ظاهرة العنف الأسري
غادة فهد العبود ساهم بشكل رئيسي في تحرير هذا المقال
|
مقالة بعنوان "ظاهرة العنف الأسري"، بقلم الطالبة: غادة فهد العبود، الرقم الجامعي: 439202646.
المقالة
تعتبر الأسرة الركن الأساسي في عملية التربية والتعليم وقد حث الإسلام على تربية الأولاد والبنات في تنشئتهم وعدم تعنيفهم، و عليه نعتبر تربيتهم واجبا دينيا كلف الله به كل أب وأم ، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته والمرأة راعية على بيت زوجها وولده فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" ، وتربية الأولاد وتربية البنات لا يختلف فيها ، إلا إن هذه الدور يختلف لأن المسؤولية تكون هنا أصعب.
فالعنف ناحية الأسرة لا نختلف كباحثين أنها مشكلة أو ظاهرة قديمة وهي ليست شيء جديد ولكن بسبب محاولة اتباع الغرب وعدم وجود قانون واضح أصبح يهدد كيان المجتمع بصفة عامة فأصبح فالعنف داخل الأسرة متغير حسب أشكاله ومستوياته المتنوعة فتحول لظاهرة يجب القضاء عليها لدرجة فنقول أن الأسرة هي أكبر مؤسسات العنف في المجتمع ففي الوقت الحالي فكل يوم تطالعنا الصحافة بأخبار حوادث ضرب وانتقام داخل الأسرة الواحدة علماً بأن ما ينشر في وسائل الأعلام يغطي 10 % من حوادث العنف الأسري.
فالعنف يختلف من ناحية الشكل والنمط قد تكون ضرب الزوج لزوجته أو ضرب الزوجة لزوجها وإساءة معاملته أو بين الأب وأبناءه أو الأم وأبناءها أو بين الأقارب والعائلات فقي بعضها وقد يكون العنف في الأسرة بسبب مشاكل اجتماعية أو اقتصادية , أدى التغير في ثقافة المجتمع السعودي إلى تحولات وتبدلات في الجوانب الاجتماعية والثقافية والاقتصادية فقد برزت أنماط واشكال مختلفة للعنف الأسري لم تكن مألوفة من قبل في ثقافة المجتمع مثل محاولة الأبن قتل أباه , والانتحار وإساءة معاملة الأطفال والزوجات والمسنين والخدم والمعوقين وغيرهم من أفراد الأسرة.
ومن أهم وسائل التشخيص في هذه الموضوع البحث العلمي حيث يعد معالجاً لتلك الظواهر , ومعرفة خلفياتها وأسبابها , والعوامل المرتبطة بها , إن العنف يأخذ اشكالاً وأنماطاً مختلفة تبرز مظاهره في العداء المتبادل بين الأزواج وقد تم وضع استراتيجيات لمواجهتها والقضاء عليها , أو التخفيف من حدتها وآثارها , ولأجل ذلك عمدت الكثير من الجهات المهتمة في مجال العنف في المملكة العربية السعودية إلى البحوث العلمية المتخصصة كظاهرة ومشكلة علينا محاولة الحد منها والتخفيف من آثارها بناء على نتائج تلك البحوث .
أحصائيات عالمية حول ظاهرة العنف الأسري
- صرحت شهرية "العالم الدبلوماسي" أنّ ثلاثة نساء تقتل في ألمانيا كل أربعة أيّام
- امرأة تقتل في انقلترا كل ثلاثة أيام، فأكثر من 50% هنّ ضحايا الزوج أو الشريك وتردد نسبة العنف لتصل 28% منذ 1991 إلى اليوم.
- امرأة تقتل في فرنسا كل خمسة أيام، وأنّ 97.2 من عمليات الضرب تتمّ بين الأزواج.
- امرأة تقتل في اسبانيا كل أربعة أيام.
- في روسيا تموت 14000 امرأة كل عام من جراء العنف الرجالي.
وبينت الإحصائيات أن مليون وثمانية مائة ألف امرأة تعنف سنويا في الولايات الأمريكية المتحدة و51 من نساء فرنسا، و6% من نساء كندا. أ ما في العالم العربي والإسلامي والإفريقي فإن العنف متفش بكثرة داخل الأسرة فآلاف النساء تموت ضحية جرائم الشرف في باكستان وفي غيرها من البلدان كبلدان الشرق الأوسط وجنوب آسيا، مع العلم أنه من الصعب حصر هذه الظاهرة، ومعرفة النسب الصحيحة لأن أغلب تلك الحوادث لا تدخل في الإحصائيات الرسميّة.
ويستهدف العنف الأسري النساء والأطفال والمسنين، ويمثّل هذا النوع من العنف انتهاكا صارخا لحقوق الإنسان الأساسية، ولذلك ما تنفك المبادئ والمواثيق الدولية تسعى لمنعه وقد صادقت ما يقارب من ثلث دول العالم على اتفاقية إلغاء كافة أشكال التمييز ضدّ المرأة التي صدرت في ماي عام 1964 عن الأمم المتحدة.
احصائيات سعودية حول ظاهر العنف الأسري
إحصائيات مركز أبحاث الجريمة بوزارة الداخلية بالمملكة العربية السعودية للأعوام ( 1420- 1421- 1423- 1424) فقد أشارت إلى أنواع مختلفة من العنف الذي يتعرض له الأفراد , ولعل معظمها تدخل ضمن نطاق العنف الأسري ففي احصائية ( مركز أبحاث الجريمة , 1425هـ) ذكر أن هناك 119 حالة عقوق والدين , و15 حالة سكر وضرب الزوجة و 41 حالة سكر وخلافات عائلية , و7 حالات غير طبيعية وعقوق والدين و 6 حالات مضاربة بين الزوجين , و18 حالة اعتداء شخص على محارمه , و 543 حالة اعتداء زوج على زوجته , و 7 حالات تهديد بالسلاح واعتداء بالضرب و 16 حالة تهديد زوج لزوجته و 66 حالة اعتداء بالضرب وعقوق والدين , و 8 حالات أخذ فيها الأطفال من أمهاتهم , و 5 حالات عقوق والدين وسرقة و 53 حالة سكر وعقوق والدين , و 25 حالة استنشاق الدهان وعقوق والدين , و14 حالة سكر واعتداء شخص على زوجته , و 8 حالات شفط وعقوق والدين , و 4 حالات سكر واعتداء على الأم , وحالة واحدة اغتصاب واعتداء على الزوج , و 238 حالة خلاف عائلي , و6 حالات إتلاف ممتلكات خاصة , وحالتا إطلاق نار على الزوجة , و 21 حالة سوء معاملة الأبناء , و 8 حالات اعتداء أبناء على أمهاتهم , وحالة سكر , و 10 حالات ثم أخذ الاطفال من الزوج , و 16 حالة اعتداء شخص على زوجته وأخذ الاطفال.
كيف يمكن معالجة ظاهرة العنف الأسري؟
هناك عدة طرق لعلاج ظاهرة العنف الأسري وهي كما يلي:
1- نشر الوعي الأسري وأهمية التوافق والتفاهم بين أفراد الأسرة، وتتخذ هذ العملية بأن يتفق على استخدام نهج تربوي يكون واضح ومتفق بين الوالدين فمثلا إذا كان العنف من الأب تكون الرحمة من الأم أو العكس ومحاولة تصحيح الخطأ من الأب وبذلك يتخذ توازن بين العطف والشد والحب والحز م وعدم اتخاذ الحرية الكامل للأبن بل يجب توجيهه وأن تكون بيئة المنزل لها تعاطف وتعاون بين الأباء والأبناء.
2- إذا كان العنف بين الزوجين يجب العمل على التثقيف المبكر للزوجين قبل الزواج ومعرفة الحياة الزوجية وأنها لا تخلو من مكدرات، فيجب عليهم أن تصبر عليه وأن يصبر عليها وأن تعامله بأن الرجل الكلمة والأخيرة له ويعاملها كفلة مدللة.
3- العمل على توعية المجتمع عبر الإعلام بتغيير النظرة السائدة حول العنف الجسدي للأطفال وأن عنف الأب لأبنه أحيانا فقط لمصلحته.
4- نشر توعية إعلامية حول قيمة المرأة في المجتمع فهي الأم ستربي الأجيال وممارسة العنف عليها غير مسموح وأن الإسلام أكرمها وأعطاها حقوقها وواجباتها.
5- يجب على المؤسسات الإسلامية تحديد دورها في تكريس مفهوم التراحم والترابط الأسري عبر الخطب والمحاضرات.
6- يجب على المؤسسات التعليمية مثل المدراس والجامعات والمعاهد المتخصصة في مجال التربية وعبر المنهج الدراسية أو ندوة علمية أو محاضرة تثقيف المجتمع في الحد من ظاهرة العنف والآثار السلبية والأمراض الاجتماعية الناتجة من انتشار هذه الظاهرة والحد من انتشارها كظاهرة .
انظر أيضاً
المراجع
1- الغامدي، عبدالرحمن عبدالخالق (1991). دور الأسرة المسلمة في تربية أولادها في مرحلة البلوغ ، دار الخريجي للنشر والتوزيع ، ص 49 .
2- محمود، أسماء عبده (2006). ظاهرة العنف الأسري وأثرها على اتخاذ القرارات الأسرية دراسة ميدانية ، رسالة ماجستير جامعة عين شمس.
3- برنامج التحول الوطني (2020). الدليل التعريفي تعريفات العنف الأسري وأشكاله وقياس شدته ، الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، ص 1
4- السوايحي، منجية النفزي (د.خ). العنف الأسري نظرة إقليمية – العنف الأسري في المجتع المغاربي ، مؤسسة كرامة المحاميات المسلمات من أجل حقوق الإنسان، ص 1-2
5- أبو العنين، محمد محمود (د.خ). أثر العنف الأسري على الإجرام ، جامعة الطائف.
6- مأمون، كريم ، مقالة بعنوان "كيف يمكن معالجة العنف الأسري" على موقع عنب بلدي https://www.enabbaladi.net/archives/378006#ixzz7iQyNHwW3