أعطيك ليبيا مقابل بريطانيا وجزاء بليزاريوس

حول المؤلف

مساهمات حديثة أخرى

اجعل هذه الصفحة أفضل بتحريرها.
Shafei
0

في عام 538 كانت الامبراطورية الرومانية تحتضر، وظهرت قوى جديدة على الخريطة، مثل الجرمان والقوط والوندال والهون والفرنجة. سماهم الرومان البرابرة. سعت كل قوة لاقتناص جزء من الامبراطورية. وفي صحوة أخيرة للامبراطورية، حاول جستنيان امبراطور الجزء الشرقي (البيزنطي) منها أن يستعيد أملاك الجزء الغربي الذي سقط بالكامل للقوى الجديدة (البرابرة). وقـُيـِّد له قائدٌ عسكريٌ فذ، بليزاريوس، أحد أعظم القادة العسكريين في التاريخ، والذي خاض وانتصر في حروب على الوندال، والقوط والفرنجة والفرس.

وبعد تحريره إيطاليا، عاود القوط الهجوم عليها من تونس. فحاصروا روما في عامي 537-538. ونقل لنا المؤرخ المعاصر للحصار، پروكوپيوس، هذا الحوار بين القائد الروماني بليساريوس وممثلي ملك القوط الشرقيين.

وقال البرابرة: "[...] نتنازل لكم عن صقلية، العظيمة الثرية، والتي نرى أنكم بدونها لن تتمكنوا من الاحتفاظ بليبيا بأمان."

ورد بليزاريوس: "ونحن من جانبنا نسمح للقوط بالحصول على كل بريطانيا، التي هي أكبر كثيراً من صقلية وكانت خاضعة للرومان منذ العصور القديمة. لذا فمن العدل أن يكون المقابل مساوياً لأولئك المبادرين بالفِعال الطيبة عن طيب خاطر."

البرابرة: "حسناً إذاً، إذا ما عرضنا عليك كامپانيا أيضاً، أو ناپولي نفسها، فهل سيحظى العرض بإهتمامك؟"

بليزاريوس: "لا، فلسنا مخولين بإدارة شئون الامبراطور بشكل يخالف رغباته."

حوار بين بليزاريوس والسفارة القوطية
پروكوپيوس، في الحرب القوطية II.VI

ويتضح أن القوط لم يكونوا يقصدون احتلال روما، بل كان الحصار لتعزيز موقف القوط في مفاوضات وراثة الامبراطورية الرومانية التي تحتضر.


ترى كم من حصار وهجوم نشهده الآن في الساحة العربية، والغرض الحقيقي منه يبعد آلاف الكيلومترات عن مسرح الحدث؟ مثل الهجوم على الموصل وحصار صنعاء، بينما المقايضة هي "سوريا مقابل أوكرانيا".

جستنيان (أوباما) يحاول تصميد رُقع امبراطوريته أمام هجوم البرابرة (روسيا والصين).

جزاء بليزاريوس

بيليزير Bélisaire، بريشة فرانسوا أندريه ڤانسان، 1776. بليزاريوس، وقد ثملت عيناه، وصار متسولاً، يتعرف عليه أحد جنوده السابقين
بليزار كمتسول، كما صورته الأسطورة الشعبية، في رسم جاك-لوي داڤيد (1781).

الامبراطور جستنيان كان محظوظاً بأن كان لديه بليزاريوس، أحد أعظم القادة العسكريين في التاريخ، والذي خاض وانتصر في حروب على الوندال، والقوط والفرنجة والفرس. إلا أن تلك الانتصارات أشعلت الغيرة في قلب جستنيان الذي أمر بسمل عيني بليساريوس ليقضي بقية عمره متسولاً على أبواب روما. مصير بليزاريوس ألهم الكثير من الرسامين والشعراء على مر التاريخ.

<comments />