب" وترسيم الحدود البحرية.[2] ما علاقة قبرص واليونان بالإرهاب؟ وأي ترسيم؟ ألم نرسّم بالفعل حدودنا مع قبرص في 2003 المشئوم، ثم فرطنا في مكامن الغاز في اتفاقية ديسمبر 2013 التي تم التصديق عليها في أبريل 2014. فماذا بعد؟
بقدر ما أود أن أنسب الفضل في تمهل مصر عن توقيع ترسيم حدود مع اليونان إلى حملتنا للتنبيه على حقوق مصر الضائعة بالبحر المتوسط، إلا أن الواقعية والحصافة تدفعنا للبحث في أسباب أخرى أكثر قرباً للواقع المصري. وأغلب الظن أن سبب تمهل مصر في ترسيم حدودها مع اليونان هو نتيجة نصائح أمريكية لمصر بالتمهل، لعدم إغضاب تركيا، الحليف المحوري لأمريكا في الحرب الكونية الدائرة في سوريا وأوكرانيا.
نصائح مخلصة
- تستغرب مصادر دبلوماسية في قبرص من عدم إسراع مصر بتوقيع اتفاقية استيراد وتسييل وتسويق غاز قبرص، بالرغم من حاجة مصر الماسة للطاقة. كان على مصر أن تستغرب، قبل قبرص، عن ملابسات اختفاء الغاز المصري بين عشية وضحاها، وتحول مصر من دولة مصدرة للغاز إلى دولة مستوردة للغاز، بالصدفة في نفس الوقت الذي تبدأ فيه قبرص وإسرائيل تطوير حقول الغاز لديهم.
- هناك وكيل مساعد لوزير الخارجية الأمريكي لشئون الطاقة، اسمه إموس هوكشتاين، يكاد يكون مقيم في شرق المتوسط، ويتنقل بين قبرص واليونان وإسرائيل ولبنان وتركيا. الدولة الوحيدة التي لم يعلن عن زيارتها هي مصر. بينما تكاد تكون كل أنشطته متعلقة بالغاز والحدود المصرية. ولعله كان من يتابع، دقيقة بدقيقة، تطورات قمة الكالاماتا الأولى في القاهرة في نوفمبر 2014.
لو لا نعلم أن هذا هو الشخص الذي يدير المفاوضات، فهذه مصيبة، ولو كنا نعلم ولم ندعه للمفاوضات، فالمصيبة أكبر.
فإذا كانت القمة المصرية القبرصية غداً ستضم شركة نوبل إنرجي الأمريكية، حسب الصحافة القبرصية، فليس أقل من دعوة السيد هوكشتاين، أو وزير الخارجية الأمريكي، جون كري المعروف باهتمامه بغاز شرق المتوسط، إلى قمة الكالاماتا الثانية غداً. - أنصح الرئيس السيسي أن يخبر الرئيسين القبرصي واليوناني باستعداد مصر للتعاون الكامل معهما فقط بعد جلسة تفاوض مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما حول كل القضايا: مياه وغاز شرق المتوسط، مياه النيل، الارهاب، الربيع العربي. بدون هذا النقاش، ستبقى مصر مسرحاً لأحداث وليست طرفاً فاعلاً فيما يجري. يجب ألا نرضى بالاكتفاء بالتعامل مع بغاث الطير، ونتنازل لهم بدون مقابل على الاطلاق.
- على الرئيس السيسي أن يخبر الرئيس أوباما، وليس أقل منه، باستعداد مصر للتعاون الكامل مع كل خطط تنمية شرق المتوسط، بشرط معرفة نصيب مصر في ثروات شرق المتوسط، وحفر بئرين منتجين للغاز في أقصى شمال شرق مياهنا الاقتصادية.
المصادر
- ^ incyprus (2015-04-27). "Egypt's el-Sisi in Cyprus for energy summit". in-cyprus.com.
- ^ "قمة مصرية قبرصية يونانية لمكافحة الإرهاب وترسيم الحدود البحرية". عاجل نيوز. 2015-04-27.
<comments />