ياكوزا
ياكوزا (باليابانية: やくざ -الهيراغانا- أو ヤクザ -الكاتاكانا-) هو مصطلح عام يطلق على المنظمات الإجرامية في اليابان.
تعود أصل كلمة "ياكوزا" إلى لعبة أوراق (شدة) قديمة تسمى "هانافودا"، كان كل لاعب يتلقى ثلاثة أوراق لعب، والذي يقوم بسحب الأوراق ذات الأرقام 8 (ya)، 9 (ku)، و3 (za) يكون مصيره الخسارة الأكيدة. منذ القرن الـ17 م، أطلق اللفظ على الأشخاص المهشمين في المجتمع، رجال الساموراي العاطلين (رونين)، والذين كان ينتظمون في جماعات تمارس السلب والنهب، قطاع الطرق، عابري السبيل و لاعبي القمار.
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
التعداد
حسب إحصائيات الشرطة اليابانية، بلغ تعداد أفراد عصابات الياكوزا حوالي 150.000 شخصا (1996 م)، يتوزعون على أزيد من 2.000 عائلة كبيرة (باليابانية: "كومي" أو عشائر). غير أن الخبراء يجمعون القول على أن هذه الأرقام لا تطابق الواقع، وأن عددهم أكبر من هذا الرقم.
العلاقات داخل الجماعة
يتم ترجمة كلمة "كومي" بعبارة عشيرة، غير أن كلمة عائلة هي الأنسب، لأنها تعطي انطباعا دقيقا عن نوعية العلاقات داخل هذه المنظمات. تقوم هذه العلاقات على أسس أبوية، ويكون طرفيها العراب (زعيم العشيرة، ويسمى "أويابون") وأبناءه (كوبون). تتفرع كل عائلة إلى عوائل أصغر ودائما حسب هذا النمط، تبسط سيطرتها على منطقة معينة، وتستعمل كل الوسائل للدفاع عنها في حالة إقدام عائلة أخرى على اختراقها.
القوانين
تجد بعض الفئات الاجتماعية المهمشة في هذه العصابات ملجأ لها، وتكتسب هوية جديدة، مقابل بعض التنازلات كالالتزام بالنظام الداخلي. من أهم الشروط هذا النظام هي الولاء للعائلة التي تحتضن المنتسب الجديد. القاعدة المهمة الثانية هي عدم التعرض للـ"كاتاغي"، وهي التسمية التي تطلق على الأناس العاديين من غير الياكوزا، طالما لم يقم هؤلاء بخرق القوانين العامة طبعا!.
النشاطات الرسمية
في العلن تبدو نشاطات هذه العصابات العائلية رسمية وقانونية. يتجول رجالها في وضح النهار في الأحياء، ويعلنون أنهم نشطاء ضمن جمعيات اجتماعية ذات أهداف غير نفعية، تعرف الشرطة أسماء وشخصيات أغلب العرابين الكبار (oyabun). يختصر دورهم الرسمي الاجتماعي في الدفاع عن سكان الحي ضد اللصوص والأعمال التخريبية التي يقوم بها الـ"بوسوزوكو" (bôsôzoku)، وهم جماعة من الصعاليك يمتطون الدراجات النارية صاخبة، وغالبا ما ينتهي أمرهم بأن ينضموا إلى إحدى عصابات الياكوزا. تقوم هذه الجماعات بالدفاع عن الحي مع التزامها بعدم الإخلال بالأمن العام.
النشاطات الموازية
يستمد الياكوزا مواردهم الأخرى من كل ما هو ممنوع ومحرم: ألعاب القمار، الدعارة، الأسلحة النارية -وهي ممنوعة في اليابان-، المخدرات وغيرها. يتلقون أموالا مقابل تأمين الحماية للمتاجر والمحلات. لديهم نظام بنكي ربوي فريد من نوعه، يستطيع أي شخص أن يقترض منهم مالا، وبالقيمة التي يريد، يوفر له المبلغ في ظرف قياسي، ولا يحتاج إلى أن يجيب على أية أسئلة، الشرط الوحيد هو تسديد رأس المال مع الفوائد والتي تكون فاحشة وفي الآجال المتفق عليها. تكون عواقب تأخير رد المبلغ وخيمة، وبعد مرحلة المضايقات الأولية، يلجأ رجال العصابات في النهاية إلى التخلص من الزبون، ثم تتبعه عائلته.
الياكوزا في الأدب والسينما
ترك رجال عصابات الياكوزا صورة مؤثرة في الذاكرة الشعبية. فهم يخضعون أنفسهم لمبادئ صارمة ولديهم ميثاق شرف يلتزمون به إلى حد الهلاك، يقومون باتخاذ وشوم مختلفة على أجسادهم، لا يتورعون عن قطع طرف الخنصر (الأصبع الصغرى) للتكفير عن أفعالهم إذا ما مست كرامة عشيرتهم. تصورهم الروايات الأدبية والسينما اليابانية كأبطال يدافعون عن حقوقهم.
ظهر نوع خاص من الأفلام التي تتناول حياة هذه المنظمات، تعرف باسم (نينكيو-إييغا)، وغالبا ما تكون أحداث القصة المثالية عن أحد آخر الشجعان والذي يحاول أن يدافع بسيفه عن شرف عائلته وحقوق المستضعفين!، يخوض المعركة ضد أطراف أكثر قوة منه، وهو يعرف أن مصيره الموت في النهاية. كان للفيلم الأمريكي "ياكوزا" والذي قام بدور البطولة فيه الممثل "روبرت ميتشوم" و"تاكاكورا كن"، دورا كبير في تعريف المجتمع الغربي بهذا العالم الإجرامي، غيرا أن أكثر الأفلام مطابقة لواقع هذه الجماعات هي تلك التي يخرجها "تاكيشي كيتانو"، وفيلم "سوناتين" هو أحسن مثال على الحياة الصاخبة لهذه العصابات.