المعونة العسكرية الأمريكية لمصر وحقوق الإنسان
افتتاحية النيويورك تايمز تطالب بربط المعونة العسكرية لمصر بحقوق الإنسان والديمقراطية والافراج عن زعماء الإخوان لأهمية دورهم في قيادة شباب الإخوان الذين يشعرون بالضياع وقد ينتهي الأمر بهم لانتهاج العنف. المقال يزعم أن مصر استخدمت الدبابات الأمريكية الصنع في قصف المدنيين في سيناء. وتدعو لوقف طلبية بنحو 650 مليون دولار من الدبابات والطائرات كان يُفترض تسليمها قبل نهاية العام 2014 حتى يصدر جون كري شهادة بأن مصر عادت لدرب الديمقراطية.[1]
بادئ ذي بدء، فالنبرة السلبية للافتتاحية هي اعلان بفشل لقاء السيسي بأوباما، في الأسبوع السابق على هامش انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة. ما أن علمت أمريكا أن مصر مهتمة بالحصول على الأسلحة حتى بدأت تلاعبها. طبعاً كون أمريكا الطرف الأقوى في العلاقة والدائن، فالواقع يفرض على نظام الحكم في مصر أن يبدي تألمه من أية عقوبات يفرضها الطرف الأقوى، حتى لو لم تكن حقاً مؤلمة، حتى لا تتطرق أمريكا لعقوبات أوخم. كما أن الطرف المصري يعلم أن أمريكا تحتاج لأن يظل الجيش المصري مهيمناً على الوضع في مصر وأن يظل تسليحه أمريكياً وأن تحتفظ أمريكا بالحق المباشر في تحديد ذلك التسليح.
نقاط هامة: 1- العلاقات المصرية الأمريكية مازالت محتقنة بشدة. ويسودها التهديد والوعيد. ومازال البيت الأبيض مصراً على دور سياسي للإخوان. ومازال السيسي، ومعه الملك عبد الله، يضعان آمالهما في أن يأتي رئيس جمهوري في واشنطن ينصفهما في 2017. ولكن سيرة الرئيس بوش الجمهوري مع مصر تثبت أن هذا الأمل هو في غير محله.
2- السلاح في عصر الإنترنت و الـGPS أصبح بدون قيمة في يد من لا يصنعه. فقد رأت مصر في 2013 كيف أن تلكؤ أمريكا في إجراء الصيانة السنوية للطائرات إف-16 والمروحيات وطائرات النقل جعلتها جميعاً حبيسة الهناجر. الذكاء (أو السيطرة) المبنية داخل كل الأسلحة الكبيرة اليوم، بدون علم أو تدخل، المشتري، يجعلها معدومة القيمة، إلا في الاستخدامات التي يريدها ويقرها صانع السلاح. وهذا أمر ليس بجديد، بل يعود على الأقل إلى حرب الخليج الأولى 1992، حين أعلنت فرنسا أنها قامت بشل جميع الصواريخ الموجهة التي اشتراها العراق. ولكن ما تأثير غياب الأسلحة الكبيرة على هيكلية جيش كبير في دولة غير منتجة للسلاح، مثل مصر (أو الجزائر أو باكستان أو تايلند)؟ غالباً سيؤدي ذلك إلى انكماش كبير في تعداد الجيش، بما يكون له آثار هائلة على المجتمع.
3- العقيدة التدريبية للجيش المصري أصبحت وثيقة الارتباط بالجيش الأمريكي، فلا تتم ترقية من رتبة عقيد إلى رتبة عميد قبل السفر في دورة تدريبية في الولايات المتحدة للكثيرين في الجيش المصري. ولا غضاضة في ذلك، ولكن أولئك الخريجين هم أكثر ارتياحاً في التعامل مع نظم التسليح الأمريكية. فكيف سيتعاملون مع انقطاع التسليح الأمريكي أو بمجرد التهديد بذلك؟
4- هذه الضغوط تحدث متزامنة مع طلب أمريكا من مصر التصديق على اتفاقيات تقاسم مكامن الطاقة مع قبرص وإسرائيل ، وطلب ترسيم الحدود مع اليونان. فتهرع مصر لتبصم على اتفاقيات مجحفة لأجيال قادمة، مقابل تغيير فلتر في طائرة إف-16 قد لا نستطيع الإقلاع بها.
المصادر
- ^ "Reining In Egypt's Military Aid". نيويورك تايمز. 2014-10-04. Retrieved 2024-09-23.