يوحنا بلو اليسوعي
يوحنا بلو اليسوعي Jean Baptiste Belot (و. 1 مارس 1822 - 14 أغسطس 1904) مبشر يسوعي مستعرب فرنسي عاش في الجزائر ثم بيروت. صنف العديد من المؤلفات بالعربية.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
مولده ونشأته
ولد في غرة آذار سنة 1822م في (لوكس) وهي بلدة من ولاية برگندي في فرنسا، وقد حمله تقاه وزهده أن يهجر العالم بعد دروسه الأولى في مدرسة ديجون الإكليريكية، وانتظم في سلك الرهبانية اليسوعية في 18 حزيران سنة 1842 م، وذهب إلى بلاد الجزائر، وعلم في دير (بن كنون) بعض الأولاد الذين نفتهم الحكومة من فرانسا لسوابقهم، وفيها درس اللغة العربية. ثم عاد إلى فرانسا، ودرس في دير قلس الفلسفة والرياضيات مدة ثلاث سنوات فبرع بها ونال الشهادة في فنون الآداب القديمة.
وفي سنة 1852م سيم كاهناً فكان قدوة الرهبان وشعاره (صل واشتغل). وجاء إلى بيروت في أول خريف عام 1864م فأفرغ همته في اتقان اللغة العربية، وعهد إليه بإدارة المطبعة، فكان يقرأ كل مسودات مجلة المشرق الشهيرة.
مؤلفاته
ألف مجموعة ذي خمس أجزاء من الكتب المدرسية لدراسة اللغة العربية بمساعدة اللغوي الشهير الشيخ ابراهيم اليازجي، وهو 1 ـ كتاب (نخب الملح) وله كتب دينية، وقضى أربعين سنة في التأليف، وأدى للآداب الشرقية خدمات ندر مثلها، واستحق شكراً خاصاً من المستشرقين بما وضع لهم من التآليف لدرس اللغة العربية وتعريب معضلاتها، وأثنوا على مصنفاته الجليلة منها 2 ـ معاجمه الثلاثة (الفرائد الدرية في اللغتين العربية والفرنسية) 3 ـ قاموسه المطول الفرنسي والعربي في جزئين مع مختصره، وأصبحت هذه المؤلفات تدرس في الكليات الأوروبية، 4 ـ مؤلفه الفرنسي في مبادىء اللغة العربية.
لقد كان جباراً في جهوده العلمية ومطالعاته ودراساته، وكان بصفته مديراً للمطبعة ينظر في كل المطبوعات ويصلح ملازمها، وهو شغل محل لا يعرف ثقل وطأته الا من عاناه، وقد لزم هذا العمل مدة نيف وثلاثين سنة دون سأم ولا كلل، وغايته النبيلة خدمة العلم والثقافة الشرقية. كان متواضعاً وواعظاً مرشداً ينطق بالمعاني السامية، وقد بلغ شيخوخة طيبة، ومع ما كان يكابد قبل وفاته بأشهر من ثقل العمر وأسقامه كان مثابراً على جهوده العلمية، ولما أحس بقرب منيته استقبلها بكل ارتياح. وفي الرابع عشر من شهر آب سنة 1904م انطفأ سراج حياته.