وردان بن مخرم
ورْدَان بن مُخرّم التَّمِيمِي الْعَنْبَري، صحابي، وهو سيد بني عدي بن جندب من بنو العنبر، وممن وفد على النبي صلى اللّٰه عليه وسلم، وذكر الإمام الطبري: له ولأخيه حيدة بن مخرم صحبة، وفد إلى النَّبِيّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأسلما ودعا لهما.
وأورد من طريق أبي الحسن المدائنيّ، عن رجاله بأسانيد متعددة، قالوا: لما أصاب عيينة بن حصن بني العنبر قدم وفدهم فصاحوا، فقال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «ما هذا الصعق» ؟ قيل: وفد بني العنبر، فقال:
«ليدخلوا وليسكنوا» . فقيل ذلك لهم، فقالوا: ننتظر سيدنا وردان بن مخرم وكان القوم تعجلوا، وأقام هو في رحالهم يجمعها، فقيل لرسول اللَّه صلى اللَّه تعالى عليه وعلى آله وسلم: إن وردان لم يكذب قط، وهو الّذي ينتظرون، فلما
جاء قال له: «أنت سيد قومك، فأخبرني عنهم» .
قال: ما كانوا بالمسلمين المقبلين ولا بالمشركين المدبرين. فقال: «ميّزهم لي» . قال:
فجعل يميز الشباب جانبا، فتبسم رسول اللَّه صلى اللَّه تعالى عليه وآله وسلم، ثم قال رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم: «إنّ لكلّ حقا ورحما، يا بني تميم، أهب لكم ثلثا، وأعتق ثلثا، وآخذ ثلثا» ، فتنازع عيينة والأقرع، فقال لهم رسول اللَّه صلى اللَّه عليه وآله وسلم:
«من أدى أربعمائه فليذهب» .
وفي ترجمة ذؤيب بن شعثم وصفية بنت بشامة ردَ عليهم الرسول صلى الله عليه وسلم بقية الأسرى وفي الطبقات الكبرى لابن سعد عفى عنهم وفي هذه الحادثة بين رسول الله أن تميم من ولد إسماعيل عليه السلام وهذا من أسباب عفوه عنهم، وقالت عائشة رضي الله عنها: "كان علي رقبةٌ من ولدِ إسماعيلَ فجاء سَبْيٌ من خَولانَ فأردت أن أعتِقَ منهم فنهاهني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ثُمَّ جاء سَبْيٌ من مُضَرَ من بني العَنْبرِ فأمَرني النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أن أعتِقَ منهم."
ولقد قام بهجاءه محرز بن المكعبر الضبي لعصبيته لبني عدي بن جندب عن سائر قبيلة بني تميم قائلا :
أقولُ وقد بُزَّت بِتِعشارَ بَزَّةً
لوَردانَ جِدَّ الآن فيها أَوِ العَبِ
فَعَضَّ الذي أبقى المواسي من امِّهِ
خَفِيرٌ رآها لم يُشَمِّر ويَغضَبِ
إذا نزَلَت وَسطَ الرِّبابِ وَحَولَها
إذا حُصِّنَت أَلفَا سِنَانٍ مُحَرَّبِ
حَميتَ خُزاعِيّاً وأفناءَ مَازِنٍ
وَوردانُ يَحمِي عن عَدِيِّ بن جُندَبِ
سَتَعرِفُها وِلدَانُ ضَبَّة كُلِّهَا
بأعيانِها مَردُودةً لَم تَغَيَّبِ