ياريڤ الباز

ياريڤ الباز.

ياريڤ الباز (و. 1976)، هو رجل أعمال إسرائيلي-أمريكي من أصول مغربية. وهو رئيس شركة أداركو للطاقة. كان للباز دوراً محورياً في اتفاقية التطبيع الإسرائيلية المغربية التي عُقدت عام 2020.

سيرته

وُلد ياريڤ الباز في المغرب عام 1976. عاشت عائلة ياريڤ في حي الملاح اليهودي بمدينة مراكش، كان والده يعمل صائغاً، وتاجراً في الذهب والحلي، وكان مقصداً لكل يهودي يرغب في شراء، أو بيع قطع الذهب، سواء من حي الملاح، أو من نواحي مراكش.[1] بقي ياريڤ على علاقة وطيدة بالمغرب، وتربطه علاقة وطيدة بالعائلة المالكة المغربية. بعد تخرجه من مدرسة ESCP التجارية الفرنسية المرموقة عام 1998، عمل في بنك التمويل الفرنسي. أعوام قليلة ثم استقال ياريڤ من عمله ليُكوّن مجموعة YCAP الاستثمارية ثنائية المقر، في لوكسمبورگ وفرنسا. بلغ رأس مال المجموعة الاستثمارية حوالي 1.5 بليون يورو، وسيطرت على غالبية الصناعات الغذائية في المغرب، فقد اشترى شركة القمح والشعير، فورأفريك، واشترى أكبر منافس لها شركة تريا. سيطرته تمتد إلى خارج حدود المغرب وتشمل مناطق عديدة في أفريقيا، فقد اشترى شركتي السكر والطواحين في السنغال، وشركة طواحين أبيجان، الرابط بين تلك الشركات أنها كانت ملك رجل أعمال مغربي آخر هو جون كلود ميموران. [2]


العلاقات الإسرائيلية المغربية

من اليسار: يوسي أبو رئيس شركة نيوميد، أمينة بنخضرة، رئيسة المكتب الوطني للهيدروكاربورات والمعادن، وياريڤ الباز، المغرب، مارس 2024.

بجانب تلك الإمبراطورية الاقتصادية فإن ياريڤ يمتلك إمبراطوريةً من العلاقات جعلته حلقة وصل شديدة الأهمية بين المغاربة والإسرائيليين، فهو المُقرب من رام بن ياراك، مسئول الموساد الإسرائيلي، من جهة الإسرائيليين، وصديق مُقرب لجارد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترمپ. اللقاء الأول الذي جمع شمل هؤلاء كان لقاءً في عام 2018، بين ياريڤ ورام مع وزير الخارجية المغربي، باء اللقاء بالفشل، لكن نتج عنه صداقة بين ياريڤ وكوشنر استمرت حتى اللحظة. والتقى الثنائي، كوشنر وياريڤ، مرة أخرى عام 2019، وزارا معاً المقبرة اليهودية في الدار البيضاء.

في 10 ديسمبر 2020، أعلن الرئيس الأمريكي ترمپ اعتراف الولايات المتحدة بالحكم الذاتي المغربي على الصحراء الغربية، المنطقة المتنازع عليها بين المغرب وجبهة الپوليساريو. الصفقة التاريخية التي رعاها ياريڤ تمنح المغرب اعترافاً أمريكياً بالصحراء الغربية مقابل التطبيع مع إسرائيل. وغرّد ترمپ أن المغرب اعترف بالولايات المتحدة الأمريكية عام 1777 ما يجعل، لذا فمن اللائق الاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء الغربية. وبموجب هذا الاعتراف سوف تفتح الولايات المتحدة قنصليةً لها في مدينة الداخلة، الموجودة في الصحراء الغربية. وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، صرّح بأن هذا الأمر يُعتبر تطوراً محورياً في النزاع القديم على الصحراء الغربية، إذ قال إن من اعترف بالسيادة المغربية هي القوة العظمى وعضو مجلس الأمن والدولة الكبرى المؤثرة على الساحة الدولية. وفي مقابل هذا الاعتراف سوف تربط المغرب خطوطها الجوية مباشرةً مع إسرائيل، وتُعيد فتح مكتب الاتصال الذي افتتح عام 1994 وأُغلق عام 2002 بعد الانتفاضة الفلسطينية الثانية. وقال بوريطة إن المغرب ليس كالدول التي سبقته في قطار التطبيع مؤكداً على خصوصية المغرب وخصوصية دوافعه تجاه هذ الخطوة. تلك الخصوصية يقصد بها بوريطة وجود عدد كبير من اليهود يعيشون في الأراضي المغربية، ووجود ما يقارب 750.00 مغربي يعيش في إسرائيل، ولأن ملك المغرب أمير للمؤمنين، على حسب وصف بوريطة، فإنه يجعل له علاقة خاصة باليهود المغاربة.

تلك الخصوصية أيضاً يقول عنها بوريطة أنها لن تغير من مبادئ المغرب شيئًا تجاه القضية الفلسطينية، فالمغرب يؤمن دائماً بحل الدولتين، وأن المغرب سوف يستمر في استغلال علاقاته الطيبة مع إسرائيل من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط. تعتبر الجزائر أكبر خاسر في الصفقة الأخيرة، إذ إنها أكبر جهة داعمة لجبهة الپوليسارو التي تنازع المغرب سيادته على الصحراء المغربية. الجزائر تدعم الپوليسارو مالياً ولوجستياً، وتفتح أراضيها أمام النازحين منذ السبعينيّات، لحظة بداية النزاع المسلح منذ عام 1976 حتى 1991، والذي انتهى بتوقيع اتفاقية وقف إطلاق النار تحت إشراف الأمم المتحدة. الإقليم الذي ظل الإسبان مسيطرين عليه حتى عام 1975، يشهد صراعاً بين جبهة الپوليسارو التي تريد الحكم الذاتي على الإقليم، والمغرب الذي يُصر على مغربية الإقليم. ومن أبرز أسباب الصراع احتواء الإقليم على احتياطات فوسفات من أكبر الاحتياطات في العالم، بجانب وجود احتياطي كبير من النفط والملح والثروة البحرية.

جاء القرار الأمريكي لينضم إلى العديد من الدول التي فتحت قنصليّات لها في الإقليم في الآونة الأخيرة، مثل الإمارات والأردن. ويُعتبر القرار الأمريكي تعزيزًا لدبلوماسية يعتمدها المغرب مع حلفائه بحثّهم على فتح قنصليّات في إقليم الصحراء الغربية تأكيدًا على مغربية الإقليم. كما أن فلسطين هي بالتأكيد خاسرة من تلك الضربة الجديدة، حتى وإن أكد الجانب المغربي أن فلسطين لن تتضرر من التطبيع، لكن الواقع أنه قد زاد عدد الدول العربية المُطبعة مع إسرائيل دولة جديدة، ويصبح المغرب أول دولة في منطقة المغرب العربي تُقيم علاقات من هذا النوع مع إسرائيل. ويُعاني الداخل المغربي من انقسامات جراء هذا القرار، والصوت الغالب هو الصوت الرافض للقرار، وامتلأت مواقع التواصل بعدة وسوم رافضة للتطبيع، وأعلنت حركة العدل والإحسان، من أكبر حركات المعارضة، رفضها للتطبيع، ودعت للاحتجاج السلمي الرافض للقرار. وجاء إعلان ترمپ جاء قبيل عدة أيام قبل رحيله من المكتب البيضاوي، ما يعني أن المشرف على تنفيذ باقي خطوات الاتفاق هو الرئيس الأمريكي جو بايدين، لكن بايدن لم يُعلن أي موقف من الصفقة، ولا وزير خارجيته توني بلنكن عدم تحدّث الخارجية الأمريكية، أو حتى التالية برئاسة ترمپ، عن الصفقة قد يشير إلى أن الصفقة تمت دون رضا الخارجية الأمريكية. خاصةً وأن بلنكن قد صرّح سابقًا، عام 2016، أنه يؤمن بأن حل مشكلة الإقليم المغربي يجب أن تكون عبر الحل الأممي.

مشروعاته

يملك ياريڤ العديد من الإستثمارات في أفريقيا والولايات المتحدة والمغرب، وله علاقات مع العديد من رؤساء الدول الأفريقية، وهو مقرب جداً من الرئيس الگابوني السابق علي بونگو اوندمبا وشقيقته.

أداركو للطاقة

في مارس 2025 منحت المغرب شركة نيوميد للطاقة الإسرائيلية رخصة للتنقيب عن الغاز البحري في مياه الصحراء الغربية. امتياز بوجدور الأطلسي، الذي تبلغ مساحته تبلغ مساحتها 34.000 كم²، تتوزع ملكيته كالتالي:

ويعد رجل الأعمال الإسرائيلي-المغربي ياريڤ الباز، رئيس شركة أداركو للطاقة، أحد الشخصيات المحورية في تعزيز العلاقات الإسرائيلية المغربية.[3]

وبحسب وسائل الإعلام الرقمية الإسپانية، فإن الاتفاق الذي يعود تاريخه لعام 2022 لكن لم يُضفى الطابع الرسمي عليه إلا في منتصف فبراير 2025، ينص على إجراء دراسة جيولوجية وجيوفيزيائية لمدة ثلاثين شهراً، وبعدها يمكن أن تبدأ عمليات الاستكشاف الأولى على الحدود البحرية لإسپانيا، التي تنظر إلى هذا الاتفاق بعين الريبة. تبعد منطقة الامتياز هذه أكثر من 200 كيلومتر عن جزر الكناري الإسپانية.

حياته الشخصية

ياريڤ الباز وزوجته في حفل زفافهما في مراكش، المغرب، نوفمبر 2021.

في أكتوبر 2021 أقام ياريڤ حفل زفافه الذي وُصف بالأسطوري في مدينة مراكش المغربية. الذي حضره مستشاراً ملكياً مندوباً عن العاهل المغربي محمد السادس. وحضر الحفل رئيس دولة أفريقية صديق حميم للمغرب برفقة زوجته، وفنانين عالميين وشخصيات مرموقة في مختلف المجالات، وكان من المقرر حضور الرئيس الأمريكي السابق بيل كلنتون وزوجته وزيرة الخارجية السابقة هيلاري كلنتون لكن لم يحضراً لظروف صحية.[4]

انظر أيضاً

المصادر

  1. ^ "من هو ياريف الباز الذي يستعد لعرس أسطوري تحضره شخصيات عالمية أبرزها ابنة ترامب؟". اليوم 24. 2021-10-18. Retrieved 2025-03-08.
  2. ^ "ياريڤ الباز: مهندس صفقة التطبيع المغربية". إضاءات. 2021-03-01. Retrieved 2025-03-08.
  3. ^ "Géopolitique. Une licence accordée par le Maroc à une entreprise israélienne inquiète en Espagne". courrierinternational. 2025-03-05. Retrieved 2025-03-06.
  4. ^ "صور تنشر لأول مرة للزفاف الأسطوري لابنة الملياردير اليهودي المغربي ياريف الباز بمراكش". زنقة 20. 2021-11-17. Retrieved 2025-03-08.